بري مع تواصل عون – فرنجيه لإنجاح التسوية/نصرالله يستقبل فرنجية: أسئلة عن الخلفية والتوقيت والهدف/بعد نجاح المسيحيين في قانون استعادة الجنسية هل تنجح النيات في استرجاع رئاسة الجمهورية

408

بعد نجاح المسيحيين في قانون استعادة الجنسية هل تنجح “النيات” في استرجاع رئاسة الجمهورية؟
ألين فرح/النهار/12 كانون الأول 2015/تستمر الحركة على خط المبادرة الرئاسية، ولكن ببطء، إذ إن اندفاعتها خفت كثيراً بفعل الرفض المسيحي. ولا شك في أن هذه المبادرة حرّكت المياه الراكدة في موضوع الرئاسة، وحرّكت ايضاً المسيحيين علّهم يتفقون أو يتوصلون الى قاسم مشترك حيال الاستحقاق الرئاسي.
في معلومات لـ”النهار” أن ثمة تطوراً أو حركة مسيحية على الأرض عبر اتصالات مسيحية لإنجاز شيء ما، وهي تتركز تحديداً بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب، من دون إغفال “المردة”، وطبعاً بكركي التي يشجع سيدها على وجود اتفاق مسيحي. فهل أعيدت المبادرة الى المسيحيين؟ تجيب مصادر متابعة في قوى 14 آذار بالايجاب، باستثناء أمر واحد جعله الرئيس الحريري من الثوابت، أنه قطع الطريق على أي مرشح من 14 آذار بتبنّيه أحد صقور 8 آذار للرئاسة. لا شك في أن هذه المبادرة خلطت الأوراق على ضفتي 8 و14 آذار، واذا كان الفريق الأول ملتزماً الصمت ومشدداً على متانة التحالف الاستراتيجي، فإن الاختلاف في طرح هذه المبادرة تحديداً بين الرئيس الحريري وجعجع يتفاعل، وخصوصاً بعدما كشفت مصادر في “المستقبل” ان جعجع كان على علم بالمبادرة مسبقاً. اذا كانت “القوات اللبنانية” ترفض الحديث في الأمر، فوفق معلومات “النهار” انه اثناء زيارة جعجع للمملكة العربية السعودية، اجتمع بالحريري الذي سأله لماذا لا نسير بطرح فرنجيه رئيساً، فشرح جعجع أبعاد هذا الطرح الذي يعتبر أنه يقضي بتأمين 14 آذار انتصاراً لفريق 8 آذار. وتشير مصادر في قوى 14 آذار لـ”النهار” الى أن “القوات اللبنانية” بدأت منذ سنتين اتصالات بالنائب فرنجيه وأجرت مفاوضات مع “المردة” بهدف “تطبيع” العلاقات في منطقة الشمال، وقد طرح مع “المردة” آنذاك ملف رئاسة الجمهورية كما طرح مع بقية الأطراف لأنه الملف الأساسي، “لكن القوات أيقنت صعوبة الوصول الى حلّ مع المردة في هذا الملف”. وتضيف المصادر انه بعد اللقاء الرباعي الشهير بين الأقطاب الموارنة في بكركي، أي منذ نحو 3 سنوات، وكان جعجع رافضاً شكل هذا اللقاء لكنه نزل عند رغبة البطريركية وشارك فيه، اتصل في ذلك الوقت بالرئيس الجميل والعماد عون والنائب فرنجيه للمعايدة، فردّ العماد عون التحية بالمثل وكذلك الجميّل، وهو حليف “القوات” وصديقها، لكن فرنجيه لم يرد على الاتصال.
وبعد طرح المبادرة الرئاسية، لم يعد توصيف انتصار 8 آذار ينطبق على العماد عون، لأن الوضع بين جعجع وعون مختلف، فهناك “إعلان نيات” جعل المسافة السياسية بينهما في مواضيع كثيرة أقرب، وثمة قواسم مشتركة أكثر حرّكت الرأي العام المسيحي تجاه هذا التلاقي، واحتضنته، سواء في لبنان أو في الاغتراب الذي تفاعل معه بقوة. وكأن هذا الاعلان جعل عون على مسافة أقرب الى جعجع من مرشحين آخرين يحسبون في خانة 8 آذار. حتى ان بكركي احتضنت هذا التلاقي وشجعت عليه، ووفق معلومات “النهار” انه قبل سفر البطريرك الى المكسيك، كان يريد لقاء عون وجعجع على العشاء، لكن اللقاء أرجئ لدواعٍ استثنائية. كما ان المملكة العربية السعودية كانت أول من بارك “اعلان النيات”، اذ اتصل السفير السعودي بعون وجعجع وهنأهما وأثنى على الاعلان، وهو حالياً يبارك الحوار المسيحي حول الاستحقاق الرئاسي. كان يعوّل على هذا الاعلان في أن يجعل عون وجعجع يتفقان على رئاسة الجمهورية وعلى قانون الانتخاب، لكن واضعيه يدافعون عنه وعن الانجازات التي تحققت في فترة قصيرة لا تزيد على 8 أشهر، أبرزها “انجاز اتفاق استراتيجي في مجلس النواب، وخصوصاً ملف استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، كما أوصل الى اتفاق على صحة تمثيل المسيحيين في قانون الانتخاب”.لكن هل يمكن عقد لقاء للأقطاب الأربعة في بكركي؟ وفق المعلومات انه الى الآن ثمة تحفظات من البعض عن هذا اللقاء، ومطالبة بأن يكون لقاء مسيحياً موسعاً يجمع الكل. علماً ان مصادر تعمل على اتفاق ما، تؤكد أنه اذا نضجت التسوية فيمكن أن يعقد اللقاء في بكركي.

