درر وجواهر مقاومتية وممانعة في مواجهة الحلف الإسلامي لمحد رعد ونعيم قاسم ونواف الموسوي وأمين السيد

377

رعد: نرفض رفضا قاطعا مشاركة لبنان في التحالف العربي
السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية – أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، خلال احتفال أقامه “حزب الله” في ذكرى اسبوع “الشهيد محمد حسن علي أيوب”، في حسينية بلدة زفتا، في حضور شخصيات وفاعليات ومواطنين، أن “الرهان على مكافحة الإرهاب هو على هؤلاء الشهداء والمقاومين وكل الدول والاصدقاء التي تدعم هؤلاء المجاهدين”، مشددا على “الرفض القاطع لمشاركة لبنان في مثل هذا التحالف المشبوه، بل واعتبار المشاركة فيه خطرا على إستقرار لبنان ووحدته، وعلى الأمن فيه، ذلك أن هذا التحالف يسير بلبنان وبالدول التي تشارك فيه إلى المجهول”. وسأل: “أي إرهاب يريد التحالف الإسلامي التصدي له”، وقال: “ان المجموعات الإرهابية التي يتحدثون عنها دعمتها معظم دول الخليج وبعض القوى السياسية في لبنان المرتبطة بدول الخليج. لقد وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها المبادرة بيد الشعب السوري والدولة السورية بعدما تغير ميزان القوى، وفي هذه اللحظة صدر فجأة بيان التحالف الإسلامي لمكافحة الارهاب على لسان من أعلن قبل تسعة أشهر إنشاء تحالف عربي لمواجهة الشعب اليمني. ان توقيت إعلان التحالف الاسلامي جاء في اللحظة التي يعلن فيها عن هزيمة المعتدين على الشعب اليمني، وبعدما ارتفعت الأصوات في كل دول الغرب للكف عن التغافل عن منبع هؤلاء الإرهابيين الذين يتخرجون من مدارس دينية تدعمها السعودية”. ووجه رعد “تحذيرا إلى الذين أنشأوا هذا التحالف”، وقال: “إذا كانت المقاومة بنظرهم إرهاب، ويريدون التحالف ضدها، فليحاذروا من غضبنا. وإذا كان المقصود من اعلان هذا التحالف هو تلميع صورتهم والتبرؤ مما جنته أيديهم من دعم مجموعات الإرهاب التكفيري، فهؤلاء ايضا لن يتوبوا لأن صورتهم هي أسوأ وأبشع صورة يذكرها الناس في الحاضر وفي المستقبل”. وأكد أن “من تورط في إرهاب لا يحق له أن يتحدث عن الإرهاب، لأن ذلك يصبح تزييفا لجريمة يريد ارتكابها، وتغطية لإرهاب يريد أن يمارسه من جديد. من حقنا أن نشكك إلى أبعد الحدود في الدوافع والنيات لإعلان هذا التحالف، فبعض أعضائه فتح سفارات لإسرائيل في بلدانه، وأقام علاقات سرية وعلنية معها، وبعض هذه الدول تعمل الآن على توقيع اتفاق تطبيعي مع الكيان الصهيوني، وهذه الدول هي التي تريد مكافحة الإرهاب، فيما الإسرائيلي هو النموذج الأبشع الذي يمثل الإرهاب في العالم”.وفي الإحتفال سلم والد الشهيد بندقية نجله إلى ولده الثاني، كما ألقى إمام بلدة زفتا الشيخ علي عواضة كلمة من وحي المناسبة.

