Charbel Barakat: Abu Brahim/شربل بركات:أبو ابراهيم

95

Abu Brahim
Charbel Barakat/February 25/17
One of the famous guys in Ain-Ebel was Abou Brahim Wadi3 El Jishi, he was in some way different and had new revolutionary ideas.
Abou Brahim who used to live in the center of the town, specifically at the 7ara, had a complex of machinery to do different jobs all related to the farmer’s produce.
At the end of the summer the farmers start preparing for the Mouni, the Burgul being one of the main products in our kitchen, everybody was supposed to have a good quantity of it.
The Burgul preparation starts with the cleaning of the wheat from stones, hay, dirt and soil. This needs plenty of hands and that is why we used to call upon the youth to come and pull the dirt out of the wheat by spreading the wheat on the table and picking up all what is not wheat. This was a very special event for the boys and girls to meet, talk, joke… But Abu Brahim had a better idea, he bought what we called a mechanical Gorbel that does the job faster.
The Gorbel was carried to each house where the cleaning operation would happen and by then no need for too many people to do the cleaning job.
Then the wheat is cleaned with water to be boiled at the end in a big 8al2eeni and become 2olbi which needs also manpower (meaning young boys and girls) to be shipped on the girlsheads and lifted to the roof with the boys hands where it is spread to dry in the sun.
We used to love eating the boiled wheat (2olbi), and as a privilege sometimes with a bit of grenadine, raisin and sugar.
After having the boiled wheat dried and back home, the farmer can go and book a place in Abu Brahim’s calender to grind it in the Jaroushi that opens every day during the season and only once a week along the year.
We were very curious to look at the operation that takes place in Abu Brahim’s front yard. The engine itself used to give much noise, may be to show its importance and to tell us don’t dare to approach. The belt running around the small wheel at the engine side and the big wheel of the Jaroushi side was the most dangerous part that every mother used to warn her children from. Only Abu Brahim was allowed to go on the elevated platform where the machinery is fixed. At the platform, Abu Brahim was always serious; no smiles no jokes, the job is a serious one.
Women used to check the quality of their Burgul, the size of the grain is very important for the different types of food. Sometimes they used to ask to redo part of the Burgul and sometimes they used to come back again during the year to redo what’s left after using the good stuff.
Abou Brahim had also a Karakee (means a distillery) for the Arak. People used to come to him at the end of the Fall to make their alcohol fermented in big barrels and after being rested at home for a while to re-distill it with the Annis to have the Arak. Sometimes, for the experts, they used to do it twice so they call it tripled (Mtallat) which is said to be the best.
Abu Brahim did not only live on these jobs that were more than enough during the good old days to feed the family, but he had, as everyone does, his own orchard and land to grow his yearly needs.
When farmers became rare in the town and everything was bought ready to pick, Abu Brahim had to open a small little summer coffee shop at the Mahfara where he used to sell mainly his produce of Me2teh with a pop or a beer for sure.
Abu Brahim and his wife “Etoile”, as he used to call her, were a happy couple with much of a good time, good and nice jokes known by many of those who lived in Ain-Ebel at that period.

