علي رباح: حزب الله السوري تجربة ساقطة حكماً/علي الحسيني: عندما يُقسّم حزب الله مدافعه بحسب منافعه/ديانا مقلد: قضاء حزب الله وقدره

378

 «حزب الله السوري» تجربة.. ساقطة حكماً
علي رباح/المستقبل/09 تشرين الثاني/15
أحداث الزبداني الأخيرة فرضت على الأمين العام لـ»حزب الله« السيّد حسن نصرالله التفاوض مع من يصفهم بـ»التكفيريين». لماذا؟ لأن السيّد لم يشعر طوال سنوات الحرب انه تحت ضغط إلا عندما حاصر «جيش الفتح» قرية الفوعة الشيعية. أثبت السيّد يومها ان دماء أهالي الفوعة وكفريا أهم بكثير من دماء ملايين السوريين الذين تتساقط على رؤوسهم براميل وحاويات البارود. حتى ان نصرالله لم يهادن عسكرياً كرمى لعيون العلويين الذين اقتحمت المعارضة بعض قراهم في ريفَي حماة واللاذقية. لماذا؟ لأن العلويين ليسوا مثل أهالي الفوعة وكفريا ونبل والزهرا، الذين يشكّلون نواة قوة عسكرية عقائدية تُعرف بـ»حزب الله السوري»، الذراع الإيراني الخالص في سوريا.
هنا حمص. يدخل حسن (24 عاماً) على جاره محمد (17 عاماً) بينما كان الأخير ينهي فروضه المدرسية. يسحب حسن «محموله الذكي» من جيبه ليُري محمد صور وفيديوات حصاد أيام من تدريبات وجهاد جاره. الشابان ينتميان الى المذهب الشيعي. إلتحق حسن في صفوف ما يعرف بـ»حزب الله السوري» منذ شهور قليلة. غاب عن عامه الجامعي الأخير ووجد طريقه في الحياة: 100 دولار شهرياً إضافة الى قطعة سلاح حديثة وتدريبات على القتال لمواجهة «التكفيريين عملاء المشروع الصهيو- اميركي». زيارات حسن لمنزل جاره محمد في شارع العباسية في حمص تتكرر. الشابان ليسا صديقَي الطفولة. «صلة الرحم» بدأت منذ شهور قليلة، تحديداً حين انضم حسن الى «حزب الله السوري». محمد، الذي وصل الى لبنان منذ ايام قليلة هرباً من مصير حسن، يقول «إن جاره عمل جاهداً لإقناعه بوجوب الإنضمام الى حزب الله السوري، فالزمن زمن حرب وليس زمن دراسة»! المغريات كثيرة وكبيرة. هل يحلم شاب سوري في مقتبل العمر بأكثر من (100-200 دولار)، لا يحظى به كبار موظفي الدولة السورية، إضافة الى سلاح حربي وبزة عسكرية جديدة، ووعود بتأمين الزوجة والمنزل له بعد انتهاء الحرب؟
يروي محمد لـ»المستقبل» تفاصيل الايام القليلة التي امضاها في صفوف «حزب الله السوري» قبل ان يهربه والده الى لبنان. يقول الشاب، بينما كان ينفث سيجارته «السيدارز»، انه لبى دعوة حسن ورافقه الى احد معسكرات حزب الله في القصير. جميع المتواجدين هناك هم من الشيعة. يسأل محمد أحدهم عن السبب من عدم وجود اي من الطوائف والمذاهب والمكوّنات السورية الاخرى في المعسكر لمواجهة الارهاب صفاً واحداً، فيجيبه «جار السوء»، كما يصفه محمد، بأن «حزب الله السوري لا يسمح بانضمام غير الشيعة اليه، إلا انه، اي الحزب، سيواجه الارهاب صفاً واحداً مع جيش الدفاع الوطني، الذي يجمع عناصر من كافة المذاهب والطوائف«. هذا في الظاهر، اما في الخفاء فالحديث يأخذ منحى آخر. يقول محمد انه وفي احدى سهرات المعسكر، تحدّث شاب لبناني بـ»إستعلاء» عن الجيش السوري. هنا، يأخذ محمد «شفّة قهوة» و»مجّة سيجارة»، ويتابع حديثه وعلامات الامتعاض من الشوفينية اللبنانية ظاهرة على وجهه: «كيف يصف هذا عناصر جيشنا بـ»الجبناء» الذين يتركون أرض المعركة؟ كيف يقول هذا ان دخوله الى سوريا هو من حافظ على صمود النظام حتى اليوم؟«.
