الياس بجاني: رفع القوات والمستقبل وعون رايات النصر ضحك ع الدقون ولحس للمبرد ودنكوشوتية فاقعة

583

رفع القوات والمستقبل وعون رايات النصر ضحك ع الدقون ولحس للمبرد ودنكوشوتية فاقعة
الياس بجاني
12 تشرين الثاني/15

محزن كم أن الطاقم السياسي اللبناني والماروني تحديداً هو غريب ومغرب ومنسلخ عن أولويات واحتياجات الناس وعن الدستور وعن مبدأ الصدق وعن واجب احترام عقول وذكاء وعلم المواطنين.
كم كان محزناً أن نرى قيادة القوات اللبنانية وعون الشرود والنرسيسي وصاحب ثقافة، “الخريان والبوط” وبعد أن خاضوا معركة إعلامية وهمية لم يكن لها مبررات منطقية وواقعية راحوا يهللون فرحين رافعين رايات النصر عقب انتهاء همروجة التمذهب والغباء والهيجان الغرائزي الإعلامي التي فرضها خدمة لمنافعه الذاتية الطاقم السياسي وهم من ضمنه، فرضوها على الشعب اللبناني في حين أن احتياجات هذا الشعب وأولوياته المعيشية وعقله وفكره هي كلها في أمكنة أخرى.
كما أن ربع تيار المستقبل بدورهم افتتحوا منذ الأمس مسرحية تمجيد وتبجيل مبادة الرئيس الحريري وهم يصفونه بالمنقذ للميثاقية، في حين أن النائب وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري وحزب الله الذي يحتل لبنان، يضحكون “بعبهم” وهم يرون هذه المشهدية “الولادية” والغبية من التناحر العبثي الذاتي على لا شيء بين مكونات 14 آذار.
إن رايات النصر الوهمية والتعموية المرفوعة من القوات وعون والمستقبل هي لحس واقعي للمبرد وتلذذ الفرحين هؤلاء بملوحة دمهم، كما أنها دنكوشوتية فاقعة لا تختلف بشيء عن هرطقات ودجل انتصارات حزب الله والأسد وباقي ربع المقاومة والممانعة والتحرير.
نسأل هل تعهد الرئيس الحريري بعدم حضور تياره أي جلسة نيابية إن لم يكن قانون الانتخاب على جدول الأعمال هو فعلاً تعهد له قيمة عملية ويمكن صرفه؟
بالطبع لا، وألف لا، وهو كمن يشتري السمك في البحر، طالما بقي حزب الله الإرهابي والإيراني محتلاً للبنان، وطالما بقي الموظف التابع له، الرئيس نبيه بري، متحكماً ومتسلبطاً نيابة عنه وغب أوامره وفرماناته بمصير وأبواب ومفاتيح المجلس النيابي.
نسأل ماذا قدم حزب الله وأداوته المسيحية والإسلامية والدرزية لأنها الهمروجة؟
والجواب اللابط والناطح، لا شيء بالمرة، لأن “استجداء” حفظ ماء وجه القوات وجماعة عون جاء من قبل الرئيس الحريري دون أن يلتزم الحزب اللاهي وأدواته والأذرع بشيء، ودون أن يعلن حتى موقفاً من شيك الحريري الغير قابل للصرف في بنك بري اللاهي.
كما أن موقف الرئيس الحريري الشكلي “وشيكيه الورقي والوهمي” الذي لا يصرف جاء بعد مناشدة الدكتور سمير جعجع له علناً للحفاظ على إرث أبيه، أي على الميثقاقية، مما يعني أن مقولة “سعد وسمير” هي أنية ووهمية ولا أسس وطنية لها.
كما أن الدكتور جعجع وهنا الغرابة، علماً أن لا شيء غريب في لبنان، ناشد حزب الله بنفس الوقت الذي ناشد فيه الحريري، ولكن بطريقة ذكية وعلناً طالباً منه مساندة حليفه العماد عون وعدم التخلي عنه.
إنه أمر فعلاً في منتهى الغرابة وغير مسبوق في العمل السياسي اللبناني!! ولكن في لبنان من يعيش رجب لا بد وأن يرى العجب.
وفي سياق وسخ الهمروجة إياها، لا بد هنا من الإشارة إلى أن تيار المستقبل قد خيب آمال كثر من المسيحيين تحديداً، ونحن منهم، إذ وبعد عام ال 2005 كان 24/24 يمظهر نفسه على انه عابر للطوائف، وإذ ببعضه يعود وبوقاحة إلى التمذهب السني الفج والمقزز وإلى ثقافة عروبة عبد الناصر والحركة الوطنية الباليتين والمنقرضتين في مصر نفسها، مما عملياً وواقعاً معاشاً وملموساً أعاد هذا التيار إلى موقعه العملي والفعلي وهو أنه تيار سني 100%.
