الياس بجاني: الرئيس الحريري والدكتور جعجع للأسف استسلما لإرهاب حزب الله وتخليا عن ثورة الأرز/خلف أحمد الحبتور: أيها اللبنانيون…لا تستسلموا

534

الرئيس الحريري والدكتور جعجع للأسف استسلما لإرهاب حزب الله وتخليا عن ثورة الأرز
الياس بجاني/18 شباط/16
في الواقع مهما حاول كل من الدكتور جعجع والرئيس الحريري ومعهما كل من يعمل في حزبيهما تبرير فعلتهما الشنيعة بالخضوع لمبدأ مغلوط يقول أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون من 08 آذار، فإن ما أقدما عليه من تنازلات لا يمكن فهمه أو تفسيره بغير الإستسلام الكلي لإرهاب حزب الله والخضوع لإرادته والتنازل الطوعي عن كل مبادئ وقيم وتضحيات شهداء ثورة الأرز. الحرية لا تعني الإستسلام للشر والأشرار والمقاومة لا تعني القبول بمبدأ الإستسلام .
في أسفل مقالة لكاتب من الإمارات هو خلف أحمد الحبتور ينادينا نحن أبناء شعب لبنان العظيم أن لا نستسلم …وهذا ما يجب أن يقوم به كل حر من أهلنا وفي مقدمهم الدكتور جعجع والرئيس الحريري المطلوب منهما اليوم وليس غداً العودة عن ترشيع عون وفرنجية والإعتذار من لبنان واللبنانيين والشهداء وتأدية الكفارات عن فعلتهما الشنيعة.

أيها اللبنانيون…لا تستسلموا
خلف أحمد الحبتور/السياسة/18 شباط/16

لقد أشاح المجتمع الدولي عينيه عن السيطرة الإيرانية على لبنان. ولم تلقَ المناشدات لمساعدة هذا البلد العربي من أجل التخلص من ميليشيا مسلّحة خاضعة للأوامر الإيرانية، آذاناً صاغية، لأن القوى العالمية تعتبر أن هذا البلد المتوسطي الصغير لا يتمتع بقدر كافٍ من الأهمية الستراتيجية بما يستدعي تدخلاً عسكرياً. وما يزيد الطين بلة أن «حزب الله» وإيران، الراعية الأكبر للإرهاب في العالم، شُطِبا من قائمة التهديد الاميركية. والآن فيما تتودّد الولايات المتحدة وأوروبا إلى إيران على حساب العالم العربي السنّي وميزان القوى في المنطقة، ليس مستغرباً أن يختار بعض القادة في قوى «14 آذار» المصالحة مع «حزب الله» من أجل وضع حد للجمود. لقد اصطدمت المفاوضات المستمرة منذ 19 شهراً من أجل انتخاب رئيس جديد، بحائط مسدود لأن «حزب الله» لا يقبل بأي مرشح غير متعاطف مع أجندته. الشهر الماضي، خاب ظنّي عندما رأيت رئيس الهيئة التنفيذية في حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الذي لطالما كان عدواً لـ«حزب الله»، يستسلم عبر دعم ترشيح ميشال عون، حليف «حزب الله» والجزّار السوري بشار الأسد، لرئاسة الجمهورية، في حين يدعم رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري ترشيح سليمان فرنجية الموالي أيضاً للأسد.

لقد ارتكبا خطأ! اليوم الذي يختار فيه اللبنانيون العبودية ويفقدون إرادتهم باستعادة السيطرة على بلادهم سيكون اليوم الذي يُغرَز فيه سكّين في قلوب كل من يحبون لبنان، وأنا منهم. لا أريد أن أكون مجحفاً في الحكم عليهما. فجعجع والحريري يحبّان وطنهما، وأكثر ما يريدانه هو رؤيته حراً وأبياً، لكن في غياب المساعدة الفعلية والملموسة، يبدوان أشبه بمن يقارع طواحين الهواء. وصل الحريري اخيرا إلى لبنان بعد طول غياب، حيث شارك في تجمّع في ذكرى اغتيال والده. وقد قال مخاطباً الحشود: «لن نسمح لأحد بجر لبنان إلى خانة العداء للسعودية ولأشقائه العرب». أضاف: «لن يكون لبنان تحت أي ظرف من الظروف ولاية إيرانية. نحن عرب، وعرباً سنبقى». قبل عام، كانت هذه الكلمات القوية الوقع لتُعتبَر مجرد خطاب ملهِم من دون أي جوهر حقيقي. لكن الوضع مختلف الآن.

لقد تمت السيطرة على لبنان بالقوة، ووحدها القوة كفيلة بتحطيم النير الإيراني. إلى جانب «حزب الله»، القوة الأخرى الوحيدة هي الجيش اللبناني، لكن لسوء الحظ، لقد جرى اختراقه وهو ليس قادراً على النهوض بالمهمة. إلا أن الوضع لم يعد ميؤوساً منه على ضوء الصحوة العربية في وجه المخاطر التي تهدّد وجودنا.

