داود البصري: العراق مركز رئيسي لعصابات الإرهاب الإيراني

161

العراق مركز رئيسي لعصابات الإرهاب الإيراني
داود البصري/السياسة/03 حزيران/16

يمكن القول, ومن دون مواربة, ان العراق وتحت حكم تحالف حزب “الدعوة” العميل وشركاه وبعد 13 عاما من التغيير الإحتلالي الأميركي، تحول قاعدة إرهاب إيرانية متقدمة في الشرق العربي! وملعبا من ملاعب غلمان الولي الفقيه في الشرق القديم. وإذا كانت الأحداث الدموية الجارية فيه حاليا ، والمعارك المحتدمة التي تشهدها أرجائه تدل على امر معين، فإنها تؤكد على عمق التخادم الإيراني لأحزاب السلطة العراقية الطائفية! فمعارك الفلوجة وغرب العراق أسفرت عن تواجد المئات من الميليشيات الطائفية الرثة, التي هي غرس إيراني خالص, وبإعتراف رئيس الحكومة ذاته حيدر العبادي الذي أكد وجود نحو من 100 عصابة ميليشياوية لاتقع تحت سيطرته!

ورغم أن قوات الحشد الشعبي الطائفي التابعة لرئاسة الوزراء هي أصلا تنظيمات إيرانية مسلحة وجدت بعد فتوى الجهاد الكفائي للسيستاني العام الماضي، إلا أن ممارساتها مغطاة بالكامل من الحكومة العراقية التي أضفت الشرعية عليها وربطتها بالحكومة مباشرة وتحت أمرة القائد العام الذي هو العبادي، إلا أن المفارقة تكمن في كون قيادتها العسكرية الميدانية المباشرة مكونة من غلاة العملاء للنظام الإيراني المباشرين ، بدءا من هادي العامري العميد في الحرس الثوري الإيراني, زعيم “عصابة بدر” الإيرانية المعروفة, وكذلك نائبه الإرهابي الدولي جمال جعفر (أبو مهدي) المحكوم بالإعدام غيابيا في الكويت, والمطلوب للسلطات الأميركية, واخرين من كبار عملاء النظام الإيراني في العراق, فكيف تحمي الحكومة إرهابي دولي هو مطلوب أساسا لقوات التحالف الدولي التي تغض النظر بفضائحية وتواطوء غريب عن وجود ذلك الإرهابي, بل و تدعمه؟

والأغرب هو إدعاء النظام الإيراني والميليشيات التابعة له ان وجود الإرهابي اللواء قاسم سليماني في العراق هو بطلب من الحكومة العراقية, رغم أن سليماني مفروضة عليه عقوبات أميركية ودولية مفترضة وممنوع من مغادرة إيران إلا أنه يتجول سعيدا في الشرق القديم بحرية، فهو مرة في بغداد وأخرى في حلب وثالثة في بيروت! ولربما تسلل لعواصم عربية أخرى، يتنقل ويالسخرية الأقدار ويمارس قيادته العسكرية تحت حماية الطائرات الأميركية!، في تخادم مثير للدهشة ولمليون علامة تساؤل؟ لقد إرتكبت العصابات الإيرانية الميليشياوية في العراق جرائم إبادة جماعية ومارست ولا تزال عمليات تطهير عرقي ورفعت الرايات الإيرانية ، بل وقصفت مدينة الفلوجة بصواريخ وأسلحة تحمل رموزا ودلالات إيرانية واضحة مثل صواريخ “نمر النمر”! وكل شيء موثق ومسجل بالصوت والصورة أمام العالمين وليس هناك ما يمكن إخفائه مطلقا، بل أن الناطق بإسم الحشد الطائفي وهو كريم النوري من “عصابة بدر” زعم بأن وجود “الحاج سليماني” في العراق مسألة عادية مقارنا بينه وبين رموز نضالية كبرى مثل جيفارا وهوشي منه!.. في تبرير هو الأسخف من نوعه ، والطريف إن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وهو يرد على مطالبة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الداعية لخروج الإيرانيين من العراق من أجل إقرار السلام في ربوعه ، أكد على أن النظام الإيراني لن يخرج من العراق إلا بطلب حكومته!!!، وهنا النكتة التاريخية العظمى!،

فالنظام العراقي في حصيلته العامة هو نظام تقوده للأسف أحزاب إيرانية صرفة، ويسير أركانه وكلاء تاريخيون للنظام الإيراني، فحيدر العبادي رئيس الحكومة الحالي هو عنصر قيادي من حزب “الدعوة” العميل والموالي تاريخيا لإيران! وهو لا يستطيع أبدا الخروج عن الأوامر والنواهي الإيرانية، وبقية أركان الحكومة مثل “جماعة الحكيم” و”بدر” هم أصلا جماعات إيرانية الولاء والتأسيس والتنظيم, وبقية الأطراف من الضفة الطائفية الأخرى متواطئين مع النظام الإيراني, ورموزه, وحتى رئيس البرلمان سليم الجبوري تحول واحدا من أعتى المدافعين عن النظام الإيراني وميليشياته في العراق! ، فالنظام العراقي بمجمله هو آلة إيرانية, وجواد ظريف حين طلب الحصول على طلب الحكومة العراقية للخروج من إيران فهو إنما كان يسخر ولايوضح!؟ فحكومة العراق الراهنة ومنذ سنوات الاحتلال الاميركي بقضها وقضيضها تقع تحت السيطرة الإيرانية، وكل القرارات الحكومية الكبرى لا تصدر إلا من خلال بوابة السفارة الإيرانية في بغداد, وهي المندوبية السامية للاحتلال الإيراني غير المباشر، وقد كشفت العمليات العسكرية الأخيرة في الفلوجة عن عظم الدور و التأثير الإيراني في قرارات عراقية يفترض أنها سيادية، إذ أضحت للميليشيات الدور الأكبر في قيادة العمليات وأختفى تماما بل توارى دور وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي “شاهد ما شافش حاجة”،… العراق اليوم بلا جدال هو القاعدة العربية الكبرى لتنظيمات الإرهاب الإيرانية في الشرق ، فمنه تنطلق الميليشيات لضرب الشعب السوري, ومنه تهيأ الأسس المادية والعسكرية للعدوان على السعودية ودول الخليج العربي … فهل أنتم منتبهون يا عرب.