وإلا كيف يعقل أن يحاول تيار المستقبل “العابر للطوائف” هذا، تلغيم وتفشيل مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين اللبنانيين بربطه بمشروع تجنيس ما يزيد عن مليون فلسطيني وسوري هم أولاد وبنات الأمهات اللبنانيات المتزوجات من أجانب و99.9% منهم هم سنة؟
هذا التصرف لا يمكن إلا أن يكون مذهبياً وضد الوجود المسيحي في لبنان مهما غلف وزين بلازمة الحقوق.
إن إضافة مليون سني على سكان لبنان يلغي كلياً الوجود المسيحي، وبالتالي حتى مجرد تفكير “المستقبل” بهذا الأمر يخلع عنه كلياً صفة “العابر للطوائف”، وإن سحب اقتراحه الآن هو بالتأكيد سيبقيه سلاحاً في الاحتياط، كما هو حال احتياط بري الهرطقي بتهديده بين الحين والآخر “بإلغاء الطائفية”، أي إلغاء المسيحيين.
إلا يكفي تيار المستقبل الجريمة الديموغرافية التي نفذها الاحتلال السوري سنة 1994 بتجنيس ما يزيد أيضاً عن المليون إنسان ودون وجه حق جلهم من السنة (سوريين وفلسطينيين وبدو) وببركات وموافقة الرئيس رفيق الحريري وكل أذرع الاحتلال في حينه من أمثال ميشال المر وسليمان فرنجية وجان عبيد والقومي السوري وبري وحزب الله وجنبلاط؟
ومن الضرورة في مكان تطمين بعض “المستقبل المتذهب”، وأيضاً “تنفيس أوهام الغيارى على الاغتراب من المسيحيين، على أن مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين وفي حال تم إقراره لن يكون له أي تأثير أو فعل لاستنهاض الاغتراب المسيحي ليستعيد جنسيته، الذي هو أي “الاغتراب المسيحي” بالواقع “وهم وحلم يقظة” لا أكثر ولا أقل كون كل الذين هاجروا قبل الحرب الأهلية سنة 1975 قد اندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة وأولادهم وأحفادهم لم يعد لبنان بغير التبولة والكبة يعني لهم شيئاً.
أما الذين هاجروا بعد العام 1975 فهم لا يزالون يحملون الجنسية اللبنانية، كما أن معظم أولادهم وأحفادهم وأكثر الناشطين بينهم لبنانياً والمرتبطين بأحزاب ومذاهب لبنانية هم ليسوا من المسيحيين. وبالتالي نؤكد من موقعنا الاغترابي أن قانون استعادة الجنسية يخدم المغترب المسلم أكثر من المغترب المسيحي وبالتأكيد لن يكون له أي تأثير ديموغرافي لمصلحة المسيحيين على حساب المسلمين، بل ربما العكس هو الصحيح.
في الخلاصة، نحن نرى أن المشكلة الأساس في لبنان حالياً هي الاحتلال الإيراني له وأن كل ما عدى ذلك هو أعراض لهذا الاحتلال. وبالتالي على القوى السيادية من كل المذاهب والشرائح أن لا تضيع البوصلة وتتهلى بالقشور وبالأعراض الجانية وخصوصاً المذهبية العبثية منها.
هذا وبعد أن يتحرر لبنان من هذا الاحتلال الإيراني والإرهابي والمذهبي يكون حل مشكلة لبنان المذهبية والإثنية من خلال نظام علماني ومدني عصري يطبق على مراحل كما هو الحال في كندا وأستراليا وكل الدول العلمانية مع الحفاظ على تميز الشرائح اللبنانية من خلال كونفدرالية أو ما يشابهها.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
Phoenicia@hotmail.com

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقعي المنسقية الجديد والقديم
فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية

مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا