مقابلة مع الشيخ صبحي الطفيلي من موقع أيوب/الشيعة هزموا

262

مقابلة مع الشيخ صبحي الطفيلي من موقع أيوب/الشيعة هزموا
موقع “أيوب”/31 آذار/17

أكد الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي أن من يدعي النصر في سوريا يمارس مكابرة بائسة ، مشيراً في حوار خاص مع “أيوب” أن النظام السوري بات مجرّد مومياء ميّتة نتنة منذ زمن، وفي كلّ الأحوال، وعلى أي وجه انتهت فتنة سوريا، فإن الخاسر الأول التيّار الشيعي الإيراني في لبنان، لأن سوريا لن تبقى كما كانت. وفي ما يلي تفاصيل الحوار الذي أجراه “أيوب” مع الشيخ الطفيلي.
1- تمر الأمة الإسلامية في مرحلة صعبة من تاريخها تحت عنوان “الفتنة القاتلة” كيف تنظرون إلى المخرج من هذه الفتنة وتحديداً بين السنة والشيعة؟
تقول الآية (9) من سورة الحجرات: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الّتي تبغى حتّى تفيء إلى أمر الله). يختلف العلاج باختلاف طبيعة الفتنة وأسبابها، فلو كانت فتنة أهلية فقط، أو سقف قرارها بيد حكام من المنطقة، لكانت وسائل العلاج ستختلف عن فتنة سقف قرارها بيد الدول الكبرى، وأهدافها تتجاوز المذاهب وكهنتها، وأمراء الحرب المحلّيين.
فبعد غزو العراق، وإصرار الإدارة الأمريكية على تأسيس نظام الفتنة، والمحاصصة المذهبي هناك، وإضرام نار الحرب الأهليّة بين أهله. وبعد أكثرمن ست سنوات تقريباً على ما عُرف بالربيع العربي، الّذي تحوّل ببركة الوحش الأمريكي إلى مبرّر لحرق المنطقة على أهلها، وتحويل النظام المصري إلى شرطي إسرائيلي، يُكلّف فقط بالمهمّات القذرة، الّتي يأنف الصهاينة عنها.
لا إشكال، فإنّ من يحمل سلاح الفتنة في المنطقة، ويقتل أخاه، هو جندي في حملة صليبيّة جديدة على بلادنا، عرف ذلك أو جهله.
ولمواجهة فتنة مذهبية سياسية بحجم جشع أمريكا وروسيا ومن يقف معهم، نحتاج لكلّ طاقات أبناء الإسلام الصادقين في كلّ المجالات، لتشكيل رأي عام فاعل ضد الفتنة، وكلّ تجلّياتها على قاعدة الإصلاح بين المؤمنين، وإن بغت إحداهما ووجدنا من أنفسنا القدرة الواقعيّة، والحسم الأكيد، ووضع حد للفتنة وأهلها، قاتلنا الباغية، بشرط أن لا نتحوّل إلى عنصر جديد في خدمة الفتنة، وإلا علينا المتابعة في تشكيل تيّار شعبي، يدفع نحو وأد الفتنة والإصلاح.
2- ما هو المطلوب من الشيعة لتجنب هذه الفتنة؟ وماهو المطلوب من السنة لتجنبها؟
المطلوب من الشيعة رفض المشاركة في الحرب الصليبية الجديدة، وعدم تصديق من يتلاعب بعواطف البسطاء، ويجب أن يعرفوا أنّ نصرة أهل البيت بالدّفاع عن أطفال المسلمين، وأعراضهم وبيوتهم، وليس بقتلهم، وتدمير منازلهم. وكذلك في الجانب السنّي، يجب التمييز بين الدفاع عن المسلمين وقتلهم، وبين الحرب على الصليبيين والحرب بخدمتهم، ما يحصل اليوم من الجانبين هو إنجاز ما ترغب الحملة الصليبية بالوصول إليه.نحن بحاجة لورشة عمل واسعة بحجم مساحة الأمّة، لكشف حقيقة المعركة وأهدافها، لأنه حتّى المتعصّبين لحروب الفتنة أغلبهم إذا عرف الحقيقة سيعيد النظر بموقفه. وبحاجة لنشر الفكر الإسلامي القرآني، بعيداً عن كلّ ألوان الفتنة المذهبية، خاصّة عندما نعرف أنّ العقائد المذهبية أُسست على قاعدة الفتنة بين المسلمين، والاحتراب الداخلي.
