طراد بن سعيد العمري: ماذا فعل سماحة السيد حسن نصرالله/خلف أحمد الحبتور: المتواطئون مع حزب الله يستحقون وصمهم بالإرهابيين/ناصر العتيبي: حزب الشياطين وأتباعهم النهاية وشيكة

310

ماذا فعل سماحة السيد حسن نصرالله
طراد بن سعيد العمري/العرب/06 آذار/16
يقول مايكل هوارد، أستاذ التاريخ السياسي، “تتعاظم القوة لدى القائد حتى يصاب بالعمى، عند ذلك يصبح كل شيء مفاجئاً”. هذا ما حصل مع سماحة السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله. فقد ارتكب سماحة السيّد غلطة عمره وأساء بغلطته تلك لنفسه ومكانته وحزبه ومذهبه وأنصاره وحلفائه من الأفراد والدول، وأساء إلى لبنان دولة وحكومة وشعباً. تكررت أخطاء الحزب وأمينه العام نتيجة الشعور بالقوة حتى حدثت الغلطة الكبرى، وهناك فرق كبير بين الخطأ والغلط، كما يقول الحكماء. هذا الفرق يدركه سماحة السيد حسن تمام الإدراك ويعرفه حق المعرفة. كل سياسي أو قائد يملك في جعبته أو رصيده غلطة واحدة، أو طلقة واحدة، تكون هي القاضية، وهذا ما حدث لأمين عام حزب الله وسيد المقاومة. فقد أوصلت تلك الغلطة سماحة السيّد إلى نقطة اللاعودة، وفي ظننا أنه أصبح بعدها عبئاً على نفسه، وحزبه، والمذهب الشيعي في داخل لبنان وخارجه، وعلى الدولة اللبنانية بكل أطيافها وطوائفها، وعلى حليفته سوريا، وحتى على إيران الأب الروحي والسياسي لسماحة السيّد. يغبط الكل إجمالاً، ويحسد البعض تقريباً، سماحة السيد حسن نصرالله، على عدة سمات أهمها سمتان: (1) حسن القراءة وتقدير الموقف السياسي الداخلي والإقليمي والدولي؛ (2) حسن الخطابة والبيان والمنطق وحسن صياغة المفردات. لكن أمين عام حزب الله فشل مؤخراً في الأمرين: القراءة؛ والبيان، فكانت مواجهته مع الدولة الخطأ، والرموز الخطأ، والحدث الخطأ، والتوقيت الخطأ، والظروف الخطأ، والمرحلة الخطأ، فحدثت “الغلطة الكبرى”. اتخذ أمين عام المقاومة موقفاً معاديا للسعودية منذ حرب العام 2006، وكان ذلك رأيه وموقفه ورؤيته، بصرف النظر عن صواب أو خطأ ذلك الرّأي أو الموقف أو تلك الرؤية؛ كما صعّد سماحة السيد من لهجة خطابه ضد السعودية والخليج منذ قرار حزب الله الدخول كطرف رئيسي في الأزمة السورية لكن ذلك شأن لبناني بحت يتحمّل هو والحزب والدولة اللبنانية أجر ذلك القرار أو وزره، ثم تصاعدت لهجة الخطاب ونبرة الصوت المعادي للسعودية ورموزها والتشكيك في مبادئها وقيمها منذ بدء “عاصفة الحزم” في اليمن حتى وصل الأمر إلى الخطاب الأخير فكان القشة التي قصمت ظهر البعير.
غلطة الأمين باهظة
أوقفت السعودية الهبة التي سبق أن منحتها للجيش اللبناني والقوات الأمنية بعد موقف لبنان الدولة الخارج عن الإجماع العربي والإسلامي في استنكار وشجب الاعتداء الذي تم على السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد، وكان الإيقاف حقا أصيلا للسعودية كدولة مستقلة ذات سيادة بصرف النظر عن صواب أو خطأ المنح أو الإيقاف؛ منعت السعودية سفر مواطنيها الى لبنان، وطلبت من مواطنيها مغادرة لبنان كإجراء احترازي، وهذا أيضاً تقدير تختص به الحكومة السعودية للمحافظة على مواطنيها، بصرف النظر عن تأويل أو تهويل ذلك التقدير.
