المسيرة: لاسا أرض الموارنة… أين سيصلي البطريرك/الياس بجاني: أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب البطريرك المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب حزب الله وحركة أمل

365

«أرض الموارنة في لاسا هي للموارنة وواجب البطريرك المحافظة عليها وعدم الرضوخ لإرهاب حزب الله وحركة أمل
الياس بجاني/26 آب/16

الإيمان والرجاء والحق وقدسية الأرض تلزم البطريرك الرعي عدم الخضوع لإرهاب الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله وبلطجة كل من يدور في فلكهما بما يخص محاولات سرقتهم بالقوة والإرهاب والتشبيح والتزوير أرض لاسا المملوكة من قبل الكنيسة المارونية. أي تفريط من قبل البطريرك الراعي بأرض لاسا هو عمل يرقى إلى الخطيئة المميتة. في اسفل تقرير عن محاولات سرقة أراضي لاسا المارونية من مجلة المسيرة

لاسا أرض الموارنة… أين سيصلي البطريرك؟
المسيرة/26 آب/16

لا يهم  أن ترحب بنا لاسا عبر تلك الحروف المحفورة على صخرة عند مدخل القرية، المهم أولاً ألا تكون لاسا رمزاً لصراع قضائي بدأ يتحول تدريجاً الى ما يشبه الصراع الطائفي مهما حاول المعتدون على أراضي الكنيسة فوق، تجميل الحروف والمواقف والأهم، التصرفات على الأرض! هنا لاسا في بلاد جبيل وهنا أراضي الكنيسة المارونية التي اُعتدي عليها منذ سنين طويلة، وحتى كتابة هذه السطور ما زال التفاوض للوصول الى حل نهائي جارياً، وإن كان التفاوض حول حق مكتسب بالأساس  لا يجوز، لكن فلنقل أن صدرنا رحب تجنباً لأي إشكال طائفي، إنما رحابة الصدر تلك لها حدود فلنرَ عند أي حدود سيقف المعتدون.

 الكل فوق وفي كل لبنان، في انتظار زيارة البطريرك الماروني إلى بلاد جبيل في 10 و11 أيلول المقبل، نتحدث عن البطريركية المارونية يعني تاريخ لبنان العريق، بطريركية الاستقلالين الأول والثاني، عرّابة الثورات الشعبية وحقوق الموارنة والمسيحيين واللبنانيين عموماً، تاريخ النضال العريق ونفحة القداسة تلك، لم يكن يتصوّر ماروني أو لبناني بشكل عام أن بطريركاً مارونياً قد ينتظر يوماً ما إذناً من ميليشيا لتسمح له باسترجاع كنيسة وأرضاً له كانت اعتدت عليها وما زالت، وبالتالي أن تجري مفاوضات لإقامة الذبيحة الإلهية فوق تلك الكنيسة تحديداً، هذا زمن فيه الكثير من إشارات النهايات، وهذه واحدة منها، لكن لحظة، منذ التاريخ وحتى اللحظة لم يدوّن بعد في سجل البطريركية المارونية أي حادثة استسلام أو خنوع  تحت وطأة الخوف أو ما شابه لأي كان، فكيف إذا كانت الكنيسة صاحبة الحق بالأساس؟

 السؤال البدهي فوق هل ما زالت لاسا معبراً الى ذاك الحلم العتيق المتجدد إياه بإنشاء  تلك الدولة الإسلامية ما غيرها ولأجلها حين هدد ذات يوم السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” بأنه “لن نسامح من سيقيم كانتوناً مسيحياً في المنطقة الشرقية وفي جبيل وكسروان لأن هذه مناطق المسلمين وقد جاءها المسيحيون غزاة؟” أما زلنا غزاة الزمان؟ وهل انطلاقاً من هذه القاعدة تحرّك شيعة لاسا؟ سؤال بدهي مشروع يسأله ليس أهل المنطقة وحسب إنما كل لبنان ومن يدري قد يضطر كل لبنان أيضاً للتحرك شعبياً لأجل صد التعديات المتلاحقة عبر السنين، من يدري، ألسنا شعبا نابضا بالحياة؟ ألسنا شعبا احترف النضال والمواجهة حين تصبح القضية قضية شرف وحق وأرض وكرامة؟ نحو خمسة ملايين متر مربّع مساحة الأرض موضوع النزاع القضائي، أيتوقع من الكنيسة المارونية  مثلاً أن ترميها في نار الميليشيا إياها هكذا من دون أي دفاع عن حقها وشرفها وقيمها؟

 عمر قضية الأراضي المتنازع عليها في لاسا عشرات السنين، هو الصراع على خمسة ملايين متر مربع وأخيراً تفجّر الصراع من جديد حول العقار 399، الذي تعود ملكيته الى أبرشية جونية المارونية، وهناك تحديداً تصدّى الشيخ محمد عيتاوي برفقة عدد من مناصريه وأبناء البلدة للمسّاح العقاري فادي عقيقي عندما كان يضع الإشارات على العقار المتنازع عليه. لا يريد البعض فوق أن يسلّم بأنها أرض الكنيسة، وإن كان يعلم علم اليقين أنها كذلك، لعلها أرض استراتيجية لـ”حزب الله” يمكن من خلالها السيطرة على القرى والبلدات المحيطة، لعلها هي مسألة تقويم كلام وإثبات وجود يرفض من خلاله الحزب الانصياع لحكم القانون هو الذي اعتاد سن القوانين بحسب ما يستمزجه، لعلها تلك السطوة المستمدة من قوة السلاح ولا يهم تلك المنظومات التافهة التي تحكي بها وباسمها البطريركية الماروينة، أي الحق والقانون والتفاوض وما شابه، في اختصار هناك فوق، ثمة استراتيجية مناقضة لأي منطق وحق، مهما تملّكت الكنيسة من وثائق دامغة تثبت ملكيتها التامة لتلك الأراضي، هنا احتلال أراضي الكنيسة واجب وعلى هذا الأساس يتصرّف بعض شيعة المكان بدفع مباشر من قيادة “حزب الله”.

