انطوان مراد: ردّ على مقال راشد فايد/ميشيل تويني: أسئلة إلى الحريري وفرنجيه

374

ردّ على مقال راشد فايد
انطوان مراد/النهار/رئيس تحرير اذاعة لبنان الحرّ/9 كانون الأول 2015
فاجأنا الكاتب الصحافي الأستاذ راشد فايد في عدد “النهار” الثلثاء 8/12/2015 بمقالة تحت عنوان “التكاذب الوطني”، حمل فيها مباشرة أو ضمناً على رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وهو الزائر الدائم لمعراب حيث يحظى بترحاب مميز ويعرف جيداً الكثير من الحقائق “المرّة”،ويا للأسف. والحق يُقال، لقد انتظرناها من الغريب وليس من القريب. إن مجرد وصف الكاتب الدكتور جعجع بـ”أبي الهول” يجافي اللياقة، لأن رئيس القوات إن صمت فليترك مجالاً لمعالجة الأمور، وليس لممارسة الإزدواجية التي لا يفقهها ولم يلجأ إليها مرة، وإلا لكان وفّر على نفسه الكثير من الخصومات والإشكالات.
أما كلام الأستاذ فايد على أن صمت الحكيم “لم يمنع خروج الجمهور على قواعد أدب التحالف، ببث أحقاد، من مخلفات الحرب الأهلية، على صفحات التواصل الإجتماعي”، فلا يستوي منطقاً أو نيّةً، لأن فيه اتهاماً مبطناً لسمير جعجع بـ”قبة باط”، فضلاً عن اتهام جمهور القوات، وفي هذا المصطلح تعميم خطر، بالتحريض والضغينة واعتماد أسلوب ميليشياوي. إن الخيبة التي تركها الإعلان عن المسماة تسوية، كان يمكن أن تنفجر أكثر لدى بعض الذين اجتاحهم ما لا يمكن وصفه من مرارة وألم، لولا حرص سمير جعجع على تطويق الإنفعالات، وعلى التزام التحفظ. فما حصل ليس من السهل هضمه، وإذا عبّر بعض الأنصار من مكونات 14 آذار كافة ومن دون اي استثناء، عن ردود فعل عفوية تمّ العمل على الحد منها، فلأن سمير جعجع تحمّل الكثير الكثير من أجل 14 آذار، وشكّل رأس حربة لها، ولم يتراجع عن موقف أو يناور أو يداور، ولا سيما في غياب الرئيس سعد الحريري، وعلى رغم نجاته بأعجوبة من محاولة اغتيال، والتهديد المباشر له عبر إرسال طائرات من دون طيار يعرفها جيداً الأستاذ فايد ويعرف من يسيِّرها، إلا إذا كان اختيار سليمان فرنجيه يُنسي ممارسات “حزب الله” والسابع من أيار واغتيال الرئيس رفيق الحريري ورموز “ثورة الأرز”. ليس سمير جعجع من يُسأل عن غياب الجبهة السياسية المتماسكة لـ14 آذار، بل فليُسأل سواه من المتدللين والمتحذلقين والغائبين. فهو لم يصادر جمهور 14 آذار، بل شكّل ضميره اليقظ بدليل الحب والتقدير العابرين للطوائف اللذين يحظى بهما الرمز الأمين والصلب والصادق لـ”ثورة الأرز”. أما موضوع الدولة المدنية، فالحري بالأستاذ فايد أن يراجع قليلاً البرنامج الرئاسي للدكتور جعجع بدلاً من الرهان على رموز الإقطاع والوراثة السياسية والتموضع الطائفي المقيت. لقد دفع سمير جعجع الثمن الأغلى لمشروع القانون الارثوذكسي، وصبر صبر أيوب على الحلفاء للتوصل إلى مشروع قانون بديل يؤمن الحد الأدنى من صحة التمثيل الذي ضُرب من دون رحمة في الانتخابات الاخيرة.
وفي موضوع الامانة العامة لـ14 آذار، فليست القوات اللبنانية التي تعطّل المجلس الوطني للمستقلين، بل هي من فصلت بين الحزبيين وغير الحزبيين حتى لا يكون المشروع على قياس ضيق او وفق نسب واستنسابات ترفضها القوات، انما فضاءً رحباً لكل آذاري غير حزبي؛ والواقع أن القوات اللبنانية هي التي حرصت على تشكيل مجلس وطني لـ14 آذار يضم المستقلين حصراً وبمعزل عن تدخل الأحزاب، ليكون رافداً للقيادات والأحزاب وحاملاً تطلعات جمهور 14 آذار، وبالتالي ما علاقة القوات بفشل هذا المجلس اذا فشل لا سمح الله؟!
ثم أهي الفيديرالية التي كانت وراء إصرار سمير جعجع على التحالف الوثيق مع تيار المستقبل على مختلف المستويات، على رغم بعض الصدمات والخسائر والمناورات النقابية التي انعكست على 14 آذار ككل.
وهل هي الفيديرالية التي جعلت سمير جعجع يخاصم شرائح واسعة من المسيحيين ويلقى منها التخوين والتشكيك كرمى للتحالف الوطني مع تيار المستقبل؟
وهل هي الفيديرالية التي دفعت سمير جعجع للإنفتاح على الدول العربية حتى التحالف وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، والتصدي لمشروع الهيمنة الإيرانية على العالم العربي؟
هل هي الفيديرالية التي دفعت سمير جعجع ليتحدى المخاطر ويخرق الحصار حول السرايا أكثر من مرة ليشدّ على يد الرئيس فؤاد السنيورة؟
وهل هي الفيديرالية التي جعلت سمير جعجع يلتزم الصمت حرصاً على 14 آذار في مرحلة السين – السين وزيارة الرئيس الحريري للمتهم بقتل والده والنوم في ضيافته؟
أمّا قولك أيها الصديق الأستاذ فايد إن الرباعي المسيحي لم يقبل برئيس توافقي وبعضه اليوم يرفض رئيس تسوية، فهو التجني بعينه، لأن سمير جعجع هو الذي عرض سحب ترشيحه لمصلحة مرشح توافقي يلتقي عليه فريقا 8 و14 آذار، وبالطبع إنه يرفض رئيس تسوية، وأي تسوية مع حليف، بل شقيق لرأس النظام السوري الذي اعتقل سمير جعجع أكثر من أحد عشر عاماً ونكّل وقمع، وابتزّ وهدّد كل اللبنانيين وصولاً إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري… فاغتيال شعب سوريا بعد ذلك.
إن حقوق المسيحيين تكون بحرص جميع الأخوة المسلمين على الشراكة الحقيقية، وباحترام من يمثلون أكثرياتهم الساحقة، وبالحض على النزول إلى ساحة النجمة لانتخاب رئيس لا يتحدى دماء الشهداء وضمير شعب 14 آذار. والسلام.

