محمد عبد الحميد بيضون للأنباء: صناديق ريفي حمت مصلحة الحريري وصانت حضوره وقوة رمزيته في عاصمة الشمال

210

محمد عبد الحميد بيضون لـ “الأنباء” :صناديق ريفي حمت مصلحة الحريري وصانت حضوره وقوة رمزيته في عاصمة الشمال
أكد أن لا رئيس للبنان خلال العام 2016

رأى النائب والوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون، أن تفكك قوى 14 آذار مرده الى انتقال أقطابها وتحديدا المسيحيين منهم من الملاذ الوطني الى الملاذ المذهبي، وبالتالي الى تنازلها عن موقعها الوطني وسقوطها بالتجربة المذهبية، معتبرا أن السبب الأهم لتفكك القوى المذكورة يعود الى عدم توظيفها لنتائج انتخابات العام 2009، والى انعدام الرؤية الوطنية المستقبلية لديها، وعدم طرحها مشروعا سياسيا لاستعادة التوازن في المعادلة السياسية اللبنانية، ناهيك عن ارتكاب قياداتها الأخطاء التنظيمية كامتناعهم عن انشاء هيكلية قيادية موحدة وإفشالهم للمجلس الوطني.

هذا على المستوى العام لقوى 14 آذار، أما على المستوى السني وما يشهده من صراعات بين رموزه وقياداته، لفت بيضون في تصريح لـ “الأنباء” الى وجود شعور في الشارع السني كما في كافة الشوارع المذهبية في لبنان، بأن الطبقة السياسية فاشلة لا بل مفلسة وجعبتها فارغة من أي طرح وطني مستقبلي، ما يعني من وجهة نظر بيضون، أن الشارع السني يبحث عن قيادة جديدة ترفع عنه المظلومية وتعيده الى سابق قوته ووجوده في صلب المعادلتين السياسية والطائفية.واستطرادا لفت بيضون الى أن من يقرأ نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس، يستنتج أن الطرابلسيين رفضوا تغيير الهوية السياسية الحريرية لمدينتهم، خصوصا بعدما تبين لهم أن اللائحة الائتلافية بين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، تعطي الأخير الموقع الأقوى على الساحة الطرابلسية، فذهبوا باتجاه صناديق اللواء أشرف ريفي يقينا منهم انها تحمل إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الأمر الذي حمى مصلحة الرئيس سعد الحريري وصان حضوره وقوة رمزيته في عاصمة الشمال.

وعليه يعتبر بيضون أن قيادات المستقبل نوابا ووزراء ومسؤولين عامين سواء في طرابلس أم في بيروت، لم يتمكنوا من التقاط أنفاس الشارع السني والاستماع الى انينه ووجعه ومعالجة شعوره بالظلم والإحباط، الأمر الذي يرتب على الرئيس سعد الحريري اعتماد استراتيجية تنظيمية تبدأ إما بتغيير منظومته السياسية وإما بتوسيعها، ولا تنتهي بعقد لقاءات دورية مع القواعد الشعبية، معتبرا بالتالي أن كل من طرابلس وبيروت وصيدا وجهت رسالة تنبيه للرئيس الحريري مفادها أن الشارع السني العريض الممتد من صيدا مرورا باقليم الخروب وبيروت وصولا الى طرابلس وعكار، يريده قائدا حقيقيا وليس قائدا أسير ردود الفعل كقبوله بحوارات عقيمة لا شأن لها سوى شراء الوقت لحزب الله.وفي سياق متصل أعرب بيضون عن اعتقاده بأن المشكلة القائمة بين سعد الحريري واللواء ريفي، سببها وجود محرضين ضد الأخير، ناهيك عن وجود طامحين ومستعجلين الى وضع اليد على الإرث السياسي للرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبرا بالتالي أن على الرئيس سعد الحريري قراءة الأسباب الحقيقية التي عطلت تواصله مع اللواء أشرف ريفي المنتمي الى مدرسة الشهيد رفيق الحريريالحريري السياسية والوطنية، معربا عن إعتقاده أن ما دفع بالبعض الى توجيه الإساءات بالجملة الى السعودية وبعض أطراف الداخل اللبناني هو كلام الرئيس السنيورة الذي أكد فيه أنه “على تواصل دائم مع اللواء ريفي”.وردا على سؤال أكد بيضون أنه واهم من يعتقد أن السعودية تخلت عن الرئيس سعد الحريري، وذلك ليقينه بأن المملكة لا تستطيع المراهنة في ظل مواجهتها للتمدد الإيراني في المنطقة العربية، إلا على الرئيس سعد الحريري كونه رأس حربة الإعتدال السني في لبنان، وركنا أساسيا في صون عروبة لبنان وحفظ هويته العربية.وفي سياق مختلف، ختم بيضون معتبرا أن التفاؤل بقرب انتخاب رئيس للجمهورية غير دقيق ويتعارض بالعمق مع الوقائع والمعطيات الأقليمية، معربا عن قناعته بأن إيران لن تُطلق سراح الإستحقاق الرئاسي في لبنان قبل أن تتوضح أمامها صورة مصير الرئيس السوري بشار الأسد وحصتها في النظام البديل، مؤكدا بإيجاز أن “لا رئيس للبنان خلال العام الحالي”.