محمد عبد الحميد بيضون لموقع لبنان 360: حكومة الحريري مهددة من المحاصصة والتيار العوني ومن ايران

121

محمد عبد الحميد بيضون لموقع لبنان 360: حكومة الحريري مهددة من المحاصصة والتيار العوني ومن ايران
نهلة صفا/موقع 360/07 تشرين الثاني/16

مع انقضاء نهار البارحة الأحد، تنتهي “سكرة ” احتفالات التهنئة في بيت الشعب كما يحلو للجنرال الرئيس ان يسميه ، وتبدأ ” فكرة ” البحث في جملة المطالب التي طرحتها الكتل النيابية امام الرئيس المكلف سعد الحريري فيما خص توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة ، بعد انتهاء جولات الاستشارات النيابية غير الملزمة على مدى يومين ، هذه المطالب التي تتضمن ما يكفي من الافخاخ التي تجعل من امكانية بت سريع لموضوع التأليف الحكومي قبيل عيد الاستقلال ،كما يروج ، مسألة غير مؤكدة . فالايجابية التي ابداها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تجاه الرئيس المكلف ” ما توفرنا لتسهيل تشكيل حكومتك ” ، وتفويضه للرئيس نبيه بري بالتفاوض عن الحزب ، قد تحمل وفق مصادر متابعة ايجابية في الظاهر ، فيما باطن الامور يشير الى نية الرئيس بري الذهاب للتفاوض ليس لتحقيق ما يريده ثنائي امل _ حزب الله فقط ، وانما اطراف اخرى في قوى الثامن من آذار ، من مردة” وبعث ” وقومي ” وحزب ديمقراطي ” ومستقلين سنة ، وهذا ما يشكل بحد ذاته ، عودة مبطنة لما يسمى بالثلث الضامن التي يرفضها الرئيس الحريري رفضا باتا،هذا فضلا ، وبحسب المصادر المتابعة عينها ، عن هذه الشهية العارمة الى الاستيزار في حكومة سينتهي مفعولها بعد حوالي السبعة اشهر مع اجراء الانتخابات النيابية الموعودة ، وهذا التناطح على وزارة المالية التي تطالب اربع كتل نيابية بها.

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون يبدي” للبنان 360 “جملة ملاحظات حول الوضع العام الذي يحيط بالرئيس المكلف سعد الحريري ، فيقول  : بتصوري هناك ثلاث مخاطر على الحريري ، الخطر الاول هو ان كل الاطراف يريدون ان يبقوا في لعبة المحاصصة، ولا يريدون الخروج منها ، وكلٌ يظهر انه يريد هذه الوزارة او تلك ، هذا يريد ابنه وذاك يريد صهره ، فاخطر امر على سعد الحريري هو لعبة المحاصصة ، والخطر الثاني هو ان التيار العوني تيار شعبوي ، والتيارات الشعبوية لا تهتم عادة بالمؤسسات وببناء الدولة ، بل يهمها القائد وكلام القائد . والخطر الثالث انه ليس من مصلحة ايران وحزب الله ان يكون هناك دولة قوية في لبنان ، معناها ان ىسعد الحريري سيواجه هذه الامور الثلاثة ، وفي كل واحدة منهم ثمة صعوبة كبيرة ، لذلك ، يضيف بيضون ، هناك خوف كبير على سعد الحريري ، لانه اذا لم تتعاون كل الاطراف معه فهناك خوف من فشل حقيقي قد يواجهه. كما يجب التاكيد على مسألة اساسية وهي ان سعد الحريري عاد اليوم  الى رئاسة الحكومة ، لان اطراف الثامن آذار من حزب الله الى ميشال عون ونبيه بري اخذوا البلد الى خراب مالي واقتصادي مخيف  ، فقد استلموا الحكم لكنهم افشلوا البلد وافشلوا الاقتصاد ، فاصبحوا الآن بحاجة له ، ولم يعد بمقدورهم الاستمرار من دونه ، لان سعد الحريري هو المعبر الالزامي للثقة بلبنان ، اذ لا يوجد سعد الحريري ، ليس هناك ثقة بلبنان .

وذكر الوزير بيضون بان تبني ترشيح عون كانت مغامرة لا نستطيع الحكم عليها الا بالنتائج ، والنتائج ينبغي ان نراها  خلال الاشهر القليلة المقبلة، كيف ستسير الحكومة ، ما هي الانجازات ، ماذا يفكر الحريري ان يفعل ، هذا هو المهم .

ولماذا سهل حزب الله في النهاية له الطريق للوصول ؟؟ يجيب بيضون ، لان الوضع اللبناني كان معرضا الى انهيار مالي يتحمل حزب الله مسؤوليته ، فهو الذي يعزل البلد وهو الذي يقوم بضروب تخريبية للبلد وفي المنطقة ، لقد اصبحوا بحاجة للحريري كي يتمكنوا من ان يزيحوا المسؤولية عن ضهرهم . ولجهة ميشال عون فهو الاكثر طواعية مع السياسة الايرانية ومع تغطية حزب الله ومغامراته واخطائه، هو الاهم بالنسبة لهم ، لان تأثيره على القاعدة المسيحية اوسع بكثير من سليمان فرنجية .

وعن توقعاته حول الحكومة وهل يكون التأليف سريعا ، قال ، لا استطيع ان احكم وبالنتيجة اتمنى ان لا يقدم الحريري تنازلات امام المحاصصة ، فالمفروض ان تكون التنازلات امام الوحدة الوطنية وليس امام المحاصصة ، لان المحاصصة تعني الفساد واذاكانت بداية الحكومة مصبوغة بالفساد معناها ان الفشل جد قريب . وعن خطاب القسم ، قال بيضون انه اقل من عادي ، فورقة التفاهم التي وقعها عون   مع حزب الله اهم من خطاب القسم .