من المسيرة/مقابلة مع النائب دوري شمعون/لن اقترع لفرنجية والتسوية الرئاسية لن تمرّ

430

من المسيرة/مقابلة مع النائب دوري شمعون/لن اقترع لفرنجية والتسوية الرئاسية لن تمرّ
فادي عيد/المسيرة/11 كانون الأول/15

أكد النائب دوري شمعون، أن البلد لم يعد يحتمل استمرار الفراغ الرئاسي، وأن الوضع يتّجه إلى الإنهيار السياسي والإجتماعي والمالي والإداري، مشيراً إلى أن التسوية الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري ليست الحل المثالي، وهو لذلك لن يقترع للنائب سليمان فرنجية، إنما سيقترع بورقة بيضاء في حال استمرّت التسوية. ولفت إلى أن الوضع في لبنان اليوم أبشع بكثير من فترة الحلف الثلاثي، لأن المنطقة تغلي ولبنان مهدّد بالنار السورية، مؤكداً أن “حزب الله” لا يمكنه تحمّل مسؤولية إيصال النائب ميشال عون إلى سدّة الرئاسة الأولى، وشدد على أن مرشح الحزب للرئاسة هو النائب فرنجية. “النجوى ـ المسيرة” التقت رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون، وكان الحوار الآتي:
كيف تقرأ التسوية الرئاسية المطروحة وترشيح النائب سليمان فرنجية؟
لا توجد تسوية، لأنه لو حصلت التسوية لكنا غداً سننتخب رئيساً للجمهورية اللبنانية.
هل هذا يعني أن هذه التسوية لن تمرّ؟
واضح أن التسوية لن تمرّ ، فالموارنة مختلفون ولم يتّفقوا بعد على مرشّح واحد.
يعني ذلك أن لا انتخاب للرئيس في 16 من الجاري؟
أتمنى حصول الإنتخابات الرئاسية في الجلسة الإنتخابية المقبلة، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. أريد أن تتم الإنتخابات بسرعة، والأمر ليس مرتبطاً بالنائب فرنجية، بل لأن البلد لم يعد يحتمل استمرار الفراغ الرئاسي.
يقال أن التسوية قد جرى تعليقها، ولكنها لم تنتهِ، وهي اليوم مجمّدة بانتظار بعض الإستشارات؟
لا أريد الدخول في تفاصيل هذه القضية لأنني لا امتلكها، ولكن هناك عدة إعتبارات تؤثّر على المبادرة المطروحة للخروج من الشغور الرئاسي، وأبرزها هو موقف “حزب الله” الذي ما زال غامضاً وملتبساً، ولم يعبّر حتى الساعة عن رضاه أو معارضته لها.
هل موقف “حزب الله” يتناقض مع ما يطرح؟
هناك أدلّة تشير إلى أن “حزب الله” قرّر السير في ترشيح النائب فرنجية، لأن فرنجية لم يكن ليبادر إلى لقاء الرئيس سعد الحريري من دون موافقته أو ضمانته. في المقابل، الحزب لم يعلن هذه الموافقة، وما زال متريّثاً في التعبير عن الموقف الرسمي. بالإضافة إلى موقف الحزب الغامض، هناك موقف العماد ميشال عون الرافض والمعارض، وأيضاً موقف “القوات اللبنانية” غير المرحّب بهذا الأمر. لذلك، ما من أحد قادر اليوم على توقّع نتيجة التسوية المطروحة.
