الحركة الثقافية انطلياس كرمت الآباتي ضو/الكلمات نوهت باخلاصه للكنيسة وانفتاحه وتواضعه ومحبة الناس له

304

 الحركة الثقافية انطلياس كرمت الآباتي ضو الكلمات نوهت باخلاصه للكنيسة وانفتاحه وتواضعه ومحبة الناس له

الأربعاء 16 آذار 2016 /وطنية – كرمت الحركة الثقافية – انطلياس، في اطار مهرجان الكتاب اللبناني ال 35 ومن ضمن تكريمها اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي الآباتي انطوان ضو.

الاب جوزف بو رعد
وقال الاب جوزف بو رعد لمناسبة التكريم: ” نطل اليوم، انطونيين واصدقاء، على منبر الحركة الثقافية ونتحلق حول كبير من عندنا، الاباتي انطوان ضو، لنحتفي به علما من اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، علما هو بحق علامة فارقة في ثقافة الحوار والانفتاح واللقاء. انه يوم اعلان وحسب. فالآباتي ضو لم يستحق هذا اللقب اليوم، ولسنا ندعي استحقاق منحه اياه وكأنه من عندياتنا. تكريمه ليس الا تعريفا بما هو معروف. نعرف به كما عرفناه في الحركة وفي دير مار الياس وفي الرهبنة. استحق الاباتي ضو اسمه بل وشهرته هذه على ارض المعركة، في نضاله لأجل احلال ثقافة السلام والانفتاح. استحقها في كل الميادين التي ناداه اليها الواجب الرهباني والكنسي والوطني. اولها كان الميدان الذي نقف فيه الان. دير مار الياس – انطلياس. منه انطلق كاهنا يافعا واعدا، واليه عاد رئيسا في عمر الحكمة. اضاف: استحق لقبه الجديد بعرق قلمه وكلمته وجرأة مواقفه. استحقه بسيره عكس التيار وعبوره الى المقلب الآخر، واختراقه حواجز التفرقة، يوم كان الاختراق نادرا وخطيرا، والتخوين والتكفير بيننا شائعين ومستسهلين. نشأنا على صورة راهبنا الانطوني يتقدم محافل الآخرين. يثبت كما رهبان آخرين مثله، مر، للمفارقة اكثرهم في انطلياس، مواقع الرهبانية هناك ويدعم اساسات هويتنا الانطونية المنفتحة والمنتفضة على التقوقع والانهزام والانكفاء خلف متاريس طائفية واهية. اما ما لفتني دوما في اداء ابونا انطوان فهو نجاحه في الجمع بين قناعاته الرهبانية والكنسية. لقد ابدع في اخلاصه للكنيسة، من دون التخلي عن مواقفه الجريئة والنبوية في مطات عدة. اما سر نجاح الآباتي ضو في اداء رجل الحوار العنيد، المشاكس والمسالم في آن، فيعود حتما الى طبعه. لقد عرف ان يعارض ابناء ملته، بل وان يعاكسهم، من دون ان يعاديهم. على محاربته الشرسة لثقافة التقوقع والغاء الآخر، لم يفقد يوما لطافته وروحه المرح. مارس نوعا من المشاكسة اللطيفة الودودة التي حصنته ضد الايدولوجيات التي تنزع من الآخر انسانيته، وترفع معارضته الفكرية الى مستوى العداء.