قاسم: لبنان لن يكون جزءا من التحالف العربي
السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية – نظم “تجمع المعلمين في لبنان” في قاعة مجمع المجتبى – صفير لقاء حواريا مفتوحا مع نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وممثلي مكاتب المعلمين في الأحزاب اللبنانية ومؤسسات تربوية رسمية وخاصة وقيادات نقابية وتربوية. تمحور حول أثر الفكر التكفيري على الساحة التربوية وآخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة. وتحدث قاسم عن “نشأة الفكر التكفيري والجهات الممولة له والمراحل التي مر بها، والأهداف التي يسعى لتحقيقها، وعن دور السلطات السعودية والأميركية والصهيونية في تمدد هذا الفكر المنحرف في العالم أجمع، بهدف الاستثمار السياسي بوجه الإسلام الأصيل الذي يمثله الإمام الخميني، لتحقيق أهداف كل منها”. وأشار الى “أهمية دور التربويين في عملية كشف المخاطر والآثار السلبية الناجمة عن انتشار هذا الفكر على الأجيال وتربية الناشئة، مؤكدا أن “المقاومة في لبنان وبالتعاون مع الجيش والقوى الأمنية والشعب استطاعت أن تهزم الإرهاب وتقيد حركته ولولا ذلك لكانت التنظيمات الإرهابية تجول في عدد من المناطق اللبنانية ولأُعلنت امارات ولعمت الفوضى كل لبنان”، مؤكدا ان “داعش والنصرة يمكن هزيمتهما”. وحول التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية، رأى ان “هذا التحالف هو لدعم الإرهاب وليس ضده” مؤكدا أن “لبنان لن يكون جزءا منه ولن نقبل ان نساعد السعودية المتهمة والمدانة بالارهاب لتغطية نفاقها”. واكد ان “هذا التحالف مشبوه ويعبر عن نرجسية لا تعترف بحقائق الميدان”، مضيفا ان “الزمن الذي كانت تقوم فيه السعودية بإقتياد الدول لفعل ما تريده هي قد انتهى”، مشددا على ان “حزب الله مع انجاز الاستحقاقات الدستورية التي تتطلب تفاهمات وتعاون لمصلحة البلد بكل مكوناته”. وفي معرض حديثه عن الارهاب، اكد “ان الفكر التكفيري يؤسس لإلغاء الاخر ويولد العصبية الدينية والمذهبية الحاقدة ويربي على مفاهيم اسلامية خاطئة وينتج مواقف منحرفة”، مشددا على ان “تنظيم داعش الارهابي ليس قوة غير قابلة للهزيمة بل على العكس بإمكاننا ان ننتصر عليه وهو ليس قوة كبيرة انما منتفخة بسبب الدعم الدولي والاقليمي”، ولفت الى ان “نموذج سوريا هو استنتاج ان مجموعة اميركا والسعودية وداعش واسرائيل تعمل على الهيمنة والاحتلال والاستبداد في مقابل محور المقاومة الذي يعمل على الاستقلال والمقاومة والخيار الحر”. وتحدث أيضا رئيس “تجمع المعلمين في لبنان” يوسف كنعان، وقال: “يجمعنا في أجواء ذكرى ميلاد، رسولي الرحمة محمد، والسيد المسيح، ليظللا اللقاء بعبق المودة، والرحمة والإنسانية السمحاء، وهي جوهر الأديان السماوية. لا شك أن آثار الفكر التكفيري، لا يقتصر على زعزعة الأمن والاستقرار، بل تنعكس على المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية والاخلاقية والإعلامية والتربوية. فهو يؤثر على هذه المجالات كافة. وهنا يأتي الدور التربوي في مقدمة عملية المجتمع، ووقايته من الانحراف، نحو درك الفكر التكفيري”. وارى ان “بعض المجتمعات استخدمت وسائل تقليدية متنوعة، للوقاية من الانحراف الفكري والسلوكي،أبرزها القوانين الجزائية، والعقوبات والتدخل الأمني، إلا أنها لم تحل هذه الوسائل دون انتشار ظاهرة الفكر التكفيري، هذا إن أحسنا الظن ببعض هذه المجتمعات، التي عمدت لتوجيه هذه الظواهر، في سياق الاستثمار السياسي”. وسأل: “هل المطلوب نشر الفكر التكفيري؟ او الإساءة للاسلام الحقيقي كدعوة للابتعاد عن الدين واستبداله بإسلام صنع في الولايات المتحدة الامريكية؟ هل يهدف هذا الفكر الظلامي، لتشويه صورة المقاومة وضرب إنجازاتها؟” ثم أجاب “هذا اللقاء لتسليط الضوء على أثر الفكر التكفيري على لساحة التربوية، كخطوة في مجال الوقاية منها، فاتحين بذلك الباب، نحو مزيد من الخطوات العملية، لتحصين مجتمعاتنا من أي فكر تكفيري يرفض الآخر”. وتخلل اللقاء مداخلات للحضور ونقاش صريح مع الشيخ قاسم.

