نديم قطيش: لماذا الموت لأمريكا الآن/د. شمسان بن عبد الله المناعي: لماذا جاء التدخل العسكري الروسي في سوريا/حمد الماجد: مهلاً هل نسكت عن التغلغل الإيراني

326

لماذا “الموت لأمريكا” الآن؟
نديم قطيش/المدن/الإثنين 26/10/2015
يساوي المضمون “المفاجىء” لكلمة أمين عام حزب الله حسن نصرالله ليلة العاشر من محرم، مفاجأة إطلالته المباشرة على جمهوره، ما لم يزد عليها. بدا نصرالله وقد عاد الى ثمانينيات القرن الماضي وخطابها حين كان حزب الله يقارع الشيطان الأكبر، في شباب الثورة الايرانية. لم تحضر “أمريكا” في السنوات الماضية بالكثافة التي حضرت فيها في خطاب نصرالله ليله العاشر من محرم، على وقع هتافات “الموت لأمريكا”. فلماذا استحضرها نصرالله بشكل هيمن على مجمل مضمون الخطاب؟ لا يجوز الفصل بين الاستحضار وبين التوقيت. فهذا اول خطاب تعبوي يلقيه نصرالله بعد اعلان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في إيران عن موافقته على الاتفاق النووي من دون اي تعديل، والأمر بتنفيذه، رغم عمق الخلافات الداخلية في ايران والتي وصلت حد تهديد احد النواب لوزير الخارجية محمد جواد ظريف “بقتله وصب الباطون عليه” في إحدى منشآت البرنامج النووي!! فالثرثرة حول إنتصار إيران في مفاوضاتها النووية تفضحها العودة الى سجل التراشق الإيراني الإيراني حول مخاطر الاتفاق على ايران وأسس نظامها الثوري، بل الاعلان المتكرر عن إمتعاض المرشد منه ورفضه له… ثم الخضوع مرغماً لحاجات إيران لهذا الاتفاق! بدا نصرالله وكأنه يمد يد العون لخامنئي، بقوله من بيروت ما لا “جمرك” حقيقياً عليه في العلاقات الدولية، ولكن ما هو مطلوب وضروري لصيانة عملية هضم الاتفاق. التصعيد من بيروت مكابرة إيرانية خالصة ومحاولة يائسة للقول إن ما بعد الاتفاق، كما قبله بالنسبة لثوابت الثورة وعقيدتها وخطابها ومعركتها. ولأنها مجرد مكابرة بدت كثافة الحماس، “للموت لأمريكا”، مضحكة أكثر من أي شيء آخر، وشديدة الانفصال حتى عن ما يجري في ايران نفسها!! هل يذكر نصرالله وجمهوره أن الرئيس حسن روحاني قال في مقابلة تلفزيونية مع واحدة من أبرز المحطات التلفزيونية الشيطانية، إن شعار “الموت لأمريكا” الذي يردده الإيرانيون ما هو إلا “شعار” للتذكير بالأزمات المتعددة منذ 35 عاما بين طهران وواشنطن!! هل يناسبه ان ينتبه أن المساجد أزالت شعار «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل» وبدأت التخلي عن الهتاف به خلال الصلوات اليومية، بحسب ما كشف القيادي في ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، العقيد برات زادة. الحقيقة أن الاستعادة في بيروت هي بدل عن ضائع في إيران، وهي لتطمين من ينبغي تطمينه في لبنان وفي ايران، من أن ظروف النشأة هي نفسها ظروف الاستمرار. وهي اولاً وأخيراً لتبييض صفحة خامنئي الذي يدير واحداً من أعقد التحولات ولحظات التوريث في تاريخ نظام الجمهورية الاسلامية. أما السبب الثاني الذي دعا نصرالله للتركيز على أميركا، بعد إثني عشر عاماً من علاقات “التعاون والتنسيق” بين طهران وواشنطن في العراق وأفغانستان، وادارة دقيقة لتشابك مصالح البلدين وتقاطعها، فهي تخص ارتباكه وإيران امام جمهورهما حيال تطورات الوضع الميداني في سوريا. إحتاج نصرالله لعنوان يشوش جمهوره ويغطي على سؤال لا يملك حياله جواباً واحداً يحترم دماء من تبذل دماؤهم في سوريا. فهو حين يهاجم أميركا إنما يبتغي كنس هذا السؤال بعيداً. كيف يقاتل حزب الله في سوريا بغطاء جوي روسي منسق مع تل ابيب؟ هذا سؤال مركزي يحتاج الى كل الصراخ في وجه “أمريكا” للتغطية على صداه في عقل وضمير ووجدان حسن نصرالله، وهو يعرف ذلك تمام المعرفة. كل البقية حشو ولغو وثرثرة!

