الكولونيل شربل بركات يرد على سيادة المطران ثاوفيلوس جورج صليبا حول ما كتبه تحت عنوان: زعم قتل السريان الارثوذكس 350 راهبا في دير مار مارون خرافة استنبطها اعداؤهم وتجن على التاريخ والحقيقة

298

الكولونيل شربل بركات يرد على سيادة المطران ثاوفيلوس جورج صليبا حول ما كتبه تحت عنوان: زعم قتل السريان الارثوذكس 350 راهبا في دير مار مارون خرافة استنبطها اعداؤهم وتجن على التاريخ والحقيقة
02 آب/2016/كندا

يتحفنا سيادة المطران تاوفيليوس جورج صليبا في هذه الظروف التي يعيشها مسيحيو الشرق خصوصا والعالم عموما، بمقالة مهمة عن تاريخ الكنيسة وعلاقة طوائفها، ويجعلنا نفهم الحساسية التي قامت بين الطوائف المسيحية عبر التاريخ. ولكننا نأخذ عليه بأنه يسكن بين الموارنة في جبل لبنان، هذا البلد الذي حموه بدمائهم ودموعهم وفضلوه على سهول سوريا الغنية، ما يعني بأنهم عانوا لكي يرضوا بالشح والقلة في سبيل الحرية التي يفاخرون بها.
لا نريد أن ندخل في جدل مع صاحب السيادة ولكننا نطلب منه في هذه الظروف التقليل من نشر الغسيل الذي يفهم منه تدخل بمواضيع إيمانية عشنا عليها قرونا طويلة ولن نغيرها اليوم ولا نطلب من صاحب السيادة ولا من ربعه تغيير معتقداتهم، وقد استقبلوا في جبل لبنان الماروني بكل احترام. فلنبقي القليل من هذا الاحترام لتقاليد الكنيسة المارونية هذه، إن كانت على حق أو لا بنظركم. ولنشدد على القيم المشتركة وهي كثيرة، فنحن كلنا، حتى مع المسلمين بتعدد طوائفهم، نعيش جو الارهاب الذي يدّعي الاستناد إلى الدين وآياته وتفسيراته المختلفة والتي تجعل الشر ونتاجه الظالم اقوى من روح الخير والمحبة والتسامح.
فما جعل المسيحيين يختلفون ويتقاتلون في القرن الخامس، وبوجود السلطة الامبراطورية وتجري على اياديهم الاضطهادات باسم الدين، لا يزال مادة سهلة التناول تأخذ في دربها، ليس فقط النوايا الحسنة بل كل التراث المبني على المحبة والتفاهم لا بل على التعاون في سبيل مصلحة الناس وتقدمها.
فلندعو الله أن ينير العقول ويخفف من تشيث المدعين حماية مصالحه على هذه البسيطة، وليقم كل بواجبه تجاه ربه بدون أن يتعرض لمفاهيم غيره ويحاول فرضها بالقوة. فقوة المنطق (أو ادعاء المعرفة) وقوة السيف قد تكون واحدة في نتائجها من الويل والدمار.

في أسفل موضوع رد الكولونيل شربل بركات
مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس ثاوفيلوس جورج صليبا: زعم قتل السريان الارثوذكس 350 راهبا في دير مار مارون خرافة استنبطها اعداؤهم وتجن على التاريخ والحقيقة
الجمعة 29 تموز 2016 /وطنية – قال مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس ثاوفيلوس جورج صليبا، في بيان اليوم: “كلما دنا موعد عيد مار مارون في 9 شباط من كل عام، تطالعنا وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة وسواها من الكتب والنشرات عن سيرة هذا القديس الجليل والناسك المتعبّد، وهو سرياني أصيل ابن انطاكيا العظمى وأحد أركان الرهبنة في المسيحية عامة.
