البطريرك أنطون عريضة والمارونية الإنسانية والإيمانية الحقة

483

البطريرك أنطون عريضة والمارونية الإنسانية والإيمانية الحقة
في أيار 1935 فرضت سلطات الانتداب الفرنسي بموجب نظام المونوبول احتكار زرع التبغ وتصنيع السكائر لمصلحة الريجي فأقفلت المعامل وخربت بيوت لبنانيين كثيرين، وسارت الى بكركي تظاهرة شكوى من جوع حقيقي ملأت خلالها نساء حاملات أطفالهن باحة الصرح والأدراج ببكاء ونواح، وعندما أطل عليهم البطريرك أنطون عريضة لم يقدر على التكلم لشدة تأثره فبكى معهم. البطريرك عريضة كان رهن صليبه وخاتمه الذهبيين وكل ما بقي عنده لتاجر قمح مسلم في طرابلس التي كان مطرانا عليها كي يساعد الجوعى خلال الحرب العالمية الأولى وعندما انتهت الحرب أعاد اليه التاجر الصليب والخاتم والأغراض وسامحه بقيمة الدين ” أنت سيدنا رجل آدمي رهنت ما تملك لتساعد الفقراء، ليت كثيرين مثلك”، قال له التاجر الطرابلسي. وفي أيامه كانت بكركي ملاذ الفقراء.
(الصورة من أرشيف جريدة “المعرض” لتظاهرة النساء العاملات في مصانع التبغ مع أطفالهن في بكركي).