أبو ابراهيم
شربل بركات/25 شباط/17
كان ابو ابراهيم وديع الجشي أحد الأشخاص المميزين في عين إبل وصاحب افكار ومشاريع مختلفة لا بل ثورية نوعا ما.
عاش ابو ابراهيم في “الحارة” وسط البلدة وكان يملك مجموعة من الآلات لخدمة الفلاحين وتحويل انتاجهم.
في نهاية كل صيف كان على المزارعين تحضير “المونة” لفصل الشتاء ومن أهم عناصر هذه المونة البرغل الذي يدخل في كثير من الأطعمة المعتمدة في تراثنا ولذا فكل عائلة كانت مضطرة لتحضير كمية كبيرة منه. وعملية تحضير البرغل تبدأ بتنقية القمح وهي مناسبة محببة للشباب لأنها تحتاج لأيدي كثيرة لذا فقد كان صاحب البيت يدعو الشباب والصبايا للمساعدة بتنقية القمح من الحجارة الصغيرة والقش والحبوب الغريبة وذلك بفرد القمح على الطاولات أو”الطبلية” وجمع كل ما ليس قمحا وهذه العملية تحتاج للوقت وكثرة الايدي ولكنها لا تحتاج للمهارة ولذا فكان الشباب والصبايا يتنادون للمساعدة في هذه العملية التي تعطيهم الفرصة للقاء والحديث وتبادل النكات والنظرات وغيره. ولكن ابو ابراهيم كانت له نظرية أخرى أفضل واسرع لصاحب البيت ومجال عمل جديد له فقد اشترى غربال صناعي كبير يستطيع معه القيام بالعملية بدون الحاجة لكل تلك الأيدي.
وغربال أبو ابراهيم كان يحمل من بيت لبيت حيث تجري عملية تنقية القمح. وبعدها كان القمح “يصول” أي يغسل بالماء لتنظيفه من التراب والغبار وينشف قبل أن يغلى في “الخلقينة” الكبيرة حيث يصبح “قلبة” يلذ أكلها مع بعض حبوب الرمان وأحيانا رشة سكر. ثم ينقل القمح المسلوق إلى سطح البيت لينشر وينشفمن جديد. ولكن هذه العملية أيضا تحتاج لأيدي كثيرة وهنا كانت الصبايا تنقل القمح محمولا بأوعية على الراس بينما يرفعه الشباب إلى السطح حيث يفرغ أكواما ثم ينشر لكي ينشف تحت الشمس.
وبعد أن ينشف القمح المسلوق يجمع ويدخل إلى البيت وعندها يمكن لصاحب البيت أخذ دور عند ابو ابراهيم لجرشه.
كان أبو ابراهيم يشغل الجاروشة كل يوم في موسم البرغل من العاشرة صباحا وحتى الرابعة بعد الظهر أما خلال السنة فكان يشغلها يوما واحدا في الأسبوع فقط.
وجاروشة ابو ابراهيم المتربعة على “مصفة” عالية أمام بيته في الحارة تلفت نظر الصغار والكبار. وكنا نلتذ النظر إليها وهي تعمل. فهي مؤلفة من موتور كبير يصدر صوتا عاليا يسمع في كل بيوت البلدة عندما يدور وكأنه يعلن عن بدء العمل فلا يحتاج لأن ينادي الناطور ليعلن عن ذلك، وهو يشغل الجهة الجنوبية من المصطبة ووراءه بركة التبريد المغطاة دوما بلوح زينكو ولا يمكن الوصول إليها بسهولة. أما الجاروشة فهي في الجانب الشمالي وموصولة بالمحرك بواسطة قشاط طويل ينقل الحركة ويدفعها إلى الدوران. وكان ممنوع على اي كان خاصة الصغار الأقتراب من المصطبة أو القشاط. وكان أبو ابراهيم وحده يشرف على كامل العملية بوجه عبوس لا يحتمل المزاح لجدية الموضوع، وهو من يمد يده إلى الجريش ليتفحصه ويقرر ما إذا كان قياس الحب مقبولا وعندها فقط يأخذ عينة منه حيث يمكن لصاحب الرزق أن يرى انتاجه الذي يدخل مباشرة في كيسه المعلق على فم الجاروشة والذي يجمع فيه البرغل المجروش لنقله إلى المنزل حيث تقوم ربة البيت بغربلته وتصنيفه عدة قياسات: برغل ناعم للكبة والتبولة وبرغل خشن للمجدرة وغيرها وصريصيرة وهي أنعم من برغل الكبة ونخالة وتستعمل للعلف وريش وهو قشر القمح ويستعمل عادة لحشو المخدات. وكان البعض يعود بكمية من البرغل الخشن لجرشها مرة ثانية خلال السنة.
وكان ابو ابراهيم يملك أيضا وفي نفس مكان الجاروشة كركة لتقطير العرق يستعمل لها نفس بركة التبريد التي للموتور لتبريد البخار وتقطير العرق بينما تتربع الكركة النحاسية بكل عظمتها فوق موقد صنع خصيصا على قياسها وهذه العملية تبدأ بعد انتهاء موسم الجاروشة وغالبا ما يقطر العنب المخمر المرة الأولى للحصول على السبيرتو الذي يجمع ويأخذ إلى البيت ثم وبعد الانتهاء من تقطير كل العنب المخمر يغسل ابو ابراهيم الكركة ويبدأ موسم سحب العرق من السبيرتو باضافة اليناسون الذي يحضر غالبا من الشام كأجود الأنواع المعروفة وهو ينقع بالسبيرتو ثم يغلى بالكركة ليكرر ويجمع في المقششية. وكان أغلب العارفين بالعرق يسحبونه مرة ثانية فيسمى متلت وهو أفضل أنواع العرق البلدي.
ولم يعش أبو ابراهيم فقط من هذه الصنائع ولكنه وككل ابناء البلدة كان يملك بستان زيتون وعنب وتين يعتني به على مدار السنة ولكنه لم يكن فلاحا بالمعنى المتعارف عليه فصنعته كانت تسمح له باستاجار من يفلح الملكيات وبالطبع كان عنده، مثل الكثيرين من ابناء البلدة، عدد من رؤوس الماعز تسرح مع الرعاة لتأمين الحليب.
عندما ضعف عدد الفلاحين وأصبح البرغل وغيره من المنتجات يأتي معلبا خف مدخول صنعة ابو ابراهيم وتوقفت الجاروشة شيئا فشيئا وبالطبع الكركة ولم يعد يسمع للموتور صوتا ما جعل ابو ابراهيم يفتح مقهى صيفي في عرزال يبنيه كل سنة على المحفرة يبيع فيه انتاجه من الفقوس مع قنينة كولا أو بيرة وصحن بزورات كانت تسهم في مصاريف البيت بعد أن تزوج الأولاد ولم يعد في البيت سوى زوجته نجمة التي كان يحب أن يسميها “اتوال” ولكن خبرياته وخفة دمه بقيت تزين مائدته وكأس العرق مع الشلة الممزوج دوما بذكريات الماضي الجميلة.