 

لماذا جاء التدخل العسكري الروسي في سوريا؟
د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/15
روسيا أكبر جمهوريات الأتحاد السوفيتي الذي تفكك بعد الحرب الأفغانية والذي كان يدعم حركات التحريرالوطني في العالم أصبحت اليوم تدعم الأنظمة الدكتاتورية ! لا عجب وذلك لأن عالم السياسية الدولية اليوم لا يقوم على القيم والمبادئ وحرية الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ولكنه يقوم على المصالح المتبادلة والبقاء للقوي ! وإلا هل كان ينقص الأزمة السورية شيئاً إلا التدخل العسكري الروسي لكي تحل ؟ وإذا كانت الإيجابة بنعم ! لماذا جاء التدخل الروسي العسكري متأخراً ؟ هل هذا التدخل سوف يغلب الطاولة على الثورة آم على النظام ؟ هل كان ينقص الأسد قوات عسكرية لتتدخل روسيا عسكرياً لأنقاذه ؟ لقد حشدت إيران و»حزب الله « والمليشات العراقية الطائفية بجانب البراميل المتفجرة للنظام التي تحصد المدنيين كل قوتهم في سوريا منذ خمس سنوات ولكن لم يغيروا في المعادلة شيئاً على أرض الواقع بل العكس أصبحت إيران في مستنقع لم تكن تتوقعه فهاهم جنرالات إيران يحملون في تاوبيت خشبية كل أسبوع إلى طهران ! وها هو حزب الله يتمرق وجهه في التراب السوري ولم تستطع كل تلك القوة أن تجد مخرجاً إلى الأسد .لذا هنا يأتي السؤال مرة أخرى ما هو هدف التدخل العسكري الروسي في سوريا في هذا الوقت المتأخر من الأزمة ؟ روسيا تعرف حق المعرفة أنها لن تستطيع أن تغير المعادلة على أرض الواقع لصالح النظام السوري الذي هو على شفا حفرة من الإنهيار ولكنها في أدنى الأحتمالات تستطيع أن تضمن خروج الأسد بأتفاقية سلام تضمن لها حقوقها في سوريا وهذا ما جاء واضحاً في تصريح لرئيس وزراء روسيا الذي قال « أن هدف روسيا من تدخلها العسكري في سوريا هو الحفاظ على مصالحها القومية وليس تحديد مصير الأسد «. ويقول وزير خاجيتها لافروف « نحن مستعدون لدعم الجيش الحر». أمام كل هذه المواقف و التصريحات المتناقضة للمسئولين الروس يبقى السؤال : لماذا هذا التدخل العسكري الروسي الذي جاء بحجة القضاء على الجماعات المتطرفة مثل داعش ؟ روسيا تعرف أن سوريا هي ما تبقى لها من مناطق نفوذ في مناطق المياه الدافئة بعد أن تفكك الأتحاد السوفيتي إلى جمهوريات وفقدت مناطق نفوذ كثيرة لها في العالم ولم يبقى لها من النفوذ في المنطقة والذي يعزز قوتها فيها إلا سوريا التي هي بحكم موقعها الجيوبولتيكي تقوم بنفس الدور الذي تقوم به أسرائيل لأمريكا حيث هي حامية الآمن القومي الآمريكي في المنطقة . والسبب الثاني هو المصالح الإقتصادية لروسيا حيث بلغت قيمة بلغت عقود سوريا مع روسيا 2011 أربعة مليارات دولار في شراء الأسلحة وبذلك تحتل سوريا المرتبة السابعة في ترتيب الدول التي تشتري أسلحة من روسيا وكما يذهب العديد من المراقبين أن من أهم المصالح الروسية في سوريا، ، هي الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في ميناء طرطوس حيث تعد قاعدة طرطوس البحرية العسكرية آخر موقع بحري لأسطول روسيا بمنطقة البحر الأبيض المتوسط . لذا فأن روسيا تدرك ان عملية التغيير التي يحاول الكثير من الأطراف تجربتها في سوريا قد لا تقف عند تغيير نظام الحكم وانما يتعدى ذلك الى انهاء المصالح الروسية بشكل كامل ومحاولة لإيجاد نظام حكم موالي لهذه الأطراف.لذا فأن الحل للأزمة السورية سوف ينبني على القاعدة الدولية التي تنبني على مبدأ ان الدول الكبرى تتحرك وفق مصالحها الاستراتيجية، وهي تتوزع بين مصالح حيوية وأخرى مهمة، وكل مصلحة تصاغ لها استراتيجيات وسياسات خاصة تعمل على إنجازها بأقل التكاليف وبأعلى مردود ممكن، ويختلف فاعلية كل وسيلة عن الأخرى، كما ان توظيف أي وسيلة يكون وفق قواعد تمليها نوع وحجم المصلحة. من هذه القاعدة لنا أن نتخيل كيف سيكون الحل للأزمة السورية !