ما حدث هو سجال سياسي وقرارات حكومية سيادية، وفعل وردّ فعل يحدث دائماً بين الدول ومن صميم العلاقات الدولية. لكن سماحة السيّد حسن نصرالله أقحم نفسه وحزبه من منطلق شعور ذاتي بالقوة وتعاظمها، ففوجئ بالقرارات السعودية ورأى فيها استهدافاً له وللحزب وللمقاومة ولإيران، فانبرى للهجوم على السعودية ورموزها والتشكيك في مواقفها ومبادئها وقيمها، فاضطرت السعودية إلى فتح ملف الحزب، الذي أجّلت فتحه طويلاً، وقررت تصنيفه منظمة إرهابية أسوة بالمنظمات المماثلة.
يزعُم سماحة السيد كأمين عام لحزب الله أنه عندما يتصرف منفرداً في الشأن الداخلي أو الخارجي إنما يقوم بذلك إكراماً لحلفائه وأصدقائه وعدم إحراجهم. حسناً، قد يكون ذلك التصرف مقبولاً كنوع من السجال والممارسات السياسية الداخلية أو لعب ما يسمّى تبادل الأدوار في الشأن الداخلي، فيتصرف فرد أو حزب سياسي معيّن بمعزل عن حلفائه لرفع العتب أو المسؤولية عنهم. لكن ذلك ممنوع ومرفوض بالمطلق في الشأن الخارجي. فالعلاقات الدولية تقوم على علاقة بين دول تمثلها حكومات، ونجزم بأن سماحة السيّد حسن نصرالله يعي هذا الجانب جيداً. الأخطر من ذلك، أن حزب الله ليس حزبا سياسيا فقط، بل مؤسسة عسكرية تملك أسلحة فعّالة ذات تأثير على ميزان القوى في الداخل اللبناني وخارجه، ونظن أن الأمر اختلط على أمين عام حزب الله، في الفرق بين ممارسة الحزب والدولة، كما سبق أن اختلط على الساسة في إيران التفريق بين ممارسات الثورة والدولة، وهنا مكمن الخطر والخطورة.
يقبل المجتمع الدولي بالعديد من الكيانات والمكوّنات خارج إطار الدول في المجال السياسي والحقوقي والقانوني والبيئي والفنّي والتقني ويطلق عليها “اللاعبون من غير الدول”، مثل منظمات حقوق الإنسان، وأطباء بلا حدود، والسلام الأخضر وغيرها. لكن المجتمع الدولي لا يقبل بحال من الأحوال أيّ كيانات أو مكونات ذات صبغة عسكرية، فامتلاك السلاح وشنّ الحروب هو خاصية تملكها الدول بشكل حصري.
ولذا قام المجتمع الدولي بتصنيف عدد من الكيانات والمكونات ووصفها بـ”الإرهاب”، مثل الإخوان المسلمين، وحزب العمال الكردستاني، والقاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وبوكوحرام، وحتى حزب الله، وكثير من الأسماء التي تنتشر في العالم. ولذا فإن تصنيف السعودية ودول مجلس التعاون ومجلس وزراء الداخلية العرب حزب الله كمنظمة إرهابية، كان منسجماً، حتى لو أتى متأخراً، مع عرف بات من ممارسات المجتمع الدولي.
