عمـاد مـوسـى: الجنرال باسيل

182

الجنرال باسيل
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/30 أيار/16

بعدما حقّق انتصارات ديبلوماسية للبنان على الصعيد العربي والإقليمي والدولي،

وبعدما نجح في الضغط على وزير خارجية سوريا وليد المعلّم للقبول بترسيم الحدود في مزارع شبعا،

وبعدما أسقط كل مؤامرات التوطين الواحدة بعد الأخرى،

وبعدما تفوّق في تنظيم مؤتمرات إغترابية،

وبعدما انتزع إقراراً بحقّ المغتربين اللبنانيين باستعادة جنسيتهم،

وبعدما تخطّى أسلافه شارل مالك وسليم تقلا وحميد فرنجيه وكميل شمعون وصائب سلام وفؤاد بطرس وإيلي سالم بسعة الإطلاع وعمق الرؤية وشمولية الثقافة والعلاقات الدولية،

وبعدما عقّد سيرغي لافروف وأدهش فرانك فالتر شتاينماير،

وبعدما قاوم بالنبيذ – وبالفكر- وبتقديم الدعم والمشورة للأخوة المجاهدين في حزب الله،

وبعدما أعاد بان كي مون إلى حجمه الطبيعي كموظّف،

وبعدما نال بركة الإله – العمّ،

وبعدما تسلّق القمم وغاص في أعماق البحار وجال في السهوب واكتشف التاريخ وأعاد تكوينه،

ها هو “الجنرال” باسيليوس يتكلّم عن المعارك الإنتخابية البطولية التي خاضها من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وفي الجبل والبقاع وفي كل مدينة وقرية ودسكرة في وجه الإقطاع والإئتلافات والمصالح والحيتان والدببة والجحافل، محققاً إنتصارات تقشعر لها الأبدان وتستحق أن تدوّن في تاريخ الحروب الكبرى بماء الذهب.

لطالما اختلطت عليّ التواريخ. فمرة ظننتُ أن تاريخ لبنان الحديث بدأ مع مرشد الجمهورية في لبنان وسطوع نجم محمد رعد والمقاومة الإسلامية، ثم جاء من يصحّح ويقول إن تاريخ لبنان بدأ عندما أطلق الجنرال ميشال عون قبل 82 أو 83 عاماً صرخته الأولى: واع واع واع واع، فركعت القابلة القانونية ورفعت يديها مناجية الرب: إنه يوم عظيم يا إلهي.

أمس فقط أيقنتُ أن مجد المعارك، ومجد التاريخ ومجد لبنان المقاوم، أعطي لـ”الجنرال” باسيل رئيس التيار الوطني الحر.

لا ضرورة للعودة إلى “ماجريات” – والكلمة للقمان سليم –  الأسابيع الأربعة الماضية، لأن معارك الأحد الرابع في “بتعبورة” الأبية، و”عشاش” الحبيبة، و”بترومين” الشامخة، و”شدرا” و”كوبا” و”آسيا”… ومدينة البترون، كانت الأكثر ضراوة  والأشد إيلاماً بين تلك التي خاضها “الجنرال” الدونكيشوتي.

جبّار هذا الرجل المؤسّس لمدرسة سياسية جديدة ستنقل المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً إلى عصر تنويري واعد ونهج وطني  جديد.

وفي هذه العجالة يشغلني تساؤل مُلحّ: كيف ينظر الجنرال باسيل اليوم إلى الجنرال أشرف ريفي الذي واجه إئتلافاً عريضاً في طرابلس – المنية وانتصر؟ وكيف انتصر؟ المرجح لديّ أن وزير العدل السابق عرف أن الجنرال باسيل لم يُولِ منذ البداية أهميةً لمعركة طرابلس وسحب يده من عاصمة الشمال. لأنّه لو تورّط في المعركة لأطاح باللائحتين  وبظهرهما بـ مصباح!