بري مع تواصل عون – فرنجيه لإنجاح التسوية جولة الحوار لن تخرج بأكثر من تفعيل الحكومة
رضوان عقيل/النهار/12 كانون الأول 2015/لم تتلق قوى 8 آذار بارتياح ما نتج من اللقاء الذي جمع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، في ظل تمسك كل منهما بالترشح للرئاسة، انطلاقا من أنه صاحب الحظ الاوفر في احتلال المنصب الاول في البلاد. ولم تمنع اجواء هذه المساحة التشاؤمية من تصميم الرئيس نبيه بري على الدعوة الى الاستمرار في فتح قنوات الحوار بين الطرفين، وان يكن من الخطأ اكتفاؤهما بالحصيلة التي توصلا اليها في جلستهما، باعتبار أن الكرة الرئاسية الآن في ملعب 8 آذار، وان باب الوساطات سيبقى مشرعاً بين الطرفين لمعالجة الرضوض التي اصابت هذا الفريق. وعلى الرغم من النتائج غير المشجعة لزيارة فرنجيه الرابية، يؤمن بري بأهمية التواصل بين الرجلين. وفي ضوء ما سيتوصلان اليه يمكن الرئيس سعد الحريري وجهات أخرى الاقدام على اعلان ترشيح فرنجيه رسميا. وبعد تشجيع السعودية للحريري على القيام بما أقدم عليه، وهو ما أحدث اعصارا سياسيا في صفوف 14 آذار، يتوقف كثيرون عند الدعوة الرسمية التي تلقاها بري لزيارة المملكة، وسلمه اياها السفير علي عواض عسيري من دون التطرق الى مبادرة الحريري وما رافقها. ووعد بري بتلبية هذه الدعوة وشكر الرياض من دون ان يحدد موعد القيام بها، مع ترجيح ألا يقوم بها قبل نهاية السنة الجارية. وثمة من يرى ان توجيه هذه الدعوة لم يأت في “التوقيت السليم”، في ظل ارتفاع درجة السخونة السياسية والاعلامية بين الرياض و”حزب الله” ، وان الهدف من ورائها هو افتعال المزيد من الحساسيات والمشكلات عند 8 آذار. وتعقد جلسة الحوار المرجأة الى 21 الحالي على وقع ترشيح فرنجيه والرفض التي لقيه من عون و”القوات اللبنانية”، وصولا الى جهات عدة من 14 آذار، اضافة الى موقف “حزب الله” الثابت والمبدئي المؤيد لعون. وسيستمر بري في ادارة الحوار ومتابعة البنود التي يناقشها المتحاورون، مع ترجيح عدم مرورهم في شكل مباشر على ترشيح الحريري لفرنجيه. وثمة من يتوقع هنا عدم مشاركة عون، بل تكليف النائب ابرهيم كنعان تمثيله، منعاً لحصول اي لقاء مباشر بينه وبين فرنجيه الذي لا تخفي أوساطه استياءه من طريقة تعامل الرابية مع ترشيحه. وسيركز الحوار مجددا على ضرورة تفعيل الحكومة ومجلس النواب. من طاولة الحوار المحلية، تدعو جهات مراقبة للاستحقاق الرئاسي الى متابعة ما يدور من حرب ديبلوماسية مفتوحة بين الرياض وطهران على أكثر من محور، وطريقة تعامل كل عاصمة مع الحربين المفتوحتين في اليمن وسوريا. ولم يتأخر احدهم في طرح السؤال: هل تسوّى الامور في بيروت وينتخب رئيس للجمهورية، فيما الطيران الحربي السعودي لا يزال يحلق في سماء اليمن، من دون معرفة ما ستؤول اليه الامور في سوريا؟ ثمة من يعتقد ان على الرئيس المقبل في لبنان – في ظل التطرق الى المواصفات المطلوبة في شخصه في الحوار – ان يضع في مقدم برنامجه الرئاسي العمل على المساهمة في وأد الفتنة السنية – الشيعية وعدم التقليل من شأن هذه المعضلة، نظرا الى الآثار المأسوية التي خلفتها في اكثر من بلد وصولا الى لبنان. وان الحديث عن تعايش اسلامي – مسيحي في المنطقة لم يعد ينفع، ولا يساهم في طمأنة المسيحيين، إذا ماذا سيقدم اليهم في لبنان بعد تلقيهم درسين قاسيين في العراق وسوريا؟

نصرالله يستقبل فرنجية: أسئلة عن الخلفية والتوقيت والهدف