 

الموسوي انتقد الإعلان عن انضمام لبنان إلى الحلف الإسلامي: لن نناقش مهزلة لا محل لها من الإعراب
السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية – أكد عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، أن هناك آلية معروفة دستوريا لاتخاذ قرار انضمام لبنان للتحالف الإسلامي تبدأ بالمادة 52، التي تقول ان رئيس الجمهورية هو الذي يتولى المفاوضة، أما التوقيع فيجب أن يذهب إلى الحكومة ويأخذ أكثرية الثلثين، ليحول بعدها إلى مجلس النواب ويقره، يعني تحتاج إلى 3 محطات هي: رئيس جمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب، وعليه، فإن هذا الموضوع منته، والإعلان عن انضمام لبنان إلى ذاك الحلف، لا محل له لا من التاريخ ولا من الجغرافيا ولا من الإعراب، بل كأنه لم يكن أبدا، ولذلك فإننا لن نناقش هذه المهزلة”. كلام الموسوي جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لمناسبة مرور أسبوع على “استشهاد محمد علي مرتضى” (السيد أمير) في حسينية بلدة دير قانون رأس العين الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وقال: “لقد سمعنا بالأمس عن تشكيل تحالف أطلق عليه تسمية تحالف إسلامي لمقاتلة الإرهاب، ولا يمكن لمن يسمع هذا الخبر إلا أن يطرح جملة نقاط، هل إن النظام الذي أعلن عن تشكيل هذا التحالف مؤهل فكريا لمواجهة الإرهاب التكفيري؟، فالجواب، أن الإرهاب التكفيري له هوية فكرية هي نفسها الهوية الفكرية للنظام الذي أعلن عن تشكيل التحالف، فكلاهما ينتميان إلى ثقافة التكفير والقتل والتدمير والذبح وقطع الرؤوس والسبي”، متسائلا: “كيف لمن ينشر الفكر التكفيري وقد صرف عليه عشرات المليارات من الدولارات، أن يواجه التكفيريين الذين نشأوا في مدارسه ومساجده ومجمعاته؟”.
وأضاف: “كل متتبع للتكفيريين في أنحاء العالم، يجد أنه عندما يستأصل تاريخهم ومن أين بدأ تجنيدهم، فإن الخيط ينتهي في جميعهم إلى ذاك النظام الذي أعلن عن التحالف، حيث يتبين أنهم إما ذاهبين إلى هناك، أو قد تعرفوا على الإسلام في مسجد إمامه من تلك البلاد ومن ذاك الفكر، وإما عن طريق الواسطة لينتهي الأمر إلى ذاك النظام الذي أعلن عن تحالف لمقاتلة الإرهاب”، مشيرا إلى أن ” هناك تجربة خاضها هذا النظام الذي شن عدوانا على اليمن، وكانت النتيجة أن المناطق التي أخرج منها الجيش وقوات الشعب في اليمن، لم تسيطر عليها قوات تحالف ما يسمى “عاصفة الحزم”، بل سيطر عليها “داعش” و”النصرة” و”القاعدة”، فمن هنا نجد أن عدن والمكلى ومعظم محافظات الجنوب اليمني ليست تحت سيطرة قوات التحالف الذي قاده النظام السعودي على الاطلاق، لذلك فإن تجربة النظام السعودي في اليمن دالة على أن تدخله العسكري أدى إلى سيطرة المجموعات التكفيرية على المناطق، التي قال إنها تحررت من سلطات الجيش اليمني وسيطرته”.
وتابع الموسوي: “دلت التجربة في سوريا أن المنظمات الإرهابية والمصنفة وفقا لمعايير مختلفة تمول جميعها من دول قيل إنها انضمت إلى هذا التحالف المزعوم إسلاميا لمقاتلة الإرهاب، وبالتالي، فإن من يزود الإرهابيين التكفيريين بالسلاح والمال في سوريا، هو من يدعي أنه أقام تحالفا لمقاتلة الإرهاب، بالمقابل، فإنه يكفي إذا كانت هناك نية للقضاء على الإرهاب التكفيري أن تتوقف هذه الدول وعلى رأسها النظام الذي أعلن التحالف عن دعم التكفيريين، في حين أنهم يباهون في إعلامهم أنهم قاموا كمثال فقط بتسليم صواريخ من نوع “تاو” للمجموعات التكفيرية الناشطة في سوريا، مع الإشارة إلى أنه في عام 2013 ولأمر لم يفهمه آنذاك غير صاحب الخبرة، كان هذا النظام اشترى 15000 صاروخ “تاو”، وقد سلمت هذه الصواريخ للمجموعات التكفيرية التي تعمل تقتيلا وتخريبا وتدميرا في هذا البلد الشقيق وتطيل أمد الأزمة فيه”.
