محمد عبد الحميد بيضون: المحكمة الجنائية الدولية والنسيج اللبناني الممزق والمشلّع

173

المحكمة الجنائية الدولية والنسيج اللبناني الممزق والمشلّع
محمد عبد الحميد بيضون/فايسبوك/14 نيسان/16

البارحة مرت الذكرى الحادية والاربعين للحرب الأهلية اللبنانية دون ان تحصل ولو صحوة ضمير على المستوى الرسمي او على المستوى السياسي للقيام بمبادرات تدين مجرمي الحرب وأمراء الحرب كأساس لإظهار قليل من التضامن والتعاطف مع ضحايا هذه الحرب٠الدولة ومؤسساتها لا تعير اي اهتمام لا نصب تذكاري لا اهتمام بعائلات الضحايا اوبالذين تعرضوا لإعاقات دائمة والتستر على مصير عشرات آلاف المخطوفين والمفقودين٠لم يتم تخصيص ولو يوم مدرسي او حتّى ساعة دراسية في المدارس او الجامعات لإدانة جرائم الحرب ولترميم الضمير الوطني ولزرع السلام في القلوب والعقول٠
صورة لبنان ودولته وطبقته السياسية كانت البارحة ليست بعيدة عن المدنية فحسب بل بعيدة عن الانسانية والسبب بسيط وهو ان أمراء الحرب لا زالوا يمسكون بقوة السلاح وبقوة العصبيات المذهبية القاتلة بكل مفاصل الدولة ومؤسساتها ويمعنون في تفتيتها وشرذمتها ويحوّلون البلد بكامله الى مرتع وملعب للأخوين التؤامين “السلاح والفساد”٠
الشرط الأساسي لتحرير لبنان من الحرب وإعادة ترميم النسيج اللبناني هو محاسبة مجرمي الحرب والذين ارتكبوا كل انواع الجرائم بما فيه جرائم ضد الانسانية وجرائم الاغتيال والتفجير وتدمير المدن والبلدات والتهجير الجماعي والقصف العشوائي على المدنيين ٠مجرمي الحرب هؤلاء مارسوا بحق لبنان ممارسات تفوق في بشاعتها جرائم العدوان الاسرائيلي وأعطوا لإسرائيل شهادات “حسن سلوك”٠
المهم اليوم اعلاء مبدأ المحاسبة والنقطة الاولى هي انضمام لبنان الى معاهدة المحكمة الجنائية الدولية٠هذه المحكمة صارت تضم حتى الان اكثر من مئة وعشرين دولة والسنة الماضية اعتبر الفلسطينيون انهم حققوا انتصاراً كبيراً بإنضمامهم اليها ورغم ذلك لا نرى اي تحرك سياسي او شعبي للضغط على مجلس النواب لإقرار هذه المعاهدة رغم انها معروضة على هذا المجلس منذ أربعة عشر سنة٠هذه المعاهدة صارت من اساسيات القانون الدولي لحماية الشعوب والبلدان من كوارث الحروب ومجرمي الحروب والقانون الدولي هو الطريق الاول لحماية لبنان ودولته ولترميم النسيج اللبناني٠
إسرئيل هي الدولة الوحيدة التي تخاف مفاعيل المحكمة الجنائية الدولية وكذلك أمراء الحرب اللبنانيين