الياس بجاني: كلام غير دستوري للرئيس عون يتعلق بسلاح ودور حزب الله

110

كلام غير دستوري للرئيس عون يتعلق بسلاح ودور حزب الله
الياس بجاني/14 شباط/17

رابط المقالة في جريدة السياسة/اضغط هنا
(شدّد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على أنّه “طالما هناك أراضٍ لبنانية محتلة والجيش اللبناني ليس قوياً كفاية ليحارب إسرائيل فسلاح “حزب الله” مهم وهو جزء أساسي من الدفاع عن لبنان ولا يتناقض مع مشروع الدولة”، مؤكداً “أننا لن نرضى ولن نقبل بأن تتطوّر قضيّة “حزب الله” إلى المسّ بالأمن في لبنان”. وقال، في حديث إلى تلفزيون “سي بي سي” المصري: “حزب الله يعتبر مكملاً للجيش اللبناني والسلاح الذي يمتلكه هو للدفاع عن نفسه ضد أي احتلال إسرائيلي”، مضيفاً: “حزب الله” هم سكان الجنوب ولهم دور في المقاومة طالما هناك أراضٍ إسرائيلية محتلة”، لافتاً في سياق آخر إلى أنّ “من تحالفوا معي اليوم كانوا خصومي سياسيا ولم يكونوا أبدا أعداء، ونحن قادرون على صنع السلام”.)

باختصار فإن كلام الرئيس ميشال عون هو مناقض كلياً للأسس والمبادئ والثوابت والقوانين والقرارات الدولية التالية:

1- مناقض بشكل كلي للدستور اللبناني.

2- مناقض لدور ومهمات وواجبات والتزامات الرئيس عون الذي اقسم اليمين على الحفاظ على الدستور وعلى وحدة أرض الوطن واستقلاله وسيادته وحدوده.

3- مناقض لبنود وثيقة اتفاقية الطائف التي أصبحت جزءاً من الدستور.

4- مناقض لكل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومنها اتفاقية الهدنة، والقرارين رقم 1559 و1701.

5- مناقض للقرارات الدولية التي لها صلة بالصراع العربي-الإسرائيلي ومنها القرارين رقم 242 و338.

5- مناقض كلياً للوجدان والضمير والثوابت الوطنية التي من المفترض أن يجسدها ويصونها رئيس الجمهورية المثل للمسيحيين في السلطة.

6- مناقض لدور لبنان العربي ولكل الأسس التي قامت عليها الجامعة العربية.

7-مناقض لدوره الجامع لكل اللبنانيين، دور “بي الكل”.

8-مناقض لكل المساعي الجارية لتحسين علاقة لبنان بالدول العربية، وتحديداً منها مع دول مجلس التعاون الخليجي.

السؤال هو هل كلام الرئيس هذا يشجع السلطات السعودية على إعادة دفع هبة ال 3 مليارات للبنان تلك المخصصة لتسليح الجيش؟

وهل كلام الرئيس يشجع الإدارة الأميركية على الاستمرار في تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والذخائر مجاناً؟

وهل كلام الرئيس يرضي دول الخليج العربي تحديداً ولا يستفزها وهي التي تستضيف ما يزيد عن نصف مليون لبناني حيث يعملون ويؤمنون معيشة كريمة لعائلاتهم؟

وهل كلام عون هو باسم الحكومة اللبنانية التي يرأسها الرئيس سعد الحريري ويشارك فيها حزب القوات اللبنانية؟..

من المفترض وعلى خلفية احترام عقول وذاكرة اللبنانيين أن يعلن كل من حزب القوات وتيار المستقبل موقفهما من كلام الرئيس الخطير للغاية.

يبقى أن كلام الرئيس عون يعني تأبيد وجود سلاح حزب الله ودوره الإحتلالي لأن لبنان ومهما طور وحسن وسلح جيشه لن يصبح في أي يوم من الأيام نداً للجيش الإسرائيلي.

إن المطلوب من العماد ميشال عون أن يتصرف كرئيس للجمهورية، وليس كرئيس لحزب، كما عليه أن يكون ملتزماً بقسمه وبوجدان وضمير وتاريخ ومصير ودور من يمثلهم في قمة السلطة اللبنانية… ونقطة على السطر

ولكن…على ما يتبين يوماً بعد يوم فإن أولويات رئيس الجمهورية اللبناني هي في مكان في حين أن هموم ومعانات اللبنانيين في مكان آخر.

ما نريده من رئيسنا “وبي الكل”…

عدم الرضوخ للأمر الواقع الإحتلالي ورفضه علانية.

التأكيد على ضرورة الالتزام والتقيد الكاملين بالدستور وبالقوانين.

عدم الخروج عن أطر اتفاقية الطائف قبل الاتفاق المسبق على البدائل المقبولة من كل الشرائح.

الاستمرار بالمطالبة العالية النبرة وبإسم الدولة اللبنانية تنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتي في مقدمها القرارين 1559 و1701.

حمل رايات شرعة حقوق الإنسان والتضوية على كل من يتخطاها.

رفض الهيمنة الإيرانية وعدم الغرق في هرطقة مساكنة المشروع الإيراني في لبنان والمنطقة وربط النزاع معه بحجة التفرغ للشأن المعيشي والمالي.

إقرار قانون انتخابي جديد يتوافق مع ما جاء في اتفاقية الطائف.

عدم نسيان قضية أهلنا اللاجئين قسراً في إسرائيل منذ العام 2000 وتسهيل عودتهم المشرّفة.

عدم نسيان قضية أهلنا المغيبين في السجون السورية والإصرار على معرفة مصيرهم.

وفيما يخص الاغتراب نحن نرى وعن قناعة تامة بأن المطلوب ليس نواباً مخصصين لهم، بل تسهيل وتبسيط ومكننة تسجيل المغتربين وعملية اقتراعهم من أماكن إقامتهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com