غسان حجار: التمديد للمجلس: اللي استحوا ماتوا

165

 التمديد للمجلس: اللي استحوا ماتوا
غسان حجار/النهار/12 تشرين الثاني 2016

لا يملك مجلس النواب الحالي، المنتخب في العام 2009، والممدد له في العام 2013، ثم في العام 2014، وكالة غير قابلة للعزل، وفق ما صرح به رئيسه عند التمديد بأن اي اتفاق بين الكتل النيابية على قانون جديد للانتخاب يمكن ان يعيد الغاء الفترة الممددة او تقليصها، واجراء الاستحقاق قبل انقضائها.

وكنا كلبنانيين على ثقة بان الامر لن يحصل لاسباب عدة، منها ان الاتفاق على قانون للانتخاب لم يحصل منذ اعوام ولن يحصل في الاجواء التي احاطت بالتمديد، وان النواب الممددين لأنفسهم لا يجدون مصلحة في تقصير فترة التمديد، وان الزعماء الذين يمسكون باللعبة السياسية يفضلون عدم الاحراج في اوساطهم وعدم الانفاق المالي الكبير في الاستحقاق النيابي مع تراجع الدعم الخارجي، لذا اتفقوا ضمناً على ان إبقاء القديم على قدمه، أهنأ بالاً.

لكن المؤسف والذي يثبت مقولة “اللي استحوا ماتوا” هو الكلام عن تمديد ثالث للمجلس للافساح في المجال امام الاتفاق على قانون جديد يجري الاستحقاق بموجبه، او اجراء الانتخابات وفق قانون الستين الذي يُجمع الاطراف على رفضه امام الاعلام، ويتطلعون الى قانون يعتمد النسبية كاملة او جزئية، اي بقانون مختلط. علماً اننا لم نعد نصدق رغبتهم في تطوير النظام بقدر ما نرى سعيهم مدخلا الى تحقيق مكاسب اضافية بعناوين جديدة، وقد يتفقون جميعا على “بوسطة” جديدة لا تنفع معها كل اشكال القوانين، اذ تبقى لغة السلاح، ولغة الشارع، ولغة المذهبية، افعل واقدر على تحريك المقترعين والتلاعب بتوجهاتهم في اللحظة الحرجة.

يقول الرئيس نجيب ميقاتي ان “اكبر اساءة للعهد الجديد ان يتم التمديد للمجلس او ان يعتمد قانون الستين، خصوصا ان الرئيس ميشال عون سبق له ان أصر على محاربة الامرين، ولمّا حصل التمديد طعن به امام المجلس الدستوري، وكانت كتلته النيابية “تكتل التغيير والاصلاح” تعترض دائما على قانون الستين”.

وفي دفاع البعض عن العهد، يقولون إن التمديد لن يكون إلا تقنياً، ولمدة ستة اشهر فقط. وفي هذا ايضاً استغباء لعقول اللبنانيين، لاسباب عدة منها ان التمديد لا يختلف اذا كان تقنياً او سياسياً. الامر نفسه امام الرأي العام الداخلي والخارجي، وفيه ان لبنان لم يتمكن من اجراء الانتخابات النيابية. ومنها ايضا ان احدا لا يكفل اهل السياسة عندنا، ويضمن اتفاقهم في المدة الممددة، او حتى اتفاقهم على عدم الاتفاق.

ومن الاسباب “التقنية” ايضا، ان التمديد لستة اشهر يجعل الاستحقاق في عز الشتاء، ومع عيدي الميلاد ورأس السنة، وفي ذلك اكثر من استحالة بسبب الاوضاع المناخية وصعوبة الانتقال ربما من تراكم الثلوج على المرتفعات، وعدم رغبة الناخبين في العودة الى قراهم، وبسبب انشغالات اخرى وزحمات سير ترافق الاعياد، وايضا عدم قدوم المغتربين الذين غالبا ما يظهر تأثيرهم في عدد من المناطق.