الياس بجاني: تبخر وهم الرئيس القوي وعدنا إلى المربع الأول

254

تبخر وهم الرئيس القوي وعدنا إلى المربع الأول
الياس بجاني/06 كانون الأول/16

حقيقة مرة وصادمة ومحبطة كنا مع كثر غيرنا من الأحرار والسياديين قد جاهرنا بها وحذرنا منها ..

وهي خزعبلة وخدعة مقولة الرئيس القوي!!

ولكننا كنا كمن ينادي في وادي مهجور وسحيق حيث ليس هناك من يسمع، وحيث الصوت يضيع مع الصدى فتبعده ريح الجهل والغباء ويختفي.

الحقيقة التي حذرنا من التغاضي عنها وإهمالها هي جريمة تخدير عقول وضمائر الناس وتبليعهم الأوهام وإطعامهم سموم أحلام اليقظة.

وها نحن اليوم نرى بأم أعيوننا ما كنا نخافه ونتوقعه ونحذر منه بما يتعلق بهرطقة ووهم وخدعة الرئيس القوي.

فها هو الرئيس القوي بقوة حزب الله الذي فرضه فرضاً وبالقوة والابتزاز على لبنان واللبنانيين تنتفي عنه صفة القوة بعد أن خلعها عنه وأزال هالتها الواهمة صاحب القوة الفعلية.

ها هو الرئيس القوي يتعرى من قوته ويبدو عاجزاً ومقيداً لأن من غطاه بالقوة وأعاره إياها، أي حزب الله قد سحب الغطاء عنه وتركه عارياً في مهب عواصف وأعاصير هو مصدرها وهو محركها..

انكشفت الأحجام وتمظهرت الحقيقة وعدنا إلى المربع الأول.

عمليا وواقعاً،ً فإن القوي بسلاحه وإرهابه والبلطجة في لبنان حالياً هو المحتل الإيراني من خلال جيش المرتزقة التابع له والمسمى حزب الله .

من تلحف بقوة هذا الحزب وتوهم أنه هو قوي عاد إلى ضعفه وحجمه لأن صاحب القوة سحبها منه.

سحب القوة من الرئيس القوي لأنه ممنوع طبقاً لمتطلبات المشروع الإيراني التوسعي والاستعماري قيام الدولة اللبنانية وتطبيق القوانين والالتزام بالدستور وعودة السيادة والاستقلال.

نتمنى أن نكون مخطئين في تشاؤمنا الموضوعي والمعاش والملموس..

غير أن ما نراه من استعراضات عسكرية وميليشياوية وعراضات مذهبية،

وما نقرأه من معلقات تمنين وتحذيرات وتهديدات،

وما نسمعه عن تكفير وتخوين ومحاولات احباط ولجم وتقزيم ونقزات لا يبشر إلا بالمزيد من الهيمنة اللاهية على كل مؤسسات الدولة وعلى كل مواقع ومفاصل الحكم فيها من مجلس نواب ومجلس وزراء ورئاسة جمهورية وقوى أمنية وغيرها.

يبقى أن كل ما حدث منذ دخول الرئيس القوي إلى قصر “الشعب” يؤكد بما لا يقبل الشك أن عهد هذا الرئيس ربما قد يكون انتهي قبل أن يبدأ..

عملياً، لا يمكن أن تقوم أي قيامة للدولة في لبنان ما دامت الدويلة اللاهية الإيرانية هي الحاكمة، وما دام مرشد الجمهورية، السيد نصرالله هو الحاكم الفعلي والآمر والناهي…

وبالتأكيد المؤكد لن تقوم للدولة اللبنانية قيامة ولا رئيس قوي ولا من يحزنون ما دام المحتل هو الآمر والناهي والحاكم بأمره وبهز الأصابع .. وكل ما عداه هو تلهي بالتفاصيل والهوامش وليس إلا.

في الخلاصة، يا لبؤس، ويا لتعاسة، ويا “لتعتير”، ويا لقزمية جماعة الأحزاب وربع السياديين ال 14 آذاريين السابقين الذين استسلموا ورضخوا لمشيئة المحتل وقبلوا بدخول جنة الحكم تحت عباءته بعد أن باعوا القضية وقفزوا فوق دماء الشهداء.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com