محمد عبد الحميد بيضون: باسيل يجعل من رئاسة ميشال عون انعزالية جديدة

134

باسيل يجعل من رئاسة ميشال عون انعزالية جديدة
محمد عبد الحميد بيضون/الأنباء/16 نيسان/17

اعتبر النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث الى “الأنباء” ان حزب الله ونبيه بري لم يتراجعا عن التمديد للمجلس النيابي خصوصاً ان الحزب قلق جداً بعد المواقف الأميركية الجديدة حول خروج ايران وميليشياتها من سوريا وهذه ضربة لا يستطيع المرشد علي خامنئي تحملها لأنها تعني انهياراً شخصياً له وهوالذي اعتبر عدة مرات انه يقاتل في سوريا لكي لا تسقط طهران٠ حزب الله يحتاج الى مزيد من الوقت حتى تتضح السياسات الجديدة في سوريا وهو يريد التمديد لمدة سنة على الأقل بينما يعتبر جبران باسيل الناطق بإسم عون انه الْيَوْمَ وفِي ظل وهج الرئاسة في بدايات العهد يستطيع ان يحصد الغالبية من المقاعد المسيحية ليتحول بدوره مرشحاً وحيداً لخلافة عون وفقاً لفتوى أو نظرية الرئيس القوي٠اما بعد التمديد فستكون الرئاسة قد فقدت رصيدها الشعبي عند المسيحيين وتتلاشى امال باسيل وتياره بالرئاسة مجدداً٠

وتابع بيضون ان الصراع حول قانون الانتخاب هو صراع محاصصة وصراع تخلف الثنائية الشيعية المنغلقة مذهبياً مع تخلف الثنائية المسيحية المنغلقة طائفياً وهو يعكس افلاس كامل الطبقة السياسية العاجزة منذ عقود عن تقديم قانون انتخاب وطني يعكس الحالة الوطنية التي نتجت عن اتفاق الطائف اَي الميثاق الوطني الجديد٠في هذا الصراع يريد حزب الله الهيمنة على المجلس من خلال ضمان اكثرية موالية له بينما تريد الثنائية المسيحية ان تحتكر لوحدها المقاعد المسيحية لتؤمن وصولها الى الرئاسة وتفرض أمراً واقعاً على البلد٠

وأكد بيضون ان استعمال عون لصلاحية الرئاسة بوقف العمل التشريعي لمدة شهر جاء بالاتفاق مع الحزب وهو نوع من حفظ ماء الوجه وأخذ بعض المعنويات على ان يتم لاحقاً إقرار التمديد في منتصف شهر أيار وقبل اكثر من شهر على نهاية التمديد الماضي ويبدو ان بطل هذا الاتفاق هو الحريري الذي صار يقوم بدور نازع فتيل التفجير بين الثنائيتين الشيعية والمسيحية٠

والاخطر حسب بيضون هو ان كل المشاريع التي يطرحها باسيل تقوم على فكرة متخلفة وهي ان النواب المسيحيين يجب ان يُنتخبوا من مسيحيين وان كل نائب مسيحي يأتي باصوات فيها مسلمين يكون ملوثاً ومشكوكاً بتمثيله وفِي هذا انعزالية جديدة تزرع بذور حرب أهلية جديدة لأنها تلغي المساواة في المواطنية وتلغي النص الدستوري الذي يؤكد ان النائب يمثل الأمة جمعاء٠وهذه الانعزالية الجديدة تشوه صورة الرئاسة وتحول الرئيس الى رئيس أبرشية بدلاً من رئيس جمهورية وسيكون ذلك سقوطاً مريعاً للرئاسة والبلد عدا عن ان كل القوانين التي يطرحها باسيل مخالفة للدستور ولاتفاق الطائف وستفتح الباب لؤتمر تأسيسي جديد يلغي المناصفة وربما العرف الذي يكرس الرئاسة للموارنة٠

بيضون اشاد بكلام البطريرك الراعي الذي يفضح الطبقة السياسية وتقاسمها لمقدرات البلاد والمناصب والمال العام وعجزها عن اَي إنجاز وطني لمصلحة الشعب٠

اما حول كلام عون ان ما يجري في الشرق له غايات سياسية هي إفراغه من المسيحيين فأكد الوزير السابق بيضون ان ما يحدث في الشرق هو نكبة حقيقية نتيجة سياسات النفوذ الإيرانية التي اوصلت المنطقة الى صراع مذهبي غير مسبوق والى انهيار الدول في العراق وسوريا ولبنان واليمن لمصلحة الميليشيات الممولة من ايران ودورها التخريبي٠والواضح ان ايران تريد هزيمة السنّة في المنطقة لمصلحة عملية تغيير ديموغرافية تستهدف كل من ليس موالياً للمرشد٠

ختم بيضون بالقول ان الحفاظ على مسيحيي الشرق ليس قضية منفصلة عن الحفاظ على نسيج الشرق المتعدد وهذا ما يتطلب الحفاظ على الدول الوطنية بحدودها ووحدتها وتقوية هذه الدول وحقوق المواطنية فيها وكذلك إنهاء وجود الميليشيات بكل أنواعها واعتبار كل ميليشيا منظمة ارهابية لا دور لها سوى تهديم الدول وارتكاب جرائم الحرب ونشر الفوضى القاتلة.