الياس الديري/فليُكمل شمخاني معروفه

315

فليُكمل شمخاني معروفه…

الياس الديري

2 تشرين الأول 2014/النهار

اللهفة التي أبداها الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني وصفَها البعض بالخاصة والاستثنائية، مؤكّدين أنهم لم يلاحظوا مثيلاً لها لدى أي زائر أو صديق، أمَّ لبنان خلال هذه المحنة القاسية. مما جذَب الانتباه السياسي إلى الزيارة الإيرانيّة المكلَّلة بهِبة عسكريّة للجيش اللبناني لم يُعلن أي شيء عن تفاصيلها، لكنها جاءت في وقتها، مع الشكر الجزيل. وقد تترك هذه الهِبة، كما الزيارة، كما كلام شمخاني، أكثر من أثر، وأكثر من سؤال، وأكثر من علامة استفهام عند هذا المفترق التاريخي الذي بلَغته تطوّرات الأحداث الجامحة في سوريا والعراق واليمن… وعلى أطراف لبنان الشرقيّة والشماليّة. وشخصت الأبصار إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تماماً كما لو أنه أمّ الصبي، قياساً بأولئك المزايدين في سوق الوطنيّة، ونتيجة المقارنة المتأنّية بين أقوال شمخاني الدافقة بالعواطف والأفعال الإيرانيّة التي تُحسب لبنانيّاً في خانة النقيض. لقد حرص الزائر الإيراني على تأكيد أهميّة عدم تسرُّب “داعش” إلى لبنان عبْر الحدود مع سوريا، مشدّداً على “ضرورة تحصين لبنان من أية هزّات أمنيّة”… مروراً بتعزيز التوافق الداخلي وتفعيل الحوار بين “المكوّنات اللبنانيّة”، وصولاً إلى بيت القصيد. هنا، عند هذه النقطة تمنّى شمخاني على اللبنانيّين “الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن”. وربما شاء تكرير “التسريع” رغبة منه في إقناع اللبنانيّين أنه يعني ما يقول.

قبل أيام قليلة نشرت في الصحف ووسائل الإعلام المرئيّة أنباءٌ منسوبة إلى مصادر فرنسيّة، رفيعة المستوى وواسعة الإطلاع، مفادها أن مسؤوليّة تعطيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان تقع على عاتق طهران، أما التفاصيل فموجودة بحذافيرها في بيروت. وسمّت المسؤولين والمناصب والرُتب… والجيرة والحيّ. في هذه الحال، وإلى أن يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، يودّ اللبنانيّون عموماً لو يكمل الأمين العام معروفه في العاصمة الإيرانيّة، ويتمنّى مرة أخرى على من يفيد التمنّي لديهم، أي على “أصحاب القرار” الإسراع في إطلاق سراح الاستحقاق الرئاسي اللبناني، كي تتمّ عمليّة انتخاب الرئيس “في أسرع وقت ممكن”. هنا يُقال: فليُكمل معروفه… بصفته الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ليس في حاجة إلى مصادر فرنسيّة، أو بريطانيّة، أو لبنانيّة تدلّه على المصادر الإيرانيّة المعنيّة مباشرة. فلعلّ وعسى. وما دامت العلاقات بين الرياض وطهران تسجّل تقدّماً ملحوظاً، فإن تذليل “العقبات الرئاسيّة” لم يعد من رابع المستحيلات.