محمد عبد الحميد بيضون: النفايات البترولية

158

النفايات البترولية
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/23 حزيران/16

لبنان بلد نفطي منذ عام ٢٠٠٢ اي منذ ١٤ سنة ولبنان اثبت وجود النفط في مياهه الإقليمية وفي المناطق المشتركة مع قبرص قبل ان تقوم اسرائيل بأي دراسة او خطوة٠

لماذا تأخر لبنان وسبقته اسرائيل بعقد كامل؟ السبب الحقيقي لتأخر لبنان هو ان الوصاية واقزامها كانوا يعملون ليل نهار على إفشال رفيق الحريري الذي كان وقتها رئيساً للحكومة ولو استطاع تلزيم النفط لكان جعل من لبنان دولة من اكثر الدول تقدماً في كل المنطقة ولكان الحريري الرجل الأكثر شعبية والأكثر انجازاً في المنطقة وهذا ما لا يناسب مصالح الوصاية وأزلامها ولا يناسب سياسات الممانعين والقادة “التاريخيين”٠الجميع كان يغار ويخاف ويخجل من الحريري٠لا احد في المنطقة قادر على مجاراته في الإنجازات والعلاقات والشعبية وهذا الامر كان وراء وضع الملف النفطي تحت الصمت التام والعمل على جعل الشعب اللبناني ينسى الموضوع وكأن شيئاً لم يكن طيلة عشر سنوات الى ان جاءت احدى الشركات الأجنبية من خلال شبكة من السماسرة تعرض على أطراف الطبقة السياسية كلٍ على حدة تحريك الموضوع ووضع حصة لكل طرف٠هنا علت الضجة حول ثروة لبنان وضرورة الإسراع في استغلالها قبل ان تصبح من “اطماع اسرائيل” وبدأت المزايدات في الوطنية والمقاومة وصارت محاصصة النفط والغاز جزءاً من مقاومة اسرائيل والمشروع الأميركي في المنطقة وما أفصح هذه الطبقة السياسية في المقاومة وطبعاً في المحاصصة وسرقة أموال وموارد الشعب اللبناني٠

اليوم عاد حديث تلزيم بلوكات النفط والغاز بعدما حصل تقارب او اقتراب من التفاهم على الحصص لكل طرف تماماً كما حصل في موضوع النفايات وتلزيم النفايات وتصدير النفايات حتى ان البعض يريد وضع الملف النفطي ضمن اتفاق يشمل الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب بين أطراف طبقة المتحاصصين والمستهينين بعقول وكرامة اللبنانيين٠

هذه الطبقة التي لا يأتمنها الشعب اللبناني على النفايات تريد منه اليوم ان يأتمنها على الثروة النفطية اي انها لم تكتفي بأهانة ماضي وحاضر البلد بل تريد الاستمرار في اهانة مستقبله لعقود قادمة وكل ذلك ضمن “تجارة المقاومة والممانعة والمواجهة مع اسرائيل”٠

لم يسمحوا لرفيق الحريري بالانجاز الكبير ٠رحل دون ان يرى استخراج النفط لكنه رأى وعرف وخٓبِر النفايات النفطية.