يوميات محمد القليلة في المعسكر، كانت تبدأ بصلاة الفجر وتنتهي بدروس سياسية ممجوجة بالفقه، حيث يتحدّث «القيادي اللبناني» عن حرب «الحسينيين» على «الارهابيين أتباع يزيد»! وما بين بداية النهار ونهايته، يذهب «شباب سوريا الغد»، كما يحلو لـ»القائد» تسميتهم، الى جولات تدريبية تمهيداً للانضمام الى «الاخوة» على الجبهات.
حان وقت عودة محمد الى منزل عائلته في زيارة لا تتعدى الـ48 ساعة. يستلم بطاقة انتسابه الى الحزب، والتي تسهّل مروره على الحواجز، وتصنع منه شبيحاً صغيرا في شوارع حمص، كما يقول، ويعود الى شارع العباسيين في حمص. والده بالانتظار. فوضى شوارع حمص «النظامية» لا تسمح لمحمد بالبقاء بين أهله، يهمس «أبو محمد» في أذن وحيده. وصل محمد الى منزله تزامناً مع حوادث ميليشيوية شهدتها شوارع المدينة. تخرج ميليشيا المعروف بـ»جعفر جعفر» من حي الزهراء لتخطف احدى فتيات آل «أبو اللبن» من حي الانشاءات. الهدف من الخطف هو المطالبة بفدية كبيرة من آل ابو اللبن البرجوازيين. «لا وجود للقانون في مناطق نفوذ النظام. الحكم الميليشيوي يعلو ولا يُعلى عليه»، يقول محمد.
ليس سراً ان القائد السابق في الحرس الثوري الايراني حسين همداني، والذي قُتل مؤخرا في حلب، قاد بنفسه عملية تشكيل «حزب الله السوري« بمعاونة قيادات من «حزب الله اللبناني». حتى ان موقع يوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي نشرت فيديوات تظهر اعترافات عناصر أسرهم الجيش الحر في المعارك، بانتمائهم الى «حزب الله السوري»، كانوا بمعظمهم من الفوعة وكفريا والنبل والزهراء.
احد الضباط السوريين ممّن انشقوا عن النظام وفرّوا الى لبنان، يقول لـ»المستقبل»، إن ايران «سعت منذ مدة الى تشكيل قوة عسكرية عقائدية على غرار حزب الله اللبناني، من عناصر شيعية سورية بالاضافة الى مقاتلين شيعة افغانيين وباكستانيين وعراقيين، منحهم النظام السوري الجنسية السورية والاوراق الثبوتية الرسمية«. وبرأي الضابط، فإن ايران «اطلقت مشروع بناء حزب الله السوري بعد ان فقدت الامل بإنهاء الثورة السورية والحفاظ على النظام مدة طويلة«. ويعتقد أن خطوة ايران هذه تأتي خشية ان يفرض المجتمع الدولي حلاً سياسياً على اساس «جينيف1» والذي ينص في احد بنوده على دعوة الميليشيات الاجنبية الى مغادرة سوريا. وعليه، شكّلت طهران ذراعاً عسكرياً شيعياً سورياً مهمّته الحفاظ على مصالحها في مرحلة ما بعد الاسد.