ساسين عساف
وتحت عنوان ” قراءة في جوانب من شخصه وفكره قال ساسين عساف:”التكريم الذي أرادت الحركة الثقافية في إنطلياس أن تخص به الأباتي أنطوان ضو عبارة عن شهادة ذات قيمة عالية تتعلق بالدور الرئيس لشخصه في بلورة نهج ثقافي فكري إيماني وعملي قائم على ترجمة النص الإنجيلي إلى واقع حي. أما أن يختارني الأباتي للحديث عنه أمام هذه الوجوه الكريمة فثقة منه بي وافية تحرضني على التزام الموضوعية في الكلام..أرجو أن أكون في مستوى هذه الثقة الغالية والثابتة في الضمير والعقل والوجدان. إسمحوا لي ألا أتوقف عند سيرته الذاتية الثرية بالعطاءات جهدا وبناء وتأليفا وتكريسا لخدمة ربه وأخيه بروح المحبة الإنجيلية. فسيرته مدونة في كتيب الأعلام المكرمين. الأباتي ضو مختصر عندي بعنوان واحد: عقلانية متوجهة صوب الآخر للحوار معه بمحبة وانفتاح وتفهم وقبول. قصد الناس محاورا لبقا صريحا وشجاعا. وحكمه في ذلك حاجة الناس إلى معرفة بعضهم البعض ومحبة بعضهم البعض. المعرفة والمحبة هما الطريق إلى الآخر، وهما دليل عافية الأباتي وقوته ورغبته في تجديد ميثاقية الحياة معا. المنفتح والمتواضع يأبى التجمد في الفكر وفي الحركة. وهو إن تحرك في اتجاه الآخر بحثا عن وفاق أو تثبيتا لوحدة أو تصحيحا لموقف فذلك من موجبات تلك المسؤولية.. بهذا المعنى النص الإنجيلي مرشد له وموجه إيماني وأخلاقي ووطني ورسولي وإنساني. حمل صليبه واتبع كلام ربه.. إنه وفي لصليبه، لذاته الكهنوتية لحيوية مرجعيتها، فالهويه وفاء للذات لا تحول عنها أو دخول في هويات مصطنعة. والهوية ليست انغلاقا أو انطواء على الذات بل هي انفتاح وتواصل وفاعلية. تواصل الإنسان مع ذاته ومع الآخر يبقى العنصر المركزي في هويته. الآخر هو العنصر المؤسس للأنا كما يقول بول ريكور في كلامه على أنطولوجيا الانفتاح”. اضاف:”علاقته بالآخر كما عاينت وخبرت وقرأت ليست علاقة تخارجية بل انخراطية. ليست سطحية أو جامدة أو مظهرية أو تسالمية إملاقية بل عمقية ومتحركه وجوهرية واشتباكية وصادقة. هذا النوع من العلاقات يرسي هوية جامعة ومنفتحه ومجدية. بها يتم تعريف المواطنة ومجتمع المواطنين المتعدد الثقافات وفلسفة الحياة معا. هنا الميثاقية التفاعلية الإبداعية التي تعلمناها من كبيرنا منح الصلح رحمات الله عليه تتجلى بأبهى مظاهرها وتداعياتها على مفهوم لبنان الوطن فتجعل منه مساحه حوار وانفتاح.انا شاهد حي على حضوره المميز والفعال، وكلمته المسموعة الراقية الناضحة بالمحبة والصدق، في المؤتمرات والمجالس والندوات والمنتديات واللقاءات الجامعة.. يبني حضوره وكلامه على ما هو مشترك من دون التخلي عن الثوب والعباية.. الثوب رمز الوفاء لكهنوته والعباية رمز الاتساع للآخر واحتضانه.

