سابين عويس: فرنجيه رئيساً في أسبوعين أو لا رئيس/نادين مهروسة: الكتائب نكاية بعون وجعجع: نعم لفرنجية/روزانا بومنصف: الإحراج الأكبر في مرمى القوى المسيحية وأسئلة عن الصدى الأميركي والسعودي

315

“الإحراج الأكبر في مرمى القوى المسيحية وأسئلة عن الصدى الأميركي والسعودي
روزانا بومنصف/النهار/26 تشرين الثاني 2015
لماذا قد يكون الوضع بات ناضجا بحيث يتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيما رفع مسؤولون لبنانيون كثر عناوين كشروط اقليمية عن مصالحة ايرانية-سعودية مثلا لا تزال غير متاحة، او عن تسوية في سوريا لا تزال بعيدة من دون افق محدد، او عن تسوية في اليمن تبعا لما قد تؤول اليه العملية العسكرية للتحالف العربي ضد الحوثيين؟ وكيف يمكن قوى 14 آذار ان تختبئ وراء تبريرات ربما تؤدي الى انتخاب النائب سليمان فرنجيه في الوقت الذي اعتبر كثر ان فرنجيه كان ولا يزال المرشح الحقيقي لـ” حزب الله” بينما كانت الحاجة الى العماد ميشال عون خلال الفترة الماضية مرحلية، توصلا الى فرض المرشح الحقيقي لدى الحزب؟ وفي موازاة ذلك، تثار تساؤلات عن رأي المملكة السعودية في امكان دعم ترشيح فرنجيه، ويثير البعض تساؤلات تتصل بما اذا كان لدى الاميركيين اي موقف استنادا الى المواقف المعروفة لفرنجيه وحلفه مع بشار الاسد. اذ على رغم التسليم بلامبالاة واشنطن ازاء التطورات السياسية اللبنانية وعدم تدخلها في الاسماء، ثمة اعتقاد طاغ أن هناك عناوين أو مواقع تظهر العاصمة الاميركية حرصا على بقائها ضمن ملعب سياسي معين، ما لم يكن ذلك مبنيا على اقتناع ما قبل ولاية الرئيس باراك اوباما، وقد باتت واشنطن تتعامل مع الامر الواقع ولا تحاول تغييره كما هي حال تعاملها مع تدخل “حزب الله” في سوريا مثلا. واستتباعا لذلك، هل يمكن ان يحظى فرنجيه بدعم القوى المسيحية، باعتبار ان موافقة هذه القوى هي الممر الضروري لدعم ترشحه؟ هذه الاسئلة تتفاعل على وقع ردود فعل سلبية قوية من اتجاهات متعددة، لاعتبارات لا مجال للخوض فيها، لكن قد تعني ان هناك جهدا كبيرا يجب ان يبذل، اولا من اجل تقديم شروحات منطقية وتبريرات مقنعة اذا اريد اعطاء هذا الخيار فرصة، خصوصا لدى جمهور 14 آذار كما لدى كثر في جمهور 8 آذار، انطلاقا من ان التسوية متى أتت من فوق ستترك انعكاسات سلبية كبيرة. ثم ان التسوية تعني تبادل الاخذ والعطاء، وهو ما يفترض بلورة السلة التي سيتم الاتفاق عليها اذا كان واردا او مرجحا، ايا تكن طبيعتها، خصوصا متى اقتربت الاطراف من مواقعها البعيدة الى منتصف الطريق، او ما يفترض انه كذلك.
