هدى شديد: معركة ترشيح فرنجيه تبدأ من وقف النار في اليمن/ألين فرح: حارة حريك والرابية استوعبتا محاولة زعزعة حلف 8 آذار هل يؤكد فرنجيه متانة الخط الاستراتيجي ونهائية انتمائه إليه

343

معركة ترشيح فرنجيه تبدأ من وقف النار في اليمن
هدى شديد/النهار/15 كانون الأول 2015

يعضّ كل من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميٰل والقوى المسيحية المستقلة في فريق 14 آذار على “جرح اصابهم من حليفهم الرئيس سعد الحريري”، بمبادرة تبدأ من ترشيح الابن المدلَّل لفريق الثامن من آذار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه، دون الأخذ برأيهم، أو الوقوف على خاطرهم، حتى أنه لم يبادر الى البحث معهم الا بعدما خرج لقاؤهما الى العلن “من طريق التسريب والتهريب”. هذا هو لسان حال مسيحيي 14 آذار الذين يعيشون مرارة قوية. فق أوساط هذا الفريق، أن “مرارة الأداء بحقٰهم لم تقف عند هذا الحدّ. فرغم تجاهل الرئيس الحريري لمواقفهم، بادر رئيس حزب “القوات اللبنانية” الى الاتصال به ومحاولة البحث معه عن مخرج يقي 14ذار خيار الانتحار أو الرمي بنفسها في فم الأسد، فإذا بهذه المكالمة الطويلة تنتهي بمبادرة الحريري الى الاتصال مجدداً بالنائب فرنجيه وتأكيد مضيٰه بخيار ترشيحه، ضارباً عرض الحائط كل ما يسمعه من “الحلفاء السابقين”. لا يرى هذا الفريق أي دوافع إقليمية او دولية وراء مبادرة الرئيس الحريري “بل قراراً قائماً على حسابات لا علاقة لها بمستقبل “البيت الآذاري”، ولا تأخذ في الاعتبار واقع الجوّ المسيحي الحليف، الذي رأى فجأة ان حليفه يملي عليه خياراًً رئاسياً غير قابل للبحث او للمراجعة أو حتى للتفاوض، في حين يبقى من الاسهل عليه التراجع عن خيار يرى فيه “انتحاراً ” لا تقتصر خسائره على شخص بل تتعداه الى شروع سياسي برمته” كما تقول هذه الاوساط . هذه العقبة التي ظهرت أمام الرئيس الحريري، والتي لم يستطع تذلٰيلها حتى الآن، فرملت اندفاعته دون تراجع، لكنها حالت دون قيامه بإعلانها رسمياً، في خطوة ينتظرها الفريق الآخر ليبنى على الشيء مقتضاه. من هنا، ينظر “حزب الله” و8 آذار الى المبادرة على انها “لم تمت، لكنها جمّدت في دائرة الانتظار. فثمة صعوبات تعترض تقدّمها وتؤخٰر الحريري في عقده مؤتمراً