عبدو شامي/بعد فضيحة بريتال..هل يعلن الحزب تحالفه مع إسرائيل؟

1144

بعد فضيحة بريتال..هل يعلن الحزب تحالفه مع إسرائيل؟

عبدو شامي/12 تشرين الأول/14

في الخامس من تشرين الأول 2014، خرجت علينا معظم وسائل الإعلام اللبنانية في نشراتها الإخبارية المسائية بخبر صِيغَ بأسلوب “ملحمي” “اسطوري” “بطولي” مفاده أن “حزب الإرهاب المنظم” أثبت جهوزيته وتمكن من صدّ هجوم مباغت قامت به “جبهة النصرة” على موقع له في جرود “بريتال” اللبنانية فأوقع في صفوفها عشرات القتلى والجرحى وأجبرها على الانسحاب والعودة من حيث أتت.

“أم الفضائح” ظهرت في اليوم التالي (6/10/2014) مع نشر “النصرة” شريطًا مصورًا للعملية كشف فيما كشَفَه أن الإعلام اللبناني تبنّى رواية “الحزب الإرهابي” الكاذبة وعرَضَها على أنها الحقيقة المطلقة، فيما بيّن واقع الأمر أن العملية -بعدما ألغى الحزب الإرهابي الحدود بين لبنان وسوريا- كانت أشبه بزيارة “معايدة” مفاجئة ومباغتة قام بها مقاتلو “النصرة” لجرود “بريتال” حيث “عايدوا” الحزب (في اليوم الأول لعيد الأضحى عنده) على طريقتهم موقعين في صفوفه خسائر فادحة وفاضحة قبل أن ينسحبوا آمنين مطمئنين الى الداخل السوري محمّلين بالأسلحة والذخائر التي غنموها بسهولة من موقع “أم خرج” بعد فرار الحزب منه.

عملية “أم الفضائح” لم تكتفِ بفضح كذِب “حزب الوعد الصادق” على بيئته الحاضنة قبل الجمهور الواعي من اللبنانيين، بل كشَفَ اغتنام “النصرة” صواريخ “تاو” الأميركية من موقع الحزب أنه مع إسقاط الثورة السورية المجيدة جميع الأقنعة أصبحت فضيحة “إيران كونترا” السرية أمرًا مألوفًا قابلا للتكرار العلني كل يوم، فها هو الحزب يقاتل بسلاح “الشيطان الأكبر” في بريتال كما في جرود عرسال حيث حاول إقفال ملف العسكريين المخطوفين باستهداف موقعهم بصاروخ أميركي موجّه، وها هو ذاك “الشيطان” نفسه يسارع والعالم الى تسليح “الجيش” العراقي -ولو لمواجهة داعش- فيما يعلم المتابعون أن لا جيش للعراق إنما ميليشيات وعصابات شيعية إيرانية الولاء تقاتل مسيّرة بالحقد الطائفي تحت مسمّى “الجيش العراقي”.

وإذا كان شريط عملية “أم الفضائح” قد فعل فِعله في ضرب معنويات جمهور الحزب الإرهابي الذي اعتاد قائده على بَيعه الانتصارات الوهمية تلو الانتصارات وتصويره لهم على أنه “الحزب الالهي الذي لا يُقهر” و”كاسِر أسطورة الجيش الإسرائيلي” وسواها من التُرَّهات، وهو ما دفع بالحزب الى استنفار جهوده الإلكترونية لحذف الشريط من على موقع “يوتيوب” وقد نجح في ذلك، فإن ما لم يكن في حسبان “النصرة” نفسها ولا حتى “الحزب الإرهابي” أن تكون تلك العملية النوعيّة سببًا للتأكيد على الحلف الصهيو-إيراني!

ففي اليوم التالي على نشر “النصرة” شريطها (7/10/2014)، حاول الحزب المحرَج أمام جمهوره والرأي العام اللبناني حرف الأنظار وغسْل الخزي والعار الذي مني به في “بريتال” من خلال تبنّيه تفجير عبوة ناسفة في “مزارع شبعا” (جرحت جنديَين إسرائيليَين بحسب الإعلام الإسرائيلي) في عملية هي الأولى من نوعها منذ مسرحية تموز 2006، استرعى معها الانتباه إعلان الاستخبارات الاسرائيلية عن اقتراب حصول عمل عسكري على الحدود الشمالية قبل ساعة واحدة من حصولها!! بيد أنه وبدلاً من أن يكون الرد الإسرائيلي متناسبًا مع نوع العملية-المسرحية الحزبية وهو الخبير بأدق إحداثيات وتفاصيل مواقع الحزب ومخازن سلاحه، اكتفى الإسرائيليون بقصف مسرحي أيضًا طاول بعض المرتفعات والبراري بنحو 30 قذيفة عشوائية، وجريًا على خطى العميل “الأسدي” صرّح الإسرائيليون بأنهم يحتفظون لأنفسهم بحق الرد في المكان والزمان المناسبَين!! مؤكّدين بذلك أن تبادل الخدمات داخل الحلف الصهيو-إيراني لا يزال قائمًا والحلف لا يزال متينًا، وأن مَن أطلَق عام 2006 كذبة “لو كنت أعلم” كان عام 2014 يعلم جيدًا حجم الرد المسرحي الذي لن يصرفه عن مهمته الإرهابية في سوريا حيث يقدّم لإسرائيل الخدمات الجليلة بالدفاع عن نظام الأسد، تمامًا كما كان يعلم جيدًا في الـ 2006 تفاصيل الدور المناط به وأن الحرب كانت حقيقة على لبنان حصرًا لوقف اندفاعة “ثورة الأرز” وإسقاط “حكومة الاستقلال الثاني” عبر إلباسها تهمة الخيانة المزيفة.

لا شك أن لبنان دخل مع عملية “أم الفضائح” و”مسرحية شبعا” منعطفًا جديدًا وخطيرًا، فتدخُّل حزب الإرهاب في سوريا نقل المعركة التي لا طاقة له بها الى الداخل اللبناني، ما أعاد الى الذاكرة وبقوّة تحذير الأمين العام الأسبق للحزب الشيخ “صبحي الطفيلي” في 30/1/2012: “المعركة ستكون مفتوحة وكل أنواع الرجال وكل أنواع السلاح سيتدفق الى لبنان، الشارع السني محتقن، لا سلاح حزب الله ولا سلاح غيره سيستطيع الوقوف في وجه هذا الأمر، وهنا أحذِّر أننا سنجد حزب الله سيضطر الى التحالف مع الإسرائيليين (لمواجهة التدفق السني)، وهو ما يتداوله كثيرون في الشارع الشيعي وكثيرون من المقربين من قيادة الحزب”. فهل بات التحالف العلني قريبًا؟
عبدو شامي