علي حماده: لماذا لا يرشح الحريري عون وفرنجية معاً؟

93

لماذا لا يرشح الحريري عون وفرنجية معاً؟!
 علي حماده/النهار/18 تشرين الأول 2016

على الرغم من كل التفاؤل في شأن الاستحقاق الرئاسي، ولا سيما في الاوساط القريبة من الجنرال ميشال عون، فإن المؤشرات لا توحي بأن اتمامه بات قريبا جدا، بحلول الحادي والثلاثين من تشرين الاول. فعزم الرئيس سعد الحريري على تأييد ترشيح عون لا يعني بالضرورة ان عون صار رئيسا، ولا ان الحريري قادر على الاعتماد على “تفاهمات” عقدها مع عون بواسطة صهره الوزير جبران باسيل، ان لجهة ضمان وصوله الى سدة الرئاسة الثالثة، او لجهة قدرته في حال تكليفه تشكيل الحكومة على تخطي المعوقات الكبيرة التي سترتفع بوجهه، والتي يمكن ان تغرقه في “رمال” التأليف المتحركة لأشهر طويلة.

بداية لا بد من قول الامور كما هي: ان جمهور “تيار المستقبل” لا يستسيغ تأييد عون، بل انه ممتعض جدا من توجه الرئيس الحريري نحو تأييد الجنرال. الحريري يعرف جيدا ان “شارعه” يرفض عون، وهو يجازف كثيرا في علاقته مع الجمهور السني المتحسس جدا من عون. والاشكالية هنا معقدة جدا، ولا يكفي ان تسير كتلة نواب “المستقبل” خلف رئيسها لكي يرتاح الحريري الى “نبض الشارع”، الذي ينتظر من زعيمه كلاما جديا ومقنعا يتجاوز الحديث عن الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي، وحال مؤسسات الدولة الى ما هنالك من عناوين عامة، يصعب أن تقنع شارعا ممتعضا من الحلول التي لا تأتي إلا على حسابه.

فـ”شارع” سعد رفيق الحريري يشعر بظلامة كبيرة منذ سنوات طويلة.

هناك علامات استفهام كبيرة تطرح حول الموقف الحقيقي لـ”حزب الله” من وصول عون الى الرئاسة. وأكثر من الاسئلة، ثمة شكوك كبيرة حول موقف الحزب الحقيقي، الذي قد تكون لديه حسابات أخرى غير حسابات عون أو الحريري! لكن وسط الشكوك المحيطة بموقف “حزب الله”، يمكن سعد الحريري السائر بعكس أهواء ناسه، أن يخرج من هذه الاشكالية من دون أن يجري تحميله مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي، على النحو الذي حصل في الفترة الاخيرة.

على الحريري أن يكون حذرا جدا في الايام القليلة المقبلة. وعليه ان يتنبه الى “نبض” شارعه في ما يتعلق بتأييد ترشيح الجنرال ميشال عون، وأن يتحرر من “البرنامج” الذي يصر عليه عون، أي أن يعلن الحريري تأييده أولا، ثم تجري قوى ٨ آذار مشاوراتها للملمة الترشيحات، والتوصل الى “تفاهمات” بين الرئيس نبيه بري والجنرال عون، والنائب سليمان فرنجية. كيف؟ على الحريري أن يعلن أنه لم يسحب ترشيح فرنجية، ولكنه فتح الباب على ترشيح عون ايجابيا.

وإن البلاد صارت امام ترشيحين من فريق واحد، وبالتالي هو من الناحية العلمية يؤيد ترشيح كلا عون وفرنجية، والمطلوب من “حزب الله” وسائر أطراف ٨ آذار ان يقرروا مَن مِن المرشحين سوف يلتفون حوله.

المطلوب إعادة رمي الكرة في ملعب “حزب الله” وحلفائه، مع العلم أن السيناريو المثالي يبقى ألا يُقدم سعد الحريري على ترشيح الجنرال عون بعكس رغبة جمهوره العريض.