صحافيا، او الإطلالة في مقابلة تلفزيونية لإعلانها. وما دام الحريري لم يتمكٰن من إقناع حلفائه ولم يحوّل طرحه رسمياً، فالكرة ما زالت في ملعب 14 آذار. وقبل أن يتحقّق التفاف الفريق الآخر وراء طرح الحريري ليعلنه رسمياً، لن يعلن فريق الثامن من آذار موقفه سلباً ولا إيجاباً، حتى أن العماد ميشال عون نفسه سأل “كيف يناقش طرحاً لم يقدّمه صاحبه؟” ما فرنجيه فلم يقل حتى الآن الا ان “عون ما زال مرشحنا، ومعاً وبموقف واحد سننزل الى جلسة الانتخاب”. ولذلك لن يبدأ أي نقاش جدي داخل فريق الثامن من آذار قبل أن يقدّم الحريري ومعه الفريق الآخر طرحاً رسمياً متكاملاً قوامه رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والحكومة، تماماً كما حصل في مؤتمر الدوحة. ووفق أوساط الثامن من آذار، ” ان اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله والنائب فرنجيه لم يقفل باب ترشيحه على الإطلاق، بل العكس، لأن لفرنجيه مكانة لا يستهان بها، بل انه يحظى بكل الاحترام لشخصه ومبادئه وتاريخه وثباته في خياراته، الا ان الموقف ينتظر اعلان المبادرة رسمياً، فالحزب و8 آذار مقتنعون بفرنجيه رئيساً وينتظرون عرضاً بسلّة كاملة، من ضمنها قانون الانتخاب، والا فماذا يمكن رئيساً وحده ان يفعل؟ نحن لا نسير بقانون انتخاب لا يقوم على النسبية، فهل يقبل الحريري بهذا المبدأ وهو الذي لم يقل كلمته بعد؟ لن يقول أحد إن المبادرة ماتت او انها قائمة الا عند إعلانها كاملة ورسمياً، ليبدأ عند ذلك النقاش جدياً”. ن وجهة نظر هذا الفريق أن العامل الإقليمي مساعد في هذا السياق، ولكن الضوء لا هو احمر ولا اخضر، بل ما زال اصفر، ولذلك ستبقى المبادرة مترجحة الى حين يتحوّل الضوء الإقليمي أخضر، فيصبح عندئذ التفاهم ممكناً على تسوية شاملة. وفي انتظار نتيجة القرار الذي اتخذ أمس بوقف إطلاق النار في اليمن، ومعرفة مدى التزامه، وبدء الحوار السياسي بين ايران والمملكة العربية السعودية، ليس هناك جوّ تسووي بعد بين الدولتين. الاتفاق السعودي – الإيراني يجب أن يبدأ بتسوية في اليمن ويمرٰ بتفاهم في سوريا، لينسحب بالتالي على حلّ سياسي في لبنان. ولذلك المبادرة معلٰقة ليس على قرار سياسي داخلي ، بل على قرار عسكري يبدأ من اليمن ومن وقف إطلاق النار.