تعتبر مصادر سياسية أن المؤشر الذي اعلنه الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله عن تسوية شاملة يتطلب تنازلات، كانت الضوء الاخضر المعبر عن التراجع عن المضي في استرهان الرئاسة اللبنانية لحسابات اقليمية او داخلية. لكن الامور ليست بنت ساعتها، باعتبار ان التمهيد لذلك بدأ قبل بضعة اشهر، ولن يتأخر الوقت للكشف عن ذلك، في حين ان انشغال الدول الاقليمية المؤثرة في لبنان كايران والسعودية في مسائل اكثر اهمية، يتيح المجال للبنان، اقله وفق ما يبدو من الحركة الداخلية، ليقتنص مسؤولوه الفرصة المتاحة من اجل المضي في تسوية يمكنهم اخراجها على انها من صنع لبنان. والذين يتابعون النائب وليد جنبلاط في تغريداته او احاديثه، التقطوا اولى اشاراته الى امكان دعم سليمان فرنجيه على اساس انه دليل لا يمكن اغفاله في ما ذهبت اليه الامور قبل ايام، وما قد تذهب اليه لاحقا، اذ كان ذلك تعبيرا عن افكار او عمل ما يتم بعيدا عن الاضواء. والتوقيت مهم لاعتبارات لا يمكن أحدا انكارها، تتصل بواقع ان البلد على شفير الهاوية على اكثر من مستوى. وقد استنفد سياسيوه كل الارانب واخرجوها كلها ولم يعد لديهم ما يقدمونه، بعدما بات لتعطيل انتخابات الرئاسة ثمناً باهظاً في الداخل على الافرقاء جميعهم، بمن فيهم “حزب الله” المستنزف في سوريا، حيث اصبح دوره ثانويا قياسا على اخذ روسيا الدور الرئيسي في قيادة الامور، خصوصا ان التعطيل طاول الحكومة ايضا على نحو لا يمكن انكار تأثيره، ان لجهة استمرار منع وصول رئيس مسيحي في الوقت الذي يبذل جهد لابراز موضوع حماية المسيحيين والمحافظة عليهم او لجهة منع رئيس الحكومة السني من ممارسة صلاحياته، وهو ما بات يترك آثارا خطيرة تخشاها دوائر عدة في ظل ما يجري في المنطقة.واذا كانت الكرة ترمى في ملعب المسيحيين على قاعدة ان “تيار المستقبل و”حزب الله” سبق ان دخلا في محاولات تسوية تلت الاتهامات التي وجهتها المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، الامر الذي لا يمنع تفاهمها في ظل المأزق الذي يواجهه الجانبان والبلد معهما، فان ثمة ارباكا كبيرا لا يستهان به لدى الافرقاء المسيحيين في حسم مواقفهم، انطلاقا اولا من ان المرشحين الرئيسين منهم امضيا سنة ونصف سنة من الشغور الرئاسي، ولم ينجح اي منهما ولم يدعم احدهما الاخر ولم يتفقا كذلك على اي مرشح آخر يمكن ان يدعماه، وتاليا يتحملان مسؤولية اي اتفاق اقليمي او خيار دولي على دعم مرشح ما يمكن ان يحظى بموافقة الجميع. احدى الاوراق التي تسحب من عون في حال تقدم فرنجيه الى الواجهة، انه زعيم مسيحي من الاربعة الذين عدوا اقوياء وذوي حيثية شعبية من “الخط الممانع” نفسه، وحامي ظهر “حزب الله،” في حين ان حسابات الدكتور سمير جعجع قد تستند الى امكان حصول مصالحة مارونية تاريخية والى ما سيجمعه شعبيا وسياسيا.

نصرالله بادر والحريري تلقّف و14 آذار مربكة فرنجيه رئيساً في أسبوعين… أو لا رئيس
سابين عويس/النهار/26 تشرين الثاني 2015
لم يعد الاهتمام الرسمي والشعبي منصباً الآن على معالجة فضيحة النفايات المستمرة فصولاً من التعطيل والمماطلة، بل أصبحت التسوية المنبثقة من رحم الرزمة المتكاملة التي طرحها الامين العام لـ”حزب الله” وتلقفها رئيس “المستقبل”، هي الشغل الشاغل للساحة اللبنانية. وفي حين كان ينتظر أن تتضح معالم هذه التسوية في جلسة الحوار الوطني أمس، كانت المفاجأة أن المتحاورين لم يقاربوا الموضوع من قريب ولا من بعيد. بل أكثر من ذلك، لم يقاربوا بند الاستحقاق الرئاسي في أي شكل. استأثر موضوع تفعيل العمل الحكومي باهتمام طاولة الحوار