حاول سماحة السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير أن ينهى بعضا من أتباعه وشيعته الذين نزلوا إلى الشارع أو يتفاعلون مع وسائل التواصل الاجتماعي، أن يحذروا السباب والشتائم والتعرض للرموز لأن ذلك حرام وفيه إساءة للذات قبل الغير. حسناً سماحة السيّد، كيف تتماشى تلك النصيحة مع السب والشتائم والإساءة التي وجّهتها أنت للسعودية وحكامها؟
وهل تقبل أنت يا سماحة السيّد، أن يكيل أحد السب والشتائم والإساءة لسماحة المرشد الأعلى في إيران باعتباره رمزا تفاخر به، أو للإمام موسى الصدر، أو أيّ من رموز المقاومة الذين ما فتئت تحيي ذكراهم، أو هل يقبل أتباعك أو محبوك أن تتم الإساءة لك؟ الجواب معروف، فلكل دولة وشعب وأمة، يا سماحة السيّد، رموزها الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية ولن يقبل ذلك الشعب الفصل بينه وبين رموزه أو الإساءة لهم. المثير، أن السيّد حسن ذهب إلى أبعد من ذلك، فأعلن توقه وغبطته لمواجهة السعودية والهجوم عليها أكثر من مواجهة العدو الصهيوني. لكن شاعرنا العربي يقول:
كان بإمكان السيد حسن نصرالله، أن يكون جسر السلام والتفاهم والإخاء بين العرب وتحديدا بين السعودية وإيران في الأزمة السياسية الأخيرة، وتقريب وجهات النظر وجمع الحكماء في الدولتين
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدمِ.
يشكل آل سعود، يا سماحة السيّد، في السعودية رمزاً من رموز الدولة والمجتمع على حدّ سواء، كما يشهد لهم التاريخ المعاصر أنهم من رموز العالم العربي والإسلامي والدولي بصرف النظر عن الحبّ والكراهية لهم كحكّام أو للمجتمع الخليجي بشكل عام، من بعض الشعوب العربية الأخرى التي عملت الأنظمة الثورية والقومجيون العرب خلال عقدي الخمسينات والستينات الميلادية في الحواضر العربية: بغداد ودمشق والقاهرة، على تشويه صورة عرب الخليج (الأعراب) وحكّامهم، فنشأت حالة شوهاء يمكن توصيفها بعلاقة “الحب/الكره”، واستمرت تلك العلاقة المتضادة والمنفصمة في أذهان وعقول قادة تلك المجتمعات حتى يومنا هذا، وقد تختفي تارة وتظهر للعلن تارة أخرى، لكنها واضحة جليّة في أحاديث الغرف المغلقة. الحب والكراهية، يا سماحة السيّد، هي مشاعر عاطفية لا يجب أن تؤثر على الأمانة والإنصاف والعدل. يقول الحق سبحانه وتعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ، وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا، اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ” (الآية 8، سورة المائدة).
يمثل سماحة السيّد حسن نصرالله، شخصية سياسية كارزماتية، وخطيبا مفوّها، ووجها مشرقا للنضال لحقبة من تاريخ لبنان والعالم العربي المعاصر.
كما أنه قائد لحزب ينضوي تحته مئات الآلاف من إخواننا وأحبّائنا من الطائفة الشيعية في لبنان الذين يهيمون في سماحة السيّد حباً واحتراماً وولاء كرمز نضالي. كما يرى فيه الملايين من الشيعة في الوطن العربي رمزية قد تعوّضهم نفسياً، على الأقل، في كثير من جوانب مظلوميتهم التي لطالما جاهروا بها.
وكان حرياً بسماحة السيّد، أن يكون صاحب موقف إيجابي لحزبه وأتباعه وللبنان والعرب وإيران أيضاً. كان بإمكان السيّد حسن نصرالله، أن يكون جسر السلام والتفاهم والإخاء بين العرب والسعودية تحديداً وبين إيران في الأزمة السياسية الأخيرة، وبدلاً من اتخاذ موقف صدامي مع السعودية حميّة لإيران، أن يكون رسول سلام لتقريب وجهات النظر وجمع الحكماء في الدولتين على طاولة واحدة. فالسعودية وإيران بحاجة ماسة للتهدئة والسلام والوئام، وفي ظنّنا أن مثل هذا العمل لو تم من السيّد حسن نصرالله، لأصبح أمين حزب الله، ليس سيّد المقاومة فحسب، بل وسيّد الإخاء والسلام. لكنه ضنّ بذلك على أمته، يقول الشاعر:
ومن يك ذَا فضل فيبخل بفضله
على قومه يُستغن عنه ويُذمم.