أوجّه الرسالة الآتية إلى اللبنانيين الأخيار الذين يمقتون أن يُعامَلوا كأزلام خاضعين لإيران: لا تستسلموا. تحلّوا بالتفاؤل وكونوا أقوياء على الدوام. تأهّب، أيها الشعب اللبناني العظيم، المتمسّك بجذوره وثقافته العربية، والذي كان في ما مضى منارة لنا جميعاً، تأهّب إذاً لاستعادة السيطرة على بلادك! يجب أن يكون أبناء شمال لبنان الذين أثبتوا جدارتهم وأظهروا شجاعة كبيرة، مصدر إلهام لجميع الباقين. وأنتم، يا أهل بيروت، عليكم أن تقفوا في وجه الأزلام المأجورين لدى إيران والجبناء الذين نصّبوا أنفسهم قادة، والذي تخلّوا عن مبادئهم من أجل الجلوس على الكرسي وما يرافقه من ترف وبهرجة.

يلوح واقع جديد في الأفق. لقد تنبّهت الدول العربية ذات الأغلبية السنّية، وعلى رأسها السعودية، إلى الخطر الذي تمثّله إيران للمنطقة، وبدأت تتسلّم زمام المبادرة بنفسها، كما شهدنا في البحرين التي أعيد الاستقرار إليها بفضل التدخل السعودي- الإماراتي، وفي اليمن حيث شُنَّت عملية «عاصفة الحزم» لتطهير الأراضي العربية من الخونة والإرهابيين الموالين لإيران. الحرية في متناول يدَيك، وعندما تطرق بابك، كن مستعداً لاستقبالها والتمسّك بها.

تؤدّي المملكة العربية السعودية دورها القيادي المستحَق – بدعم من دول الخليج وتركيا ومصر وعدد كبير من الدول الأخرى – ليس فقط كمدافعة عن العقيدة الدينية إنما أيضاً عن البلدان الشقيقة. أنا ممتنٌّ للملك سلمان بن عبد العزيز على شجاعته وحسن هدايته، وأودّ أن أوجه التحية الى العاهل السعودي الذي منحنا ما يحملنا على رفع رؤوسنا عالياً من جديد – وأعتزّ كثيراً بأن بلادي، الإمارات العربية المتحدة، تقف إلى جانب المملكة العربية السعودية يداً واحدة وقلباً واحداً. الرياض التي تفرض وجودها بحزم أخيراً باتت تمسك بزمام القرار. ربما تخلّت إدارة أوباما عن مطالبتها برحيل الأسد، وذلك تحت تأثير الضغوط من موسكو، لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مصرّ على موقفه بأنه في حال فشلت محادثات السلام، يجب إزاحة الأسد «بالقوة». مجدداً، ربما اعتُبِر هذا الكلام مجرد تفكير بالتمني قبل بضعة أشهر، لكن الآن تبدو العزيمة السعودية واضحة مثل عين الشمس، مع التقارير عن إرسال المملكة قوات وطائرات حربية إلى قاعدة إنجرليك الجويّة التركية استعداداً لتنفيذ اجتياح بري قد يشارك فيه 150000 جندي. سوف تُشفى سورية من السرطانات المتعددة التي تعاني منها جرّاء جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، والفظائع الإرهابية، وممارسات المتطفلين المسلّحين الإيرانيين، كي يتمكّن ملايين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم للعيش بسلام. أنا من أشدّ المؤمنين بأنه ينبغي على اللبنانيين أن يستعدّوا لمستقبل أفضل، بعيداً من التأثير الإيراني. سوف تُحطَّم القيود التي تجرّ لبنان نحو القعر. وسوف يتم، عاجلاً وليس آجلاً، التحرر من نير «حزب الله» أو أي قوة احتلال أو قوة ترهيبية أخرى داخلية أو خارجية. تذكروا كلامي جيداً، سنرى قريباً أولئك الذين يُقال لهم زعماء في لبنان يغادرون البلاد هرباً من غضب الشعب لأنهم يبيعونه إلى قوة أجنبية طامعة. ويحدوني الأمل بأن أرى لبنان المتحرر من قبضة «حزب الله»، ينعم بالازدهار كما في الستينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي عندما كان مستقلاً بكل ما للكلمة من معنى. أتوق إلى اليوم الذي ستتجلّى فيه الهوية اللبنانية الحقيقية التي سرقتها قوى خارجية، وذلك في مناخٍ من حرية التعبير. أرغب في أن أسير في شارع الحمرا وأنا أتنعّم بأجواء البهجة والمرح التي كانت تسود سابقاً في لبنان، من دون أن يكون هناك حاجة بعد الآن إلى المخبرين، قبل أن أتوجّه نحو دمشق لزيارة مرقد صلاح الدين الأيوبي، ومن ثم إلى حمص للصلاة عند ضريح خالد بن الوليد – وكلاهما من المحاربين الأكثر شجاعة في التاريخ العربي. هذا ليس حلماً مستحيلاً، بل سيتحوّل واقعاً في وقت قريب، شرط أن يحسن اللبنانيون الاختيار بين الخضوع لعصابة من الدمى الذين تحرّكهم إيران أو فرصة استعادة إرثهم العريق بمساعدة الدول الصديقة لهم.