الياس بجاني: سجال الكتائب والقوات تلهي بالقشور وابتعاد عن المشكل الأساس

450

سجال الكتائب والقوات تلهي بالقشور وابتعاد عن المشكل الأساس
الياس بجاني/11 تشرين الثاني/16

حقيقة مأساوية قلناها من قبل مراراً وتكراراً ومنذ توقيع العماد ميشال عون ورقة تفاهمه مع حزب الله عام 2006 والتحاقه الكامل والشامل تكتيكياً واستراتجياً ومصالح وإعلام وخطاب وسلطة ونيابة ووزارات بمحور الشر السوري_الإيراني المسمى كذباً بمحور الممانعة.

الحقيقة القاتلة للآمال والمحبطة للهمم هي أن ميشال عون نجح وكبر وتجبر واستكبر ووصل إلى ما وصل إليه وتوجه بعودته المظفرة إلى قصر بعبدا ليس بشطارته أو بسبب شعبيته أو لا سمح الله بنتيجة عبقريته وبعد نظره ووطنيته ورؤيوته الخارقة.

عون نجح وحلق وكبرت شعبيته، وهنا الكارثة المارونية المدمرة تحديداً، لأن البدائل السياسية والحزبية في مجتمعنا المسيحي هي تعيسة وفاشلة ونرسيسية ولم يكون عندها وحتى يومنا هذا لا ثوابت ولا قضية ولا مشروع غير ما يتعلق فقط بمصالحها العائلية والسلطوية والمالية، وذلك على حساب المواطن وقضية الوطن ومصيره وسيادته والاستقلال.

إن البدائل المسيحية الحزبية هذه ودون استثناء واحد لا تزال على تعاستها وفشلها وقصر نظرها وعقم تفكيرها والأنانية وقد امتهنت هذا النهج السطحي والنفعي والشخصي حتى الثمالة.

للأسف إن ما نراه اليوم من سجال إعلامي صبياني بين حزبي القوات والكتائب على المستويين الرسمي والشعبي يأتِ في هذا السياق التضليلي والشخصي 100%.

سجال عدائي وصبياني وبحت شخصي تعودنا عليه وهو للأسف يرتكز كلياً على أمور جانية سخيفة وردح زجلي دون أي محتوى وطني أو رؤيوي، والأخطر أنه يتلهى بالقشور ويهمل المشكل الأساس الذي هو الاحتلال الإيراني للبنان الذي تم تتويجه بوصول مرشح حزب الله، ميشال عون إلى موقع رئاسة الجمهورية.

إنه وبنتيجة فقدان البدائل عن عون وصل الرجل وبعد أن استسلمت القوات اللبنانية (ومعها تيار المستقبل) تحديداً ورضخت للابتزاز اللاهي وتخلت عن كل ثوابتها الوطنية والمسيحية التي هي علة وجودها وانتقلت فجأة إلى دور تمارسه للمرة الأولى منذ السبعينات وهو القبول بواقع الاحتلال والعمل تحت مظلته وشروطه والضوابط.

من هنا فإن كل النفاق والتضليل الإعلامي والتبريرات الواهية والواهمة والحروب الجانبية التي يمارسها الفريق الإعلامي القواتي هدفها التعمية على واقع الاستسلام والتسوّق له على أنه انتصار تحت ذريعة اقتناص فرصة التسوية على خلفية الواقعية.

تسوية هي عملياً استسلام طبقاً لكل المعايير ويُسوّق لها بهدف التضليل والتعمية على أنها هي خشبة الخلاص وأن ليس من بدائل لها بهدف انتشال لبنان من خطر المؤتمر التأسيسي الذي يريده ويسعى له حزب الله والحفاظ على دور ووجود المسيحيين ومنع الانهيار الاقتصادي الوشيك.

أي تسوية هذه وحزب الله لم يغير أو يبدل ولو فاصلة واحدة من خططه ومشروعه وممارساته محلياً واقليمياً ودولياً وفي نهج طرق تعاطيه مع الدولة والدستور وكل الشرائح اللبنانية؟

نسأل أهلنا في وطننا المقهور والمهيمن عليه بالإرهاب والإبتزاز والقوة والفاقد لقراره واستقلاله، وتحديداً نسأل ربع أصحاب شركات الأحزاب المسيحية التجارية والعائلية بامتياز، ومعهم من ينظّر لهم عكاظياً ويسوّق لتضليل الرأي العام وتصوير الاستسلام على انه انتصار، نسأل ما نفع  وقيمة حصولكم على كل الوزارات والمواقع في الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية في حين أن حزب الله يحتل البلد ولا وجود فعلي لاستقلال وسيادة وقانون وحقوق وحريات؟؟؟

ننصح أصحاب شركات الأحزاب الدكتاتوريين والتجار أن يحترموا عقول وذكاء اللبنانيين وأن يصارحوا الناس بالحقيقة بدلاً من تضليلهم واللعب على مخاوفهم والعصبيات واستغلال طيبتهم والاستهزاء بهم.

في الخلاصة لا تسوية ولا من يحزنون، بل استسلام كامل وشامل وتغليب للمصالح الشخصية والكيديات، كما أن السجالات السخيفة الدائرة حالياً هي تضليلية وللتغطية على خطيئة الاستسلام من خلال زجليات التلهي بالقشور وإهمال المشكل الأساس.. ونقطة على السطر

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com