تضطلع السعودية اليوم بأكبر وأعظم وأخطر مسؤولية في تاريخها، فهي الدولة العربية الوحيدة المتبقية في النظام العربي، بعد خروج العراق وسوريا ومصر ولو بشكل مؤقت، في وقت تتكالب فيه قوى إقليمية، إيران وتركيا وإسرائيل، على جرّ دول عربية أو جزء منها إلى دائرة نفوذها، ومرحلة تتنافس فيه قوى عظمى، روسيا وأميركا، على اختطاف المنطقة وإعادة تقسيمها وتجزئتها. فهل من المنطق الإستراتيجي أن يقوم سماحة السيّد حسن نصرالله في هذه الفترة بخلق أعداء، أو يكون المقوّض أو العدوّ من الداخل اللبناني والعربي ضد الجهود والمهمة السعودية، فيحرج لبنان وشعبها وتياراتها وطوائفها؟
ألم يطالب أمين عام حزب الله بالحياد الإيجابي إبّان حرب 2006، على مبدأ “قل خيراً أو اصمت”؟ ألم يقرأ سماحة السيّد حسن نصرالله التوجيه الإلهي في التنزيل الحكيم: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” (الآيتان 2 و3 سورة الصف)، ألم يسمع أمين عام حزب الله ببيت الشعر العربي: لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم؟
كنّا قبل أيام في حوار مع الأستاد إبراهيم بيرم، والأستاذ شارل جبور، في ضيافة الإعلامية المتميزة فدى بسيل على قناة العربي الفضائية نناقش حزب الله وتصنيفه منظمة إرهابية وانعكاسات ذلك على لبنان الدولة والمجتمع. قلنا حينها ونكرر، إن لبنان قويّ بحضارته وعقول رجاله الشرفاء المخلصين، الذين لديهم من مخزون الابتكار والإبداع ما يمكّنهم من صياغة أسس جديدة لسياسة جديدة تقوّي مفهوم الدولة والمؤسسات والمجتمع. فبعض الأسماء والأفرقاء الذين يحسبون أنفسهم على السعودية والخليج فشلوا في إدراك حساسية المرحلة وباتوا جزءاً من المشكلة ويتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية في اختلال التوازن الداخلي، بل نقول إن صلاحيتهم قد انتهت، ومن صالح لبنان الدولة والشعب أن يغيّروا كل تلك الأسماء بربيع عربي سلمي أو بعصف ذهني رفيع يرفض الأفراد والأسماء ويبقي على الدولة والمؤسسات.
أخيراً، ارتكب سماحة السيّد حسن نصرالله العديد من الأخطاء نتيجة شعوره بتنامي القوة فأصيب قلبه ورشده بالعمى، يقول الحق سبحانه وتعالى: “… فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلكن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”. (الآية 46، سورة الحج)، ومع العمى ارتكب أمين عام حزب الله “الغلطة الكبرى” فجاءت كل ردود الأفعال مفاجئة، عندها فَقَدَ سماحة السيّد قدرته على قراءة الأحداث وتقدير الموقف والإحساس بالمرحلة ودقتها وحساسيتها وانعكاساتها ومآلاتها.
ولذا فقد بريقه، وذاته، وسيفقد أنصاره ومحبيه وحلفاءه شيئاً فشيئاً، لأنه أضحى عبئاً ثقيلاً في رحلة ومسيرة دولية سياسية تحكمها المصالح، ولن تتوقف تلك المسيرة عند سماحة السيّد، أو حزب الله، أو لبنان، فالرحلة أكبر وأعقد وأعمق من ذلك كله. يقول شاعرنا العربي:
ومن لم يصانع في أمور كثيرةٍ
يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسمِ.
