عمـاد مـوسـى: إنه سجعان يا شيخ

429

 إنه سجعان يا شيخ
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/20 حزيران/16

أخطأ رئيس حزب الكتائب “الشاب” سامي الجميل، وتسرّع في إعلان استقالة وزيريه من الحكومة.
أخطأ مرتين: المرة الأولى في إعلانه الإستقالة قبل إقناع وزرائه بجدواها وهو يعلم علم اليقين أن وزير العمل يملك كل الأسباب الشخصية، قبل المبدأية والوطنية، لرفض قرار المكتب السياسي المتأثر والمتماهي بطبيعة الحال مع موقف رئيس الحزب.
وأخطأ مرة ثانية حين توجّه شخصياً لمقابلة رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي وإبلاغه باستقالة وزيريه من الحكومة، وكأن الرجلين تلميذان قاصران في ثانوية الرُسُل والشيخ سامي ولي أمرهما.
تتعدد أوصاف حكومة المصلحة الوطنية والنعوت الملتصقة بها. إنها حكومة قاصرة وفاشلة وعاجزة ومرتبكة وهجينة وغريبة وعجيبة.
إنها حكومة التناحر والتقاصف والحرد وحكومة التناقضات والمزايدات والكوابيس…. إلخ.
هذا ما يدركه رئيسها تمام بك الذي سبق واعترف أن حكومته من أفشل الحكومات اللبنانية. وبات حلم سلام، بخلاف معظم السياسيين، أن يأتي الخلاص قريباً ويعود سريعاً إلى بيته بعد معاناة نفسية دامت 27 شهراً ـ تُضاف إليها جلجلة التأليف ـ وتدوم وتدوم وتدوم إلى أن يقضي تحالف عون ـ حزب الله أمراً كان مفعولا، وإلى الجنرال والحزب الإلهي “تعود الأمور” في الإستحقاق الرئاسي الذي سيضع حداً لكابوس رئيس حكومة المعاناة الوطنية تمام سلام. فلا يزايدن أحدٌ على أحد في هجو الحكومة!
أراد رئيس الحزب الشاب والمندفع إحداث صدمة إيجابية، فذهب إلى خطوة متسرّعة، بعدما “أصبحت الحكومة مضرّة” و”تحولت من رمز استمرارية الدولة الى رمز هريان ما تبقى من الدولة”، على حد تعبيره.
والسؤال البديهي: هل تُوقف الإستقالة الهريان والضرر؟ وماذا تُقدّم وماذا تؤخر حسابياً وسياسياً وميثاقياً؟ وهل تحوّل الحكومة الشرعية إلى حكومة تصريف أعمال يعجّل في صحوة ضمير مقاطعي انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ويعيد الدولة إلى سكة الدستور؟
والأهم هل الوزير رمزي جريج وزير حليف لحزب الكتائب أو يمثّل الحزب في الحكومة؟وليش رمزي بزيت وآلان وسجعان بسمنة؟
وهل يعرِف الشيخ سامي “إستاذ سجعان” حق المعرفة؟ يبدو أنه لا يعرفه. لم ينضوِ السياسي والمثقف والإعلامي الشاب في سبعينيات القرن الماضي في صفوف حزب الكتائب ولم يعمل إلى جانب الرئيسين بشير وأمين الجميّل زهاء أربعة عقود بصفة مترهبن ناكر للذات ونوازعها… بل كان مدركاً وتوّاقاً إلى حجز مقعد نيابي أو وزاري ذات يوم. هذا في الطبيعة البشرية.
أما في أسباب تمسك الإستاذ سجعان بوزارته فللرجل الحاذق موقف معلَّل من لا جدوى الإستقالة، وهو موقف يستحق أن يُناقش حول هذه الخطوة التي وصفها رئيس مجلس النوّاب بالقنبلة الصوتية. وهي بالفعل كذلك وكل ما نتج عنها صمت آلان المرّ مقابل حضور سجعان الإعلامي وصدى صوته على كل الشاشات.
ويقيني أن معالي وزير العمل لن يترك حكومة الرئيس سلام إلا ويكون في مقدم مشيعييها إلى مثواها الأخير كي يتأكد من موتها النهائي.
إنه سجعان يا شيخ. تعرّف إليه جيداً.