الأخبار/12 كانون الأول/15/زار النائب سليمان فرنجية، الخميس، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعقد معه اجتماعاً طويلاً، بحضور مساعدين للطرفين. وعلمت “الأخبار” أن فرنجية عرض خلال اللقاء كل ما سبق أن قام به من اتصالات سياسية، بما فيها اللقاء مع العماد عون، وآخر المشاورات مع فريق 14 آذار، ولا سيما الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط. وأكد فرنجية التزامه “حماية وحدة فريقنا السياسي، ولهذا أعلنت عدم التخلي عن دعم العماد عون كمرشح لفريقنا لرئاسة الجمهورية”. وبعدما شكا من تعرضه لحملة من جانب “الحلفاء”، أكد أنه “ملتزم الخط السياسي الذي أنا عليه منذ زمن طويل، والتزام الاتفاق على ترشيح العماد عون، لكنني أسأل: الى متى سوف نستمر في هذا الموقف؟”. شرح فرنجية هنا ما “أراه فرصة لنا ولفريقنا، من خلال إقرار الفريق الآخر، بترشيح واحد منا لرئاسة الجمهورية، وأنه في حال تبيّن أن الفريق الآخر لا يريد السير بالعماد عون، وهم في المقابل يعرضون دعمي، فإلى متى سننتظر، وما هو الحد الزمني، وما هي الخطة البديلة؟”.وكرر فرنجية أنه لم يقدّم أي التزام سياسي للفريق الآخر، وأن قبوله ترشيحه للرئاسة ليس فيه مقايضة مع الثوابت والتفاهمات الوطنية. وأنه مستمر سياسياً وإعلامياً داعماً لترشيح العماد عون، لكنه كرر السؤال: إنما إلى متى؟
ورد السيد بتأكيد موقف الحزب من ضرورة وحدة التحالف السياسي الذي يجمعه مع العماد عون وفرنجية وحركة أمل والحلفاء. وشدد على أهمية حماية هذه الوحدة، ومنع الفريق الآخر من العمل على إضعافها. وأشاد نصرالله بفرنجية قائلاً له: “نحن لم ننظر يوماً إليك كما ننظر الى الآخرين. أنت حليف جدي وموثوق من قبلنا، ونحن لا نخشى على أنفسنا منك، بل إنك لا تعرضنا لأي نوع من الابتزاز، وتتمسك بمواقفك دائماً الى جانبنا، وأنت حليف وشريك، ونحن نفضلك في أشياء كثيرة على كثيرين من الآخرين”.
لكن نصرالله أضاف: “نحن اتفقنا على دعم ترشيح العماد عون، والذي حصل هو أنه عُرض عليك من قبل الفريق الآخر. لكن هذا العرض لا يزال شفهياً، ولم يعلن الرئيس الحريري ولا فريق 14 آذار تبني هذا الترشيح رسمياً، بل هناك خلافات في ما بينهم حول الأمر”.
ورداً على سؤال فرنجية “إلى متى ننتظر في حال ظل الفريق الآخر على رفضه لترشيح العماد عون”، عاد نصرالله به الى البداية وسأله: “لنسأل أنفسنا، ما الهدف من وراء هذه الخطوة التي لا تزال شفهية من قبل الفريق الآخر، وما سر إطلاقها في هذا التوقيت بالذات؟ وما هو الثمن الذي يريده الطرف الآخر مقابل ذلك؟ وإذا قبلوا التنازل، لماذا اختاروك أنت ورفضوا العماد عون؟”. وبدا واضحاً من مجريات الحديث أن نصرالله كرر التزامه بما هو متفق عليه لجهة دعم ترشيح العماد عون، وكرر التقدير الكبير لموقع فرنجية وموقفه، لكنه ظل عند الأسئلة حول غاية الحريري من خطوة ترشيح رئيس تيار المردة، بالإضافة الى أسئلة أخرى حول “ما هو الشيء الذي يُلزِمنا بأن نمنح الطرف الآخر موقع المرجعية التي تقرر من هو رئيس الجمهورية ومن هو رئيس الحكومة وما هو قانون الانتخاب و… الخ”. وحسب مصدر واسع الاطلاع، فإن فرنجية خرج من الاجتماع مدركاً أن الحزب ليس بصدد إعطاء أي تعهد أو موقف حاسم، وأنه متمسك بترشيح العماد عون، وأن الحزب لا يرى ضرورة للقيام بأي خطوة قبل أن ينتهي الطرف الآخر من إنجاز ما وعد به، لناحية الإعلان الرسمي عن الترشيح، وتأمين توافق فريق 14 آذار على هذا الموقف. وقال المصدر إن الحزب “يريد بصراحة إبقاء الكرة في الملعب الآخر، وهو ينصح فرنجية ضمناً بعدم الانجرار الى نقل الضغوط من جهة الفريق الآخر الى فريقنا، وخصوصاً أن مشكلات الفريق الآخر لا تزال كبيرة”.