وداع رسمي وشعبي للجندي الشهيد جمال هاشم وممثل مقبل وقهوجي أكد أن الاعتداءات الغادرة لن تضعف عزيمة الجيش على استئصال الارهاب

522

وداع رسمي وشعبي للجندي الشهيد جمال هاشم وممثل مقبل وقهوجي أكد أن الاعتداءات الغادرة لن تضعف عزيمة الجيش على استئصال الارهاب

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية – عكار – ودعت قيادة الجيش وبلدة القبيات ابنها الجندي الشهيد جمال هاشم، بمأتم رسمي وشعبي كبير. فوسط أجواء من الحزن العميق، احتشد رفاق السلاح وأصدقاء ومحبون من مختلف القرى والبلدات العكارية الى جانب والدي الشهيد وعائلته، لمرافقة ابنهم الى مثواه الاخير. وقد أجريت له مراسم التكريم الرسمية أمام مستشفى عكار- رحال، حيث تم تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم انتقل موكب التشييع إلى بلدة القبيات، التي زينت شوارعها بلدة بالشرائط البيض، وسارت الجموع التي ملأت ساحات البلدة خلف النعش المسجى بالعلم اللبناني محمولا على اكف زملائه العسكريين وابناء بلدته الذين استقبلوه بزفة العرس، ونثروا عليه الورود والارز والعطور، وصولا الى كنيسة الشهيدة مورا في حي مرتمورة، التي دخل ساحتها على وقع التصفيق المتواصل والزغاريد، وحيث أدت له ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية على وقع نشيد الموت والخلود لفرقة موسيقى الجيش.

ترأس الصلاة لراحة نفس الشهيد هاشم رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، يعاونه لفيف من الكهنة، في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري النائب رياض رحال، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب نضال طعمة، ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد وليد الكردي، ممثل النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس ناصر بيطار، ممثل رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ارنيست الحاج، النائب هادي حبيش، ممثل رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع العميد وهبة قاطيشا، ممثل الامين العام ل”تيار المستقبل” احمد الحريري منسق التيار في عكار خالد طه، نقيب محامي الشمال ميشال خوري، ضباط ممثلين عن المدراء العامين لقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة، رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب الكرملي ميشال عبود وقيادات وفاعليات عديدة.

والقى بوجودة عظة استهلها بتقديم التعزية بالشهيد جمال الى أهله وزملائه وقيادة الجيش، طالبا من الله “أن يحمي هذه البلاد من كل خطر يتهددها وبصورة خاصة من أولئك الذين يريدون لها شرا، فتبقى رسالة للشرق والغرب والعالم أجمع”.

وقال: “ان تاريخ هذه المنطقة هو أفضل شاهد عن أهمية العيش الواحد الذي يتحلى به أبناؤها والذي لا يمكن لأية أحداث مهما عظمت أن تغيره وتبدله. ولربما كانت الحادثة الأليمة التي حصلت أمس هي اعتداء واضح من قبل مجموعات غريبة تتسلل إلى مختلف المناطق اللبنانية لتخلق جوا من الخوف والقلق عند جميع المواطنين، وتحاول خلق الإنقسامات والإنشقاقات في المجتمع اللبناني رفضا لما يعيشه اللبنانيون مع بعضهم البعض منذ القديم والذي عبر عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما قا: إن لبنان هو أكثر من وطن، إنه رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع”.

أضاف: “إن ما قاله العزيز جان والد الشهيد جمال، ولو كان يعيش في عمق ألم الأب الذي فقد إبنه بهذه الصورة البشعة، شكر الله على أن رفاق إبنه العسكريين قد نجوا من هذه الحادثة التي كانت قد تكون كارثة كبيرة لو أن الإرهابيين كانوا قد نجحوا في تعطيل السيارة التي كانت تقل جمال ورفاقه العسكريين، الذين يوحدهم، بالرغم من إنتمائهم إلى طوائف ومذاهب مختلفة محبة الوطن والذين تطوعوا ليكونوا في خدمته والدفاع عنه، مع علمهم بأن ذلك قد يؤدي بهم إلى الإستشهاد وسفك دمائهم في سبيله”.

وتابع: “ان أبناء لبنان وشبابه الذين إنتسبوا إلى الجيش اللبناني بملء إرادتهم، ولم يفرض ذلك عليهم فرضا، لأن ليس في لبنان خدمة عسكرية إلزامية، يعبرون عن محبتهم لهذا الوطن حبا يذكرنا بما يقوله الإنجيل المقدس بأن ليس من حب أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب. إنهم يبذلون حياتهم حبا ببلادهم وأبناء بلادهم”.

وختم: “العزيز الشهيد جمال الذي نشيعه اليوم بالحزن والأسى وهو في عز شبابه، تطوع في الجيش ليعبر عن هذه القيم التي آمن بها، وعن حبه اللامحدود لبلاده. فإنه على حب هذا الوطن قد نشأ وتربى”.

الكردي

ثم القى العقيد الكردي كلمة نقل في مستهلها تعازي وزير الدفاع وقائد الجيش الى عائلة الشهيد هاشم، وقال: “في هذه الاوقات العصيبة قد تتنوع المواقع والساحات لكن الاخطار نفسها تلازم رجالنا في كل مكان والايادي العبثية المجرمة هي نفسها التي تعمل بلا كلل على استهداف المواطنين كما العسكريين في محاولة منهم للنيل من وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين ابنائه، وللنيل ايضا من المؤسسة العسكرية التي تشكل درع الشعب ومعقد اماله. وهكذا كان قدر شهيدنا الغالي جمال ان يسقط شهيدا في مواجهة يد الغدر والاجرام ويمضي الى دار الخلود عزيزا كريما مرسخا في الاذهان صورة ناصعة عن الجندي اللبناني الذي لا يبخل في تقديم الاغلى والاسمى ذودا عن وطنه واهله”.

أضاف: “ان تكرار الاعتداءات الغادرة بحق عناصر الجيش سواء من الغرباء المرتزقة او ممن يدعون زورا الانتماء الى الوطن بعد ان تخلوا عن مواطنيتهم وباعوا انفسهم للجماعات الارهابية التي لا تعير اي قيمة لحياة الانسان وكرامته وحريته، لن تفلح على الاطلاق في اضعاف عزيمة الجيش واصراره على استئصال افة الاجرام والارهاب من جذورها، فالارض ارضنا والشعب شعبنا ولن تستطيع قوى الشر مهما استخدمت من اساليب ووسائل قتل وترهيب ان تثنينا عن التزامنا ودورنا في حماية الوطن”.

ثم تلى نبذة عن حياة الشهيد وسلم والده الاوسمة. بعد ذلك القت العائلة النظرة الاخيرة الوداعية ليوارى في الثرى في مدافن العائلة، وجرى تقبل التعازي في قاعة الكنيسة.