زهير قصيباتي: سايكس – بوتين السوري/رندة تقي الدين: اجتماع الدوحة: اختبار لنوايا روسيا/غسان الإمام: لماذا تساير أوروبا وأميركا روسيا في سوريا!

243

سايكس – بوتين السوري
زهير قصيباتي/الحياة/17 شباط/16

كسب الأتراك تعاطف المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في مطالبتهم بمنطقة حظر جوي شمال سورية، تلبي مصالح الجانبين في وقف طوفان النازحين واللاجئين إلى أوروبا، عبر البوابة التركية وغيرها. لكنّ أنقرة لن تكسب بالتأكيد قبولاً أميركياً غربياً لدعوتها إلى عملية برية في سورية، تراها مخرجاً وحيداً لوقف الحرب.
كسبت تركيا مزيداً من العداء الروسي وشماتة دمشق وطهران وحلفائهما، خصوصاً مع تقدُّم قوات حماية الشعب الكردية باتجاه الحدود السورية- التركية وخرق الخطوط الحمر التي تتشبث بها أنقرة. أما موسكو فكان ولا يزال سهلاً عليها أن تراكم الكثير في سجل الارتياب بأهدافها الخفية وراء تعويم نظام الرئيس بشار الأسد، وقلب ميزان القوى على الأرض، لشطب كل التضحيات التي قدّمتها المعارضة المسلّحة، على مدى خمس سنوات من الحرب. وإذا كان السؤال الذي يستهوي كثيرين طرحه، خصوصاً لدى حلفاء النظام السوري، هو متى تنطلق شرارة المواجهة العسكرية بين أنقرة وموسكو، فالمواجهة بدأت وتستمر بالوكالة.
يتراشق الكرملين والأتراك بـ «الاستفزاز» و «العدوانية»، تحذّر موسكو من حرب عالمية إذا بدأ تدخُّل عسكري بري تحت غطاء التحالف الدولي… تحذّر أنقرة من اللعب بالخطوط الحمر التي رسمتها في شمال سورية، وتتوعّد بثمن باهظ لسقوط أعزاز. ولكن، هل تقوى تركيا على خوض حرب مباشرة مع الدب الروسي الذي يسرح ويمرح في الفضاء السوري، ويمحو بالغارات مواقع المعارضة السورية المسلّحة، بذريعة مطاردة الإرهابيين و «داعش»؟ الأرجح أن لا تركيا جاهزة لحرب مع الروس لا تعرف كيف تنتهي، في ظل هواجس إزاء تشجيع الطموحات الكردية في سورية، ولا واشنطن رأس حربة الحلف الأطلسي تتقبّل تعبئة الحلف لحرب شاملة مع الخصم العنيد الذي بات يتحكّم بمسار الحرب السورية، مصراً على الدفاع عن «شرعية» الأسد. ما لا تقر به تركيا علناً، هو مخاوف من الأهداف الخفية للروس التي قد تتجاوز سورية، في ظل محاولات لفرض خرائط ووقائع جديدة في المنطقة. يفاقم ارتياب الأتراك خيبة أمل كبرى من الموقف الأميركي الذي انحاز إلى الأكراد، رغم كل الأثمان التي دفعتها أنقرة لاحتواء موجات النزوح عبر الحدود، والقلق الأمني من الاختراقات الاستخباراتية الروسية والسورية. ولدى الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، تتراكم سُحُب الشكوك من النيات والأهداف الأميركية التي سلّمت قيصر الكرملين كل الأوراق السورية، ونامت على حرير نزع الأنياب الكيماوية السورية، لتطمئن إسرائيل إلى أمنها، لعشرات السنين… وتمرر واشنطن الاتفاق النووي مع إيران. إسرائيل التي لم يعد هناك ما يخيفها بين جبهات الحروب المتنقّلة على الأراضي السورية، «نفضت» يديها من وحدة البلد، ولن يقلقها حتماً لو استمر التطاحن بين ما تصفه بـ «جيوب طائفية»، ستنهض على أنقاض الدولة. ولكن، قبل تقصّي المشاريع الصامتة في المذابح الصاخبة، قد يجدر ما بعد ميونيخ، البحث في ما إذا كان النظام السوري بدأ التململ من «الرعاية» الروسية المُطبِقة عليه، والرهان مجدداً على «وفاء» طهران له. وإلا ما معنى أن يبدو الأسد كأنه يتطوّع لعرقلة خطة وقف العمليات القتالية، والتي تبنّتها موسكو، فيعتبرها مستحيلة في غضون أسبوع. ويجتهد الرئيس السوري الذي لا ترى روسيا في يديه قرار عملياتها العسكرية ولا نطاقها الجغرافي، فيعتبر أن الإرهابي هو كل مَنْ حمل السلاح ضد الدولة… وهذا يستتبع رفض التفاوض مع المعارضة المسلحة، فيما التنصّل من هيئة الحكم الانتقالي «الخارجة على الدستور»، رفض صريح لبيان «جنيف 1».
