أحمد الأسعد: الدعم الكلامي/عماد قميحة: عندما تختفي أكياس الذهب والفضة عند السيد/وسام أبو حرفوش: عون تلقى نصائح مؤثرة بالإنفتاح على الحريري وحزب الله لا يمانع عودته رئيساً للحكومة

252

الدعم الكلامي
أحمد الأسعد/المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني/04 شباط/16
ماذا يفعل العماد ميشال عون بعد في فريق 8 آذار؟
لا التوجهات السياسية لهذا الفريق هي التوجهات الطبيعية للعماد، ولا تبعيته الإقليمية للنظامين السوري والإيراني تنسجم مع تاريخ العماد عون وتطلعات قاعدته، ولا حتى هذا الفريق يوفّر للعماد عون ما يتطلع إليه من دعم في سعيه إلى رئاسة الجمهورية.
فها هو مرشح آخر ينافسه من أهل بيت 8 آذار، وها هو الحليف الشيعي لحزب الله يتنصل منه كمرشح، أما الحزب نفسه، فيواصل وللسنة الثانية على التوالي وبنجاح كبير، فيلم إعلان تأييده العماد عون، من دون أن يترجم ذلك بالنزول إلى مجلس النواب لانتخابه!
فجأة، هكذا، ومن دون سابق إنذار، بات حزب الله يريد إقناع الناس بأنه ينضح ديموقراطيةً! يريد إقناع اللبنانيين بأنه لا يمارس إطلاقاُ أي ضغط على حلفائه، وبالتالي لن يطلب من أي منهم انتخاب العماد عون!
حزب 7 أيار الذي اجتاح شبّيحته و”قمصانه السود” شوارع بيروت، يستخف بعقول اللبنانيين عندما يسعى إلى إقناعهم بأنه أصبح نموذجاً في الديموقراطية!
على كل حال، قد يكون حزب الله فعلاً نموذجاً في الديموقراطية، ولكن…الإيرانية! تلك التي يتغنى بها السيد حسن نصرالله ويبدي إعجابه الشديد بها ويريد أن يتمثل بها لبنان. ديموقراطية قمع المعارضين، ديموقراطية الإقامات الجبرية، والسجون، وطبعاً ديموقراطية “مجلس صيانة الدستور”، والإستنسابية في قبول الترشيحات للانتخابات أو منعها. ومجدداً نقول: على كل مكونات 14 آذار أن تحذو حذو القوات اللبنانية في تبني ترشيح العماد عون، والإتيان به رئيساً لن يغفر حتماً لفريقه الحالي طعنته…ودعمه الكلامي!

 