«حزب الله السوري»، ذراع ايراني عسكري عقائدي في سوريا، على غرار «حزب الله» اللبناني و»الحشد الشعبي» العراقي و»انصار الله» اليمني. تجربة ايرانية آيلة للسقوط في اي لحظة. فصعود «الحوثية السياسية- العسكرية» لفترة وجيزة في اليمن، جاء نتيجة تحالف المصلحة مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وقواته العسكرية، وسياسة المهادنة التي انتهجها الرئيس عبد ربه منصور هادي بداية. و»الحشد الشعبي» استثمر دعم الحكومة العراقية الموالية لطهران ليتمدد على البقعة العراقية. و«حزب الله اللبناني« شكل دويلته في زمن وصاية حليفه السوري، وما لبث ان سيطر على مفاصل الدولة وفرض الوصاية الايرانية بعد انسحاب الجيش السوري. اما استنساخ هذه التجارب في سوريا، فهو محكوم بالفشل لاعتبارات عديدة. فالديموغرافيا الشيعية الاثني عشرية لا تشكل وزنا شعبيا لنجاحها. ولا وجود لسلطة قادرة على حماية هذا الاستنساخ كما هو الحال في العراق. هذا فضلا عن العداء الذي كرسته حروب ايران المذهبية في المنطقة، ما يعطي السوريين اولوية مقاتلة هذا المشروع. «حزب الله السوري»؟ قد يكون مصيره شبيها بمصير مؤسّسه الجنرال الايراني حسين همداني.

 

عندما يُقسّم «حزب الله» مدافعه بحسب منافعه
علي الحسيني/المسقبل/09 تشرين الثاني/15
لم يكن «حزب الله» بحاجة إلى فترة طويلة لإقناع جمهوره بأن الحرب التي يخوضها في سوريا هي حرب مُحقّة وتحتل قائمة الأولويات التي اتخذ على أساسها قرار ولادته العسكرية تحت مُسميات وأهداف عدّة في طليعتها مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، وهو القادر على تصنيف معاركه الداخلية والخارجية بحسب ما تدعو اليه الحاجة ووضعها في الخانة التي تتناسب مع مصلحته. على عكس ما يحاول «حزب الله» أن يُشيعه من حين إلى آخر أنه هو من يخلق الظروف التي تتناسب وكافة المراحل التي يمر بها وبأنه لا يُمكن أن يخضع لأحكام ولا لشروط يُمكن أن يفرضها عليه خصومه، تؤكد الوقائع كلها، أن المراحل هي التي تفرض على الحزب التعاطي مع الأحداث بطريقة مغايرة لقناعاته ومعتقداته ولكن من زاوية تُظهره أمام خصومه وجمهوره وكأنه صاحب القرار في ما آلت اليه أموره سواء في العسكر أو السياسة.
في فترة زمنية قصيرة جدّاً، تمكّن «حزب الله» من الحصول على موافقة علنية من جمهوره للدخول في حرب الموت في سوريا على الرغم من أن الموافقة بحد ذاتها كانت بمثابة تحصيل حاصل بالنسبة اليه وبالتالي لم يكن يعّول عليها في الأساس لعلمه المسبق أنه قادر على شيطنة خصومه في اللحظة التي تتطلب منه ذلك ووضعهم في الخانة التي يرتئيها، ومن هنا كان لا بد له من الذهاب إلى مكان آخر لا يُشبه طبيعة الدعوة التي كان اتبعها يوم جاء القرار في بداية الثمانينات بفتح جبهة الجنوب مع اسرائيل وبدء عملية استقطاب الشباب واخضاعهم لدورات تدريبية على السلاح داخل معسكراته.
اليوم تبدلت عقيدة «حزب الله» القتالية في سوريا عمّا كانت عليه في زمن الصراع مع إسرائيل، إذ انها تحوّلت من وجودية إلى عقائدية مذهبية، ومعها لم تعد عناصر الاستقطاب أو «التعبئة» في الحزب بحاجة إلى مزيد من الشروح حول أهمية الحرب في سوريا كخطوة أولية على طريق المشاركة او الإنخراط فيها كطرف سيكون له الدور الأساسي في المراحل المقبلة. ومن هذا الباب، يشرح منظرو الحزب وجهة نظرهم من الحرب هذه بتعريف عناصرهم على أنها حرب مقدسة تختص بعقيدة «أهل البيت» والدفاع عنهم وعن إرثهم، بدءاً من عهد «الخلافة» وصولا إلى «عاشوراء» بالإضافة إلى «المظلومية» التي ألحقت ببعض الشخصيات التاريخية على ما تقوله الروايات المستوردة داخل صناديق الذخيرة، لدرجة أن المتخلف عن واجب «الجهاد» هذا، يُعتبر وكأنه قد تخلّف عن مناصرة قافلة «الأولياء» وصولا الى «الولي الفقيه». ودائماً بحسب شروح ومنظّري الحزب الذين يدمجون أيضاً حكايات الخيال بتحليلات سياسية لا مكان لها في الوقائع التاريخية سوى أنها تخدم واقعهم الحالي.