المنعقدة في عين التينة أمس، وكذلك عمل لجنة قانون الانتخاب، لكن المتحاورين فشلوا في تحقيق أي تقدم في المسألتين، مما جعل الجلسة الحوارية تدور في الفلك عينه وترواح مكانها، أي في المربع الذي كانت فيه منذ الجلسة السابقة، رغم كل التطورات والمتغيرات التي سُجلت منذ ذلك التاريخ. لم تُطرح التسوية الرامية إلى انتخاب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية، كما لم يُناقش موقف القوى الجالسة حول الطاولة، علما ان مرشحي 8 و14 آذار ليسا حاضرين، ولم يقولا بعد كلمتهما في شأن ما يثار حول تفاهم بين الحريري وفرنجيه، باعتبار أن كل ما صدر حتى الآن لا يشكل موقفا رسميا لأي منهما. في الاجتماع الاخير ل”تكتل التغيير والاصلاح”، قال العماد ميشال عون لنواب التكتل إن فرنجيه هو “من صلب فريقنا السياسي، ومسألة ترشحه شأن يخص البيت الواحد. ولكن إذا نجح في إنتزاع مطالبنا من الفريق الآخر وصدقوا معه، خلافا لما فعلوه معنا، فنحن معه وندعم ترشيحه”. أتى كلام عون ردا على حال التململ والاستياء التي برزت على ملامح نواب التكتل الذين يشعرون بأنهم “طعنوا من عقر دارهم”. وقد طلب عون من هؤلاء التزام الصمت في انتظار بلورة الطروحات الجاري تداولها. في معراب، الوضع لم يكن أفضل، خصوصا أن اوساط رئيس حزب “القوات اللبنانية” لا تخفي تململها وسؤالها: “هل تخلى عنا الحلفاء؟” في قراءة مراجع سياسية مشاركة في الحوار الوطني، أن طرح ترشيح فرنجيه جدي جداً وليس مناورة، تماما كما قال فرنجيه من عين التينة. لكن جديته لا تعني حصوله. فدونه عقبات كثيرة تحتاج إلى تذليل داخل البيت الواحد لكل فريق، خصوصا أن هذا الترشيح يجب أن يطرح فرنجيه في إطار “التوافقي،” إذ يتجاوز مرشحي الفريقين اللذين يخضع كل منهما لفيتو الفريق الآخر. تلمس هذه المراجع جدية الطرح في مواقف مختلف القوى، المحلية كما الاقليمية الراعية للملف اللبناني، ولا سيما على الضفة السعودية التي تبدي أخيرا انفتاحا وتفرغاً للقيادات اللبنانية. بالنسبة إليها، هي مسألة وقت يترجم الأقوال بالافعال. فإذا صح توصيف الطرح بأنه يختصر التسوية، فلا بد أن تكون سريعة ولا تستغرق أكثر من أسبوعين على أبعد تقدير، بحيث ينتخب فرنجيه رئيساً، وإلا فإن الاستغراق في الوقت سيؤدي إلى تعثرها بفعل التعقيدات وتبدل التحالفات تمهيدا لإجهاضها.
وتنطلق المراجع في قراءتها هذه من بعض المعطيات والملاحظات والعوامل:
– ان انتزاع موافقة عون على فرنجيه رئيسا لن يكون من دون ثمن. وسيترتب على “حزب الله”، العاجز عن تجاوز حلفه مع عون لمصلحة فرنجيه من دون بركة الاول، إقناعه بالتنازل عن ترشحه.
– الامر ينسحب على محور 14 آذار حيث سيترتب على زعيم “المستقبل” انتزاع موافقة حليفه سمير جعجع من أجل التنازل عن ترشحه لمصلحة فرنجيه، خصوصا أن طرح الحريري لفرنجيه بدا كأنه تخل عن جعجع وتسليم بأن يكون رئيس الجمهورية من 8 آذار.
– إن فرض فرنجيه رئيسا من خارج المباركة المسيحية للقوى الاكثر تمثيلا، لن يكون سهل المنال. والحاجة ملحة إلى توقيع عون على الاقل، علما أن مثل هذا الامر قد يؤدي إلى قيام جبهة مسيحية معارضة تخرج عن الاصطفاف التقليدي لفريقي 8 و14 آذار.
– إن فشل التسوية المقترحة سيؤدي إلى حرق فرنجيه كمرشح مسيحي، بعدما أفضى التواصل العوني – “المستقبلي” سابقا إلى حرق عون، وبينهما بطبيعة الحال جعجع. وتخلص المراجع إلى القول إن عدم إنجاز التسوية سريعا سيعني حتما أن الظروف الاقليمية على خلفية الاشتباك السعودي – الايراني لم تنضج بعد، وأن سقوط تسوية “الوقت الضائع” سيفتح الافق على مرحلة جديدة من الشغور الرئاسي المديد.