عندما تختفي أكياس الذهب والفضة عند السيد
عماد قميحة/لبنان الجديد/04 شباط/16
أتقن حزب الله استعمال سلاح المال على جبهة “المؤلفة قلوبهم” من سياسيين وإعلاميين وأصحاب رأي وفي أوساط العامة من الجمهور والبسطاء، تماماً كما أبدع في استعمال السلاح الحربي على الجبهات القتالية، بالخصوص في السنوات العشرة الأخيرة مع ارتفاع أسعار النفط وبفضل خلق منابع مالية خاصة تكاد تضاهي بحجمها تلك الواردة من المال الإيراني الحلال.  لم يخفِ حزب الله يوماً فائض الثراء عنده، بل وقف سماحة السيد في أحد خطبه ليعلن على الملأ كله بأنّ ما يمتلكه من ثروة وخزائن ما أنّ مفاتيحه لتنؤ بالعصبة أولي القوة، ولم يبخل الحزب بإغداق تلك الأموال يُمنة ويسرى، حتى صار الإقتراب من صفوف الحزب فضلاً عن العمل داخله يكاد يكون حلم من أحلام الشباب يغنيه عن التفكير بالسفر والهجرة أو حتى عن إكمال تعليمه. وكنا إلى الأمس القريب نسمع قصصاً وروايات هي أقرب ما تكون إلى القصص الخيالية عن أثرياء جدد انتقلوا سريعاً من حالة الفقر إلى حالة البحبوحة بمجرد نقل ولاءاتهم وإعلان الطاعة للحزب، وصار من السهولة بمكان تمييز الشيخ الشيعي الموالي لحزب الله من غيره أو بأن تعرف حجم مسؤولية أي شاب تلتقيه على الطريق من خلال نوع السيارة التي يقودها أو الثياب التي يرتديها، فبقدر ظهور النعمة على محياه تعرف فوراً بأنّه ينتمي إلى حزب الله.
هذه الحالة للأسف آخذة بالإنحسار تدريجياً، ويحل محلها في الأونة الأخيرة أخبار تتحدث عن ضائقة مالية كبيرة يمرّ بها الحزب، يؤكدها يومياً حالة من النفور والإشمئزاز يعبر عنها مقربون يعملون في الدوائر القريبة من الحزب لم يحصلوا على مستحقات لهم منذ أشهر.  يعزو مراقبون أسباب هذا “الطفر” لخفض أسعار النفط في إيران وبأنّ الأزمة الحقيقية هي ما تواجهه إيران من ضيقة اقتصادية تنعكس تلقائياً على الحزب. وإن كنت لا أستبعد دور الأزمة الإقتصادية في إيران إلاّ أنني لا أتصور أنّ موازنة حزب مهما كبر حجمه ستشكل عائقاً أمام دولة بحجم إيران مرّت عليها أزمات أكبر بكثير مما هي عليه اليوم بدون أن يؤثر ذلك على تكاليف “تصدير ثورتها”، وهذا قد يأخذنا إلى القول بأنّ “الحنفية” الايرانية إنما تسكّر هذه المرة، بقرار وعن سابق تصور وتصميم.  معلوم أنّ إيران كغيرها من الدول المانحة، لا تسمح للجهات والأطراف المدعومة باستعمال مالها لإنشاء مؤسسات وشركات إنتاجية حتى تبقى ممسكة هي بناصية الجهة الممنوحة ومتمكنة من قرارها ( وهذا ما يفسر خلو الجنوب أو الضاحية والبقاع من أيّ مؤسسات انتاجية)، وبالتالي فإنّ تقليص الموازنة المالية من قبل إيران، مترافقاً هذا الشحّ الإيراني مع الهجمة الأميركية والقرارات العقابية المتعلقة بالبنوك والأفراد المتهمين بعلاقتهم المالية مع الحزب قد يوحي بأنّ هذه الخطوات وتزامنها قد تكون من ضمن الشروط غير المعلنة للإتفاق النووي.  فيكون المراد إذن من كل ذلك إنّما هو تهيئة الحزب للمرحلة الجديدة التي رسمتها إيران لنفسها على أنغام ضحكات كيري ظريف، لأنّ الدور المناط بالحزب لم يعد يشكل حاجة استراتيجية لها، بعدما وصلت إلى ما كانت تبتغيه، على قاعدة أنّ الإنفاق يكون بحسب الحاجة، والمطلوب في المرحلة القادمة هو عودة الحزب إلى حجمه الطبيعي بدون أيّ انتفاخ غير مستحب ايرانياً. لا شكّ بأنّ حزب الله المفلس أو الطفران هو حتماً غير حزب الله الثري، وهذا التحول سنتلمسه عند الحلفاء المفترضين قبل الخصوم، ولعلّ واحدة من أهم هذه المؤشرات هي تضعضع فريق ما كان يسمى بـ8 آذار، وما الحرب الإعلامية بين وهاب ويمين إلا بداية هذا التفلت غير المعهود بسبب فقدان هذا الفريق الواضح ” للمايسترو” وضابط الإيقاع الذي كان يلعبه على الدوام سماحة السيد حسن، بفضل ما كان ينثره على الأتباع والحلفاء من أكياس الذهب والفضة. وسيختفي حتماً ولو بشكل تدريجي تماسك هذا الفريق ويختفي معه كل الشعارات الكاذبة عن القضية والمحور والعروبة والممانعة وما إلى ذلك، مع اختفاء رنين تلك الأكياس .

 