ولفت إلى أن “من أطلق عبارة مقاتلة الإرهاب لم يقدم تعريفا للارهاب، ويقوم بتمويل منظمات معروفة بإرهابها في سوريا، بينما يطلق على منظمات المقاومة وحركات التحرر الوطني إسم منظمات إرهابية، ومن هنا ينبغي التوقف عند أمر هذا التحالف أي أنه تحالف لمقاتلة الإرهاب أم لتحضير الأرضية لحروب أهلية في إطار الدول الإسلامية، وهل هذا هو الهدف الحقيقي من وراء ادعاء مقاتلة الإرهاب، وبالإضافة إلى كل ذلك فإن ما يسجل أيضا هو المهزلة في طريقة تشكيل هذا التحالف، وكأنه مجموعة على برامج “الواتساب” أو “الفايسبوك” تضاف الدول فيها، حتى أن عددا من هذه الدول ضم إسمها ووضع علمها من دون أن يكون لديها خبر في أنه جرى ضمها لهذا التحالف، كما أن هناك دول أخرى أدرج إسمها مجرد إجراء مكالمة هاتفية معها”، مشيرا إلى أنه “من أسباب تفسير المهزلة في تشكيل التحالف، أن هذه المسارعة للاعلان عنه، إنما هي محاولة للتغطية على هزيمة التحالف العدواني في اليمن، فحاولوا أن ينشئوا موضوعا آخر لتغطية الكلام عن موضوع هزيمتهم في اليمن، كما أن هناك سبب آخر يتمثل في أن الإدارة الأميركية تدفع الأنظمة الحليفة لها إلى تشكيل قوات من طائفة معينة بحجة مقاتلة الإرهاب بجنس طائفته، وما آخر كلام للرئيس الأميركي في البنتاغون عندما انتقد الدول التي سماها بين مزدوجين “الإسلامية”، فيما تفعله لمواجهة الإرهاب إلا دليل على ما نقول، وعليه فإن هذه الأنظمة ستسارع فورا لتلبية طلب سيدهم الأميركي، لإثبات أنهم يقومون بالتحالف في حين أن ما يفعلونه هو المهزلة”.
وأردف: “أمام ذلك، نسجل أنه في الوقت الذي تجري فيه هذه المهزلة، فإن النظام الذي دعا للتحالف قد قام باغتيال سيادة اللبنانيين وقرارهم، في الوقت الذي لا تجتمع فيه الحكومة في لبنان، فيقف هذا الأمير ويعلن ضم لبنان إلى هذا التحالف “الإسلامي”، علما أن اللبنانيين متفقون فيما بينهم على أن لبنانهم يحمل هويتهم جميعا لا هوية طائفة دون أخرى، ففي زمن مضى وعندما كان يقال “دولة إسلامية” في لبنان، كانت جميع وسائل الإعلام تقول هذه “جمهورية إسلامية”، أما اليوم وبكلمة واحدة فإن هذا الأمير أعلنكم جمهورية إسلامية أيها اللبنانيون، وعليه فنحن نريد أن نعرف ما هو رأي حلفائه في لبنان وما هو تعليقهم؟، ومن الذي أخذ القرار بالانضمام إلى هذا التحالف؟”، فأنا أميل للاعتقاد أن لا أحد في لبنان أخذ القرار بالانضمام له، وعندي ثقة أن القيادات السياسية الرسمية لديها قدر من الوعي أن لا ترتكب خطأ دستوريا وجوهريا واستراتيجيا على المستوى السياسي أو العسكري من هذا النوع، لكن ما حصل هو أن النظام السعودي بات يتصرف على أن لبنان مزرعة من مزارعه، وباستطاعته أن يقرر عن اللبنانيين ماذا يفعلون، وماذا لا يفعلون”.
