النائب دوري شمعون في ذكرى اغتيال داني: وعدونا بتحرير الجولان فغرقوا في بريتال

591

النائب دوري شمعون في ذكرى اغتيال داني: وعدونا بتحرير الجولان فغرقوا في بريتال

كارلا خطار/المستقبل/12 تشرين الأول/14

24 سنة مرّت على اغتيال «الريّس» داني شمعون وزوجته أنغريد وطفليه طارق وجوليان، هم من عائلة لبنانية سياسية ملتزمة حتى اليوم مدرسة الرئيس كميل شمعون في الوطنية والوفاء للبنان «أبدي أزلي سرمدي».. كيف لا والإبن كما يقال سرّ أبيه، مقاوماً شرساً وجريئاً، يسترجع بسحر ساحر كل المواقع، يرفع من معنويات الرفاق.. في مواجهة من كانوا سبقوا «داعش» الى قتال اللبنانيين، في عقر دارهم… يستذكر حزب «الوطنيين الأحرار» الشهيد داني في ظروف لم يشهدها لبنان حتى في تلك الحرب الأهلية التي خطفت «الرّيس» وملائكته من منزلهم. وإن كان استشهد في 21 تشرين الأول إلا أن تاريخ 13 تشرين، بالنسبة الى «الأحرار»، دقّ المسمار في نعش داني. لم يتذكّره أهل بيته وحدهم، كان هناك لبنانيون من جميع الأحزاب والطوائف، كيف لا، وحزب «الأحرار» أسّسه الرئيس شمعون مع رفاق له من الطوائف جميعها. في المعهد الانطوني، عند السادسة من مساء أمس، غصّت قاعة الإحتفالات بالحزبيين والرفاق، وزيّنت صورة عملاقة لداني وعائلته المسرح الى يسارها علم لبنان والى يمينها علم «الوطنيين« الأحرار» وصورة زيتية للشهيد. قدّمت الإحتفال الإعلامية فانيسا متّى وحضره ممثل رئيس الحكومة الوزير أكرم شهيب، والوزيرة السابقة منى عفيش ممثلة رئيس الجمهورية السابق، وممثل الرئيس سعد الحريري النائب عاطف مجدلاني، وممثل رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم وحشد من رجال السياسية والدين، وتتالت الكلمات لكل من المدبّر العام للمعهد الأنطوني الأب جورج صدقة، ثم أمين الإعلام في «الأحرار» الإعلامي اميل العليّة، ثم رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون ضرغام، تلاه الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، فوزير العدل اللواء أشرف ريفي، ثم الوزير أكرم شهيب، وكان الختام كلمة لرئيس «الأحرار» النائب دوري شمعون.

من جهته، طلب الأب صدقة من «النواب أن ينزلوا الى المجلس النيابي وينتخبوا رئيسا للجمهورية، وطلب من الله المغفرة». ثم تحدث العليّة فوصف «13 تشرين بيوم غربلة الأبطال، يوم اختبار الرجال الرجال، يوم «وتراني في الهريبة كالغزال»، متناولاً الثلاثية الذهبية: لبنان الحرية والسيادة والاستقلال». وسأل «من الأقرب الى داني؟ هل أميل لحود أو اميل رحمة؟ أم رفيق الحريري ومحمد مهدي شمس الدين ومروان حمادة؟» وتوجّه الى «معشر الأحرار» قائلا: «على خطى شهدائنا أحرار نستمر فنحيا في وطننا أحراراً ويبقى وطننا وطن الأحرار«.

من جهته، توجّه ضرغام الى «رفاق الدرب في كل الأحزاب والمجتمع المدني والى الضالين من أترابي»، وتابع «لا للتطرف القادم من سجون سوريا، ولا للإنزواء والتلطّي خلف خوف الإنقراض، لا للمطالبة بالإنضمام الى حلف الأقليات، لا للهجرة، لا للتطاول على الجيش». وتوجّه الى «الريّس دوري» قائلا «نحن نمشي على مبادئ وأخلاق الرئيس كميل شمعون وسنعيش كل يوم مقاومة وشجاعة الشهيد داني شمعون وسنبقى الى أخلاقك ومسيرتك ونظافتك ريّس دوري». وتوجّه الى رفاقه الطلاب في الحزب: «انتم تمثّلون الشرعية«.