وكذلك إذا دنا موعد 31 تموز من كل عام وبحسب الكلندار الماروني، يطالعنا هؤلاء الناس وسواهم ببدعة نكراء خلاصتها أن مار سويريوس الكبير بطريرك أنطاكيا وتاج السريان متهمينه بقتل 350 راهبا في دير مار مارون بواسطة “المونوفيزيين”، بحسب إصطلاحات واللقب الذي أطلقه الخلقدونيون من بيزنطيين ولاتين على الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (السريان، الأقباط، الأرمن، الأثيوبيين، والهنود) الذين رفضوا مجمع خلقيدونيةالمنعقد عام 451 والذي كان سببا في انشقاق المسيحية، وبالتالي سبب مآسي المسيحيين في الشرق من وراء هذا المجمع الذي تبنى العقيدة النسطورية نكاية بمار كيرلس الأسكندري ومار ديوسقوروس الإسكندري البطريرك العظيم وأركان النصرانية أمثال مار يعقوب النصيبيني 338 ومار أفرام السرياني 373 ومار أثناسيوس الرسولي 373 ومار باسيليوس الكبير 379 ومار غريغوريوس اللاهوتي الثاولوغوس 389 ومار اسطاثيوس الأنطاكي رئيس مجمع نيقية المسكوني الأول 325، ومار ملاطيوس الأنطاكي رئيس المجمع القسطنطينية الثاني 381، ومار كيرلس الإسكندري رئيس مجمع أفسس المسكوني الثالث 431حيث لم لكرسي روما أي سلطة واعتبار في هذه المجامع المسكونية الثالث (نيقية – القسطنتينية – أفسس)”.
وأضاف: “حتى يجد كرسي روما لنفسه مكانا في هذه المجامع، اتفق لاون أسقف روما مع الملك مرقيان الذي اغتصب السلطة من الأمبرطور تيودوسيوس الكبير بواسطة شقيقته بلخاريا الذي تزوجها مرقيان قائد جيش تيودوسيوس وصار امبراطورا متنكرا ومتنمرا لما كان يؤمن به تيودوسيوس وأسلافه من القياصرة العظام.
وبعدما حرم مجمع أفسس 431 نسطور بطريرك القسطنطينية لتطاوله على العذراء مريم والدة الإله وتبديله إيمان المجامع المقدسة الذي سبقته، فعقد المجمع الخلقدوني 451 وجاء الوبال الكبير على المسيحية”.
وتابع: “إن المؤرخين الموارنة نالوا توجيهات من مدربيهم ومعلميهم البيزنطيين واللاتين الذين أوغروا صدورهم على رافضي مجمع خلقيدون وتعاليمه وقراراته، وافتروا على آباء هذه الكنائس المعترضة على إيمان خلقدون، لن أدخل في تاريخ الكنيسة المارونية من أي زاوية حاقدة أو مغرضة حبا لهؤلاء الذين يشتركون معنا في الدم والجنس والشهادة والتراث والإيمان لكلمة ربنا وإلهنا وملكنا بل مخلصنا وفادينا الأوحد.
لكنني أقول وألفت القراء الأعزاء إلى مقال كتبه ونشره الرئيس الفخري لنادي بيت الدين إميل أبي نادر عيد تلامذة مار مارون وعيد جيش لبنان في تاريخ 23/7/2016 في جريدة “النهار”، وفيه تجن على السريان الأرثوذكس الذي يسميهم المونوفيزيين والذين يتهمهم غلاة الموارنة والحاقدون بأنهم قتلوا 350 راهبا مارونيا في دير مار مارون وهذه تهمة نكراء ومرفوضة لأن مار سويريوس وكنيسته لم تكن بمقام من يضطهد بل كانت مضطهدة من الخلقدونيين والسلطة السياسية. وأتباع هذه الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والذين يسميهم أعداؤهم بالمنوفيزيين هم الذين يؤمنون (إن الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الإبن الكلمة هو إله كامل بلاهوته وإنسان كامل بناسوته) ومن هنا تدعوه الكنيسة الإله المتجسد (Incarnated God) بل هو الإله ألذي أخذ صورة آدم وصار مثلنا في كل شيء ماعدا الخطيئة، وله طبيعة واحدة من طبيعتين متحدتين ومشيئة واحدة من مشيئتين متحدتين وفعل واحد من فعلين متحدين وأقنوم واحد من أقنومين متحدين بدون استحالة وتبلبل ولا مبالاة بل إله حق من إله حق، والذي يخالف هذه العقيدة وهذا التعليم هو الهرطوقي والمبتدع”.