3- تكلّم أمين عام حزب الله حسن نصر الله عن الانتصار لمحوره ثم جاءت معركة دمشق مخالفة لخطابه كيف تقرأ ذلك ومن سينتصر في هذه الحرب؟
كلّ متابع لملفّ الحرب في سورية يعرف جيّداً أنّ النظام انتهى، وهُزم، لولا التدخّل الإيراني والتنظيمات الشيعيّة التابعة له، كما اعترفوا بذلك في بداية تدخلهم، وكذلك قبل أسابيع اعترف النظام الروسي أنّ الحلف السوري الإيراني ومعهما تشكيلة التنظيمات الشيعيّة هُزموا تماماً، لولا تدخل الجيش الروسي براً وجواً، وفي الحقيقة بات النظام السوري مجرّد مومياء ميّتة نتنة منذ زمن، وفي كلّ الأحوال، وعلى أي وجه انتهت فتنة سوريا، فإن الخاسر الأول التيّار الشيعي الإيراني في لبنان، لأن سوريا لن تبقى كما كانت، والحديث عن النصر مكابرة بائسة.
4- الإنتخابات اللبنانية البرلمانية حديث الساعة، كيف تنظرون إليها وماهو موقفكم منها ترشحاً وتحالفات؟
الانتخابات في لبنان فيها الكثير من أوجه التشابه مع انتخابات مجلس الشعب السوري والمصري والجزائري وإلى آخر المعزوفة العربية، والمجلس النيابي في لبنان لا يمثّل الشعب، وإنّما يمثّل الإقطاع الطائفي السياسي، ونحن بحاجة لقانون انتخابات جديد، يسقط الإقطاع السياسي، ويوحّد اللبنانيين، وحسب فهمي، فإن النظام النسبي الكامل يطيح بكل التكتّلات المذهبية والزعامات الطائفية، حتّى الشيعية منها، ومحاولة البعض الحفاظ على مصالحه الشخصية بالتذرع بالخوف من هيمنة إيرانية على المشهد السياسي اللبناني غير دقيق، لأنّ الهيمنة قائمة بأخشن صورها. ونحن من واجبنا تحمّل المسؤولية حين تتاح فرصتها سواء في الانتخابات أو غيرها ضمن شروط الحد الأدنى للتنافس.
5- القانون النسبي هل يسقط هيمنة حزب الله على القرار الشيعي؟
صحيح أن القانون النسبي الكامل يسقط كلّ الكيانات المذهبية والطائفية، طبعاً ليس بشكل فوري وسريع، لكن سيحتاج الأمر لوقت يسير، بينما يعتاد الشعب على النظام الجديد.
6- هل يوجد حقاً داخل الطائفة الشيعية قوى فاعلة تعارض مشروع حزب الله؟
أكيد مع تيّار غالب مع بعض الظروف المساعدة، وقد يستغرب من يأخذ معلوماته من وسائل الإعلام، لكن هذه الحقيقة، خاصة بعد ما آلت إليه أوضاع الشيعة في لبنان، وبعد هزائمهم في سوريا، وافتضاح الكثير من الأكاذيب، وتسرّب معلومات تنذر بما كنا نتوقعه منذ وقت، ولا أبالغ إذا تحدّثت بهذه اللغة، حتّى عن كثير من حملة السلاح في سوريا منهم.
7- باعتقادكم أين هامش قيادة حزب الله في التحرك بعيداً عن القرار الإيراني؟
ليس لحزب الله أي هامش خارج السياسة الإيرانية الصارمة، نعم هناك هامش في التفتيش عن أفضل الطرق لخدمة هذه السياسة.
8- من اليمن إلى سوريا فالعراق ولبنان، كيف تقرأ الدور الإيراني؟
السياسة الإيرانية في المنطقة قائمة على خدمة المصالح الأمريكية، مثلها مثل أغلب دول المنطقة، وتأمل أن تحقّق بعض النفوذ، أو الحضور، أو كسر طوق العزلة عنها، من خلال مشاركتها بالفتنة، وركوب موجة الحرب على فزّاعة الإرهاب، الّذي تحوّل إلى ظهر يركبه كلّ من أراد بأهله شراً.
9- ماذا قدمت إيران للشيعة وماذا أخذت منهم؟
دغدغ النظام الإيراني إحساس الشيعة بالحرمان، والإهمال، والتمييز المذهبي من قبل السلطات المحلّية، الّتي ميّزت بين مواطنيها، وأوحت إيران إليهم أنها تسعى لخدمتهم، ورفع الظلم عنهم، ثم سخّرتهم وقوداً للفتنة، ولخدمة الحملة الصليبية الجديدة، وسلبتهم مستقبلهم وأمنهم، وباتوا بين سندان الأنظمة الظالمة ومطرقة الفتنة الإيرانية.
10- المنطقة وسط هذا الصراع إلى أي نتجه؟
لا يجوز الاستسلام، ووعد الله بالنصر قائم، وإن بعد صبر وبلاء، والحملة على الإسلام والمسلمين وظلمهم من قبل أعداء الشعوب، عادة ما ترتدّ تعاطفاً معهم من قبل جمهور الناس، والأمة الإسلامية قادرة على التحمّل، والتكيّف بما يمكّنها من المقاومة والنصر بإذن الله، وإن كنّا نمرّ بأصعب مرحلة في تاريخ الأمّة، وأشدّها قسوة، ويظن من يعبد الله على حرف أنّ الأيّام دالت علينا، وانتهينا، وما علينا إلا أن ننزع عنّا أثواب حضارتنا وثقافتنا وديننا، ونهرول لنلحق بدار التعرّب الجاهلي الغربي القذر.