واضح أن تصعيد الأسد، بعدما استقوى نظامه بالغارات الروسية الجراحية، واستبق مهمة الموفد الدولي دي ميستورا في دمشق، لا يرجّح حظوظ نجاح الأخير في معاودة المحادثات مع الحكم والمعارضة في 25 شباط (فبراير) الجاري. ولعل النظام السوري يراهن على مواجهة مسلحة عسيرة لكل من روسيا وتركيا، فتبدّل الأولى أهدافها، وتلعق الثانية جروح دعمها المعارضة المسلحة لذاك النظام الذي يظن أن بإمكانه استبدال قبعة «الرعاية» متى شاء… بمجرد توجيه الشكر إلى القائد الأعلى للقوات الروسية الرئيس فلاديمير بوتين، فيأمر الأخير جيشه بالانسحاب. وإذا كان الجديد في مفردات الديبلوماسية الدولية، أن بوتين اتهم أردوغان يوماً بمحاولة «أسلمة» شعبه، فداود أوغلو يرد الصّاع صاعين، مندّداً بـ «الهمجية» الروسية، وحشر السوريين بين خياري «داعش» أو الأسد. رئيس الوزراء التركي لا يرى لدى قيصر الكرملين سوى سايكس بيكو جديد، بمواصفات روسية. أما اللافت في الضغوط الروسية على الرئيس السوري، فهو التلويح للمرة الأولى بإمكان فتح ملف قانوني دولي في شأن اتهام الأمم المتحدة نظام الأسد بارتكاب جرائم حرب. عملياً سيؤدي ذلك إلى استدراج النظام لارتكاب مزيد من «الأخطاء»، وربما لا يسعفه وقت طويل للرهان على نتائج المواجهة الروسية – التركية، وتداعياتها بين البحرين، الأسود والأبيض.

اجتماع الدوحة: اختبار لنوايا روسيا؟
رندة تقي الدين/الحياة/17 شباط/16
اتفاق الدوحة بين السعودية وفنزويلا وروسيا وقطر (رئيسة «أوبك» الحالية) بتجميد الإنتاج النفطي، قد لا يكون له تأثير كبير من حيث العرض النفطي الموجود بكثرة في أسواق النفط، ولكنه قد يكون خطوة من أكبر منتج في أوبك (السعودية) لاختبار جدية المنتجين المطالبين بالعودة إلى إدارة الإنتاج وصدقهم، وفي طليعتهم روسيا وفنزويلا. وبلغ إنتاج روسيا في كانون الثاني (يناير) حوالى عشرة ملايين و٨٠٠ ألف برميل يومياً، فيما أنتجت السعودية حوالى ١٠ ملايين برميل في اليوم. قفزت أسعار برميل البرنت في أول الأسبوع بعد أخبار انعقاد اجتماع الدوحة، إلى ٣٥ دولاراً، ثم انخفضت أمس بعد الإعلان عن قرار التجميد، ثم عادت وارتفعت بعض الشيء. واقع الحال أن فنزويلا على وشك الانهيار الاقتصادي الكامل، وأن وزير النفط الفنزويلي يحاول منذ أكثر من سنة إقناع روسيا بالتعاون مع دول أوبك من أجل تخفيض الإنتاج. ولكن السعودية رفضت أن تحمل وحدها عبء تخفيض إنتاجها إذا لم يلتزم كبار المنتجين الآخرين تخفيض إنتاجهم أيضاً. واليوم، وبعد قرار التجميد، قد تكون هناك نية لدى السعودية بإعطاء الفرصة لرؤية ماذا سيحصل في الأشهر المقبلة من تطور العرض في الأسواق، وعلى الأخص من الآن حتى حزيران (يونيو) موعد مؤتمر أوبك المقبل، حيث من المتوقع أن تزيد إيران إنتاجها بنصف مليون برميل في اليوم.
