اللبنانيون متفاجئون باخبار تورط حزب الله بهجمات 11 أيلول/تناغم بين «حزب الله» والإعلام العبري

495

اللبنانيون متفاجئون باخبار تورط حزب الله بهجمات 11 أيلول
سهى جفّال/جنوبية/17 مارس، 2016

فيما لا تزال الاجراءات الخليجية الناشئة عن تصنيف “حزب الله” منظمة ارهابية تتفاعل وتستمر في وتيرتها المتصاعدة. فوجئ اللبنانيون على مختلف انتماءاتهم السياسية بنشر الوثائق الاميركية التي استند عليها قاضي محكمة نيويورك الفيدرالية التي تورط إيران وحزب الله إلى جانب تنظيم القاعدة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول. فوجئ اللبنانيون بالاتهامات الجديدة التي تطال حزب الله بتورطه بهجمات 11 أيلول خصوصا أنها جاءت في سياق سلسلة الاجراءات العقابية اليومية بحق الحزب. والأهم، الذي حال دون اتخاذ الخبر على محمل الجد أن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن إعترف شخصيا بارتكابه جريمة 11 أيلول، وبناء على هذا العمل الارهابي شن الجيش الأمريكي والجيش البريطاني على أفغانستان الحرب وكان الهدف المعلن منها اعتقال بن لادن وقادة آخرين في تنظيم القاعدة وجلبهم للمحاكمة.  ففي وقت، اتضحت ملابسات اعتداءات 11 أيلول، كيف يصبح حزب الله فجأة هو المتورط في القضية؟ وكيف أصبح حزب الله المسؤول عنها في وقت ان الجميع يعلم أن “القاعدة” الجهادية السنية هي من تبنت الهجمات أمام العالم أجمع؟ هذا وقد أصدرت المحكمة في نيويورك حكما الأسبوع الماضي بتغريم إيران مليارات الدولارات لذوي الضحايا الذين قتلوا في الهجمات، ولشركات التأمين التي تحملت أضرارا مالية وفقا لوثائق انفردت فيها الصحيفة السعودية “الشرق الاوسط”. غير أن الصحيفة أبرزت، تدعيما لحكمها عبر تلك الوثائق التي استندت الى معلومات استخبارية حسب الصحيفة، أهمها أن ايران قامت بتسهيل انتقال عملاء القاعدة إلى معسكرات التدريب في أفغانستان. كما أثبتت أن الحكومة الإيرانية أصدرت أوامر إلى مراقبي حدودها بعدم وضع أختام مُبَيِّنة على جوازات سفر المنفذين، لتسهيل عمليات تنقلهم. وبينت الوثائق أن دائرة الاتهام توسعت لتشمل حزب الله بشخص قائدها الجهادي الذي اغتيل في سوريا عماد مغنية وتثبت هذه الوثائق تورطه من خلال قيامه بتنسيق سفر عملاء القاعدة إلى إيران بجوازات سفر جديدة لتأمينهم قبل تنفيذ العملية. وفيما يتعلق بحكم المحكمة ضد إيران، يقول المصدر القضائي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه حسب الشرق الاوسط، إن القضية المرفوعة ضد إيران، الاتهامات تطال مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، ووزير الاستخبارات والأمن علي فلاحيان، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني، والعميد محمد باقر ذو القدر. بالإضافة إلى ثلاث جهات، وهي وزارة المخابرات الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس التابع له. كما تستطرد الوثائق أنه في الوقت الذي تمركز فيه أسامة بن لادن و«القاعدة» في السودان في مطلع التسعينات، دعّم حسن الترابي الزعيم الديني والسياسي السوداني الذي توفي الأسبوع الفائت وأسس تحالفا يجمع بين المعارضة السنية والشيعية ضد الولايات المتحدة والغرب – من بينها «حزب الله» اللبناني – بموافقة بن لادن وأيمن الظواهري زعيما «القاعدة»، وكذلك قيادات إيران. وتطبيقا لذلك سافر عملاء بارزون في القاعدة إلى إيران لتدريبهم على استخدام الطائرات، وتؤرخ الوثائق انه في عام 1993 تحديدا، اجتمع بن لادن والظواهري مع عماد مغنية ومسؤولين إيرانيين في السودان لإقامة تحالف للتعاون المشترك ودعم ما سمته الوثائق بالإرهاب. وأدى الاجتماع الذي عقد بالخرطوم إلى سلسلة من الاتصالات والتدريبات والعمليات المستمرة التي جمعت بين إيران و«حزب الله» و«القاعدة».

ويضيف المصدر القضائي الأميركي للصحيفة الخليجية أن إيران قدمت دعما ماديا ومباشرا لعملية 11 أيلول. كما كشفت لجنة تحقيق في أحداث 11 أيلول أن القيادي عماد مغنية زار السعودية لتنسيق العمليات هناك. وكانت العمليات التي ذهب مغنية إلى السعودية «لتنسيقها» تتعلق بسفر الخاطفين وحصولهم على جوازات سفر سعودية جديدة، أو تأشيرات دخول أميركا لتنفيذ هجمات 11 أيلول، وتأمين الخاطفين والعملية. ويذكر، أن عائلة بن لادن أولاده الخمس وزوجته أم حمزة وجدوا ملاذا آمنا في ايران للاحتماء من الهجمات الأميركية اثر اجتياحها أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول. إضافة ـ لتأمين ملاذ آمن ايضا لقيادات في القاعدة وحمايتهم من عمليات انتقامية شنتها القوات الأميركية.