 حتى الآن وبحسب الدوائر العقارية المختصة، وتحديداً منذ السبعينات، كل المستندات المسحوبة تثبت ملكية الأرض للكنيسة المارونية، نحو مليوني متر مربع مسحت نهائياً ويتبقى ثلاثة ملايين في انتظار مطرقة القاضي لتثبت ملكيتها نهائياً للكنيسة انطلاقاً من الوثائق التاريخية والقانونية التي تثبت هذا الحق، في حين أن عدد الشكاوى التي قدمت حتى الآن بلغت نحو الخمسين وما زالت معلقة في القضاء، وغالبيتها تتعلق باعتداءات متواصلة من بعض السكان الشيعة على العقارات المتنازع عليها وتشييد ممتلكات فوقها، في محاولة فاقعة لتثبيت أمر واقع على الأرض، والكنيسة تلاحق أي تصرّف خارج عن القانون في هذا الإطار “منذ نحو عشر سنين وأراضي الكنيسة تتعرض للاعتداء بشكل منهجي على رغم أننا نملك الصكوك التي تثبت ملكيتنا لهذه الأراضي، مقابل امتلاكهم دفاتر شمسية تعود لعهد العثمانيين والتي لم يعد لها أي قيمة قانونية في الدستور والقوانين اللبنانية الحالية، الكنيسة اشترت هذه الأراضي من أصحابها وثبتت الملكية في الدوائر العقارية إلاّ أنّهم رفضوا الاعتراف وهم لا يزالون بقوة السلاح يقومون بالتعدي على أملاك الكنيسة وبنوا أكثر من 50 منزلاً، ويمنعون وزارة المالية والداخلية من إجراء عملية المسح” قال الأب شمعون عون. المفارقة أن زائر المكان وعلى رغم أن حاجز الجيش هو الأقرب إليه، لا يمكن له التجوّل براحته، إذ هو عرضة للملاحقة وغالباً للمساءلة عن هدف الزيارة أو ما شابه في محاولة للإيحاء بأن من يستولون على الأرض فوق هم أصحاب الأرض ولهم السطوة دائماً، والمفارقة الأكبر أنه وحتى الساعة لم تنجح المحاولات مع “حزب الله” في إعادة إحياء الذبيحة الإلهية في الكنيسة القديمة التي حولتها ميليشيا “حزب الله” في فترة الحرب الى زريبة للأبقار  ولاحقاً الى حسينية، وهي الآن مقفلة ووضعت فوقها إشارة علامة على النزاع القضائي ويمنع استعمالها من قبل الطرفين، وحاولت الكنيسة إقامة الذبيحة الإلهية ورفض الحزب رفضاً قاطعاً بطبيعة الحال بحجة أن “مفاتيح الكنيسة سُلمت لأصحابها” لكن من هم أصحابها يا شباب أليست الكنيسة المارونية؟!!

 حتى الآن البطريرك الراعي انتدب كلاً من النائب البطريركي عن المنطقة المطران نبيل العنداري، والقيّم العام المطران بول عبد الساتر لإجراء الاتصالات كافة لمعالجة هذا الملف، وحتى اللحظة لا يبدو أي حل قريب في الأفق، خصوصاً أن الكلمة الفصل عند القضاء اللبناني، الذي عليه أن يحسم نهائيا وأن ينفّذ الأحكام القضائية حين تصدر لا أن تقف الدولة على الحياد تتفرّج خائفة على صراع إذا ما استمر سيتحوّل حتما الى صراع طائفي خطير، فالقصة لا تتعلق بمنزل أو بستان أو مبنى تجاري وما شابه، هذه أرض الكنيسة المارونية، أرض وقف الموارنة، أرض مقدسة وممسوحة ومن فوقها زُيّح جسد الرب ودماؤه، ولا نعرف ما إذا كان الأهالي فوق يعلمون ذلك ويظهرون عدم المعرفة، بأن الأرض التي يمشحها جسد الرب تصبح محرّمة على أي نوع من الغزاة مهما طال الزمن، علماً أن غضب الناس بدأ يتصاعد ليس من التعديات وحسب إنما من تلكؤ الدولة في حل هذه القضية نهائياً ويطالبون بعدم وقوفها وقفة المتفرّج إذ يعتبرون أن عندما يتعلّق الأمر بكنيستهم يصبحون  جميعاً ثواراً لأجل الربّ فكيف حين يكون المعتدي بهذه الوقاحة؟! هذه لاسا الآن تركد على جمر المفاوضات في انتظار أيلول وزيارة البطريرك الماروني فهل سيفعلها الراعي ويقف وقفة تاريخية مدوية ويقيم الذبيحة الإلهية في كنيسة لاسا؟ فلننتظر…