ومنذ رفع العقوبات عن إيران، اشترت شركة «توتال» من إيران ١.٥ مليون برميل من النفط و «إيني» الإيطالية ٧٥٠ ألف برميل من النفط الإيراني و «لوك أويل» اشترت أيضاً نفطاً إيرانياً، أي أن إيران باعت في شباط ثلاثة ملايين برميل من النفط، وزادت إنتاجها فيه بـ١٠٠ ألف برميل في اليوم. وتتوقع مصادر الصناعة النفطية أن تصل إيران إلى زيادة ٣٠٠ ألف برميل في اليوم من الآن إلى نهاية آذار (مارس)، أما في حزيران (يونيو) فقد يصل إنتاجهم إلى أكثر من ٣ ملايين برميل في اليوم. ولقد سبق لخبيرين نفطيين في معهد أوكسفود لدراسات الطاقة، جيمس هندرسون وبسام فتوح، تقديم ورقة عنوانها «روسيا وأوبك الشراكة الصعبة» كتبا فيها أن وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك قال لمجموعة من ممثلي الصناعة النفطية الروسية إن روسيا مستعدة لمناقشة تخفيض إنتاجها في اجتماع مع أوبك في شباط، وإن روسيا ستخفض ٣٠٠ إلى ٥٠٠ ألف برميل في اليوم، وقد ارتفع سعر النفط بعد هذه المعلومات، ولكن تقرير الخبيرين يُظهر تاريخ العلاقة بين روسيا والأوبك منذ ٢٠٠١ ويؤكد عدم مصداقية مثل هذا التعهد. لكن رئيس مؤسسة عبدالله حمد العطية لدراسات الطاقة وزير النفط القطري السابق عبدالله العطية، قال للحياة إن «هناك فائضاً نفطياً كبيراً في الأسواق تنبغي إزالته بأسرع وقت، وإذا لم يلتزم أي جانب بقرار التخفيض عندما يتم اتخاذه، فستنهار أسعار النفط. وقال إنه لا ينبغي أن تفعل أوبك ذلك وحدها، وإن على الروس أن يتعاونوا. واعتقادي أن دول خارج أوبك انتظرت أن تتحمل المنظمة وحدها تخفيض الإنتاج، ولكن الآن تأكدت روسيا ودول خارج أوبك أن السعودية والأوبك لن تخفض وحدها الإنتاج ولن يفعلوا ذلك، فربما بدأت روسيا تغير وتلتزم، لأن كل المنتجين يتأثرون بأسعار مستمرة بالانخفاض». قد يكون قرار السعودية حضور اجتماع الدوحة خطوة اختبارية لما يحمله الوزير الروسي من جديد حتى تظهر التطورات في أسواق النفط للأشهر المقبلة، وما الذي ستفعله إيران بالنسبة إلى إنتاجها، فإن قرار تجميد الإنتاج قد يمثل اختبار النيات أكثر منه تغيير استراتيجية سعودية، مثلما قال البعض، فالسعودية بقيت على موقفها بأنها ليست وحدها المسؤولة عن تخفيض الإنتاج، لكن الجديد هو أن المصارف العالمية والشركات النفطية العالمية بدأت تتأثر بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط، ما قد يؤدي بالسعودية الى بذل الجهود من أجل استقرار الاقتصاد العالمي ولكن بشرط أن لا يكون على حساب مصالحها.

لماذا تساير أوروبا وأميركا روسيا في سوريا؟!