 

تناغم بين «حزب الله» والإعلام العبري
نسرين مرعب/جنوبية/ 17 مارس، 2016

لا ينبئ المناخ السياسي بالخير، فتداعيات التطورات الأخيرة فرضت ثقلها على المنطقة عموماً وعلى لبنان خصوصاً، حزب الله الغائب عن الأحداث إعلامياً في هذا الملف، وأمينه العام الذي يعتكف الآن في غرفته يصلي ويستخير الله في الخطوة القادمة متسائلا عن المبررات التي سيطرحها أمام قاعدته الشعبية.لا شكّ أن أوساط حزب الله تأثرت بالإنسحاب الروسي ولا شكّ أيضاً أنّ بعض المقربين منه سألوا السيد حسن نصر الله “ليش الروس لينسحبوا وليش نحن بعدنا”.. فعلاً، لماذا على الجنوب أن يتكبد 2000 قتيلاً من شبابه لأجل نظام بشار، ولماذا على قيادات الحزب أن تحضر كل يوم احتفالاً تأبينياً عابر للمناطق الشيعية بدلاً من حفل تخرج أو أفراح! دماء الجنوبيين التي هدرت سوريًا، يحق لها أن تحاسب، فها هي روسيا قد سحبت اليد من سوريا، وإيران قد تراجعت خطوطها بعد الإتفاق النووي، ومن المتوقع أنّها إن أرادت إرضاء الشيطان الأكبر “سابقاً” والتقرب من النفط السعودي الذي تحتاجه لتحسين اقتصادها في السوق العالمية، لذلك فإنّها وبحسب خبراء قد تقدم “الأسد” قرباناً. حزب الله وحده من يدافع عن النظام السوري ومن يقاتل الشعب الذي يهتف لأرضه ولشرعيته، ليتحوّل الحزب الغريق بهذا المستنقع من مقاوم إلى إرهابيّ بالتصنيف الدولي والعربي وحتى المحلي، حزب الله الذي سقطت كل حججه من المقامات للتكليف الشرعي لحماية لبنان من الإرهاب، الآن أصبح وحيداً هو وبشار يعدّون الساعات التي ينضج بها الإتفاق المعد دولياً وعربياً والذي يقضي بنهاية عهد الأسد. لنتفق أولاً على فرضية لا بدّ منها وهي أنّ بشار الأسد لا مستقبل له، ولكن ماذا عن مصير حزب الله وماذا عن مصير لبنان؟ العقوبات الخليجية على حزب الله في تصاعد وبحسب ما أوردت صحف اليوم فقد أفادت مصادر دبلوماسية عربية أنه سيتم طرد وزراء “حزب الله” الأعضاء في الحكومة اللبنانية، وأنهم ممنوعون من المشاركة بأية إجتماعات أو مؤتمرات عربية . هذا القرار لن يشمل حزب الله وحده، وكما العقوبات السابقة شملت كل الداعمين للحزب فإنّ هذا الطرد سيشمل الحلفاء الذي يتبنون خط الحزب والإيديولوجيا الإيرانية وأقصد بهذا وزير الخارجية جبران باسيل، وربما يمتد لحجب لبنان عن كل تمثيل عربي، نظراً لأن الدولة تغطي حزب الله وتعتبره شريكاً في الوطن. حزب الله أمام خيارات عدة، وعلى الأمين العام لحزب الله وهو جالس في غرفته الجانبية يستطلع الصحف الإسرائيلية “التي يعتبرها مصدر و وحي قراراته” أن يقرأ بعض الصحف العربية، والتي ترصد غضب الشعوب، وعليه أن يكون واعياً للخطوة المقبلة التي ستحدد مصيره لبنانياً وعربياً وهويته الحزبية. ونلتمس هنا تساؤلاً قد يبدو نوعاً ما متسرعا ومستهجنًا،هل سوف يكون ختام انغماس الحزب في الحرب السورية تبديل قياداته، وأولهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهنا لا ننسى أنّ الفكر الداخلي في صفوف حزب الله هو تبعي أكثر منه عن قناعة، وأنّ معلومات شاعت في مرحلة سابقة أنّ اغتيال عماد مغنية كان من صنع النظام السوري. من جهة ثانية، وفي سياق الصحف الإسرائيلية، أصبحنا نرصد ونلحظ أنّه في كل أزمة يعانيها الحزب وأمينه تنشر هذه الصحف ما يخدم حزب الله ويعيده لبوصلة المقاومة، فها هو موقع المنار ينقل اليوم عن صحيفة معاريف الإسرائيلية: “أن جيش الاحتلال يخطط لعملية إجلاء واسعة في المستوطنات الشمالية في حال اندلاع حرب مع حزب الله مع التسليم بأن الحزب سيدخل الى منطقة الجليل، فضلاً عن امتلاك الحزب كميات كبيرة من الصواريخ التي تحدث دماراً واسعاً.” هذا النقل في هذه المرحلة ناهيك عن استشهاد الأمين العام لحزب الله سابقاً بالأقلام والتقارير الإسرائيلية يتيح المجال لسوء الظن، فهل هذا تناغم، أم ان حزب الله يجيّش بعض الأقلام العبرية لخدمته؟!