محمد عبد الحميد بيضون يعلق على خطاب نصرالله: حالة إنكار ،تجاهل ، تعمية، تغييب٠

222

حالة إنكار ،تجاهل ، تعمية، تغييب٠
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/21 أيار/16

من يتابع كلمات وخطب أمين عام حزب الله منذ دخول الحزب الى جانب ميليشيات الاسد وإيران في الحرب على الشعب السوري مع مطلع صيف عام ٢٠١٢ وحتى اليوم يجد في هذه الخطابات حضور المؤامرة الكونية وخصوصاً المؤامرة الأميركية -الإسرائيلية ثم بعد عام ٢٠١٤ المؤامرة التكفيرية المرتبطة بإسرائيل والمشروع الأميركي ثم بعد عاصفة الحزم في آذار عام ٢٠١٥ حضور المؤامرة الأميركية -الإسرائيلية -السعودية-التكفيرية اي ان خطاب الحزب عن سوريا يزيد سنوياً ضلعاً جديداً الى أضلاع المؤامرة ويرى رغم شراسة قتاله مع الميليشيات الحليفة والتوحش الروسي الحليف ان المؤامرة تتوسع ولا تتراجع ولا يشرح الأمين العام أسباب توسع المؤامرة وازدياد خسائره رغم ان محوره يتمتع بتفوق تسليحي نوعي على كل المستويات مع مفاخرة من بوتين بأنه جرّب في سوريا نوعيات جديدة من الأسلحة اثبتت نجاحات جعلت دولاً كثيرة ترغب في شرائها وهكذا صار الحزب شريكاً دعائياً للسلاح الروسي وفعالية هذا السلاح في مواجهة “المؤامرة الكونية”٠
يحضر في خطب الأمين العام منذ خمس سنوات كل شيىء٠اطراف سياسية دولية واقليمية واستراتيجيات ووعد بالنصر وتورط او توريط الجميع وحديث يشمل كل المواضيع لتبرير الحرب والجرائم الملازمة لها ولكن يغيب عنها بشكل صارخ موضوع واحد لم يذكره الأمين العام ولا مرة واحدة هو الشعب السوري٠لم يذكر هذا الشعب ولو مرة واحدة طوال هذه السنوات مع انه دفع أغلى الاثمان٠سقط منه مئتان وسبعون الف قتيل وأكثر من مليون جريح ومفقود وعشرة ملايين من النازحين والمشردين والجائعين اضافة الى الدمار غير المسبوق والذي تفوّق على ما احدثه المغول في المنطقة وكل ذلك لم يدفع الحزب ولو مرة واحدة الى ذكر الشعب السوري ومعاناته والامه وتطلعاته وآماله في صناعة مستقبله٠
من خطاب الى خطاب يزيد حضور المؤامرة ويزيد تغييب الشعب السوري٠يعترف الأمين العام بالحضور الروسي وبأن هذا الحضور يؤمن المصالح الأمنية لإسرائيل ولكنه يرفض الاعتراف بمصالح الشعب السوري ولا حتى بوجود هذا الشعب ٠بالنسبة له سوريا هي الاسد وعائلته فقط والمنطقة هي المرشد ونفوذه فقط٠
من يستطيع ان يخبر الأمين العام ان المؤامرة الوحيدة في المنطقة هي تغييب الشعب السوري وشطبه عن الخريطة وان حزبه جزء أساسي من هذه المؤامرة