شمس الدين

من ناحيته، إعتبر شمس الدين أن «داني شمعون هو شهيد وضحية وداني مع عائلته ضحايا الحرب، وهو شهيد الوطن وخسارة له». قتلوا ظلماً وطمعاً لربح لم يتحق لأحد. هم مدنيون لبنانيون وأي قتل لمدنيّ لبناني يهدد حياة اللبنانيين كلّهم». وولج شمس الدين في كلمته من خلال حديثه عن العراق قائلا «الثأر لا يكون مشروع دولة، هذا ما قلناه للعراقيين وهذا ما قاله الشيخ محمد شمس الدين قبل رحيله ببضع سنوات، الحب هو ما يبني العراق حتى يكون دولة للجميع متساوين غير مظلومين ولا ظالمين. ليس المطلوب أن يكون العراق دولة شيعية ولا لمجموعة من العراقيين، الكل شركاء والكل صاحب حق وفضل«. أضاف: «إن المواطنين اللبنانيين إذا تركوا من دون تخويف سيكونون في أفضل حال، لم يعد لبنان منفتحاً بل مفتوح على كل الخارج بأطماعه وتآمره وسلاحه وحسده». وأضاف «الوطن التام يقوم على ثلاثية حتمية: أرض وشعب ودولة، الشعب موجود والأرض موجودة والشرعية تحتاج الى أن تكون ذات حرمة وحدودها محددة». ووجّه صرخة: «دعوا الجيش يحميها من كل عدوان، ادعموا جيشكم ولا تتشاطروا عليه، فقد احتاجه اليوم من ظنّ بالأمس أنه في غنى عنه. أما الدولة فهي الممثل والعنوان، فلا مواطَنَة من دون دولة تامة ومن دون دولة عادلة وديموقراطية، الدولة أصبحت متلاشية لأنها تُفترس من داخلها وتمنع من أن تحدد نفسها. منع الناس من الإنتخاب هو سرقة للناس، التمديد هو توهين للدولة واحتيال موصوف«.

وختم شمس الدين: «لا يمكن للدولة أن تستمر من دون مجلس نواب، السيادة مخروقة من دون انتخاب رئيس من شبعا الى بريتال، وكي يتم إتلاف الدولة منعوا انتخاب رئيس، الرئيس موجود لكن مخطوف كما الجيش. أنا لا أخاف من مؤتمر تأسيسي، لا تخافوا فالتأسيس قديم في قلوب اللبنانيين«.

ريفي

من جهته، انطلق ريفي من تجربته مع الشهيد داني: «لا أزال أذكر الشهيد داني منذ كنت ضابطاً يافعاً في قوى الأمن الداخلي، يومَها كنت ألتقيه باستمرار وقد عرفته رجلاً شجاعاً، دائمَ الإبتسام، صريحَ الموقف والرأي.» وأضاف «لم يُسجل له يوماً أنْ هربَ من استحقاق، ولم يُسجل له يوماً أنِ استسلمَ لخطر، لقد حمل قضيةً، آمنَ بها واستشُهد من أجلها. لقد اغتيل شهيدُنا، على يدِ من حاولوا اغتيالَ لبنان وفشِلوا، ومن يحاولون اليومَ اغتيال سوريا، وسيفشلون.» وحيّا كل «شهيدٍ سقط على أرضِ لبنان، دفاعاً عن هذا الوطن»، مضيفا «يعيش وطننُا لبنان، وتعيش المنطقة وخصوصاً سوريا، محنةً كبرى، جرّاء ما أورثتنا إياه أنظمة الاستبداد، وعلى رأسها النظامُ السوري وحلفاؤه الإقليميين، الذين يتحملون جزءاً كبيراً من مسؤوليةِ ما تشهده المنطقةُ من فوضى وقتلٍ وخراب.» وتابع «لقد أسَس هذا المحورُ في بعض الدول، الميليشيات، واستباحَ الحدود، وشكّل خطراً كبيراً على وجود هذه الدول، وهو لا يزال مستمراً بهذا المنحى. من هنا، من لبنان، وفي ذكرى اغتيالِ البطل داني شمعون وعائلتِه نقول له: علّمنا التاريخُ أنّ كلَّ من يتآمر على لبنانَ يسقط. ويبقى لبنانُ، بأهلهِ، مسلمين ومسيحيين، رمزاً للوطنِ الرسالة، أما أنظمةُ الاستبداد، فإلى الجحيم مهما طال الزمنُ، وهو لن يطول.»

ولفت ريفي الى أن «النظام السوري، عندما مارس السلطة بالحديدِ والنار، وعندما واجه ثورةَ شعبٍ مُسالمٍ، بالسلاح، ساهم هذا النظامُ في استيلادِ حالاتٍ متطرفة إرهابية، بدأت تنمو وتكبر على وقعِ البطشِ والممارسات اللا إنسانية، في ظلِّ صمتٍ دوليٍّ مُريب»، وأمِل «أن يكون التحركُ الدوليُّ، فِعلَ انقاذٍ حقيقي لسوريا وأهلِها، من شرّ نظامٍ قاتل، ومن إرهابٍ أعمى تمارسه داعش وأخواتهُا، هو الوجهُ الآخر لإرهابِ النظام وحلفائه.» وقال: «نحن نواجه إرهابَين، هما وجهانِ لعملةٍ واحدة ولا خِيارَ لنا، إلاّ أن نكونَ معاً، يداً واحدةً، مسلمين ومسيحيين، هكذا كنّا في ثورةِ الاستقلال، هكذا كنا في 14 آذار 2005، وهكذا يجب أن نكون، في كلّ لحظةٍ من حياتنِا المشتركة، التي تجمع بين مكوّنات هذا الوطن، قِيَماً وطنيةً وإنسانيةً، نعتزُّ بها ونفخَر. دائماً كان المعتدلونَ الأكثريةَ، وهم المنتصرون، ودائماً منتصرون في نهاية المطاف.»

