بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس

405

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16

في أعلى بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16/اضغط على العلامة الموجودة في اعلى الصفحة على الشمال

 في أعلى بالصوتWMA/فورمات/الياس بجاني: تأملات إيمانية  في مفاهيم وتاريخ عـيـد ارتفـاع الصـليـب المقدس/14 أيلول/16

 من أرشيف عام 2016

 “من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”،
من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25(:”إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس”

الذكرى المقدسة
في كل سنة بتاريخ 14 أيلول تتذكر الكنيسة ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير، في حربه ضدّ مكسنسيوس، وذلك انه لمّا قَرُبَ من روما استعان بالمسيحيين، واستغاث بإلههم يسوع المسيح، وإله والدته هيلانه لينصره على أعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطًا بهذه الكتابة بأحرف بارزة من النّور:  “بهذه العلامة تظفر”، واتّكل على إله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن هو بالمسيح وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس وامر بهدم معابد الأصنام وشيّد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، أي منذ عام 330، عمّ الاحتفال بعيد الصليب الشرق والغرب.

البحث عن الصليب
ظل الصليب مطمورا تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الامبراطور هوريان الرومانى (117 – 138 م) أقام على هذا التل في عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.. وفى عام 326م أى عام 42 شمسية تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين الكبير.. التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي 3 آلاف جندى، وتفرّقوا في كل الأنحاء واتفقوا على أن من يجد الصليب أولاً يشعل نارًا كبيرة في أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة “أبّولة” الصليب في عيده. وفى اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها اليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن.. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصرى ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت شخص قد مات وكان اهله في طريقهما ليدفنوة فوضعتة على الصليب الأول والثاني فلم يقم، وأخيرا وضعته على الصليب الثالث فقام لوقته. فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب .

 الصليب بين فارس وأورشليم
في سنة 614 م  كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم  وأسر الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى بلاده، وأخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة، وبقيت في حوزته اربع عشرة سنة.

بقي عود الصليب في كنيسة القيامة حتى 4 أيار عام 614 حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم أورشليم (القدس) وهدمهم كنيسة القيامة, وفي سنة 629 انتصر الامبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم. ويذكر التقليد أن الامبراطور حمل على كتفه العود الكريم وسار به في حفاوة إلى الجلجلة وكان يرتدي أفخر ما يلبس الملوك من ثياب والذهب والحجارة الكريمة في بريق ساطع, إلا أنه عندما بلغ باب الكنيسة والصليب على كتفه أحس قوة تصده عن الدخول فوقف البطريرك زكريا وقال للملك :” حذار أيها الامبراطور إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة, تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب “، ففي الحال خلع الامبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس حقيرة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجثة حيث رفع عود الصليب المكرم فسجد المؤمنون إلى الأرض وهو يرنمون: “لصليبك يا رب نسجد, ولقيامتك المقدسة نمجد”.

 الصليب في القرن السابع
في القرن السابع نقل جزء من الصليب إلى روما وقد أمر بعرضه في كنيسة المخلص ليكون موضع إكرام للمؤمنين, البابا الشرقي سرجيوس الأول (687 – 701).

عيد ارتفاع الصليب
من كتاب معاني الأيام للفيلسوف والمؤرخ فؤاد أفرام البستاني

تّجمع الكنيسة المارونية في الربع عشر من شهر أيلول بين تذكارين عظيمّين في تاريخ الكنيسة:
أولهما اكتشافُ صليب المسيح، سنة 327، في مغارة المقبرة من ربوة الجلجلة، في ضاحية أُورشليم القديمة.
وثانيهما طوافُ الإمبراطور هِرّقل بخشبة الصليب المُسترجّع من الفرس سنة 628.