الاباتي ضو

واخيرا تحدث المكرم الاباتي ضو ومما قاله:”اشكر الحركة الثقافية – انطلياس، التي أنا منها، وخادمها بمحبة، ورسولها بأمانة التي اختارتني أن أكون أحد المكرمين من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي. باعتبار هذا التكريم، هو تكريم للرهبنة الأنطونية المارونية، أمنا جيعما، المكرسة لخدمة ثقافة حوار المحبة المسيحي الإسلامي الوطني العربي المشرقي والمسكوني. نعتبر دير مار الياس -انطلياس عامية دائمة ومتجددة، ومنارة حوار ومحبة. والحركة الثقافية فيه، هي حركة ثقافة الحوار الديمقراطي بامتياز في لبنان والعالم العربي، كما هي جزء من ثقافة العولمة ورائدة الحوار فيها. وتؤمن الحركة الثقافية بأن الثقافة هي الطريق الرحب إلى التغيير السلمي. وإنه لا تغيير إلا بثقافة التغيير العقلاني الديمقراطي، من خلال احترام القيم الإنسانية والحضارية والثقافية والعلمية والمسيحية والإسلامية، والعمل من أجل وقف العنف المميت في شرقنا، وتحقيق التنمية الإنسانية الشاملة. اضاف:”الحوار هو الاسم الجديد للمحبة: محبة الله ومحبة الانسان، كل انسان، وصولا الى محبة الاعداء. أماالمحبة المتبادلة بين المسيحيين والمسلمين فهي أولوية وأسمى الفضائل والمقدسات. المواطنة هي جزء من الحوار، ومفهوم جديد للعلاقة بين الناس، إذ تعترف بقدسية كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته، وتدعو إلى الإنتماء للوطن والإلتزام بالخير العام. المواطنة هي التي تعتبر حقوق الإنسان كلها مقدسة، باعتبار الإنسان كاملا روحا وجسدا وفردا وجماعة، وخدمة الإنسان، كل إنسان وكل المجتمع والتضامن معه والدفاع عنه. المواطنة هي التي تعمل على تحرير الإنسان من كل تمييز عنصري وثقافي وديني وسياسي واجتماعي وجنسي وعرقي. كما أنها تسعى جاهدة من أجل المساواة الكاملة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والولاء للوطن وخدمته ومحبته. المواطنة تحررنا من الأنانية والإستغلال والوصولية والإنتهازية والفساد والتعصب والجهل، وتعزز الإنتماء والولاء والإخلاص لقيم المواطنة، وتناضل في سبيل إقامة الدولة المدنية الديموقراطية العربية المعاصرة،التي تحفظ حقوق الأفراد والأديان، وتحقق النهضة العربية الجديدة والمرجوة. واشار الى ان “العيش المشترك المسيحي الاسلامي هو التشارك والمشاركة فعل إرادي وعهد وميثاق وشرف والتزام بالمشاركة بين المكونات المختلفة واستيعاب قضاياها بالوعي. فالتنوع الإثني والثقافي والديني والطائفي والمذهبي والفكري والسياسي والإجتماعي يجب الإعتراف به، وحسن إدارة الإختلاف بالحوار الدائم، وإن العيش المشترك هو جزء أساسي من تاريخنا الحضاري وحياتنا اليومية. إنه موضوع اهتمامنا وتفكيرنا ورسالتنا. العيش المشترك هو صيغة إنسانية مسيحية إسلامية راقية لا يجوز التخلي عنها إطلاقا. إنها صيغة حضارية ديمقراطية توافقية تنتج غنى وليس تشنجا. إنها بحاجة إلى حوار دائم وحسن إدارة من أجل استيعاب التنوع القائم في المجتمع بهدف التفاعل والتكامل لأنها من جوهر حضارتنا وحياتنا. اما ألإرث الحضاري المشترك: إن إرثنا الحضاري هو مشترك وإننا ننهل من تراث حضاري واحد نتقاسمه. وقد أسهم كل منا في صياغته، انطلاقا من عبقريته الخاصة. إن قرابتنا الحضارية هي إرثنا التاريخي الذي نصر على المحافظة عليه وتطويره وتجذيره وتفعيله كي يكون أساس عيشنا المشترك وتعاوننا الأخوي. إن المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما أن المسلمين في الشرق، هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين. ومن هذا المنطلق، فنحن مسؤولون، بعضنا عن بعض، أمام الله والتاريخ “. وختم :” للمسيحيين دور في التقريب بين الشرق والغرب وبين المسيحية والإسلام، لأنها من جوهر رسالتهم : “وفي مجال التلاقي الاسلامي المسيحي، على الصعيد العالمي، يحدد المسيحيون موقفهم بكل وضوح. فهم مع العرب المسلمين أبناء أوفياء لاوطانهم وأبناء حضارة عربية”.