الدكتور توفيق الهندي: السيد نصر الله إلتزم بترشيح عون وترك لحلفائه حرية الإنتخاب بذلك، تأمن النصاب لإنتخاب فرنجيه في 8 شباط

317

الدكتور توفيق الهندي: السيد نصر الله إلتزم بترشيح عون وترك لحلفائه حرية الإنتخاب. بذلك، تأمن النصاب لإنتخاب فرنجيه في 8 شباط.
الدكتور توفيق الهندي/31 كانون الثاني/16
توضيح
بعيد إعلان السيد نصر الله موقف حزب الله من الإنتخابات الرئاسية في 29 كانون الثاني، علقت بما يلي:
السيد نصر الله إلتزم بترشيح عون وترك لحلفائه حرية الإنتخاب. بذلك، تأمن النصاب لإنتخاب فرنجيه في 8 شباط.
لقد قصدت أعطاء تاريخ 8 شباط لإنتخاب فرنجيه بهدف تلمس المزاج الشعبي والسياسي الطبيعي إزاء الإنتخبات الرئاسية. قد يكون 8 شباط تاريخ لإنتخاب رئيسا” للجمهورية وقد لا يكون، ولكن قطعا”، نصر الله بموقفه فتح الباب لتأمين النصاب وبات فرنجيه رئيسا” بوقف التنفيذ إلى حين (قريب).
أثار هذا التعليق نقاشات حادة وردود فعل عصبية وغددية.
بالطبع، لن أرد على التعليقات السافلة التي تناولتني شخصيا” والتي تشي بمستوى من تفوه بها، ولكن
إرتأيت أن أبدي بعض الملاحظات بغية توضيح ما تقدمت به.
أولا”، لقد كان السيد نصرالله واضخا” جدا” بدعمه ترشيح الجنرال عون إلا إذا هذا الأخير تخلى عن ترشيح نفسه. وقد ذهب بعيدا” إلى حد المجاهرة بحقه في مقاطعة جلسات الإنتخاب إذا لن تكن لمصلحة مرشحه. لذا، قلت أن نصر الله إلتزم بترشيح عون.
ثانيا”، إستفاض نصر الله بالحديث عن طبيعة العلاقات التي تربط حزب الله بحلفائه في 8 آذار وأوضح أنها قائمة على أساس مجموعة من الثوابت ومبنية على الإحترام والثقة المتبادلة، وبالتالي، تحتمل الإختلاف حول مواضيع بعينها. من هنا، من المؤكد أن نصر الله سوف يسعى إلى حشد الدعم لمرشحه عبر مناقشة حلفائه دون أن يفرضه عليهم. لذا، قلت في تعليقي أنه ترك لحلفائه حرية الإنتخاب. عمليا”، هذا يعني أن نصر الله لن يضغط على فرنجيه لسحب ترشيحه ولن يضغط على حلفائه، ولاسيما بري لكي يصوتوا لعون.
ثالثا”، بات مؤكدا” أن عون لن يذهب إلى جلسة الإنتخاب إلا إذا توافرت شروط ثلاثة: أن يسحب فرنجيه ترشيحه، أن يتأكد عون من فوزه، أن يصوت له تيار المستقبل، أي أن ينتخب يالإجماع. ولكن بات من المؤكد أن هذه الشروط لن تتحقق.
رابعا”، يتطلب النصاب 85 نائبا”، وبالتالي يتطلب تعطيله 44 نائبا”. إلى الآن، يحظى عون بدعم حزب الله (13) والتيار الوطني الحر(19) والقوات اللبنانية (8)، ما مجموعه 40 نائبا”. وقد يضاف إليهم حزب الطشناق (2)، فيرتفع العدد إلى 42، وهو ما دون ال 44. غير أنه من المستبعد جدا” أن يقاطع جعجع جلسات الإنتخاب نظرا” لموقفه المبدئي تجاه المقاطعة، كما أنه من المسبعد مقاطعة حزب الطشناق نظرا” لطبيعة سياسته الوسطية. لذا، من الأرجح أن لا يقاطع جلسات الإنتخاب إلا 32 نائبا”. هذا ما جعلني أقول أن النصاب قد تأمن.