يذهب «حزب الله» في شرح نظريته الخاصة حول الفرق بين حروبه السابقة مع اسرائيل والحرب التي يخوضها اليوم في سوريا. تقول النظرية إن بيئة الحزب عندما واجهت اسرائيل منذ العام 1982، كان عمادها الاساسي الحفاظ على الارض التي منها ستكون بداية الانطلاق للتوسع والإنتشار في المنطقة، وهي حرب كرّست الحزب كمعادلة لبنانية من الصعب جداً تجاوزها سواء في الحرب والسلم ومنحته أهم الأسباب للإبقاء على سلاحه ودائماً تحت حجّة حماية الأرض. لكن المنطق هذا تغيّر مع الحرب في سوريا بحيث أصبحت حربه اليوم عقائدية مذهبيّة بحت تقوم على «حماية الوجود الشيعي» و»المقامات» ومواجهة «التكفيريين» إلى آخر اللعب على الغرائز وإثارة روح التعصب ودائماً من خلال استعارته قصصاً وروايات لا تخضع لمنطق ولا يقبل بها علم أو عقل.
قيادي بارز في «حزب الله» مُصنّف على أنه من قيادة الصف الأوّل، لا يكتفي بعرض شروح حزبه حول تصنيف أو تقسيم الحروب التي يخوضونها منذ تأسيسهم، لدرجة انه وصل إلى مكان يشرح فيه لزوّاره طبيعة التنسيق الأمني والعسكري والسياسي مع النظام السوري منذ عهد الأسد الأب. يقول القيادي: «في زمن الأسد الأب كُنا نُعتقل وتُفرض علينا الحروب في الداخل والخارج وكانت تتم الصفقات على حسابنا ومع هذا كُنّا نرضخ لكل انواع الإبتزاز لأننا تعوّدنا النفس الطويل من الإيراني، حتّى أن السلاح الذي كان يُرسل الينا من إيران عبر دمشق، كانت تتم سرقة معظمه من قبل النظام وكان يُرسل الينا على دفعات لا بحسب الحاجات والأولويات«. وبإعتراف القيادي نفسه أنه مع عهد الأسد الإبن قد تغيّرت الامور وتبدلت، فأصبح «حزب الله» والإيرانيون شركاء في الحكم وفتح لهم البلد على شكل «راحة كفّ اليد» قائلاً «إختاروا ما تريدون وأفعلوا ما تشاؤون» بعدما سلّمهم مخازن السلاح والمؤسسات الأمنية وصولاً الى إدارات السجون. ويبقى العامل الأبرز والأهم لحيثية الحرب السورية بالنسبة إلى «حزب الله»، ظاهرة زج الأطفال فيها بشكل لافت وهو أمر لم يسبق أن أوقع الحزب نفسه فيه لولا أن ضرورات الحرب العقائدية والمذهبية تطلبت منه تضحيات بهذا الحجم.