وأضاف: “ان استقلال لبنان وتحريره أمر عزيز علينا، ومن أجله قدمنا ولا زلنا نقدم فلذات أكبادنا وشبابنا ليكون حرا، لا أن يكون تابعا للنظام السعودي أو الاحتلال الإسرائيلي من قبل، ولذلك فمن غير المقبول على الاطلاق أن يقف أمير في أي مكان في العالم، ويتخذ عن اللبنانيين قرارا بضمهم أو فصلهم أو ما إلى ذلك، فهم ليسوا ممن يستهان بهم أو يتم استضعافهم، لأن لديهم من القوة والكرامة والاعتداد بالإنتماء الوطني ما يجعلهم جميعا في وقفة واحدة ضد هذا الاستسهال والاستغفال السعوديين”.
وقال الموسوي: “سمعنا السفير السعودي “يستغرب موقفنا مما حصل، ويدعي أن نظامه لم يمس سيادة الدولة اللبنانية”، فالرد عليه أنه أولا بات واجبا على هذا السفير أن يكف عن مخاطبة أي جهة لبنانية، وأن يلتزم بالبروتوكول المعمول به، فهو لا يستطيع أن يخاطب اللبنانيين، فضلا عن أي جهة لبنانية، ولا أن يتهمنا بشيء، فإذا كان لديه مشكلة فليقدمها لوزير الخارجية، وليس من شأنه أن يستخدم هذه المنصة، لأن اللبنانيين أدرى بشؤونهم، فهذا السلوك المتكرر من هذا السفير غير مقبول لأنه يخرج عن الأصول الدبلوماسية المعمول بها، أما سيادة الدولة فنحن من حفظناها يوم أطلقتم علينا إسم مغامرين، ونحن الذين كسرنا أنف العدوان الإسرائيلي وجعلنا بلدنا آمنا، فقبل أن تنشغلوا بنا انشغلوا بتحرير أرضكم، في الجزيرتين الاستراتيجيتين اللتين يسيطر عليهما الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967”.
وتابع: “أما في مقام النقاش حول ما أعلن عن انضمام لبنان للتحالف الإسلامي، فهناك آلية معروفة دستوريا لاتخاذ القرار تبدأ بالمادة 52، التي تقول إن رئيس الجمهورية هو الذي يتولى المفاوضة، أما التوقيع فيجب أن يذهب إلى الحكومة ويأخذ أكثرية الثلثين، ليحول بعدها إلى مجلس النواب ويقره، يعني تحتاج إلى ثلاثة محطات، هي: رئيس جمهورية ومجلس وزراء ومجلس نواب، وعليه فإن هذا الموضوع منته، والإعلان عن انضمام لبنان إلى ذاك الحلف، هو إعلان لا محل له لا من التاريخ ولا من الجغرافيا ولا من الإعراب، بل كأنه لم يكن أبدا، ولذلك فإننا لن نناقش بهذه المهزلة، وإذا أراد أحد أن يقترح هذا التحالف بوقت من الأوقات في مجلس الوزراء أو في أي وقت آخر، فسنسأله عن الهبة السعودية، أي ماذا حصل بها، وأين هي، وماذا وصل منها للجيش اللبناني، وهل هي عبارة عن 47 صاروخ ميلان متخلفة ليس لها أي فعالية، فأين أصبحت هذه الهبة، التي بحسب ما تسرب عن مرجعيات عسكرية أنها تبخرت، ولقد سألنا في مجلس النواب عن هذا الموضوع بالجلسة التشريعية، وقالوا لنا إنها ما تزال قائمة، وعندما يفتح هذا الموضوع أيضا سنذكر بالهبة الإيرانية المستعدة لتزويد الجيش اللبناني بما يريده”.
وقال: “نريد لهذا البلد الذي نقدم الشهداء من أجل كرامته وحريته وسيادته، أن يكون بلدا للجميع، ونحن مسرورون بأن نعيش في مجتمع متنوع فيه من جميع الطوائف، وحريصون أيضا على تقديم نموذج في العيش الواحد بين أتباع الديانات المختلفة، ولأننا كذلك فنحن حريصون أيضا على بقاء التعددية في لبنان والتوازن الحقيقي الذي يقوم على المناصفة والنسبية كما نص الدستور فيه، وهذا ما يقتضي قانون انتخاب عادل يؤمن صحة التمثيل ودقته، من دون أن يغيب أو يستضعف أي مكون طائفي، وأن ينبثق من ذلك الحكومة القادرة على خدمة مصالح اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم”.