خامسا”، كون أن نصر الله أعلن أنه حقق مبتغاه بأن الترشيح إنحصر بين إثنين من فريقه، وبمبادرة من أخصامه، وأن لا حاجة بعد اليوم إلى سلة التفاهمات، فهذا يعني أن لا مشكلة في أن يكون سعد الحريري رئيسا” للحكومة وأن تأخذ الأمور مجراها الطبيعي في تشكيل الحكومة والإتفاق على قانون إنتخاب وإجراء الإنتخابات النيابية.
سادسا”، لقد عبرت مليا” عن موقفي عبر مقالاتي في الصحف وطلاتي الإعلامية في وسائل الإعلام المرأي والمسوع، وهو موقف لبناني بحة، لا يرتبط بأي جهة داخلية أو خارجية، فحواه أن لبنان يعيش في حال اللادولة، مما يشكل خطرا” داهما” على وجود الكيان اللبناني وأن الأخطار الجمة تداهمه من الداخل كما من خارج يشهد حالة حروب ومأساة مرشحة أن تستديم لفترة طويلة دون حلول عسكرية أو سياسية.
لذا، الأولوية المطلقة يجب أن تعطى برأيي، إلى إعادة إنتاج السلطة وتفعيل مؤسسات الدولة الدستورية (رئاسة الجمهورية، الحكومة، البرلمان). وهذا يستوجب التسوية الممكنة التي لا يمكنها أن ترى النور ألا إذا عبّرت عن موازين القوى الحقيقية. فتكون أفضل الممكن وليست الأفضل بالمطلق. فيتم تحييد الدولة عن القضايا الخلافية الكبرى (المقاومة، السلاح، القتال في سوريا، الإلتزام بمحور،…) بحيث يستمر الخلاف بين 14 و 8، ولكن دون محاولة الطرفين تحميل الدولة مواقفهما. فينحصر إهتمام الدولة بالإدارة والإقتصاد والإجتماع والبيئة والأمن و…
بكل صراحة، لا أرى موضوعيا” بديلا” ممكنا” ومعقولا” ويعبر فعليا” عن مواين القوى سوى تسوية فرنجيه-الحريري.
مواقفي الوطنية معروفة، وهي هي. تموضعي الوطني معروف ولم ولن يتغير.
سابعا”، لست أبدا” ضد أن يكون الجنرال عون رئيسا” للجمهورية. غير أنني متأكد أن هذا الأمر بات اليوم مستحيلا”. وعندما كان هذا الأمر أكثر من ممكن في فترة الغزل بين عون والحريري، بادرت من طلقاء نفسي على إجراء مفاوضات بين عون وجعجع لكي يؤيد الدكتور جععج ترشيح عون. ولكنني لم أفلح بإقناعه آنذاك.
ثامنا”، أظن أن مصلحة السعودية كما مصلحة إيران على عكس آراء البعض في 14 و8 آذار، لا تتناقضان مع هذه التسوية، كما مصلحة حزب الله وتيار المستقبل، ولذا، إنها التسوية الممكنة التحقيق وهي لمصلحة لبنان و هي تعطيه المناعة لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية.
تاسعا”، يبقى على التيار والقوات من خلال دينامية التوحد المسيحي التي أطلقوها، طمأنت باقي الأطراف المسيحية بالإنفتاح عليها وتزخيم التسوية الممكنة والإنخراط في التسوية الوحيدة المتاحة والعمل من الداخل على إعادة تصويب الطائف لإستعادة الدور المسيحي الفاعل والضروري لديمومة الكيان اللبناني.
عاشرا”، لإعطاء بعض الوقت للتشاور بين كافة الأطراف، وبهدف عدم الإحراج، قد يؤجل الرئيس بري موعد جلسة 8 شباط اسبوعين أو ثلاثة.