عون تلقى نصائح مؤثرة بالإنفتاح على الحريري.. و”حزب الله” لا يمانع عودته رئيساً للحكومة
وسام أبو حرفوش/الراي الكويتية/شباط 04/16
رغم الإعتقاد السائد في بيروت ان جلسة البرلمان الـ 35، المقررة لإنتخاب رئيس للجمهورية الإثنين المقبل، لن تؤدي الى الإفراج عن الرئيس العتيد، “المخطوف” منذ نحو 20 شهراً، فإن الحراك السياسي استمر على أشده في ضوء التطورات المفاجئة التي شهدها الملف الرئاسي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وأدت الى خلط أوراق على نحو عاصف، تصدعت معها التحالفات التي قسمت البلاد الى معسكري “8 و14 آذار” على مدى عقد من الزمن. وتمثلت الوقائع المفاجئة التي حرّكت المياه الرئاسية الراكدة بالمبادرة غير الرسمية لزعيم تيار “المستقبل” سعد الحريري بترشيح النائب من “8 آذار” اللصيق بـ”حزب الله” والنظام السوري سليمان فرنجية ، ورد حليف الحريري رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع بتبني مرشح “حزب الله” والمحسوب على المحور السوري – الإيراني العماد ميشال عون، ومن ثم إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تمسكه بعون كمرشح وحيد وبفرنجية كحليف، يحرص على عدم التفريط به.
ورغم الإنطباع بأن موقف نصرالله شكل إشارة الى رغبة “حزب الله” بتمديد الفراغ الرئاسي، خصوصاً عندما رد على محاولات “حشره” بالقول أنه لا يملك، لا الرغبة ولا القدرة، على حمل حلفائه للتصويت عنوة للعماد عون ، فإن المحركات السياسية لم تطفأ مع إستمرار المساعي الـ”ما فوق” عادية لجس نبض أطراف الداخل، كما الخارج، حيال الحصان الرئاسي الذي لم يعد في الإمكان إعادته الى الحظيرة. أوساط واسعة الإطلاع في بيروت كشفت لصحيفة “الراي” عن أن نصائح مؤثرة أسديت لزعيم “التيار الوطني الحر” العماد عون بضرورة الإنفتاح على “تيار المستقبل” والحريري لأن من شأن كسب تأييده تأمين النصاب السياسي والدستوري لانتخاب عون الذي يحظى بدعم “حزب الله” و”القوات اللبنانية” وأطراف أخرى، مشيرة الى ان نجاح عون في التفاهم مع الحريري يفتح أمامه أبواب قصر بعبدا الرئاسي. ولم تستبعد هذه الأوساط أن يكون “حزب الله” طلب من عون إعادة الحرارة الى قنوات الإتصال مع الحريري، خصوصاً بعدما أسقط نصرالله اقتراحه بالحاجة المسبقة لاتفاق على سلة متكاملة من ضمنها الرئاسة، وذلك إنطلاقاً من ان الرئيس صار حتماً من “8 آذار”.
وأعربت أوساط سياسية، على صلة بالحراك الرئاسي، عن أعتقادها بأن تطوراً على جانب من الأهمية طرأ أخيراً من شأنه تعزيز حظوظ عون. وقالت هذه الأوساط لـ”الراي” ان “حزب الله”، كما العماد عون ، لن يمانعا بأن يكون الحريري رئيساً للحكومة إذا انتخب عون رئيساً للجمهورية، بل أنهما سيلبيان رغبة زعيم “المستقبل” بالعودة على رأس الحكومة. وأعربت الأوساط عينها عن اعتقادها بان خصوم الحريري يعتبرون ان ما من خيار امام تحقيق رغبته بالعودة الى السلطة الا قبوله بعون رئيساً، لأن السياسة لا ترتبط بالعلاقة الشخصية او الصداقات بل بالمصالح، وتالياً فإن تغليب المصلحة المشتركة بين عون والحريري من شأنه جعل الصورة التذكارية على أدراج قصر بعبدا في موعد لم يعد بعيداً. واستناداً الى هذه المعطيات الجديدة، فإن الأنظار تتجه الى ما سيكون عليه موقف الحريري، الذي لم تصدر عن فريقه أي إشارة توحي بتراجعه عن ترشيح فرنجية، وسط ترقب ما سيقوله زعيم “المستقبل” في الحفل الذي يقام في 14 شباط الجاري، في الذكرى الـ 11 لإغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وكان الحريري، الذي تلقى إتصالاً من عون، بعيد ترشيح الأخير من رئيس حزب “القوات اللبنانية”، أوفد مدير مكتبه نادر الحريري للقاء صهر عون الوزير جبران باسيل ، وهو اللقاء الذي كسر الصمت بين الطرفين من دون ان يبدل من الوقائع السياسية على ضفاف الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً بعدما أصبحت طريق عون الى القصر الرئاسي تمر حكماً عبر الحريري. ولفتت في السياق عينه حركة عون في اتجاه السعودية، التي قيل الكثير عن أنها لطالما وضعت “فيتو” أمام تسهيل وصوله الى الرئاسة كونه “مرشح إيران”. وعبّرت هذه الحركة عن نفسها بإيفاد عون الوزير الياس بو صعب الى سفارة المملكة في بيروت وبالجهد الذي بذله باسيل لإعادة تصويب الموقف الملتبس من الإعتداء على السفارة السعودية في إيران. ورغم ايحاءات في بيروت عن ان “حزب الله” أعطى “إشارة خضراء” للعماد عون للتفاهم مع الحريري ورفع الفيتو عن عودته الى رئاسة الحكومة، فإن أوساطاً بارزة في “المستقبل” كانت أبلغت الى “الراي” قبل أيام قليلة ان الموقف حاسم من رفض وصول عون الى الرئاسة، وان خياراتهم ستكون مفتوحة في هذا الِشأن، في إشارة تضمر حد بلوغ مقاطعة أي جلسة يمكن ان تأتي بعون رئيساً.
وبعدما عددت هذه الأوساط “الأسباب الموجبة” لرفض “المستقبل” السير بزعيم “التيار الوطني الحر”، ذكرت بأنه يوم فاوض الحريري عون تجنباً لسقوط البلاد في الشغور الرئاسي قبل انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، قوبل الأمر باعتراضات واسعة وحازمة داخل “المستقبل” وفي كتلته البرلمانية، وتالياً فإنه “غير وارد تغيير موقفنا”. وبعدما أشيع عن مقاربة جديدة لـ”حزب الله” حيال الملف الرئاسي والموقف من الحريري، بعدما كان الحزب متهماً بوضع الرئاسة في الثلاجة الى أجل غير مسمى ولأهداف داخلية وإقليمية، طرحت اسئلة عن مواقف اللاعبين الإقليميين والدوليين من الاستحقاق الذي غالباً ما قيل أنه يُصنع في الخارج. وثمة من يعتقد في بيروت ان شيئاً ما لم يتغير في المنازلة السعودية – الإيرانية الدائرة في عموم المنطقة، لكن ما تغير هو الموقف الدولي، وخصوصاً الأميركي الذي يزداد إنفتاحاً على إيران، وتالياً فمن غير المستبعد ان يصيب وهج هذا الإنفتاح ملفات المنطقة ومن بينها لبنان.