الياس بجاني: إيران تحتل لبنان وحكامه وأحزابه خيالات صحراء

136

إيران تحتل لبنان وحكامه وأحزابه خيالات صحراء
الياس بجاني/26 نيسان/17

منذ 12 سنة في 26 نيسان/2005، تمكنت ثورة الأرز السيادية والاستقلالية والشعبية من الاستفادة العملية من الوضعين الإقليمي والدولي، وكذلك من متغيرات الوضع المحلي، وأجبرت المحتل السوري البعثي على سحب جيشه النازي والمستبد من لبنان، لا أن غالبية أفراد الطاقمين السياسي والحزبي الذين تسلموا قيادة هذه الثورة الشعبية من خلال تجمع 14 آذار العابر للطوائف قد فشلوا وتجابنوا وتراخوا وعبدوا ممتلكات الأرض الترابية من سلطة ونفوذ ومال وراحوا خدمة لأطماعهم ومصالحهم الذاتية يسامون ويسايرون وينتقلون من تنازل إلى آخر حتى فقدوا دورهم وتأثيرهم وذواتهم وتحولوا إلى مجرد أدوات بيد المحتل الذي هو حزب الله مباشرة أو مواربة.

واقعنا الحالي البائس المعاش هو أن لبنان، بلد التعايش والرسالة، يحتله حزب الله الإيراني والإرهابي ويتحكم بكل مفاصل قراره ويسخره بالقوة والتخويف والتمذهب ليخدم 100% المشروع الملالوي الفارسي التوسعي والمذهبي المعادي لكل ما هو لبنان ولبناني، والنقيض لكل هو عربي وعرب..

أما حكام لبنان وأحزابه وأفراد طاقمه السياسي بغالبيتهم العظمى فهم مجرد “خيالات صحراء” وواجهات وأقنعة خادعة، لا أكثر ولا اقل، رغم نفخات صدور البعض الفارغة من كل مفاعيل الدور ومكنونات السلطة والقرار واحترام الذات والكرامة.

من هنا فمن يدعي باطلاً في ظل هذا الاحتلال الفارسي الفاشي أنه قوي هو واهم ومنسلخ عن الواقع المعاش ولا يخدع غير نفسه. .. كون “الشمس شارقة والناس قاشعة”!!

وبالتالي ودون أقنعة أو قفازات أو ذمية أو تقية، فإن كل من يدعي وكائن من كان بأنه يحمل لواء استعادة حقوق المسيحيين تحديداً وهو تابع كلياً لقوى الاحتلال وأداة لمشروعها اللالبناني والفارسي هو عملياً عدواً لدوداً للمسيحيين حقوقاً ووجوداً واقتصاداً ومواقع في السلطة.

أما الكارثة المسيحية اللبنانية الحالية الكبرى والغير مسبوقة فتكمن في ترأس غالبية أحزابهم وتجمعاتهم السياسية، وكذلك السواد الأعظم من الذين يزورون تمثيلهم في السلطة هم مجموعة من السياسيين والتجار والسماسرة والإسخريوتيين الطارئين على مجتمعاتهم والطفيليين الفاقدين ثقافة وفكراً وإيماناً وممارسات لألف باء كل ما هو مسيحيي من قيم وأخلاق ومحبة وتواضع وشفافية وصدق وخوف ورهبة من حساب يوم الحساب الأخير.

اليوم وبعد 12 سنة على انسحاب الجيش السوري من لبنان، فإن واقعنا المعايش على الأرض ببشاعته وظلمه وباستكبار وفجور ووقاحة رموز المحتل الفارسي والمأسي، واقعنا هذا يقول إن بلدنا للأسف لم يتحرر بل انتقل من احتلال سوري- بعثي، إلى احتلال إيراني إرهابي ومذهبي.

يبقى أنه وفي ظل هذا الاحتلال الفارسي الإرهابي لا قيام للدولة، ولا انتخابات نيابية حرة، ولا قانون انتخابات، ولا اقتصاد ناجح، ولا أمن، ولا استقرار، ولا سيادة، ولا استقلال، ولا حريات، ولا ديمقراطية .. وكل ما يقال عكس هذا كله هو نفاق ودجل .. ونقطة على السطر.

في الخلاصة وإيمانياً يصح بحالنا التعيس الحالي قول الكتاب المقدس (إنجيل متى 15/14): “دعوهم وشأنهم إنهم عُميان يقودون عمياناً، وإذا كان الأعمى يقود الأعمى سقط كلاهما في حفرة”.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com