بديع قرحاني: اطردوا الموارنة من طرابلس .. المسيح حقا قام

68
????????????????

اطردوا الموارنة من طرابلس .. المسيح حقا قام
بديع قرحاني/الكلمة اولاين/01 حزيران/17

كثر الحديث في الآونة الأخير عن نقل المقعد النيابي الخاص بالطائفة المارونية في ثاني اكبر المدن اللبنانية طرابلس, هذه المدينة ذات الغالبية المسلمة والتي اعتادت ان تستمع عبر كنائسها المنتشرة في معظم احيائها من شارع الكنائس الى شارع مار مارون وفي كل الأعياد الخاصة بالطوائف المسيحية المختلفة تهاليل “قام المسيح من بين الاموات”. مؤكدين حضور المسيحية في مدينة طرابلس عبر تاريخها، هذا الحضور الذي لم يمس حتى ايام الحرب الأهلية المشؤومة ولم تمس كنائس طرابلس وهناك الكثير من العائلات المسيحية والمارونية تحديدا رفضوا مغادرة مدينتهم طرابلس حتى في اصعب الظروف وربما ان الحقبة الاصعب بالنسبة للوجود المسيحي في طرابلس كانت هي مرحلة “حركة التوحيد الاسلامي” والتي تسببت بأكبر تهديد للوجود المسيحي في المدينة، وآثارها ما زالت موجودة لغاية يومنا هذا ، والمضحك المبكي ان هذه الحركة الموالية لايران هي نفسها حليفة نقولا صحناوي وغيره من التيار الوطني الحر الداعين الى إلغاء المقعد الماروني من ثاني اكبر المدن اللبنانية، فأي حرص هذا على الوجود المسيحي في لبنان عندما يطلب تغييب مقعد نيابي لأحد ابرز الطوائف المسيحية في لبنان عن ثاني اكبر المدن لبنانية !؟ والاخطر وبناء على الدعوات العونية بدأت دعوات متطرفة من الطرف الاخر ردا على دعوات نقولا صحناوي وغيره من التيار الوطني الحر “اذا كانوا لا يريدون مقعدا للموارنة في طرابلس ولا يريدون العيش معنا فليغلقوا كنائسهم في طرابلس وليرحلوا عنها ايضا”.
فنحن في هذا المجال امام خطاب داعٍشي الرافض للاخر مسيحيا كان ام اسلاميا. ربما هناك فرق بسيط بين الدواعش المسلمين والمسيحيين هو ان الاول غبيا ملتحيا والثاني غبيا غير ملتحي.
هذه الدعوات التقسيمية التي يطالعنا بها التيار الوطني الحر، التي لم تجد آذانا صاغية من غالبية الشخصيات المسيحية البارزة في لبنان ابتداء بميشال معوض الى سليمان فرنجية ونديم الجميل والقوات اللبنانية لان معظمهم يعي ويعلم من انه لا نفعا ولا مكسبا من مقعد نيابي مقابل خسارة ثاني اكبر المدن اللبنانية وربما خسارة وطن فيما بعد.
ولطالما اقتنع المسلمون ان لا قيمة لأي مدينة غير متنوعة الطوائف والمذاهب وستستمر الكنائس في طرابلس تقرع أجراسها، ولكن هذه المرة ليس تحديا للخوارج من المسلمين “الدواعش” بل تحديا للخوارج من الموارنة الذين يريدون إلغاء تاريخهم من ثاني اكبر المدن اللبنانية طرابلس ليس خدمة وحرصا على المسيحية والمسيحيين فهذه كذبة لم تعد تنطلي على احد.
واهم ما كتب في هذا الخصوص هو ما جاء على لسان الدكتور محمد نديم الجسر وهو ابن احد ابرز المفتين في العصر الحديث الشيخ نديم الجسر صاحب كتاب “قصة الإيمان”.
يقول الدكتور الجسر “كتب إبن أحد أعز الرفاق و الأحباب منتقدا الحملة على نقل المقعد الماروني في طرابلس الى البترون، و تساءل هل يعطى المسلمون مقعدا في الكورة، مثلا، حفاظا على العيش المشترك ، كما حدث في أبتداع المقعد الماروني في طرابلس .
فكان لي التوضيح الآتي :
القياس لا يستقيم، يا عزيزي.
من أهم العوامل للمحافظة على الوجود التاريخي للمسيحيين في هذا الشرق، هو أن يظلوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع الذي يعيشون فيه منذ مئات السنين.
الموضوع لا يطرح بالنسبة للمسلم الذي يحظى بالأمان في بحر محيط من أبناء دينه.
لقد خسرنا كثيرا من ميزات تواجد المسيحيين في طرابلس و مشاركتهم في كل مناحي الحياة المجتمعية و الوطنية. صحيح أن المقعد إستحدث لغاية أخرى، و لكن هذا الإستحداث عوّض بعضا من الخسائر الفادحة التي مني بها الإنصهار المسيحي-المسلم في طرابلس بالذات.
هم يحسبون أعداد النواب الذين سيشكلون لهم أكثرية أو وجودا وازنا. و نحن نحسب كيف لا نخسر هذه النعمة الكبرى التي شهدت للإسلام و المسلمين و التي هي جوهر هذا الوطن ، و هي التي تثبت ديمومته و تبرز معناه كرسالة و مثال أمام العالم أجمع.