ختاماً، آلِ سعود رمز من رموز الدولة السعودية التي وجدت في العام 1932 لتبقى، بالرغم من حملات التشكيك التي لم تتوقف منذ الخمسينات والستينات حتى اليوم. أما سماحة السيّد حسن نصرالله، فيعلم قبل غيره أن الدول تبقى لكن الأفراد والأحزاب تكفيهم غلطة واحدة لتؤدي بهم إلى الزوال. يقول شاعرنا العربي:

المتواطئون مع «حزب الله» يستحقون وصمهم بالإرهابيين
خلف أحمد الحبتور/السياسة/06 آذار/16
كل تنظيم مسلّح يحتجز البلاد رهينةً بالوكالة عن دولة أجنبية هو ميليشيا إرهابية خائنة وليس مقاومة، وبالتالي ليس حزباً سياسياً مشروعاً كما يزعم «حزب الله» على الدوام. فمخالبه التي تمتدّ من طهران، جعلت لبنان دولة فاشلة، مما يشكّل تهديداً على المنطقة. مع تضاؤل الآمال بأن يستعيد اللبنانيون الشرفاء السيطرة على بلادهم، وصلت الدول الأعضاء في «مجلس التعاون» الخليجي الى هذه الحقيقة المؤسفة عبر إصدارها إعلاناً رسمياً اعتبرت فيه «حزب الله» منظمة إرهابية بـ»كافة قادته وفصائله والمنظمات التابعة له والمنبثقة عنه» بسبب «الأعمال العدائية» في سورية واليمن والعراق، بما في ذلك التحريض على الفتنة، وتهريب السلاح، وتجنيد الإرهابيين. دعمت غالبية الدول العربية هذه الخطوة، إلا أنه ليس مفاجئاً أن سورية والعراق عارضتاه فكلتاهما تخضع، مثل لبنان، للهيمنة الإيرانية. لكن المستغرَب هو رفض الرئيس التونسي تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، وكذلك موقف النأي بالنفس الذي تبنّته الجزائر. لقد أعلنت السعودية ان من العبث الاستمرار في حكاية التضامن العربي لأنه لا وجود له. تأتي هذه الخطوة في أعقاب القرار الذي اتّخذته المملكة العربية السعودية بتجميد مساعدات عسكرية-أمنية بقيمة أربعة مليارات دولار أميركي كانت مقرّرة إلى الحكومة اللبنانية، وكذلك بعد التحذير الذي وجّهته حكومات «مجلس التعاون» الخليجي إلى رعاياها بعدم السفر إلى لبنان حفاظاً على أمنهم وسلامتهم. في الوقت نفسه، تتخذ دول الخليج إجراءات مشدّدة بحق مموّلي «حزب الله» والمتعاطفين معه داخل أراضيها. إنها تدابير طال انتظارها! المفارقة هي أن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق سارع إلى رفض تصنيف «مجلس التعاون» الخليجي لـ»حزب الله» في خانة التنظيمات الإرهابية خلال مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي عُقِد أخيراً في تونس، لكنه كان قد أعلن الشهر الفائت، عبر قناة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، أن خلايا إرهابية تتدرّب في لبنان تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.