 

حارة حريك والرابية استوعبتا محاولة زعزعة حلف 8 آذار هل يؤكد فرنجيه متانة الخط الاستراتيجي ونهائية انتمائه إليه؟
ألين فرح/النهار/15 كانون الأول 2015/على رغم احتواء أبرز مكونين في فريق 8 آذار مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية تجاه النائب سليمان فرنجيه، عبر الصمت المطبق الذي اتّبعاه، الا أن هزّة ما أصابت هذا الفريق الذي يعتبر ان عملية إعادة الترميم بدأت مباشرة بعد لقاء فرنجيه العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله تواليا، وهما الحريصان كل الحرص على فرنجيه وتحالفهما معه، والتأكيد ان العماد عون هو مرشح الخط الاستراتيجي. فهل لفرنجيه فرصة ما بعد؟ وفق قراءة لمصادر في 8 آذار فإن الاتصالين الهاتفيين للحريري مع فرنجيه ومع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان دلّا على شيء فعلى الحرج الذي وقع به الحريري. ولهذا الحرج سببان: الاول محاولة الحريري تعويم نفسه سياسياً ولو على حساب حلفائه وفريقه السياسي، اذ في اعتبار البعض انها فرصته الأخيرة للعودة الى الحكم عبر هذا الطرح، فشكّل هذا الأمر احراجاً له لأن فريقه ما زال منقسماً انقساماً حاداً على مسألة ترشيح فرنجيه لرئاسة الجمهورية، على رغم الاعلان عن تنظيم الاختلاف بين “القوات اللبنانية” و”المستقبل” وألا يتحوّل خلافاً. علماً انه في الدرجة الاولى فإن المبادرة أو حتى الاقتراح الذي صدر عن الحريري لم يرتقِ الى مستوى الترشيح الذي يحوز موافقة أفرقاء 14 آذار. السبب الثاني والأهم في هذا الترشيح أنه كان يصب في زعزعة استقرار العلاقة ومتانتها بين مكونات 8 آذار وإحراجها، وبالتالي فشلت هذه المحاولة بعدما تمّ استيعاب قدر كبير من الارتدادات من حارة حريك والرابية اللتين تعاملتا بصمت وهدوء مع الموضوع. واذا كانت المبادرة مستمرة ولو بزخم أقلّ وبتراجع اندفاعتها وبتعثر واضح، فالكل ينتظر ما سيقوله فرنجيه الخميس المقبل مع الزميل مارسيل غانم في برنامج “كلام الناس”، اذ من المفترض ان يظهّر فرنجيه حرصه على 8 آذار ومتانتها وعن العلاقة مع “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، أي بمعنى آخر الحرص على هذا الخط الاستراتيجي ومتانته الى أبعد الحدود وعلى نهائية انتمائه اليه بصورة لا لبس فيها. كما أن نهائية انتمائه تنبع من اقتناع سياسي ووجداني، أي الوفاء، وهذا ما تنتظره حارة حريك والرابية. في اعتقاد مراقبين للتطورات على جبهة 8 آذار، وتمسّك فرنجيه بالمبادرة على رغم بقاء العماد عون المرشح الاستراتيجي لهذا الفريق، فإنه حتى لو التقى فرنجيه الرئيس السوري بشار الأسد، فالجواب واضح: عند السيد نصرالله. عملياً، هل أصبح فريق 8 آذار يملك مرشحين رئاسيين؟ لهذا الفريق مرشح استراتيجي واحد معلن وآخر اقترحه الحريري وتبناه النائب وليد جنبلاط من دون اعلانه رسمياً. وهو يعرف في قرارة نفسه، أي فرنجيه، انه لا يمكن أن يأتي من دون غطاءين متلازمين: غطاء مسيحي، وغطاء الحليف الأبرز له أي “حزب الله”. ي المقابل من يضمن للحريري عودة حقيقية الى السلطة بمعزل عن العماد عون و”حزب الله”؟ وبمعزل عن أهدافهما الشخصية والسياسية ورغبة الحريري في دخول المملكة العربية السعودية من موقع الرئاسة الثالثة وتجاوز خلاف الأجنحة فيها، فإن هذه العودة في حاجة الى أمور ثلاثة أساسية:

اولاً، انتخابات نيابية وفق قانون جديد يعتمد على النسبية ويحقق المناصفة، وان يحصل “المستقبل” على حيثية وازنة في بيئته. ثانياً، من يتبوأ الموقع الأول والذي يمثل حيثية وازنة بمكوّنه هو الضامن للحيثيات الأخرى وكل ذلك عبر قانون انتخاب جديد وانتخابات تحدد الأوزان والأحجام.

ثالثاً، في الحصيلة ومهما كان مآل الاقتراح، إن تجميداً أو فشلاً أو إعادة إنعاش بمنشطات دولية أو أممية أو رعوية، فإن هذا الانعاش ليس ذاهباً صوب شخص فرنجيه بل التشديد على اجراء الاستحقاق الرئاسي بمعزل عن الأشخاص. وبالتالي فإن الحريري بتبنّيه فرنجيه، وقطع الطريق على أي مرشح من 14 آذار وتحديداً حليفه الاساسي جعجع، لن يستطيع العودة الى الوراء بعد الآن، أي اما تبنّي القوي في 8 آذار للرئاسة، واما استمرار حال الفراغ الرئاسي، في الوقت الذي تسعى الدول الى اجراء الاستحقاق الرئاسي كي تنتظم أمور الدولة والمؤسسات.

الاستراتيجية الوحيدة التي يمكن أن تحقق نتائج إيجابية هي تسوية السلة المتكاملة التي طرحها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والتي تتضمّن قانون انتخاب عادلا وفق النسبية يحقق المناصفة ويعيد تكوين السلطة والاتفاق على الحكومة ورئاستها وشكلها..