وقال: “أما أن رهبان دير مار مارون ال 350 المزعومين فهي خرافة استنبطها أعداء الأرثوذكس الشرقيين ليزيدوا في كره هؤلاء والتجني عليهم قدر ما يستطيعون. ونحن لم نترك مناسبة في كل المقامات واللقاءات والإجتماعات العامة والمسكونية إلا وشرحنا لأحبائنا الموارنة هذه الحقيقة، وعلى الرغم من اقتناع كثيرين منهم ولا سيما المتمتعين برجاحة العقل وبعد النظر والأفق ورحابة الصدر، في الوقت نفسه، ينبري من وقت الىلا آخر أناس يتجنون على التاريخ والحقيقة بما يرضي نزعاتهم. وفي قلوبنا كل المحبة والتقدير للكنيسة المارونية العزيزة وأحبارها وإكليروسها ومؤمنيها، ترى هناك من يزيد الطين بلة في زرع الكراهية التي لا تنفعهم بحيث لا تضيء فتيلا ولا تنقع غليلا.
وللحقيقة والتاريخ، نلفت الى بيان أصدرته البطريركية المارونية في مناسبة انتهاء اجتماع المطارنة الموارنة في لبنان أنهم سيحتفلون في السنة المقبلة 2017 بعيد الشهداء الموارنة اعتبارا من عام 517 وإلى الوقت الحاضر، قاصدين بذلك شهادة 350 راهبا من دير مار مارون. هذا الأمر الذي يثير حساسية أكثر في صفوف مؤمنيها والذي نرفض أن يكون متداولا في الأوساط عموما وفي علاقة السريان بقوميتهم وتراثهم وتاريخهم الطويل”.
وأضاف: “إذا تمعن القارئ الحصيف في التاريخ الكنسي عموما، سيجد حفرا كثيرة ومطبات عديدة وافتراءات متنوعة لحقت بهذه التواريخ، وندعو أصحاب الإختصاص والمهتمين الى أن يطالعوا كتب آبائنا والمؤرخين السريان الأرثوذكس خصوصا وهم من كبار مؤرخي الكنيسة، على سبيل المثال ولا الحصر: مار يوحنا الأفسوسي 587 والذي كان قريباً من عام 517، ومار ديونوسيوس التلمحري 845 وهو المؤرخ العظيم، ومار ميخائيل الكبير الذي كتب تاريخ العالم المدني والكنسي من بداية الخليقة وحتى عام 1193، ومار غريغورويوس يوحنا ابن العبري دائرة معارف القرن الثالث عشر ونور الغرب والشرق الراقد عام 1286، والذين كتبوا اعتبارا من القرن الرابع عشر حتى اليوم لم يتطرق أحد إلى هذه البدعة لا من قريب ولا من بعيد، ولا يوجد لها أثر في كتابات آبائنا وعلاقتنا ولو تلميحا”.
وقال: “إننا نؤكد لكل الناس وللموارنة خصوصا، أن السريان الأرثوذكس لم ينعتوا الموارنة يوما بصفات لا تليق بالكنيسة، علما أن بعض مؤرخي الموارنة يطلقون على كنيستنا لقب البدعة اليعقوبية، وهي مرفوضة لأن مار يعقوب البرادعي الذي ينسبوننا إليه هو إبن الكنيسة البار وليس مؤسسها، وهو وريث مار أفرام السرياني ومار يعقوب السروجي ومار فيلوكسينوس المنبجي ومار سويريوس الأنطاكي ومار شمعون الأرشمي وسواهم، ولم يأتِ ببدعة لأنه يؤمن بعقيدة الكنيسة الجامعة وهي عقيدتنا وقد أشرنا إليها في هذا المقال”.