اكتشاف الصليب
أمّا اكتشافُ الصيب، فقد حدث على عهد الملك قسطنطين (306-337)، أول أباطرة الرومان الشرقيين، مؤسس القسطنطينية، ورأس الدولة البيزنطية. وذلك على عثر عمليات حفر وتنقيب دامت ستة أشهر بإشراف الملكة هيلانة، أم قسطنطين، التي قدمت بنفسها إلى الأماكن المقدّسة، سنة 326، وهي في الثمانين من عمرها. وكان الملك قد أمر بمباشرة الحفر بحضوره في شهر آذار 327. ثم اطرّته مهام المملكة إلى العودة إلى عاصمته فعهد إلى رجاله في متابعة الحفر بإشراف أمه وسافر منتظراً البشرى باكتشاف الصليب. ففي التقليد المتواتر أن الحفريات كشفت عن ثلاثة صلبان: صليب المسيح، وصليبي اللصين. فحارت القديسة هيلانة في أيّها هو صليب المسيح. وكان في المدينة امرأة مصابة بمرض مزمن وقد أشرفت على الموت. فاستقدمها مكاريوس، أُسقف أورشليم ومسحها بصليبين دون جدوى، ولما لمسها الصليب الثالث قامت معافاة نشيطة. فعلا الهُتاف للصليب الحق. وفي رواية أن الشخص الذي الآية كانت ميتاً ولا مُدنفاً ولا عبرة بالخلاف، إذ أن المقصود ظهور الصليب الحقّ بأعجوبة واضحة، ولا أهميَّة للتفاصيل.

ولما تأكَّد للقديسة هيلانة ظهورُ الصليب، شاءت أن يُدركَ الخيرُ السارّ الملكَ في أسرع ما يمكن. فأمرت أن تُشعَل النيران على المرتفعات فتتجاوب أنوارُها من قِمّة حتى تصل إلى العاصمة وكانت الخطة مُتفقاً عليها وهي أسرع طريقة، إذ ذاك، في نشر الخبر. وقد ظلّت مدة القرون الطوال أسلوب الإعلام السريع حتى أن أمراء لبنان معنيين وشهابيين، كانوا يستعملونها في إعلان النفير العام في حروبهم المهمة. وإلى هذه الحادثة في نشر خبر اكتشاف الصليب يرتقي التقليد الجاري في لبنان حتى اليوم بإشعال النيران على المرتفعات والمشارف ليلة عيد الصليب فتلتهب الجبال منيرةً لبنان بأسره بأنوار الابتهاج، مبشرةً باكتشاف الصليب المخلّص. وجرت العادة، منذئذٍ، أن تحتفل أورشليم_ثم وفود الزوّار المتقاطرين غليها، من كل صوب، ولهذه المناسبة-في 14 أيلول، بتدشين الكنيستين الكبيرتين: كنيسة القيامة، وكنيسة الجلجلة، اللتّين باشرت بناءهما-مع بناء كنيسة المهد في بيت لحم، وغيرها من المناسك والمُصّلّيات-القديسة هيلانة.. وكان تدشينهما سنة 335، بعد وفاة القديسة بسّ سنوات. وفي التقليد العريق كذلك أن الإمبراطور قسطنطين نفسه هو الذي حدد يوم 14 أيلول عيداً شاملاً تذكارياً لتدشين الكنيستين ولظهور الصليب. وكان الاحتفال بتمجيد الصليب وارتفاعه أعظم قسم في ليتورجية ذاك العيد ولم يبقَ سواه، على مرور الزمن. من هنا كان اختيار الإمبراطور هِرَقل هذا اليوم، 14 أيلول، للطواف بالصليب في أورشليم، معيداً إياه إلى مكانه في كنيسة الجلجلة بعد أن دخل به عاصمته القسطنطينية، في عودته منتصراً على الفرس.