غسان الإمام/الشرق الأوسط/17 شباط/16
أتوجه إلى الخليج العربي، أنظمة ومجتمعات، مناشدًا فهم ألغاز الغموض في موقف أوروبا وأميركا، إزاء صمتهما ومسايرتهما لروسيا، في تدخلها في سوريا، بحجة القضاء على العنف الديني الذي تمارسه التنظيمات المتزمتة و«المعتدلة». أبدأ الحديث بالتذكير، بمساندة أوروبا (الغربية) للنظام العسكري الجزائري الذي رفض تسليم السلطة إلى «جبهة الإنقاذ» المتزمتة التي فازت في الانتخابات النيابية (نهاية عام 1994). استند الانحياز الأوروبي للنظام الجزائري، إلى التخوف من إقامة دولة دينية في البحيرة المتوسطية العربية – الأوروبية، تهدد ازدهار الديمقراطية في أوروبا. في الحرب الأهلية الجزائرية، حقق النظام نصرًا على «جبهة الإنقاذ» والمتطرفين المتزمتين الذين انضموا إليها. الواقع أن «الجبهة» لم تعرف كيف تكسب التيار الليبرالي العريض في الجزائر إلى جانبها. فقد كان هو أيضًا متخوفًا، من قيام نظام «ديني» يحرمه من الأمل بولادة ديمقراطية حقيقية في هذا البلد العربي. عندما انفجرت الانتفاضات العربية (2011)، سارعت أوروبا (الغربية) إلى تأييدها، مستبشرة برفع هذه الانتفاضات شعارات «حقوق الإنسان». لكن مسارعة «الإخوان» والقوى الدينية المتزمتة إلى استغلال الفراغ السياسي، لإقامة نظام ديني في مصر وتونس رافضٍ للتعددية السياسية، كل ذلك حدا بأوروبا ثم أميركا، إلى المناورة. وتأييد القوى السياسية والعسكرية التي أقصت «الإخوان» وحركة «النهضة» عن الحكم في مصر وتونس. في سوريا، نجح «الإخوان»، بتأييد تركي وبعض دول الخليج، في «أسلمة» الانتفاضة. ونشأت تنظيمات شتى دينية مسلحة تدعي أنها «معتدلة». في الوقت ذاته، أطلق النظام السوري المعتقلين الدينيين لديه، من إخوان ومتزمتين، فساهم عمدًا في تحويل «داعش» إلى «خلافة» مزعومة، مدعية تمثيل السنة التي تعرضت لحروب اضطهاد وإبادة شيعية في العراق. وشيعية علوية في سوريا.
وهكذا، راحت مراكز البحوث والدراسات الغربية ترفد صنّاع القرار والرأي العام بأفكار ترفض إطلاقًا القبول بدولة دينية في سوريا، سواء كانت دولة متزمتة أو معتدلة، تمامًا كما تم سابقًا رفض «جبهة الإنقاذ» ومشروع دولتها الدينية المتزمتة في الجزائر. لست ضد التنظيمات الدينية «المعتدلة». لكن لا بد من الاعتراف بأنها ارتكبت أخطاء فادحة في سوريا. فلإثبات تقواها تشددت دينيًا في معاملة السوريين الذين لم يتعودوا القسوة الدينية عليهم. وخاصة في ظروف استثنائية شاقة. ولاحقت هذه التنظيمات المسيحيين وشرائح الطبقة الليبرالية الوسطى في قاع المجتمع بالتصفيات الجسدية. والاقتصادية. فساهمت مع النظام في نزوح الملايين وتهجيرهم. بدلاً من أن تقيم التنظيمات الدينية السورية نظامًا مشابهًا، في ليبراليته وتسامحه النسبي، لنظام الإسلام التركي المعاصر، فقد راحت تتعامل سرًا وعلنًا مع التنظيمات المتشددة، مثل «جبهة النصرة» القاعدية، وحتى أحيانًا مع ميليشيات «داعش»!