 

مهلاً.. هل نسكت عن التغلغل الإيراني؟
حمد الماجد/الشرق الأوسط/27 تشرين الأول/15
تصريح رئيس تحرير «الأهرام» المثير حول «عاصفة الحزم»، ووصفه لها من طرف واضح وليس خفيا، بأنها اعتداء على اليمن، وهدم للمستشفيات والمدارس والمعالم الحضارية والتاريخية، رأي تجاوز الخطوط الحمراء، وكنا سنبلع على مضض قبول رأيه في إحجام مصر عن المشاركة القتالية في «عاصفة الحزم» مع حاجة السعودية للثقل المصري العسكري، من باب أن هذا رأي رئيس التحرير في موازنة المصالح والمفاسد في المشاركة المصرية العسكرية، لكن أن يسمي حرب السعودية الدفاعية ضد التغلغل الإيراني في جزيرتنا العربية عدوانًا فهو العدوان ذاته من شقيقة كنا نظن أنه لا يفصل بيننا وبين مشاركتها إلا «مسافة السكة»، وهذه الفكرة لا يتبناها رئيس تحرير «الأهرام» فحسب، بل معه ثلة من مقدمي البرامج الحوارية الفضائية المصرية وكتاب الرأي. يكاد المرء يتميز من الغيظ حين يرى عددًا من الكتاب والمثقفين العرب وقد تاهت بوصلتهم عن إدراك الخطر الإيراني، عفوًا، هو ليس خطرًا محدقًا، بل عدوان حل فعلاً بساحة العرب، فإيران تحتل العراق وتسيطر على سوريا وتهيمن على لبنان من خلال حزب الله الذي يملك جيشًا عقائديًا يفوق عدده عدد الجيش اللبناني، ثم التفت إيران مؤخرًا على خاصرة الجزيرة العربية لتحتل اليمن احتلالاً صريحًا، في طريقها للسيطرة على دول الخليج العربي، والمؤلم أن هؤلاء الكتاب والإعلاميين يرددون وهم لا يفقهون: إننا تورطنا في حرب طائفية كان الأولى أن ننأى بأنفسنا عنها. أكاد لا أصدق أن هؤلاء الكتاب العرب بما يملكون من مراكز دراسات استراتيجية وبحثية لا يعرفون أن إيران «الطائفية» تشتغل في العراق وفي سوريا على مسارين: مسار عسكري لبسط نفوذها من خلال الميليشيات العقائدية التي تعمل على التغيير الديموغرافي بالتصفية الطائفية أو بالتهجير، وهذه الملايين التي نزحت من سوريا تعمل إيران جاهدة على إحلال الشيعة محلهم، بعد أن عملت بهدوء على «جعفرة» العلويين، أقصد تحويل العلويين إلى المذهب الشيعي الجعفري، وذلك منذ أن تأسس الحلف الطائفي الأزلي بين إيران ونظام بشار بداية الثمانينات الميلادية، ثم تحولت إلى «جعفرة» بعض الزيديين في اليمن منذ أكثر من ثلاثين عاما عبر فرقة الجارودية وهي التي ينتمي لها الحوثيون، وهي فرقة زيدية متشددة والأقرب للمذهب الجعفري الاثنى عشري. أطرح على زملائنا المصريين، إعلاميين وكتابًا، ممن يريدوننا أن نسكت عن التغلغل الإيراني في منطقتنا وتهديدها لكياناتنا باسم مناوأة الطائفية تساؤلاً «فرضيًا»: ماذا لو أن إيران أمدت بعض الذين تشيعوا في ليبيا بالعتاد والسلاح النوعي، وبدأت ميليشيات الشيعة «المؤدلجة» باحتلال المدن المتاخمة للحدود المصرية، ثم سيطرت على بنغازي لتواصل زحفها نحو العاصمة طرابلس؟ وفعلت إيران ذات الشيء مع ميليشيات الشيعة شمال السودان التي سيطرت على عدد من المدن والبلدات السودانية المتاخمة لمصر، ومع كل احتلال للمدن والبلدات السودانية تعمل هذه الميليشيات على مسارين: تهجير السنة من قراهم أو التبشير بالمذهب الجعفري الاثنى عشري الشيعي بين السودانيين السنة؟ بل شاغلت إيران مصر عبر بعض المصريين الشيعة ممن يطالب باستقلال سيادي لمناطق الشيعة في مصر، فهل يعقل أن مصر ستسكت عن الحراك الطائفي الإيراني باسم عدم التورط في صراع طائفي؟ وهل ستقبل مصر أن يتهمها أحد بالطائفية، لأنها درأت عن نفسها الخطر الذي يهدد كيانها ووحدتها المذهبية ويتلاعب بالديموغرافية المذهبية في الدول المجاورة لها؟