طوم حرب لـ”النهار” : لبنان ليس أولوية لدى ترامب وعلى اللبنانيين أن يعوا ماذا يريدون من إدارته

157

 طوم حرب لـ”النهار” : لبنان ليس أولوية لدى ترامب وعلى اللبنانيين أن يعوا ماذا يريدون من إدارته
ف. ع./النهار/10 تشرين الثاني 2016

ينتظر ولاية الرئيس الاميركي الـ45 دونالد ترامب الكثير من الملفات الشائكة والتي تعد من اولويات عهده كما اعلن خلال حملته الانتخابية التي اوصلته الى البيت الابيض بدءاً من الملف النووي الايراني مع بلاده مرورا بالقضاء على “داعش” في العراق وسوريا وصولا الى العلاقات الاميركية الخليجية. صحيح ان لبنان لا يمثل اولوية للادارة الاميركية بوضعه الداخلي لكن حل الازمات في المنطقة سينعكس ايجابا عليه بسبب ارتباطه الكبير بأحداثها من تدخل “حزب الله” في الحرب السورية مرورا بوجود اللاجئين السوريين في لبنان ودول الجوار. الحلفاء العرب ولا سيما منهم اللبنانيون، عملوا بجهد لوصول الرئيس المنتخب ترامب الذي يمثل طموحاتهم في اميركا والشرق الاوسط. مدير التحالف الاميركي – الشرق اوسطي طوم حرب حليف ترامب في الانتخابات تحدث امس الى “النهار” عن اجندة الرئيس الجديد الشرق اوسطية.
لبنان ليس اولوية
لا شك في ان لبنان لا يعتبر من اولويات العهد الاميركي الجديد، لكن الملفات المهمة تبقى مرتبطة بالوضع اللبناني بشكل مباشر وغير مباشر. ويقول حرب ان “لبنان موجود على اجندة العمل الاميركية الجديدة لكنه ليس اولوية، على اعتبار ان اللبنانيين لا يعلمون ماذا يريدون من الادارة الجديدة، واذا طرح ترامب السؤال على المسؤولين اللبنانيين، اشك في ان احدا قد يستطيع ان يجيب بصراحة”.
ويضيف حرب “لا احد يستطيع ان يساعد لبنان الا اللبنانيون انفسهم، والمجتمع الدولي سيكون الى جانبهم في اي قرار قد يتخذونه”. ويقول: “هناك قرارات دولية وضعت لمساعدة لبنان، ويجب تطبيقها ولا يستطيع المجتمع الدولي ان يطبقها اذا كان اللبنانيون لا يريدون ذلك، من القرار 1559 وصولا الى القرار 1701، هل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يقدران على اتخاذ قرار كبير مثل نزع سلاح “حزب الله”؟، طبعا لا في ظل الوضع الجديد في لبنان، وامام هذا الواقع لن يأتي ترامب وينفذ قرارات دولية، اللبنانيون يتهربون منها، وعليهم ان يعوا ماذا يريدون من الادارة الاميركية”.
اللاجئون و”داعش”
وفعليا، يمثل ملف اللاجئين السوريين وضرب “داعش” اولوية لترامب بعد اعادة النظر في الاتفاق النووي الايراني. ويقول حرب ان “الرئيس الاميركي الجديد سيسعى الى اقامة مناطق امنة للاجئين السوريين في الداخل السوري وحمايتهم من اي اعتداء، والحفاظ عليهم في بلدهم والعمل على اعادة المنتشرين في دول الجوار ومنع تهجيرهم الى لبنان والاردن وتركيا واوروبا”.
وعن مصير الرئيس السوري بشار الاسد، يبدو ان ترامب غير متمسك باستمراره في السلطة ولا يعنيه رحيله. ويرى حرب :”ان الخطوة الثانية والضرورية هي تكوين جيش ردع عربي كي يدخل الى سوريا ويحررها من “داعش”، وذلك طبعا بالتنسيق مع المجتمع الدولي وروسيا تحديدا التي قد تطلب بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في منطقة محايدة، وبعد معرفة الشروط العربية التي قد تطلبها للقيام بذلك، وابرزها الاتفاق على مصير الاسد”.
لا عداء مع السعودية
وعن العلاقات العربية – الاميركية وتحديدا الخليجية، يرى ان “ادارة ترامب ستسعى الى تحسين العلاقات مع الدول العربية، وبدأت بذلك خلال الانتخابات مع مصر والاردن وتريد فعلاً انهاء الازمات في المنطقة العربية والتي تصل امتدادها الى دول العالم كافة”.
وعن العلاقة مع السعودية، يقول حرب: “ترامب لا يستطيع ان يعادي المملكة، وسيعمل في الوقت نفسه على الانفتاح وتحسين العلاقات معها ويجب ان يكون وفق شروط محددة، ويجب مناقشته على طاولة مفاوضات وسيكون ابرز الشروط الاميركية، وقف دعم المجموعات الارهابية”.
ما قد يحمله العهد الاميركي الجديد للبنان والمنطقة يحتاج الى وقت، وتبدأ ملامحه الاولى بالظهور بعد تسلم ترامب الرئاسة رسميا، ومعرفة مكونات فريقه الحاكم، وبنود خطاب قسمه الذي سيرسم سياسة عهده العامة