هل ترى أن “حزب الله” محرج جراء هذه التسوية؟
إذا أردنا مراجعة وضع “حزب الله” اليوم في سوريا، نلاحظ أنه لم يتمكّن مع إيران من مواصلة تنفيذ مشروع “الهلال الشيعي”، وذلك بعدما دخلت روسيا على خط الصراع الدائر في سوريا، ومن ثم تدخّلت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي أدّى إلى تغيير مسار المواجهات العسكرية ومصير الحرب في سوريا. وبالتالي، وبنتيجة هذا الواقع، فإن الحزب سيعود في الفترة المقبلة إلى لبنان ولن يبقى في سوريا. ولذلك، فهو سيعمد إلى إعادة ترتيب أوضاعه من خلال التموضع كفريق لبناني ـ لبناني، وليس كفريق متعدّد التكوين والإنتماء، أي لبناني ـ إيراني أو لبناني ـ سوري. وأظنّ أن هذا هو جوهر كل ما يُطرح على الصعيد السياسي الداخلي، وبالتحديد الملف الرئاسي. أما بالنسبة إلينا كفريق 14 آذار، فقد قام بالمبادرة الحالية الرئيس سعد الحريري بدافع وطني وليس محبة بهذا أو ذاك. فالوضع في لبنان أصبح صعباً، ويتّجه إلى الإنهيار الإجتماعي والمالي والسياسي والإداري، ولذلك، فهو أراد ترتيب البيت الداخلي، وطبعاً فإن الموارنة رفضوا مبادرته، إذ اعتبروا أن الحريري يريد تعيين الرئيس الماروني.
هل ترى أن الرئيس الحريري هو الذي صنع المبادرة، أم أنها وصلته “معلّبة” ليقوم هو بالتنفيذ؟
لم تأتِ هذه المبادرة إلى الرئيس الحريري “معلّبة”، بل إن ما حصل كان نتيجة عدة لقاءات مع الفرنسيين والأميركيين الذين طالبوه بإنهاء الحال الشاذة في لبنان، أي الشغور الرئاسي، وذلك خوفاً من تطوّر الوضع بشكل خطير في سوريا، وزوال “المظلّة” الدولية الحامية للبنان من النار السورية. وكان المناخ الغربي مجمعاً على وجوب حصول توافق سياسي لبناني يسمح بحماية الساحة اللبنانية من أية أخطار داخلية أو خارجية.
هل سرّعت أحداث باريس برأيك ملف التسوية الرئاسية في لبنان؟
العواصم الأوروبية وجدت أن إرهاب تنظيم “داعش” وصل إلى عقر دار أوروبا، وكان القرار بوجوب وضع حدّ لهذا الإرهاب، والسعي إلى إقفال كل الثغرات الحسّاسة في المنطقة، وخصوصاً في لبنان المهدّد أيضاً بالإرهاب.
هل كنتم في أجواء التسوية الرئاسية، أم فوجئتم بها؟
بصراحة لم أكن في أجواء هذه التسوية، علماً أنه لم يعد أي حدث يفاجئني في لبنان بعدما تعوّدنا على المفاجآت. وكنت أتوقّع ردّ فعل ماروني من قبل بعض الأقطاب الذين يسألون: “لماذا فرنجية وليس أنا”. علينا أن ننتظر ونترقّب نتيجة الحراك الحاصل والمحيط بالتسوية الرئاسية.
هل تعتقد أن اللقاء بين العماد عون والنائب فرنجية سيصل إلى نتيجة إيجابية؟
لقد حصل لقاء بينهما، ومن المؤكد أنهما بحثا في هذه التسوية. والعماد عون يقول أنه المرشّح الوحيد ولا يقبل بترشيح أي ماروني آخر. وبرأيي، فإن موافقته أمر صعب لا بل هي مستحيلة.
هل ترى أن “حزب الله” يريد العماد عون في قصر بعبدا؟
“حزب الله” لا يمكنه تحمّل مسؤولية إيصال العماد عون إلى الرئاسة الأولى.
من هو مرشّح الحزب برأيك؟
النائب فرنجية.
في حال لم تنجح التسوية الرئاسية، هل سيستمر الحراك للإتيان برئيس غير فرنجية؟
أرى أن فترة الفراغ الرئاسي ستطول.
أليس لديك مخاوف من تردّدات الفراغ الرئاسي الطويل؟
بعض القيادات ليست قريبة من النائب فرنجية، ولكنها وافقت عليه لأنه أفضل من العماد عون.
