زيد الجلوي/ويل للعرب من شر الإخوان المسلمين

439

ويل للعرب من شر الإخوان المسلمين 

زيد الجلوي/السياسة

09 تشرين الأول/14

إن شر الإسلاميين وويلاتهم على المنطقة العربية, يمكن التأريخ لها في وقتنا المعاصر مع بداية إيواء إيران لقيادات القاعدة, وعلى رأسهم الزعيم الفعلي للتنظيم أيمن الظواهري, وسيف العدل المصري, وسليمان أبو غيث الكويتي, وبعض عائلة بن لادن. إضافة إلى بعض زعماء حركة طالبان, وقلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني. لقد وظف الإيرانيون الظواهري في صالحهم, بأن أضفى الشرعية القاعدية على مجموعة الزرقاوي الإرهابية, التي تغطي “حزب البعث” المجتث بإسلاميتهم الجهادية مؤقتاً, لكسب مزيد من الانتحاريين المغيبين من بلدان الخليج العربي ومصر والمغرب العربي, وذلك قبل أن يتم التخلص من ابي مصعب, وكانت غاية طهران من التعاون مع بعث صدام, ضرب الأميركان في العراق أولا, وتشويه صورة الطائفة السنية ثانياً.

ويعلم بعضنا أن علاقة إيران بالبعث العراقي, كانت وما زالت عبر حليفها البعثي السوري, الذي سير بعثيي العراق وفق غاياته هو الآخر, حين أستعملهم في تدمير قوات الجيش الحر, بذريعة أنهم علمانيون يركبون على ظهورهم, وبعد ذلك يقذفون بهم نحو المجهول. الأمر الذي يتوجب عليهم, الغداء بهم قبل أن يتعشوا بهم, وإن قيام دولتهم ممكن, إذا ما سقط النظام السوري, وهي حيلة يدرك الإيرانيون استحالتها في ظل الدعم الإيراني الروسي, والخشية الأميركية والبلدان الحليفة لها, من دعم معارضة سورية هيمنت عليها الجماعات الإرهابية. لتستمر الهيمنة الإيرانية على سورية ولبنان, حتى ما بعد سقوط بشار, لأن هذه الجماعات ومنها النصرة تحديداً, محكومة من قبل الحرس الثوري, المسيطر على رأسها وهو الظواهري.

أما الجبهة الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين, والأقرب في تبعيتها لها من النصرة في سورية, فهي مرتبطة بعلاقة مع إيران, ومن المحتمل, أن تستعمل في الضغط البري على بشار الأسد, بعد أن تمكن الحوثيون من الدخول للحكومة اليمنية, ولكن في توافق يضمن للإيرانيين مصالحهم, فلا مانع من زوال الرئيس السوري, إذا كان البديل إخوانياً مهجناً بالعلوي الشيعي, ومخفضاً حدته بخلطة درزية ومسيحية, ورماد سني عربي لا يهش ولا ينش. كما هو حال الحزب الإسلامي العراقي الإخواني, الذي تولى رئاسة البرلمان العراقي بعد خلع المالكي, بينما تسيطر طهران على مجريات القرار السياسي لحكومة العبادي. هناك وضعية إخوانية إيرانية تشبه في إحدى تقلباتها لعبة القط والفأر, يخلخل الإخوان فيها البناء, ليتسرب الإيراني منها, لعل في هذه الخلخلة والتسرب, أن يحتشد السنة خلف الجماعة الإخوانية ضد التغلغل الإيراني, الذي يراد من توغله التخلص من الأنظمة العربية الحاكمة, ليتمكن الإخوان من تشييد مشروعهم الشمولي. تغلغلا ربما تدرك طهران غايات الإخوان من ورائه , وربما أدركت الحكومات العربية غاياته, فتراها مضطرة إلى تقديم التنازلات لإيران, منعا لتعاملاتها مع الإخوان.

هذه الجماعة الإخونجية هي الذراع السنية لعمائم طهران, فهؤلاء عملوا على تسليم عبد الملك ريغي زعيم البلوش السنة لطهران على ما نخمن, وكذلك هم من وقفوا وراء إرشاد الأميركان لمكان بن لادن عبر الظواهري, وهم من عمل على تسليم أبو غيث المتواجد في طهران لواشنطن عبر تركيا الإخونجية, لعلهم يحكمون.