معيار “الصناعة اللبنانية” المغلوط في مفهوم د.جعجع والنائب جورج عدوان

150

معيار “الصناعة اللبنانية” المغلوط في مفهوم د.جعجع والنائب جورج عدوان
الياس بجاني/15 حزيران/17

يوم فرض حزب الله بالقوة العماد ميشال عون رئيساً وبشروطه وغب توقيته ادعى الدكتور سمير جعجع وبعض السياسيين اللبنانيين بأن عملية الانتخاب الرئاسية كانت صناعة لبنانية 100%، وذلك رغم كل الحقائق والوقائع والإثباتات العملانية والموثقة الدولية والمحلية والإقليمية التي أكدت في حينه ولا زالت تؤكد العكس تماماً..

ويوم أمس أطل على الشعب اللبناني النائب جورج عدوان فرحاً ومغبوطاً ومدعياً هو الآخر بافتخار واستكبار لافتين بأن القانون الانتخابي “النسبي” الجديد هو صناعة لبنانية، وأيضاً كالرئاسة بنسبة 100%.

لنقض الإدعاءات بأن الانتخابات الرئاسية كانت صناعة لبنانية، نحيل المدعين كافة، ومن صدقهم، ومعهم أيضاً كل الذين ذاكرتهم انتقائية وضعيفة، نحيلهم إلى الطرح الرئاسي السيادي بامتياز الذي على أساسه ترشح الدكتور جعجع للرئاسة، ولكل بياناته وتصاريحه وتحديداً إلى إطلالاته الإعلامية التي كانت تلي كل دورة نيابية فاشلة لانتخاب رئيس..

هذا ومن يعود لأرشيف د.جعجع الغني بما يخص ترشحه للرئاسة ولمواقفه المعلنة والموثقة من الترشيح يدرك تماماً أن الانقلاب على الذات هو الذي كان صناعة محلية ولبنانية و”معرابية” ، وليس الانتخاب…

أما مفاخرة النائب جورج عدوان بلبنانية صناعة قانون الانتخاب، فهي إن دلت على شيء، فعلى عدم احترام عدوان وفريقه السياسي لعقول وذكاء اللبنانيين، وإلى الغرق الطوعي لهؤلاء في شباك رزم من الإنكار والتعامي عن ولوقائع وحقائق يعرفها القاصي والداني.

بعيداً عن ادعاءات عدوان الإعلامية المناقضة للحقيقة والتعموية بأكثر من امتياز، نذكر وأيضاً من هم من أصحاب الذاكرة الانتقائية والضعيفة بمواقف حزبي القوات والمستقبل تحديداً من الانتخابات “النسبية” في ظل هيمنة واستقواء وانتشار سلاح ودويلات حزب الله. ..”وسبحان من يغير ولا يتغير”..!!!

مواقفهما (القوات والمستقبل) وهي مدونة وموثقة تنقض 100% موقفهم الحالي من القانون الانتخابي النسبي الجديد وتعريهم من كل ما هو جدية وثبات ومصداقية.

في الواقع المعاش وبعيداً عن الأوهام وأحلام اليقظة والتشاطر والتذاكي، فإن حزب الله أراد وبالقوة فرض انتخاب العماد ميشال عون رئيساً فكان له ما أراد بعد أن رضخت غالبية القوى السياسية ال 14 آذارية لمطلبه..

في محصلة الرضوخ وضياع وجهة البوصلة تفكك تجمع 14 آذار الحزبي والسياسي وراح غالبية قادة هذا التجمع يبحثون عن مصالحهم الذاتية، وليس عن مصالح الوطن والمواطن…”والشاطر بشطارته”..!!

وأيضاً في الواقع المعاش وبعيداً عن العنتريات والبطولات وكفر التذاكي و”الحربقة” والتشاطر، وبعيداً عن شعارات استرداد حقوق المسيحيين الكاذبة والطروادية، فإن حزب الله أراد وبالقوة فرض قانون انتخابي يعتمد النسبية وحصل على ما أراد…

وبالتالي فإن كل عمليات التجميل التي يتلطى خلفها عدوان وفريقه الحزبي، ومعهم الصهر الرئاسي المدلل وفريقه الحزبي والسياسي، وغيرهم من السياسيين الذين “فرطوا” تجمع 14 آذار.. كل هذه العمليات التعموية لن تغطي وتخفي العورات.

في الخلاصة، وكما كانت الانتخابات الرئاسية “لاهية” وحسبما أرادها حزب الله…

هكذا جاء القانون الانتخابي النسبي الجديد. “ومرحبا يا صناعة لبنانية”…!!

أما الصناعة اللبنانية فهي للأسف معطلة حالياً في ظل هيمنة واحتلال حزب الله.. وبسبب استسلام غالبية القوى السيادية لأمر واقع هذا الاحتلال وتغليب مصالحها وأجنداتها على مصالح وأجندات الوطن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com