إصلاحيو “التيار الوطني الحر” يصعّدون تحركهم لقاء حاشد في جبيل في مواجهة قرارات الفصل

164

إصلاحيو “التيار الوطني الحر” يصعّدون تحركهم لقاء حاشد في جبيل في مواجهة قرارات الفصل
“النهار”/25 آب 2016

الاصلاحيون المعارضون لقيادة رئيس حزب “التيار الوطني الحر” لا يتراجعون عن هدفهم وينشطون عبر المحافل والتجمعات العونية في حشد قواهم ومواجهة ما يقولون انه “الديكتاتورية والانحراف في مسيرة التيار والخروج على المبادئ الديموقراطية التي قام عليها”. وأمس كانت للاصلاحيين “جولة” كبيرة في قضاء جبيل تمثلت في لقاء حاشد انعقد في مدينة جبيل وضم 250 من كوادر التيار الوطني الحر في المنطقة من الساحل الى الجرد، ممن حضروا للاستماع الى القياديين المفصولين من التيار زياد عبس، ونعيم عون، وطوني نصرالله اضافة الى ضباط سابقين ممن كانوا يتولون مسؤوليات قيادية ابرزهم طوني عبد النور وغيره. اوساط الاصلاحيين تؤكد ان اللقاء كان ناجحاً وفاق توقعاتها رغم “الحرب الكبيرة” التي قامت على اللقاء ومحاولات اجهاضه تحت عناوين عدة ابرزها ان “اللقاء يستهدف العماد ميشال عون شخصياً ويجب مقاطعته”.

ولكن يبدو حس الاستطلاع ومعرفة موقف الاصلاحيين لدى قياديي “التيار” في منطقة جبيل كان اقوى من دغدغة مشاعرهم العاطفية واللعب على وتر الولاء للعماد عون، بدليل النقاشات التي جرت قبل اللقاء وعقبه وخلاله حول الاتهامات التي توجهها رئاسة الحزب ممثلة بالوزير جبران باسيل الى كوادر التيار المفصولين من خلال احالتهم على المحكمة الحزبية، التي يقول الاصلاحيون انها أشبه بالمحاكم العرفية والتي لا تقيم وزناً لا للقانون ولا للاصغاء الى الرأي الاخر، وتسير في اتجاه واحد. ويشرح احد القياديين المشاركين في اللقاء ان الاجواء كانت اكثر من ممتازة رغم صعوبة التحدي الذي ينتظر كوادر التيار النشطة نظراً الى “ان المرحلة هي لسلطة المال والمصالح وتخوين الاخر واتهامه بأشد العبارات” على ما قال القيادي، الذي جزم بأن غالبية محازبي التيار ترفض ان تؤخذ بالجملة مثل قطيع الغنم وان هذا ما يرتب على الاصلاحيين مسؤولية مضاعفة في العمل على انقاذ التيار.

تؤكد اوساط الاصلاحيين بأن لقاء جبيل سبقته لقاءات حاشدة سراً وستليه لقاءات اخرى كثيرة في المناطق لكوادر التيار وناشطيه وخصوصاً في المناطق التي يتمتع فيها التيار بحضور حزبي غالب مثل كسروان والمتن وبعبدا. والسائد بين الناشطين “ان العمل انطلق ونحن سنكمل ما بدأناه وثمة امور كثيرة تنضج بهدوء رغم الرهان لدى رئيس الحزب (جبران باسيل) على ان الحراك الاصلاحي “سينفس” وانه ليس سوى زوبعة في فنجان، لكن الحضور الكثيف في جبيل والاذان الصاغية يعني ان ثمة اتجاها كبيرا داخل التيار الى الاصغاء الى رأي المعارضين وصولاً الى تأييد مواقفهم. وعلى ذمة الاصلاحيين فان الكتل الحزبية الكبيرة في التيار بدءاً من جبيل الى كسروان والمتن وبعبدا وبيروت تمر في وضع مأزوم جداً والجميع يعلم ان ثمة خطأ ما قد حصل وان الامور ليست على ما يرام، خصوصا ان الادعاء بأن زياد عبس ونعيم عون وعبد النور يريدون مركزاً لهم ما عاد يقنع احداً والجميع يريد معرفة ماذا يجري ولماذا وصلت الامور الى هذا الحد، وثمة كرة ثلج تكبر تدريجاً ولا يمكن وقف حراكها.على جدول اعمال الناشطين اجتماعات شعبية حاشدة يبلغ ذروته خلال شهر تشرين الاول.

وهم يؤكدون ان الحراك الاصلاحي يكبر يومياً لأنه لا يكاد يمر يوم في التيار دون ان تقوم المحكمة الحزبية باستدعاء مزيد من الناشطين للمثول امامها بتهمة التعبير عن الرأي، حيث يقول الناشطون ان اساليب الترغيب والترهيب تستخدم من اجل “تدجين المحازبين” ودفعهم الى اعلان الولاء للرئيس تحت طائلة الطرد من “التيار الوطني الحر”.