 

الكتائب” نكاية بعون وجعجع: نعم لفرنجية!
نادين مهروسة/المدن/الأربعاء 25/11/2015/بعيد إشاعة خبر تسوية قد تحمل رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية إلى بعبدا، بدأت مرحلة خلط أوراق سياسية على صعيد التحالفات القائمة في لبنان، على الرغم من أن المعطيات لا تشير إلى الآن بأن هذه التسوية قد تسلك طريقها إلى التنفيذ والتطبيق.
قبل لقاءات باريس بين الرئيس سعد الحريري وعدد من الشخصيات السياسية أبرزهم فرنجية، كانت التحالفات القائمة تعرضت للكثير من التصدعات. وبغض النظر عن إحتمال انتخاب فرنجية أم لا، إلا أن الثابت أنه في حال تمت الصفقة، فإن العلاقة بين الأقطاب المسيحية ستشهد تبدلاً. قبل الحديث عن التسوية كان الثنائي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” يحاول احتكار الساحة المسيحية، حاولت “الكتائب اللبنانية” التمايز في الملفات الداخلية، وفتحت عبر رئيس الحزب سامي الجميل خطوط التواصل مع فرنجية، لمواجهة احتكار الساحة المسيحية. وتؤكد مصادر الطرفين لـ”المدن” أنه “في الآونة الأخيرة تحسنت العلاقة بين كل الجميل وفرنجية، حيث باتت تجمعهم علاقة جيدة، في حين أنهما تبادلا الزيارات واللقاءات على صعيد تكريس مرحلة التقارب بين الطرفين التي قد تؤدي لتفاهم سياسي وإمكانية رسم خطوط سياسية مشتركة”. ومع بروز اسم فرنجية، وعلى الرغم من أن قيادات حزب “الكتائب” تكرر التمسك بترشيح الرئيس أمين الجميل، إلا أنه في المجالس الخاصة بدا الجميع منتشياً بإحتمال وصول فرنجية، خصوصاً أن ذلك يعني حكماً ثنائية مسيحية تضم “الكتائب” وفرنجية، في مواجهة ثنائية “القوات” و”التيار”، ومحاولاتها احتكار الساحة المسيحية. أولى ثمار الموقف الكتائبي، بدا في سرعة توجه الجميل الى باريس للقاء الحريري، ليكون بذلك شريكاً في التسوية ان أقرت، منتهزاً فرصة الغضب “القواتي” من الحريري، ورفض رئيس حزب “القوات” سمير جعجع التوجه الى باريس، في رسالة احتجاجية ضد موقف الحريري من فرنجية. وتؤكد مصادر ”المدن” أن “الكتائب” أعطى موافقته على إنتخاب فرنجية رئيساً لا سيما أن هدفهما مشترك، وهو مواجهة جعجع وتحجيم دوره، كما أنهما من خلال بناء تحالف بينهما يصبحان مساويين لحلف جعجع – عون، وبالتالي يؤمنا أي ميثاقية لا يوافق عليها “التيار” و”القوات”، خصوصاً انهما يعتبران أن تقارب عون وجعجع قد يقضي على وجودهما بالمعنى السياسي المؤثر، ولذلك لم يعد أمامهما سوى التعاضد لمواجهة أي تهميش قد يحصل مستقبلاً. أبعد من ذلك يتحدث البعض عن ضرورة التكامل بين “الكتائب” و”المردة” حتى إنتخابياً، خصوصاً أنه لا منافسة بينهما على الأرض، بإستثناء بعض القرى، وتشير المصادر الى أن هذا الحلف يرفده حضور مسيحي شمالي، وآخر متني، وبالتالي منافسهم الحقيقي هو ثنائي “اعلان النوايا” الذي يسعى حتى لإحتكار التمثيل النيابي، عبر قانون يهمشهم ويقضي على قوتهم المناطقية، خصوصاً أن تركيبة “المردة” و”الكتائب” سياسياً تعتمد على العصب العائلي التاريخي.