واقع الحال هو أن أعضاء تلك الخلايا تدرّبوا على أيدي الإيرانيين بالاشتراك مع «حزب الله»، وفق المعلومات الاستخبارية التي تمكّنّا من الحصول عليها من جواسيس الحزب والمحرّضين التابعين له الذين جرى توقيفهم في الإمارات والسعودية. فهل يُعقَل أن وزير الداخلية لا يعرف ذلك! إما أنه يفتقر بشدّة إلى القدرات اللازمة لجمع الاستخبارات وإما، وهذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً، يخشى أن يقول ما هو معلوم من جميع السياسيين اللبنانيين. يخشون جميعهم أن يُضافوا إلى قائمة الأشخاص المستهدَفين من «حزب الله» في عمليات اغتيال. لا تزال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أنشئت للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ومحاكمة المتورطين، تنتظر «حزب الله» كي يسلّمها أربعة من عناصره المتّهمين بالضلوع في الاغتيال من أجل محاكمتهم. كشف المشنوق أيضاً أنه اعتباراً من العام 2015، تم زرع خلايا نائمة وأخرى ناشطة تابعة للحرس الثوري في كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين وكينيا ونيجيريا وقبرص وبلغاريا. الآن بعدما كُتِب بالخط العريض أن «حزب الله» تنظيم إرهابي، من الحكمة أن يعمد قادة دول «مجلس التعاون» الخليجي إلى التركيز على المتواطئين معه، ومن يسترضونه على الساحة السياسية في لبنان. فعلى سبيل المثال، ندّد المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، سليمان فرنجية، المعروف بولائه للنظام السوري، بشدّة بإدراج «حزب الله» على قائمة الإرهاب، وكتب مغرّداً على «تويتر»: «حزب الله حركة مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب». في رأيه، العرب الأباة هم أولئك الذين يتشاركون العقيدة الإيرانية والذين تنكّروا لجذورهم العربية عبر الارتهان للملالي الفرس. في هذه الحالة، ألا يجب تصنيف فرنجية في خانة داعمي الإرهاب؟ ألا يجب أيضاً أن يُعتبَر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الذي يتزعّم حركة «أمل» المتحالفة مع «حزب الله»، متواطئاً؟ سارع المكتب السياسي في حركة «أمل» إلى الدفاع عن «حزب الله» عبر إصدار بيان شنّ فيه هجوماً عنيفاً على الإعلان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي مشدّداً على «مؤهلات» الحزب كحركة مقاومة، في حين أن كل ما يفعله حالياً هو مقاومة انهيار النظام السوري الهمجي، وذلك بناءً على أوامر مباشرة من طهران. في نظري، تستحق حركة «أمل» المصير نفسه مثل «حزب الله» – على مجلس التعاون الخليجي أن يدرجها هي أيضاً على قائمة الإرهاب.
التيار الوطني الحر ومؤسسه العماد ميشال عون الذي هو مرشّح «حزب الله» لملء الفراغ الرئاسي المستمر منذ نحو عامَين، لديه أيضاً ولاءات مشبوهة. قبل عشرة أعوام، وقّع عون، وهو شخصية مارونية، مذكرة تفاهم سياسية مع عميل إيران في لبنان، بعد عودته من المنفى حيث أمضى 15 عاماً.
وقد اعتبر عون أن الهدف من الشراكة الجديدة مع «حزب الله» هو بناء ديمقراطية لبنانية توافقية على أساس الشفافية والعدالة والمساواة، وهو يعي تماماً أن الحزب يسعى إلى تحويل لبنان إلى حكم ولاية الفقيه. وقد أعمى عيناه، منذ ذلك الوقت، عن جرائم «حزب الله».
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي وصف «حزب الله» قبل بضعة أسابيع بأنه جزء من منظومة إيرانية في لبنان، رفض أيضاً تصنيف الحزب تنظيماً إرهابياً. جنبلاط من أشدّ المنتقدين لتورّط «حزب الله» في سورية، وقد حذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله من التداعيات السلبية التي يمكن أن يتكبّدها المغتربون اللبنانيون في دول الخليج بسبب خطبه المعادية للسعودية. لكن عندما حان وقت الحسم، رفض دعم قرار «مجلس التعاون» الخليجي. خيبة الأمل الحقيقية كانت من سعد الحريري، زعيم فريق «14 آذار» ورئيس «تيار المستقبل»، الذي كان موضع الثقة الأكبر من «مجلس التعاون» الخليجي بين الساسة اللبنانيين. كنا نعتقد أنه أسدٌ قادر على استعادة السيطرة على وطنه الأم. لقد كان ثابتاً في خطابه المناهض لإيران و»حزب الله» طوال فترة وجوده في المنفى الطوعي.