 

قضاء حزب الله.. وقدره
ديانا مقلد/الشرق الأوسط/09 تشرين الثاني/15
حزب الله يلجأ إلى القضاء في قضية قدح وذم ضد الإعلامية اللبنانية ديما صادق.. مفارقة شغلتنا طوال الأسبوع الماضي في لبنان نظرًا للمعاني المتناقضة التي يحملها هذا العنوان أو الحدث. فبالمعنى السياسي هي المرة الأولى التي يلجأ فيها الحزب إلى القضاء أو الدولة التي لطالما تصرف على أنه فوقها وغير معني بها ولا تشغله كثيرًا مسألة الحقوق والحريات فيها. وبالمعنى القانوني تبين أن القضية فارغة إلى حد يثير الدهشة، إذ كان الجزء الأساسي من الدعوى قائمًا على تعليق منسوب للزميلة صادق على السوشيال ميديا ظهر بسهولة أنه غير صحيح، فيما تستند باقي القضية إلى أسئلة طرحتها صادق في ندوات تلفزيونية عن شعار الحراك الاحتجاجي في لبنان ضد فساد الطبقة السياسية، وهو «كلهن يعني كلهن»، وشمول الشعار حزب الله.. فهل الضيق كان بسبب الأسئلة؟! أم من هوية الإعلامية؟! أم من شعار «كلهن يعني كلهن» والتجرؤ الذي حصل في قلب بيئة حزب الله ضده خلال هذا الحراك..؟!
لم يكن لجوء الحزب إلى القضاء لأنه ينشد عدالة لا يوفرها لخصومه، بل هو أصدر، بمعزل عن الدولة وقضائها، أحكامًا ونفّذها في حالات كثيرة سابقة، وفي حالة ديما صادق فهو شرع ينفذ حكمه من خلال الضجة التي أثارتها الدعوى ضد صادق، مع محاولات تكاد تكون منظمة لتحطيم شخصها ومصداقيتها وصورتها. مرة جديدة نشهد سعارًا عبر هاشتاغات وتعليقات وأخبار حاولت عزل هذه الإعلامية، وبالتالي من يشابهها.. فرغم الإقرار بضعف القضية قانونيًا، لم يثنِ هذا الأمر جيوشًا وأفرادًا إلكترونيين من محيط الحزب وماكينته التعبوية عن شن حملات تشهير وتدمير اجتماعي من خلال تناول هيئة الإعلامية ومظهرها وهويتها، وطبعًا ذاك النيل الجبان من سيرتها وافتعال أكاذيب لا تقف عند حد. في هذه الحالة لا توجد قضية، لكن محاولة إقصاء وسيطرة اجتماعية. هنا يصبح التشهير والكذب هو الحملة، وهو الهدف، وهو حكم أقسى من القضاء. فالجميع يعلم أن حزب الله لن يربح الدعوى لضعف مستنداته، لكن ما يحصل محاولة تأديب وتخويف للزميلة صادق التي تبدو وحيدة في هذه المجابهة؛ فهي لا تنتمي إلى فريق سياسي أو طائفي، وهذا بحد ذاته استضعاف لها وفق الحسابات اللبنانية، فهي ورغم التضامن الذي ظهر معها، لا تزال مجردة من دعم يحتاجه من يخوض مجابهة من هذا النوع في لبنان. كما كان لافتا أنه، ورغم تضامن فرقاء في فريق 14 آذار، فإن ذلك لم يحل دون التشكيك فيها في الكثير من المواقف والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي لمجموعات وأفراد من هذا الفريق تغمز بأنها موالية لحزب الله، وأن ما يحصل مفتعل.. في قضية الزميلة ديما صادق التي يقاضيها حزب الله. نحن حيال فرد تجرأ ولو نسبيًا على بيئته، وهنا الفرد امرأة معروفة، في مقابل حزب مسلح آيديولوجي يضع نفسه في مرتبة أقوى من الدولة سياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا. محاولات تسطيح القضية ليست سوى انعكاس لرغبة عميقة في الاستسلام لمنطق الأهل والطائفة. حالة المواجهة التي حصلت بين ديما صادق وماكينة حزب الله أمر ليس ثانويًا أو تافهًا كما حاول كثيرون تصويره. إنه أمر يمس صلب معنى المجتمع المدني ومعه الحريات الشخصية والإعلامية، بصرف النظر عن الموقف السياسي أو الموقف من وسيلة إعلامية ما. نحن في لبنان نكاد نكون خسرنا كل شيء تقريبًا، فلا دولة ولا اقتصاد ولا أمن. بقي لنا ذاك الصوت الذي تكثر محاولات خنقه.
هذا هو القدر الذي نحاول أن نعانده..