هل ستشاركون في جلسة الإنتخاب؟
أكيد سأشارك في أي جلسة إنتخابية، ونحن لم نقاطع أي جلسة من الجلسات الإنتخابية.
هل ستقترع لفرنجية؟
لن أقترع له على رغم أنني أحترمه من حيث المبدأ، وهو يستأهل أن يكون رئيساً للجمهورية. وسأقترع بورقة بيضاء، مع العلم أن النائب فرنجية هو زعيم وطني ولا ينكر صداقاته، وذلك خلافاً للعماد عون الذي لا يقيم وزناً للعلاقات والصداقات، وينقلب على أصدقائه.
تحدّث السفير السعودي عن مخاوف من تردّدات سلبية على لبنان في حال لم يتم تنفيذ التسوية الرئاسية؟
هذا الكلام واقعي، لأن الوضع في المنطقة خطير وهشّ، وهو يطرح مخاوف على الوضع في لبنان.
هل يمكن الإتيان برئيس من دون موافقة العماد عون؟
إذا كان “حزب الله” غير موافق، فلن يتم انتخاب رئيس للجمهورية.
هل تشبه المرحلة الراهنة مرحلة الحلف الثلاثي أيام الرئيس الراحل كميل شمعون؟
الوضع اليوم أبشع بكثير، لأن المنطقة تغلي، ولبنان مهدّد بالنار المندلعة في سوريا.
هل بإمكان فرنجية أن يكون رئيساً توافقياً؟
إنه يمتلك القدرة على ذلك، وهو يطرح نفسه رئيساً توافقياً، كما أنه من بين الأقطاب الأربعة الذين اتفقوا في بكركي. وبحسب أوساط الرئيس الحريري، فقد جرى طرح عدة ملفات معه بالنسبة لعلاقته مع الرئيس بشّار الأسد والخطاب الرئاسي، وتم الإتفاق معه على أن يكون توافقياً.
ألا ترى أن بكركي قادرة على لعب دور جدّي وضاغط للتوافق على قواسم مشتركة بين الأقطاب الموارنة؟
أرى أن بكركي مهتمّة بأمور أخرى، ويبدو أن البطريرك بشارة الراعي منشغل في سوريا وفي بلدان عدة أخرى.
هل حصل أي تواصل معكم من قبل تيار “المردة”؟
اتصلوا بي، وسيقوم وفد من “المردة” بزيارتي، وقيل لي أن الوفد سيضم الوزير ريمون عريجي ونجل النائب فرنجية طوني.
ماذا ستقول لوفد “المردة”؟
هم طلبوا اللقاء، وأنتظر ما سيقولونه.
ألا يشكّل موقفك الرافض لانتخاب فرنجية حساسية ما مع النائب وليد جنبلاط؟
هناك اتفاق ضمني بيننا، ولدى كل منا هامش حرية في الأداء، شرط أن لا يؤثّر أداء أي منا على الوضع في منطقة الشوف.
لماذا ذهبت الرئاسة إلى قوى 8 آذار؟
أنت بحاجة إلى أصوات الطائفة الشيعية، وهذه الأصوات هي اليوم لدى 8 آذار.
ولكنهم لا يحتسبون رئاسة مجلس النواب، بل يقولون الرئاسة ل8 آذار، ورئاسة الحكومة ل14 آذار، متناسين رئاسة المجلس؟
هذا وضع جديد، ولم يكن في السابق أي تقسيم من هذا القبيل، والسبب هو العدد.
هل ترى أننا أمام فرصة للحلّ أم تنتظرنا أزمة مستعصية؟
لو لم يتم الإعتراض لكانت القصة قد انتهت وانتخب الرئيس، وبرأيي أن هذه التسوية ليست الحل المثالي.
هناك من يعتبر أن التوافق على الرئاسة الأولى أسهل من التوافق على قانون انتخاب جديد؟
فلننتهِ من الرئاسة، وبعدها نبحث في قانون الإنتخاب، لأن الوقت أصبح داهماً بالنسبة للرئاسة، وليس لقانون الإنتخاب.