 

أسئلة إلى الحريري وفرنجيه
ميشيل تويني/النهار/9 كانون الأول 2015
حديث الساعة هو طرح اسم النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية. البعض فوجىء، خصوصاً ان من طرح الاسم هو الرئيس سعد الحريري، وهذا ما لم يكن متوقعاً. والبعض ارتاح لانه اعتبر انه بعد الفراغ والتعطيل فلينتخب المجلس من يشاء من المرشحين، وربما الوفاق سيكون ضماناً للاستقرار الأمني السياسي، وقد يتحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي، والبعض الآخر رفض واستنكر واعتبر ان الرئيس سعد الحريري تخلى عن مبادىء 14 آذار. لذا هناك بضعة اسئلة تطرح على الرئيس سعد الحريري، وكذلك على المرشح فرنجيه.
أولاً نسأل المرشح فرنجيه: هل سيكون رئيساً لكل لبنان واللبنانيين، اذا رشح وسمي ووافقت عليه كل الجهات والاطراف؟
واذا كان الجواب نعم، فهل يقبل ان يتفهم هواجس فئة كبيرة من اللبنانيين حيال صديقه الأول، النظام السوري؟
هل يستوعب فرنجيه الأمر ويدرك أن جزءاً كبيراً جداً تظاهر عام 2005 لأنه اعتبر الجيش السوري محتلاً لسيادة لبنان؟ بإعتباره سيكون رئيساً جامعاً، هل سيحترم هؤلاء وتضحياتهم ورأيهم ويمتنع عن إقحام علاقته وصداقاته في سياسة رئاسة الجمهورية؟ وهل ينأى بنفسه عن الحرب السورية وتكون مواقفه مع الخارج لبنانية اولاً؟
والسؤال الثاني: هل بُحث في قانون الانتخابات ضمن هذه التسوية؟ واذا حصل ذلك فهل يضمن فرنجيه قانوناً يعيد الى المسيحيين حقوقهم ويسمح للشباب والمستقلين بأن يخوضوا انتخابات من دون ان يركبوا بوسطات الترويكا اللبنانية؟ إذا تمكّن فرنجيه من أن يحل هاتين العقدتين فيكون تقدم جداً وربح نقاطاً عدة.
أما الرئيس الحريري فهناك من يعاتبه ويدعوه الى الاجابة عن بعض التساؤلات، ومنها:
عام 2005 تحالف مع “حزب الله” وخاض الانتخابات، وعندما حاول ان يثبت مواقف 14 آذار في الحكم حصل فراق مع الحزب وبدأت الاستقالات من الحكومة ونصبت الخيم في وسط بيروت وبدأ التعطيل والتشنج حتى الوصول الى اليوم الاسود، يوم العار، يوم 7 أيار. وبعدها، فقط للذاكرة، اتفقوا في الدوحة، ومجدداً بعد الدوحة تعرض الرئيس الحريري لانقلاب جديد فاستقالوا من حكومته ولم يتمكن الرئيس ميشال سليمان يومها من الحفاظ على اتفاق الدوحة، فخرج الحريري من الحكم، ولم يعد إلا مع الحكومة الحالية ومن الواضح ان ليس في امكانها العمل كما يجب. فالتعطيل سيد الموقف ولم تتمكن حتى من أن تحل أزمة نفايات. فهل مع الخطوة الجديدة يضمن الرئيس الحريري نفسه وحلفاءه؟ وهل يضمن لجمهور آمن بمبادىء معينة انه سيحافظ على احلامه ووجوده فلا يقع مرة أخرى في فخاخ التسويات؟
والسؤال الاخير لمن يحلو له ان يجيب الى متى نبقى رهائن التسويات والزعامات؟