رضوان عقيل: الحريري”لن يرفع الـعشرة” لعون رغم اشتداد الضغوط ويرفض مبادرة نصرالله وتحكمه في الرئاسات الثلاث

117

 الحريري”لن يرفع الـعشرة” لعون رغم اشتداد الضغوط ويرفض مبادرة نصرالله وتحكمه في الرئاسات الثلاث
رضوان عقيل/النهار/18 آب 2016

على نقيض كل توقعات المتفائلين في “التيار الوطني الحر” والذين يعولون على الرئيس سعد الحريري وقبوله بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في نهاية المطاف، لا تزال رموز ذات وزن في “بيت الوسط” ومن اصحاب الكلمة المسموعة عند الحريري، ترفض اسم عون رغم قنوات الاتصال المفتوحة بين الوزير جبران باسيل والسيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق. ويتصاعد بعض أصوات في كتلة ” المستقبل” بإعلان اقتناع أصحابها أن الأفضل السير بعون اليوم قبل الغد، مضيفة ان عامل الوقت اضافة الى معطيات اخرى في المنطقة لم تعد في مصلحة الكتلة النيابية الأكبر في المجلس، والتي تحولت ” تيارات ” على قول احد المراجع، بحيث لم يعد الحريري قادراً على الامساك بها مئة في المئة على غرار الزعماء الآخرين في البلد الذين يتحكمون في “انفاس” نوابهم.
ويرفض الصقور في “تيار المستقبل” مقولة ان الحريري اصبح مطوقاً في خياراته الرئاسية، فهو في نظرهم لا يزال يملك رغم كل التحديات التي تواجهه، مساحة لبنانية كبيرة من المناورة، بدءا بالاستمرار في تأييد مرشحه النائب سليمان فرنجية وصولاً الى القبول بأحد المرشحين التوافقيين المؤهلين لتسلم سدة الرئاسة الاولى. ويضيفون ان السيد حسن نصرالله لا يستطيع التحكم في الرؤساء الثلاثة في الدولة فيظهر أن “حزب الله” يأتي بهم ويوصلهم الى مناصبهم و”يدمغ” القرار ويصادق عليه الآخرون، ومن بينهم الرئيس نبيه بري من دون التفات الى واقع ان كتلة ” المستقبل” واسماء اخرى في قوى 14 آذار اقترعت له في رئاسة المجلس طوال الدورات الماضية وستنتخبه في الدورة المقبلة.
وكلما حصلت تبدلات عند الحريري حيال ما يسمع من جهات محلية وخارجية، اضافة الى ما يتلقاه من حواره المفتوح مع عون يظهر ان وجوهاً نيابية معروفة لا تخفي هويتها تناقش رئيس “المستقبل” وتجادله وتصل الى حد التحذير من خطوة الاقدام على خيار القبول بعون رئيساً للجمهورية. وسمع الحريري من أحدهم ما مفاده ان وصول عون يعني في اختصار تسليم البلاد الى ايران وسوريا طوال ولاية ست سنوات كاملة “وانت (الحريري) في الأشهر الثلاثة الأولى من وجودك في السرايا سوف تستسلم ولن تستطيع المواجهة”.
ولم يكتف هؤلاء عند هذا الحد بل اضافوا ” واذا ساهمت في انتخابه فسيكون فرانكو 2016، أما الحاكم الفعلي فسيكون الوزير جبران باسيل الذي سيتحكم بواسطة فريقه في كل مقدرات البلد وقراراته”.
وطبع نائب معارض لعون الجملة الآتية في اخر لقاء جمعهما” حذار أن تقبل به”.
ورداً على مبادرة نصرالله التي ربط خلالها رئاسة عون بتسلم الحريري مقاليد الرئاسة الثانية، يقول معارضون لها من نواة الحلقة الاولى عند الحريري في اتخاذ القرارات النهائية ان رئيس الحكومة السابق لا يزال قوياً وعند مواقفه، وذلك من دون الإقلال من تبعات ازمته المالية في لبنان والخارج “لكنه في النهاية لن يرفع الـعشرة لعون ونصرالله. وهو غير قابل – أقله الآن- بالجنرال وفق المعادلات المطروحة”.
وفي المعلومات ان المعاون السياسي لنصرالله حسين الخليل كان قد تلقى سؤالاً من قيادي في “المستقبل” مفاده ” على ماذا سنحصل اذا قبلنا بعون رئيساً؟”. ولم يرد الخليل الى ان جاء الجواب الشافي من نصرالله وقبله بري المتمسك بالحريري لرئاسة الحكومة والمستمر في الوقوف الى جانبه ودعمه، سواء كان ظالماً ام مظلوماً.
أما على ضفة المتحمسين لسير عون بالحريري في رئاسة الحكومة والإفادة من الفرصة التي قدمها نصرالله، فإن كثيرين يعملون على إبقاء قنوات الاتصال بين الرابية وبيت الوسط، حيث يلاحظ انفتاح الطرفين على الحوار الذي وصل الى مكان متقدم بحسب قريبين من تفاصيل محطاته. ويقول هؤلاء بأن اللبنانيين سيكتشفون ان خطاب نصرالله في بنت جبيل كان مفصلياً، ولا سيما في الشق الداخلي، وان البيان الأخير لكتلة “المستقبل” لم يعبر عن حقيقة ما وصلت اليه الاتصالات، وان الأمين العام لـ”حزب الله” لا يتكلم من فراغ أو مصادفة، بل ستظهر معطيات عدة على الارض قبل نهاية تشرين الاول المقبل، كان أول مؤشراتها استخدام روسيا قاعدة ايرانية لانطلاق قاذفاتها بعيدة المدى في استهداف “داعش” في سوريا.
يحصل كل هذا في الملعب الرئاسي المفتوح في بيروت وسط ترقب شديد للتبدلات السياسية والعسكرية في المنطقة خصوصاً في سوريا، والتي لا تصب في مصلحة الحريري وحليفته السعودية، ولا سيما بعد لقاء الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين، والتي تشير الى بقاء الرئيس بشار الاسد الى نهاية ولايته في العام 2021. ويتحدث المتابعون عن حصول تنازلات دراماتيكية تخدم الفريق المؤيد والداعم للنظام السوري، ولذلك لم يبق امام الحريري إلا التمسك بالمظلة التركية باعتبار ان المنطقة ستفتح على ابواب من الحلول ولن يكون لبنان بعيداً منها، وبعد ذلك لن ينفع الندم