ماثيو ليفيت/التدخل العسكري ضد “داعش”… الخيار الوحيد الجيد

299

التدخل العسكري ضد “داعش”… الخيار الوحيد الجيد
 ماثيو ليفيت/السياسة
09 أيلول/14

لا يخلو الهجوم على تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” من المخاطر, لكن بعض هذه المخاطر أكثر طواعية من غيرها, وإذا عنى الرئيس الأميركي أوباما جدياً ما قاله عن أن الهدف الآن هو “إضعاف وتدمير” “داعش”, فيحب عندئذٍ رفع وتيرة الضربات الجوية الأميركية ضد “الدولة الإسلامية”. ولا يمكن للولايات المتحدة أن تكتفي بالاعتماد على المشورة العسكرية للجيش العراقي واتفاق سياسي عراقي وعدد قليل من الضربات الجوية هنا وهناك, كما لا يمكنها كذلك أن تتوقف عند الحدود العراقية السورية لأن “داعش” حتماً لا تتوقف عندها. ولن يتم الإجهاز على تنظيم “الدولة الإسلامية” إلا بتوجيه ضربة قاضية في كل من شمال العراق وشرق سورية, غير أنه لا يجدر بالولايات المتحدة منح الرئيس السوري بشار الأسد الضوء الأخضر للتحرك فيما تتولى هي القضاء على أعدائه, إذ لا ينفك المسؤولون يرددون أن في سورية, عدو عدونا ليس بالضرورة صديقنا. وهذا مبدأ ينبغي على الحكومة الأميركية الالتزام به في ضوء الخيارات قليلة المخاطر التي يتيحها أمامها. ولا يملك الأسد سوى 15 إلى 18 مدرجاً متطوراً قادراً على استيعاب طائرات الشحن الروسية والإيرانية الضخمة التي تصله مدججة بالأسلحة, لذلك فإن قصف عدد بسيط من هذه المدارج لتعطيلها عن العمل سيؤثر جذرياً على قدرة الأسد على إعادة تموين ترسانته. كما أن ضرب كل من الأسد و “داعش” سيحقق منفعة إضافية وهي دعم الثوار المعتدلين في سورية, وإلا ثمة خطر بأن تؤدي العملية ضد “الدولة الإسلامية” إلى إتاحة الفرصة للرئيس الأسد لتخصيص موارد إضافية لهزيمة الحركات التي لم تصنفها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. وعوضاً عن ذلك, بوسع الولايات المتحدة كسب الوقت للمساعدة في تسليح المعتدلين وتدريبهم. فلا يجوز لواشنطن أن تضحي بهم “لأغراضها الخاصة” كنتيجة غير مقصودة لعدم تمكنها من إضعاف إمكانيات الأسد على الأقل في طور إضعاف أحد أخطر خصومه. ولربما كان الرئيس أوباما محقاً في تكراره أنه لا يوجد حل عسكري في العراق أو سورية. ومع ذلك, فمن الصعب تصور قيام حل سياسي قابل للاستمرار من دون حدوث تحسن في الوضع العسكري, وفي الواقع خاطر الرئيس أوباما كثيراً بسمعته حينما أخرج القوات الأميركية من العراق وأفغانستان, وليس من المستغرب ألا يرغب في العودة إليهما,بيد أن التنظيم الإسلامي الأشد تطرفاً في العالم أجمع يسيطر اليوم على مساحات شاسعة من الأراضي في مختلف أنحاء العراق وسورية. رغم أن الرئيس أوباما أبقى الولايات المتحدة خارج النزاع على أساس مبدأ “عدم ارتكاب الحماقات”, إلا أنه من الصعب معرفة كيف كان يمكن للتدخل العسكري أن يفاقم الوضع. واليوم من الصعب معرفة كيف يمكن للوضع أن يتحسن من دونه. * مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن, والمقالة نشرت في ” نيويورك ديلي نيوز”