في ذكرى اغتيال والده في 14 فبراير، قال الحريري أمام أنصاره: «إن لبنان لن يتحوّل، في أي ظرف من الظروف، ولاية إيرانية». بيد أن سلوكه الأخير يتعارض مع تعهّده هذا. وقبل بضعة أسابيع، قال في تصريح صادم إنه مستعد لتشارك السلطة مع «حزب الله» قبل أن يلقي بثقله خلف ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة. لدى سؤاله ما الذي يدفعه إلى التعاون مع تنظيم يُعتبَر مسؤولاً عن اغتيال والده، أجاب أنه ملتزم بالمبدأ القائل: «المتهم بريء حتى تثبت إدانته». على النقيض من معظم السياسيين الآخرين، استهجن الحريري عدم وقوف لبنان إلى جانب السعودية في الجامعة العربية في قضية إحراق مقار البعثات الديبلوماسية السعودية في إيران. ولدى سؤاله لماذا يدعم الآن ترشيح فرنجية، قال إنه يدعم مرشحاً من فريق «8 آذار» بهدف ملء الفراغ. وقد قال في هذا الصدد: «بالنسبة إلي، وجود رئيس ربما لدي بعض المشكلات معه أفضل من الفراغ التام في موقع الرئاسة». بعبارة أخرى، قدّم الحريري لبنان إلى الفريق الآخر على طبق من فضة. وجود رئيس متواطئ مع «حزب الله» إيران سورية ليس أبداً أفضل من الفراغ في موقع الرئاسة! السؤال المطروح هو: هل سيواصل الحريري التفاوض مع «حزب الله» أم ينسحب بعد تصنيف الحزب في خانة المنظمات الإرهابية؟
إذا لم تقبل الحكومة اللبنانية بالقرار الصادر عن «مجلس التعاون» الخليجي وتشرع في إصدار مذكّرات توقيف بحق قادة «حزب الله» ومموّليه، يجب تصنيفها في خانة المحرّضين على الإرهاب. أدرك أنها غير قادرة على تنفيذ قرار التوقيف، لكن على الأقل سوف يتوضّح موقفها. على قادة دول «مجلس التعاون» الخليجي والدول الحليفة أن يعتبروا أن الحكومات والأشخاص الذين يعارضون تصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً هم شركاؤه في الإرهاب. لا مجال للعب على الحبلَين أو الوقوف على الحياد. الجيش اللبناني مطلوبٌ منه أيضاً توضيح موقفه. إما أنه يقف ضد التنظيم الإرهابي، وفي هذه الحالة، عليه إصدار بيان علني بهذا الخصوص، وإما أن يعلن تحالفه مع «حزب الله»، وفي هذه الحالة يجب أن يواجه الوصمة نفسها. ينبغي على قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، وكبار جنرالاته أن يؤكّدوا ولاءهم للدولة وتفضيلها على الميليشيا، وأن يكونوا لمرة واحدة على قدر المهمة الملقاة على عاتقهم بحماية البلاد من السقوط. وإلا ليس لنا سوى الاستنتاج أن الجيش يخدم أهداف «حزب الله»، وفي هذه الحالة، يجب اعتبار القادة العسكريين بأنهم متواطئون مع الإرهاب. والجيش الذي يثبت تورّطه مع العملاء الذين يدينون بالولاء لدولة أجنبية، يجب حلّه. إنها لحظة مصيرية لصنّاع القرار السياسي والعسكري في لبنان الذين يقفون عند مفترق طرق أساسي. هل أنتم معنا أم ضدّنا؟ هل تقفون إلى جانب السعودية والدول الحليفة أم إلى جانب «حزب الله» وإيران؟ ينبغي على «مجلس التعاون» الخليجي أن يطرح هذه الأسئلة ويطالب بأجوبة عنها قبل أن يبني على الشيء مقتضاه. المسار الذي سيسلكه لبنان سوف يقرّر مصيره، ليس في المستقبل المنظور فقط إنما لأجيال وأجيال قادمة.