ودعا ريفي «حزب الله» الى الإنسحاب من سوريا قائلا: «انسحبوا الآنَ من سوريا، واعتذروا الى اللبنانيين، والى السوريينَ الأحرار، ولندعْ جيشَنا البطلَ يحمي وحدَه، حدودنَا من أيّ اعتداءٍ أو إرهاب. لا أحدَ إلا الجيوشُ الشرعيةُ الوطنيةُ تحمي الأوطان.لا أحدَ إلا الجيشُ اللبنانيُّ الشرعيُّ يحمي حدودَ الوطن، ويضمن سلامةَ لبنانَ واللبنانيين. إنّه من دواعي الأسف، أنْ تدّعي دويلةٌ حمايةَ الدولة. إنه من المفارقة، أن تدّعي دويلةٌ الدفاعَ عن حدودِ الدولة وسيادتهِا. هذه مَهَمّةٌ وطنيةٌ، ولا يمكن أن تنجح فيها إلاّ المؤسساتُ الوطنيةُ الشرعيّة.»

شهيّب

من جهته، جمع شهيّب بين «مدرستي كميل شمعون وكمال جنبلاط، تعاونتا واختلفتا، لكن العلاقة استمرت مدرسة بحدّ ذاتها للحفاظ على لبنان وداني حافظ على دروس تلك المدرسة، كانوا يلتقون على حماية لبنان». وأضاف «ما أحوجنا الى رجال يسعون الى لقاء يجمع اللبنانيين، فلبنان مهدد كما لم يكن مرة، وما يعزينا أن في لبنان رجالاً يصمدون أمام العواصف والتصدّي معاً«. وأمل شهيب أن «يتم الخروج من أزمة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية والخروج من هذه الدوامة والدخول في مرحلة تسوية لاختيار رئيس»، وتابع «لبنان مدعو الى إنقاذ أبنائه العسكريين المخطوفين والحكومة التي تمثّل كل الأطياف مدعوة الى اتّخاذ موقف موحّد وشجاع عقلاني لإنقاذ العسكريين بأي طريقة ولو بالمقايضة«.

شمعون

وفي الختام كانت كلمة عفوية وبالعامية لرئيس «الأحرار»، فقال «فكّرت لو أن داني معنا اليوم ليرى ما يقوم به السياسيون، لكان جمع الكل تحت السياسة اللبنانية الصافية والولاء للبنان». وتمنّى شمعون أن «ينضم إلينا في المستقبل فريق 8 آذار، ربّما تتبدّل أحلامهم أو كوابيسهم: هذا يحلم بالكرسي والآخر بحلم إيراني يحتاج الى من يترجمه، ليتهم ينتمون مثلنا الى الجمهورية اللبنانية«. وأضاف شمعون «نراهم متوجّهين الى سوريا لتحريرها لا أعرف مِمِّن، وعدونا بتحرير الجولان فكانت النتيجة أنهم غير قادرين على تحرير بريتال! وقاموا بمناورة سياسية في مزارع شبعا وفتحوا الباب على حرب». وأضاف «لا أحد مؤمن بأن المقاومة بين مزدوجين تستطيع أن تشعل حربا لاسترجاع الجولان وفلسطين وبأنها قادرة على النجاح، لا أحد فيه القليل من العقل يصدّق أن صيغة لبنان قد تتغيّر، فحين تفرض فئة واحدة نفسها يفقد لبنان معناه، وبالرغم ممّا يحدث من قطع للطرقات والاغتيالات فلبنان باقٍ، في سمائه غيمة سوداء لم تدم لأن الأوضاع في المنطقة الى تغيير، وسيأتي دورنا في التغيير وتزول الغيوم«. وتوجّه شمعون الى قوى 8 آذار: «شدّولنا شوي هالعزقات لِمَلّصين، تفضلوا انزلوا الى المجلس وانتخبوا رئيسا للجمهورية، وأملنا بأن يكون لنا حكومة متراصّة يكون الإتفاق بين وزرائها على طاولتها وفي الخارج «من دون حلمسة».»