وأضاف: “أقود القارئ إلى قراءة كتاب “الحجج الراهنة في إبطال دعاوى الموارنة” للعلامة الكبير اقليميس يوسف داوود مطران السريان الكاثوليك في دمشق، وكتاب “أصدق ما كان عن تاريخ لبنان”، و”صفحة من أخبار السريان” للعلامة في كونت فيليب دي طرازي السرياني الكاثوليكي، والبطريرك أفرام الأول برصوم بطريرك السريان الأرثوذكس 1957 في كتابه “تاريخ الأبرشيات السريانية واللؤلؤ المنثور”. والبطريرك يعقوب الثالث 1980 في كتابه “تاريخ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأنطاكية ” الجزء الثاني، وفي كتابه “نفح العبير في سيرة مار سويريوس الكبير” عام 1970، وكتاب الدكتور العلامة متى اسحقموسى الذي طبعه بالإنكليزية وترجم إلى العربية وفيه تفاصيل تاريخ الموارنة، وكتابي أنا المطران جورج صليبا” مائدة أنطاكيا” في فصل السريان في لبنان، وتقرأ في هذه الكتب وسواها آراء غريبة وعجيبة حيث تقرأ. راجع أيضا البطريرك يعقوب الثالث “نفح العبير في سيرة مار سويريوس الكبير” 1970 دمشق، وأفرام برصوم”اللؤلؤ المنثور” ص 296 – 310، وقد جاء في “كتاب أنطاكيا” لمؤلفه خريسوستوموس بابادوبولوس استاذ التاريخ في جامعة أثينا، تعريب الأسقف استفانوس حداد ومنشورات النور 1984 ص348 بعد تذمره من معاداة مار سويريوس لمجمع خلقيدونية يقول: “كان قد ذبح 300 راهب في سوريا ذبحهم اليهود وحرموا الدفن، وأما غيرهم فأودعوا غياهب السجون ” فتأمل المتناقضات في هذه الآراء والأقوال، ولكي نزيد القارئ معرفة ومعلومات جديرة بالإهتمام، أوجه عناية المهتمين إلى قراءة الدراسة المسهبة التي كتبها ونشرها في هذا الموضوع المثلث الرحمات مار اغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق الراقد عام 1980 وفيها عمق وخصوبة في المعرفة ومهمة جدا في نقض هذه الإفتراءات، وإني مستعد لنشرها كاملة إذا لم يتوقف المغرضون عن هذه الإفتراءات وإثارة الفتنة بين السريان والموارنة”.
وتابع: “إنني شخصيا وبكل محبة لا أقصد ولا أشاء أن تكون هناك خصومات بين الموارنة والسريان بل بين المسيحيين عموما، لأن عصر المجادلات قد انتهى والعالم المسيحي اليوم يسير نحو الوحدة المسيحية في الحركة المسكونية المباركة التي يقودها مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان ومجلس كنائس الشرق الأوسط وسائر المجالس والمنظمات المسكونية التي تدعو إلى وحدة أبناء المسيح، وكم بالأحرى إلى وحدة سريانية مقدسة والتي هي أساس هذا الشرق بكنائسها اليوم السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والموارنة والأشوريين والكلدان والروم الأرثوذكس والروم الملكيين الكاثوليك جذورها وأصولها وتراثها سرياني أنطاكي”.
وختم: “نأمل أن تحرك هذه الكلمات ناشدي المحبة والوحدة المسيحية لا سيما في الظروف القاسية التي يتعرض لها المسيحيون للإبادة وقد اقتلع معظمهم من أرض آبائهم وأجدادهم في هذا الشرق، والسلام على من يفتح قلبه وأذنيه وعقله وعواطفه يسخرها لمسيحيتنا المقدسة السامية لنكون جميعا رعية واحدة لراعٍ واحد هو ربنا يسوع المسيح رأس الكنيسة وفاديها ومؤسسها”.