الطواف بالصليب
أما الطواف بالصليب، أو الزياح الحافل على مراحله تمثيلاً لسير المسيح على “درب الصليب”، أو طريق الجلجلة التي قطعها يوم جمعة الآلام أو الجمعة العظيمة فأصله طوافُ الإمبراطور هِرَقل (610-641)، سنة 628، حاملاً خشبة الصليب التي استعادها من الفرس بعد انتصاره الساحق واحتلاله تبريز. وكانت خشبة الصليب هذه قد وقعت في أيديهم قبل أربع عشرة سنة على اثر فتحهم اواشليم سنة 614. فأراد الإمبراطور شكراً لله عل منحه ذاك النصر، وخضوعاً لصليب ابنه المخلص واتضاعاً منه وتكفيراً أن يُعيد الصليب إلى مقرّه بأورشليم بما يليق به من إكرام وإجلال فحمله على منكبه أسوة بالمسيح وسار به ماشياً في طريق الجلجلة، في حشدٍ حافل من رجال الدين: أساقفة وكهنة وشمامسة، وأركان الإمبراطورية: قواداً وولاة وحكاماً وفي حضور جمهور غفير من الشعب من مختلف طبقاته. وهنا يتجمّل التاريخ بالرواية الشعبية المتناقلة وخلاصتها أنه ما كاد يتحرّك الموكب الإمبراطوري بالتراتيل والصلوات حتى أحس هرقل بثقل الصليب على كتفه، فتوقف عاجزاً عن التقدم خطوة واحدة. فحار مرافقوه في الأمر، وتجمد الموكب في وجوم وارتباك، حتى تقدم زكريا، أسقف المدينة، فقال للإمبراطور:- لقد قطع المسيح هذه الطريق، حاملاً صليبه، حافي القدّمين، مكلل الرأس بالشوك لابساً ثوب السخرية والهوان. أما أنت يا صاحب الجلالة فجئت تسير على خطاه بردائك الأرجواني وتاجك الذهبي المُرصع بالجواهر.. فلا عجب أن يثقل عليك الصليب، فتتجمد خطاك، ويمتنع عليك التقدم. فأين تواضع المسيح_ الإله من زهو الإمبراطور-الإنسان؟ فألقى الإمبراطور بالتاج والأرجوان واستتر بثوب خلق حقير، ومشى حاسر الرأس، حافي القدمين فخفَّ عليه الصليب وأدرك به وسط الهُتاف بالدعاء والشكر والتجميد كنيسة الجلجلة فركزوه في المرتفع حيث كان.

والكنيسة تجمع في عيد اليوم كما قلنا بين هذين التذكارين الجليلين:
اكتشاف الصليب على يد القديسة هيلانة سنة 327 .
وإعادته على يد الإمبراطور هرقل بعد ثلاثمائة عام.

ويحتفل لبنان احتفالاً شعبياً مهيباً بعيد الصليب فتتجاوب النيران في أعاليه من قمة إلى قمة شأنها ليلة اكتشاف صليب المسيح، كما ذكرنا. وتقام الاحتفالات والطوافات على القِمَم وفي الكنائس وساحات القرى. ولعلّ من أشهرها وأجمعها عباداً وزواراً احتفال دير القمر حول الصليب الجبّار الذي أقامه على أعلى قمة في المنطقة، مباركاً بذراعيه المبسوطتّطين بلاد الشوف سهلاً وجبلاً، رجل الفضائل والمبرّات الأب يعقوب حداد الكبوشي (1875-1954)، سنة 1930.

 

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقعي المنسقية الجديد والقديم
فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 2014-2015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر سياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الإنكليزية من 2006حتى2015

مقالات الياس بجاني باللغة الإنكليزية من 1998حتى2005
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقالات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغة اللبنانية المحكية والفصحى

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010
بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا

Elias Bejjani’s English, French, Spanish Index On This Site
Elias Bejjan’s English Articles for 2006/2007/2008/2010 /2011,2012,2013, 2014, 2015
Elias Bejjani’s Short English Notes as from 2009
Elias Bejjani’s English Articles from 1988 to 2005
Elias Bejjani’s English/Arabic FAITH Editorials, Statements, Studies & Contemplations
Elias Bejjani’s French Version of some of his Editorials
Elias Bejjani’s Spanish Version of some of his Editorials
Elias Bejjani’s English FAITH editorials
English Editorial By: General Michel Aoun/Translated to English by: Elias Bejjani
ُElias Bejjani’s English notes Click Here