دول الخليجي تضرب داعش وعينها على إسقاط النظام السوري

284

دول “الخليجي تضرب “داعش” وعينها على إسقاط النظام السوري

دبي – ا ف ب: قررت دول مجلس التعاون الخليجي أن تشارك في الضربات ضد معاقل المتطرفين في سورية, وهي تأمل أن يؤدي هذا التحرك الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في نهاية الامر الى تغيير النظام السوري. وعلى المدى القصير, يمكن لهذا التحالف مع الولايات المتحدة ان يؤدي الى خطر مزدوج بالنسبة لدول الخليج: أولاً إمكانية ان يعزز نظام بشار الأسد قوته, وثانياً, معارضة قسم من شعوبها لهذا التحالف مع واشنطن. وبحسب المحلل في مركز الخليج للبحوث مصطفى العاني, فإن دول الخليج وقبل ان تمضي قدماً في التحالف العسكري مع واشنطن وضعت “شرطاً واضحاً:

لا دعم للسياسة الاميركية ضد تنظيم داعش في العراق من دون القيام بعمل عسكري في سورية”. وبات هذا التحالف رسمياً في 11 سبتمبر الجاري في جدة, غرب السعودية, عندما تعهدت عشر دول عربية بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري المشاركة في الحرب على “داعش”. وقال المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الامارات عبد الخالق عبد الله ان “السبب الاول” الذي يفسر مشاركة دول الخليج في التدخل العسكري بسورية مرتبط بأن بعض هذه الدول “متهم بمساعدة وتمويل “داعش” ومجموعات ارهابية اخرى”, إلا أن التنظيم الإرهابي يشكل “تهديداً لأمن (دول الخليج) وأيضا للشرعية العقائدية التي تتمتع بها السعودية”, وهي الدولة التي تحتضن الحرمين الشريفين. ومن الأمور “ذات الدلالة الكبيرة” أيضاً أن تكون السعودية وقطر معاً في معسكر واحد, بعد ان كان البلدان في نزاع مفتوح, إذ تتهم الرياض الدوحة بدعم جماعة “الإخوان” وتهديد الامن الاقليمي, بحسب المحلل في معهد كارنيغي للسلام فريديريك فيري المتخصص في شؤون السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. أما فرنسوا هيزبورغ الباحث في مؤسسة الأبحاث الستراتيجية, فرأى أن العملية العسكرية في سورية هي “إعادة موسعة” لحرب 2011 في ليبيا, حين شاركت الامارات وقطر في ضرب نظام العقيد معمر القذافي. ولكن تماماً كما كانت الحال في ,2011 فإن العمل العسكري المشترك ضد “داعش” لا يعني أن الدول المشاركة فيه لديها الأهداف نفسها. وقال هيزبورغ “مع الوقت, سنرى الافتراق في الاجندات بين الدول المؤيدة للاخوان المسلمين (تركيا وقطر) والدول الاخرى في المنطقة”.

من جهته, أشار فريديريك ويري الى ان تدخل دول الخليج يمكن ان يصب في المرحلة الاولى في مصلحة النظام السوري, مضيفاً “أعتقد أن قيام دول الخليج بدور يمكن ان يخدم من دون قصد نظام الاسد أمر يطرح مشكلة كبيرة”. إلا أن مصطفى العاني اعتبر ان هذا العملية العسكرية تقوم على العكس بالحد من قدرات دمشق, وقال “ان حضور مقاتلات أميركية في الاجواء السورية خصوصاً في الشمال, يحول هذه المنطقة الى منطقة حظر جوي بحكم الأمر الواقع بالنسبة للطيران السوري”. أما عبد الخالق عبد الله فرأى ان الهدف النهائي لدول الخليج هو الى جانب القضاء على المجموعات المتطرفة, “دفع الاسد نحو جولة جديدة من المفاوضات, جنيف ,3 على أمل تركه للسلطة في النهاية كما حصل مع نوري المالكي”, رئيس الوزراء العراقي السابق. وبموازاة المشاركة في الضربات الجوية, قررت السعودية أن تدرب قوات من المعارضة السورية المعتدلة على أراضيها. –