أمين السيد: قيام السعودية بإنشاء تحالف ضد الإرهاب مسرحية تخفي نوايا عدوانية
السبت 19 كانون الأول 2015 /وطنية – تناول رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” السيد إبراهيم أمين السيد، موضوع الحلف السعودي – الإسلامي من ناحية الشك، فقال: ان “هناك مهزلة ومسرحية وفضيحة، بأن يأتي الإعلان عن تحالف بهذه الخطورة والضخامة والحجم، بهذا الشكل من الإخراج الإعلامي والإعلاني له، ما يعتبر فضيحة، لاسيما بعدما تبين أن هناك كثيرا من الدول ليس لديها علم بذلك، ولم يخبروها حتى عبر الهاتف، فوزير الخارجية الباكستاني يقول نحن مذهولون من وضع إسمنا في هذا التحالف من دون أن يكون لدينا علم بذلك، كما أن أندونيسيا لم تكن موجودة، بينما ماليزيا كانت موجودة إلا أنها عادت وخرجت منه، فيما عبرت تركيا بلغة دبلوماسية متحفظة بشكل من الأشكال عن هذا الإعلان”، مضيفا: “بحسب التحليلات السياسية، فإن الأمر يتعلق بالتوقيت السياسي لهذا الأمر، حيث أعلن عن هذا التحالف في الوقت الذي بدأت فيه المفاوضات السياسية حول اليمن في سويسرا، في محاولة منهم للايحاء بأنهم أحرزوا انتصارات هائلة في اليمن، وأنهم سيكملون انتصاراتهم في أماكن أخرى، ولذلك فإن هذه الإيحاءات هي إعلامية ليست مقبولة كثيرا”.
كلام أمين السيد جاء خلال اللقاء السياسي الخاص، الذي نظمه “حزب الله” للجان العلاقات العامة في منطقة الجنوب الأولى، والذي أقيم في حسينية شهداء بلدة دير قانون النهر، حيث استغرب “قيام السعودية بإنشاء هذا التحالف ضد الإرهاب، وكأن هناك أحدا يشكل تحالفا ضد نفسه، وهو يمثل في الوقت نفسه الإرهاب، والدولة الإرهابية التي تصدر الفكر الإرهابي والتكفيري إلى كل العالم، وهي وراء كل مؤسسات هذا الفكر في العالم”، معتبرا أن “هذا هو نوع من محاولة الإيحاء بعظمة هذه الدولة، وهذا الدور والموقع، وكأنهم يبعثون برسائل إلى من يهمه الأمر، بأنهم أقوياء وعظماء ويوجد خلفهم عدد كبير من الدول”، ومؤكدا أن “هذا لا يفيد، بل هو إمعان في الاستمرار بسياسة الجنون وعدم التوازن، الأمر الذي سيكون له نتائج في استمرار إيجاد حالة التدمير للمجتمع الإسلامي والتقاتل في داخله، فهم ضيعوا الطريق، لأن الطريق الأسلم لهذه المنطقة وهذا الإقليم في الشرق الأوسط هو في أن تكون منطقة تعيش نوعا من التعاون والتكامل بين دولها، وتبادر لحل أزمات ومشاكل الشعوب فيها، فهذا هو الطريق الصحيح، وليس إعلان أحلاف من النوع الذي يجري اليوم”.
واعتبر أن “الإعلان عن هذا التحالف مسرحية إعلامية، وإن كانت تخفي نوايا سيئة وإجرامية وعدوانية، فهم يحاولون من خلال هذا الإعلان الإيحاء وكأنهم يمررون من تحته رسائل للتفاوض بين السعودية وغيرها، وهم الذين وصل بهم الحال في تحالف اليمن إلى حد المجيء بشركة “بلاك ووتر” لتقاتل مع السعودية في اليمن، فلا أدري من سيبقى في هذا التحالف الجديد في حال أرادت السعودية فتح معركة مع أحد، ومن أين سيأتون بمن يقاتل، وهم الذين لا يمتلكون أصلا جيشا يقاتل، وإلا لكانوا يدافعون عن حدود الأراضي السعودية في اليمن”.