الياس بجاني: جعجع والحريري: استسلام ولاهية وقفز فوق دماء الشهداء

1612

جعجع والحريري: استسلام ولاهية وقفز فوق دماء الشهداء
الياس بجاني/20 تشرين الأول/16

لو كنا في بلد الأحزاب فيه ديموقراطية وحرة وتقوم على أساس القوانين والضوابط ومبدأ المحاسبة وفيها تناوب على المسؤولية وليست شركات ومؤسسات تجارية وعائلية وهدفها الأوحد الربح وتأمين مصالح ونفوذ وحصص أصحابها وعائلتهم والقطعان التي تسمى محازبين فيها .. لكان لزاماً علي الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية والرئيس سعد الحريري رئيس تيار المستقبل الاستقالة فوراً وخروجهما من السياسة إلى غير رجعة.. والاعتذار علناً من الشعب اللبناني والشعوب العربية كافة عن فشلهما المفجع والمخيب في كل شيء.

وربما كان توجب محاكمتهما من قبل أحزابهما على خلفية فشلهما في حمل الأمانة الشعبية السيادية والاستقلالية والوفاء بعهودهما والوعود وفرطهما تجمع 14 آذار السيادي والخروج من كل ما هو قيم ومبادئ ومفاهيم وثوابت لثورة أرز والاستسلام المذل لقوى الاحتلال الإيرانية والأسدية والالتحاق بآكلة الجبنة والتقاسم والتحاصص والصفقات من مثل الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون وغيرهما الكثر من طاقمنا السياسي الملجمي والإسخريوتي..

والأخطر في وضعية جعجع والحريري الحالية إضافة إلى فشلهما والاستسلام هو قفزهما الجحودي والفج فوق دماء الشهداء دون خجل أو وجل وبوقاحة الأبالسة.

في هذا الساق اللاضميري والوقح كتب أمس كل من الحريري وجعجع يرثيان الشهيد وسام الحسن في حين انهما تحالفا مع قاتليه وقفزا فوق دمه وشهادة كل الشهداء وذلك خدمة لمصالحهما السلطوية..

نسأل هل انتصر حزب الله في لبنان وانهزم المشروع الاستقلالي وانتصرت إيران على العرب ليرشح الحريري عون وينحر لبنان؟

عملياً وعلى أرض الواقع حزب الله لم ينتصر، ولا إيران هزمت العرب..

ولكن الحريري وجعجع كما هو واضح من انقلابهما “والتكويع المصلحي والسلطوي” قد تعبا فتخاذلا واستسلما وتخليا عن كل وعودهما والعهود والتحقا بالمشروع الإيراني الإمبراطوري!!

فامسى عملياً عندنا اضافة إلى ثلاثية العهر”جيش وشعب ومقاومة” ثلاثية اخرى هي ثلاثية خدام وأدوات الملالي المكونة من جعجع والحريري ونصرالله..

ويا شعب لبنان العظيم انت والسيادة والإستقلال والحريات تخبزوا بالأفراح الملاح.

ولأننا في لبنان بلد العجائب والغرائب فكل شي بيصير!!

نعم، أننا في لبنان، البلد المحتل ملالوياً بواسطة جيش الملالي، الحزب الله الإرهابي والغزوات،

ونعم نحن في لبنان حيث صنمية عبادة الأفراد وتحديداً أصحاب الأحزاب من السياسيين والإقطاعيين سائدة،

وذلك على حساب الوطن والمواطن والقضايا المصيرية.

وهي ظاهرة وثنية ومحبطة لكل ما هو آمال وأماني وإيجابيات واحترام للذات ونّعم بصر وبصيرة وحرية رأي.

هذه الصنمية في عبادة وتقديس أصحاب الأحزاب من السياسيين الأكروباتيين ومنهما جعجع والحريري هي قتل طوعي للذات ولكل مقومات الحرية،

كما أنها غنمية قاتلة ومرض سرطاني خطير هو  في استفحال وتزايد وليس العكس.

من هنا فإن من يسود ويولى علينا حالياً في وطن الأرز من اركان الثلاثيات، هم على شاكلة القطعان من عبدة الأصنام السياسيين وأصحاب الشركات التي تسمى زورا وبهتاناً أحزاب،

وليس على شاكلة الأحرار والسياديين المهمشين والمبعدين عن مواقع القرار والحكم بقوة السلاح والإرهاب والمال.

في هذا السياق الصنمي نرى القطعان من شركتي حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل وبغباء فاقع يدافعون عن خيار جعجع والحريري الإستسلامي في ترئيس عون الطروادي والمجوسي،

نراهم يدافعون عن عون لدرجة أنهم راحوا يصورونه كمخلص للبنان واللبنانيين، في حينه أنه لا يزال وسوف يبقى طروادياً وملحقاً وخادماً صغيراً في مشروع الملالي التوسعي والاستعماري.

عون هذا الذي أخطأ جعجع ورشحه للرئاسة والحريري في طريقه اليوم لارتكاب نفس الخطيئة قد باع نفسه ولبنان وكل اللبنانيين،

عون هذا داس على كل الثوابت الوطنية والاستقلالية لإرضاء المجوس الفرس والمجرم بشار الأسد على خلفية وهم الرئاسة.

عون هذا وقع ورقة تفاهم مع الحزب اللاهي والإرهابي والمذهبي تقدس سلاحه وتعترف بدويلته وتماشي بخنوع مشروع الإمبراطورية الملالوية الهادف إلى احتلال واستعمار كل الدول العربية وإذلال شعوبها وإخضاعهم لمفاهيم ولاية الفقيه.

في الخلاصة إن خيار عون الرئاسي من قبل جعجع والحريري هو ليس فقط خطأ، بل خطيئة ونقطة على السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com