لجأت أوروبا وأميركا إلى المناورة في التعامل مع التنظيمات «المعتدلة». فقد اتهمت حكومة المحافظين البريطانية «الإخوان» المقيمين في بريطانيا بالاتصال والتعاون مع التنظيمات الإرهابية والمتزمتة، فيما قامت أميركا بتمويل. وتدريب. وتسليح المعارضات الدينية المعتدلة، باستثناء صواريخ جو تُحمل على الأكتاف، خوفًا من أن تنتقل من الأكتاف «المعتدلة»، إلى الأكتاف «الداعشية» و«القاعدية». فتستخدمها في إسقاط طائرات الركاب المدنية. المناورة الدبلوماسية الأوروبية – الأميركية، في مداهنة هواة السياسة في المعارضات السياسية السورية، أفقدتهم التوازن. ظنوا أن استقبالهم وتكريمهم، في العواصم. والفنادق. والتلفزيونات الغربية، بمثابة تأكيد لعدالة القضية السورية. ووصلت مسايرة هذه المعارضات للغرب، إلى درجة التخلي عن الهوية العربية. فلم تعد سوريا تلقى حماسة العرب خارج الخليج، وغيرتهم عليها. ضياع الهوية العربية منح نظام بوتين الجرأة على التدخل العسكري في سوريا، منحازًا إلى النظام. وإيران، ومتعاطفًا مع الأكراد الذين استغلوا هم أيضًا تضحية المعارضات بالهوية، فشكلوا كيانًا عنصريًا انفصاليًا يسيطر على مساحة 30 ألف كيلومتر مربع من سوريا الفاقدة للهوية والكيان. ليست مهمة الصحافي أو الكاتب السياسي إزجاء النصيحة. إنما عرض الوقائع. والحقائق. والتطورات، كما يراها. لا أطالب بالكف عن دعم المعارضات الدينية المعتدلة. لكن أدعو إلى اكتشاف التيار الليبرالي السوري المستقل المهاجر أو اللاجئ إلى أوروبا والدول المجاورة بالملايين. أو المتقوقع رعبًا وخوفًا داخل المدن التي يحكمها النظام، أو القرى والأرياف التي تسيطر عليها التنظيمات الدينية المسلحة. لعل هذا التيار ينعم بكمية من السعادة، بعدما أصبحت السعادة وزارة في الخليج. أو يحظى بالمسامحة. فقد أصبحت هي أيضا وزارة. لن تنشب حرب عالمية أو نووية بسبب سوريا. هناك وفاق أميركي – روسي على تجنب الصدام أو الاشتباك. قلت هنا في «الشرق الأوسط» منذ أسابيع قليلة إن هناك فرزًا جعل العراق من حصة أميركا التي نجحت في استعادة مدينة الرمادي السنية الاستراتيجية من «داعش». وتتهيأ لانتزاع الموصل منها أيضًا. فيما تُركت سوريا حصة لروسيا. وإيران.
سوريا اليوم تتعرض لغزو دولي. إقليمي. طائفي، يهدد وحدة ترابها. هناك قوات إيرانية وميليشيات شيعية أفغانية. وإيرانية. وعراقية. ولبنانية، وكلها تزحف مع قوات النظام تحت الغطاء الجوي الروسي شمالاً لمحاصرة حلب ومدن ريفها الشمالي التي تفصل القوات الزاحفة عن قوات الحدود التركية. وهناك مخططات غامضة لاستكمال تهجير وترحيل السوريين بالقوة. وتوطين شيعة في دمشق. وعلى الحدود مع لبنان. وربما في ريف حمص. وحماه. وإدلب. وحلب. تركيا دولة صديقة للعرب. وهي تؤوي لديها 2.5 مليون سوري. اقتراب الخليج من تركيا إنجاز سعودي. قطري. موفق وباهر. لأسباب تتعلق بتناقضات وحساسيات النسيج السكاني التركي، لم يتمكن الرئيس رجب طيب إردوغان من وقف المجازر في سوريا. والحسم مع نظام بشار. روسيا تسعى لمحاصرة تركيا برًا. وبحرًا. واقتصاديًا. حلف الناتو عزز قواته في أوروبا الشرقية. وأرسل أسطولاً إلى بحر إيجه لمراقبة الأسطول الروسي. الاستفزازات الروسية قد تسبب اشتباكات مع تركيا. ونشوب حرب إقليمية على حدودها مع سوريا. وبين تركيا وروسيا حروب تاريخية تبادلتا فيها النصر والهزيمة مرارًا. أيا كانت التطورات، فستسعى أميركا وأوروبا مع روسيا إلى إحباط قيام دولة دينية في سوريا المطلة على بحر ليبرالي الثقافة الإنسانية المشتركة على شاطئيه العربي والأوروبي. ماذا تفعل إدارة أوباما إذا تنصلت روسيا من وعودها بوقف إطلاق النار في سوريا خلال أسبوع؟ الجواب عند المرشحة الرئاسية هيلاري الأكثر إقدامًا وحزمًا مع القيصر الروسي والفقيه الإيراني، من البطة العرجاء المقيمة في البيت الأبيض. المشكلة في أن «حمائمية» منافسها المرشح اليهودي بيرني ساندرز أكثر استسلامًا من «انهزامية» أوباما.