حزب الشياطين… وأتباعهم النهاية وشيكة
ناصر العتيبي/السياسة/06 آذار/16
الأيام آتية، تحمل معها مفاجآت إن لم تكن مرعبة فستكون مدمرة، وخصوصا على شياطين الارض في لبنان بما يسمى «حزب الله» جورا ومن وراءهم في قم وطهران. لقد فوجئ ملالي طهران وقم بصفقات قوية لم تكن في حسباتهم وذلك من خلال عاصفة الحزم وسيتبعها عواصف اشد ألما وقوة، تلك العاصفة التي قادتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها من الاشراف، حيث بترت الايدي الخبيثة في اليمن والتي تتمثل بالخونة المجرمين الحوثيين وتابعهم الشاويش علي عبدالله صالح برعاية ايران الظلام وحزب الله العار وها هي الصفعة الثانية والتي ستتبعها صفعات حتى تفيء الى امر الله تلك الفئات الضالة، فقد وجهت الدول العربية لكمة قوية للحزب الارهابي في لبنان واعتبرته ارهابيا من الدرجة الاولى، بزعامة الارهابي حسن نصر الله واسياده من عصابات طهران فقد تمادت تلك الشراذم في غيها حتى وصلت حد الغرور معتقدة بان لن يكون لها رادع بعدما عبثت في العراق وسورية والبحرين والكويت والسعودية وجاء اليوم الذي ستقف فيه تلك المجموعات الاجرامية عند حدودها وتنكشف مؤامراتهم على الامة العربية والاسلامية وسيعرف الموالون لهم بانهم كانوا مضللين بشعارات المقاومة الكاذبة وستكشف الايام عمالتهم وخياناتهم ومخططاتهم الخبيثة بالتعاون مع القاعدة والدواعش ونظام طهران وغيرهم من المجرمين في منطقتنا وكيف استغل هؤلاء السفلة الدين الاسلامي للوصول الى مبتغاهم الدنيء وللاسف قد صدقهم الناس الجاهلون في عمق الامور في لبنان وسورية والعراق والخونة في البحرين ممن يحملون جنسيتها، وبفضل من الله تعالى فقد بدأ يتكشف للعالم زيف هؤلاء وسمسرتهم بالاديان والاوطان ولهذا فقد اعتمدت دول الخليج العربي وبتضامن حقيقي مع الدول العربية والاسلامية المبدأ الجماعي لمحاربة الارهاب المنظم والذي ترعاه دول وهي سياسية صاعدة ستفرز الامن الجماعي للعرب والمسلمين بل ولدول العالم كافة. فلن نسمح بعد اليوم للفرس واتباعهم والمرتزقة التدخل في شؤون الدول الداخلية بأية صورة من الصور ولن نقبل باي فكر خارجي ارهابي او خطابات سياسية كريهة.
لقد تجاوزنا مراحل كثيرة في غاية الخطورة والحساسية بفضل ايماننا القوي بالله وبحكمة ورصانة قياداتنا الخليجية وصبرنا وصبروا «انما للصبر حدود».
شجاعة الرجال يطبقها على الواقع خادم الحرمين الشريفين بطل الحق والحزم باتخاذ القرارات الموحدة مع اخوانه قادة الخليج العربي بتطوير الستراتيجيات والعمل على تأمين المنطقة وتحصينها ضد مخاطر الاجندات الخارجية الحثيثة.
وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح حفظه الله يرى ان القرار العربي وضع حزب الشيطان على القائمة الارهابية، نود ان تذكر بان هناك منازل قد تم منحها لأناس يحملون الجنسية الكويتية بينما ولاؤهم الحقيقي لحزب الله وايران وذلك من خلال وضع صور وشعارات «حزب الله» وزعيمه حسن نصر الله في كل دور من تلك المنازل فكما فعلتم مع الاسلحة افعلوا الشيء نفسه مع من علق صورا وشعارات المجرمين من حزب الله وايران فالمنازل منازلنا والارض ارضنا والقروض قروضنا… كوجا مرحبا بهم.
تحية اجلال واكبار للمواطن الكويتي الشهم الدكتور علي عباس النقي وكذلك الدكتور كاظم ابل على حسهما الوطني واخلاصهما لبلدهما امام جوقة المرتزقة. «واقتلوا قاتل الكلب»