نحن نعرف أنّ النصر ليس بمتناول اليد عن قريب، وأنّه بيننا وبينه دماء، وآلام، وسنين، قال الله تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يأتكم مّثل الّذين خلوا من قبلكم مّسّتهم البأساء والضّرّاء وزلزلوا حتّى يقول الرّسول والّذين معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب).
ما نحن فيه زلزال، سنصبر بعونه تعالى، وسترجع الأمّة موحّدة وقويّة ومنتصرة.
11-بدأت الثورة الإيرانية بشعار لا شرقية ولا غربية والموت لروسيا والموت لأمريكا وانتهت أخيراً إلى التفاهم مع الشيطان الأكبر (أمريكا) في أفغانستان والعراق وتقاسم المصالح معه ثم عقد الاتفاق النووي، كما تحالفت إيران علناً مع روسيا ضد الأكثرية المسلمة في سوريا، فماذا بقي من الثورة الإيرانية ومن شعاراتها؟
صحيح بدأت كما قلت، وأضيف: وبشعار الوحدة الإسلاميّة، وتسمية الخليج بخليج المسلمين، لكن لم تُمهل، فقد شنّ الغرب عليها حربه، ودمّرها، وأذلّها، بيد مسلمة عربيّة، وأرغمها على أن تكون في خدمته، وفي خدمة الفتنة، وهو اليوم يضربنا بإيران، ويضرب إيران بنا حيث لإيران حضور، وحيث هي غائبة يضرب الأمّة بأبعاضها. للأسف هذه الحقيقة، بتنا ننحر بعضنا كعرب وفرس وكرد في خدمة الإرهاب الأمريكي والروسي، ورجع النظام الإيراني مثله مثل غيره ممّن يخدم أمريكا، ومشاريعها في المنطقة.
12- تورط حزب الله في سوريا جعله عنصراَ أساسياً في احتراب أهلي ومذهبي خطير، فكيف تقرأ تداعيات الحرب على الحزب فيما لو انقلبت موازين القوى ميدانياً أو تبدلت التحالفات وتضاربت مصالح المعسكر الواحد؟
الحزب في شراكة الدم السوري الحلقة الأقل ربحاً في تقاسم الغنائم، والأكثر تضرّراً في توزيع الخسائر، وهو في الأساس خسر دينه، وريادته في المقاومة، ومصداقيته وتاريخه وكرامته في عيون المؤمنين، وتحوّل إلى عار يلاحق مع شركاء حرب الفتنة، بعد أن كان النجم اللّامع في ظلام ليل الأمّة، ومحراب جهادها، وقبلة بندقيّتها، وحلم شبابها، وبقيت بعض الخسائر تنتظر دورها تباعاً إلى وجوده الطائفي داخل الساحة اللبنانية، والاقتصادي، وحسب معرفتي لن يفلت من كأس سم الفتنة، ولن يكسب في كلّ الأحوال.
13- ما هي الخطوات العملية المطلوبة لتجنيب لبنان آثار الحرب في سوريا وتقلب مآلاتها في ساحة مضطربة؟
إعادة النظر في نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، وتجديد قانون انتخابات يجمع اللبنانيين حول قواسم مشتركة واحدة، وتعزيز احترام القانون، ومحاربة جدّية لفساد رموز النظام، ودعم نظام السلطة العادلة، لأنّ السلطة اليوم رهينة الهيمنة الظالمة، وفتح نوافذ يتنفّس من خلالها من لا يركب سفن الأحزاب الطائفية في الإعلام، والوظائف، والخدمات، والقضاء، والسياسة، لأنّ في البلد تفاهماً بين رموزه بإلزام المواطن بالعودة إلى زعيم طائفته بكلّ أموره، مهما كانت قناعته بعيدة عن مركب زعيم الطائفة، والمجالات في هذا الميدان كثيرة لمن أراد لجم الفتنة وأربابها.
أكد الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي أن من يدعي النصر في سوريا يمارس مكابرة بائسة ، مشيراً في حوار خاص مع “أيوب” أن النظام السوري بات مجرّد مومياء ميّتة نتنة منذ زمن، وفي كلّ الأحوال، وعلى أي وجه انتهت فتنة سوريا، فإن الخاسر الأول التيّار الشيعي الإيراني في لبنان، لأن سوريا لن تبقى كما كانت.

http://www.ayoubnews.com/local/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%84-%D8%A3%D9%8A%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%87%D8%B2%D9%85%D9%88%D8%A7